عيد العافية ! 

معاذ الخميسي



معاذ الخميسي

معاذ الخميسي
لا أعتقد أن هناك أهم من العافية .. ولذلك فقد قيل منذ القدم أن العيد عيد العافية .. وفعلا من منحه الله نعمة الصحة والعافية فقد منحه أهم النعم ومكنه من أن يعيش سعيدا وكل أيامه أعياد وإن كثرت الآلام وازدادت الصعوبات وتوسعت دائرة الهموم والغموم.
 وفي أحوال كثيرة لا تنفع الثروة ولا الجاه ولا السلطان في الحصول على الراحة المطلوبة وفي ملامسة عيد العافية الدائمة إذا ما نزل القدر وابتلى الله عبده .. وحينها تفقد الحياة مذاقها الجميل وتتوارى السعادة في الوقت الذي يعيش فيه فقراء معدومو البهجة والسرور وتغمرهم الفرحة ما دامت العافية حاضرة .. وصدق عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والتسليم عندما قال «من بات معافى في بدنه يمتلك قوت يومه فقد حاز الدنيا بمافيها».
 ومن المهم عند البحث عن السعادة أن لا ينظر الإنسان إلى أعلى مما يعيشه فيتعب .. وأن يكون مستوعبا لما حوله وما هو أقل منه ليعرف أنه أفضل حالا .. ويكفي أن ينعم أي شخص منا بالعافية ليعيش أدق تفاصيل السعادة.
 وعندما ينظر الإنسان إلى مصائب الآخرين يكون أكثر حرصا على ما تعلمناه من ديننا في العون والمساعدة ولو بالدعاء .. وأن لا ينسى القول: الحمدلله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه.
 وهناك ما هو أشد وجعا وأكثر ألما من فقدان العافية .. وهو فقدان راحة البال والاستقرار .. وهنا يفقد الإنسان طعم الحياة يستيقظ مهموما وينام مغموما ولا يشعر بلذة الطمأنينة ولا راحة الضمير عندما يكون قد أوغل في الظلم أو مارس النهب والسطو أو أكل من الحرام أو أفسد دنياه وآخرته بفساد ذمته وطول يده وكثرة مظالمه .. وهؤلاء ليس لهم عيد .. وليس بإمكانهم إلا أن يعيشوا سعادة “مزيفة” !
 ولا بأس في أن نؤكد أو نجمع على أن العيد هذه الأيام فقد لونه وحضوره ومذاقه ومثلما استقبلناه قبل أيام ها نحن نودعه دون أن نشعر به كما كان في أعوام ماضية .. ولذلك لا مفر من أن تكون العبارة الدائمة في أفواه الناس ” العيد عيد العافية” !
ومن جماليات العيد ألتى عرفناها ومازالت باقية أغنية “أنستنا ياعيد” فهي الوحيدة التي مازالت قادرة على أن تسيطر على المشاعر وأن تسبح بنا مع كلماتها الرائعة ولحنها الجميل وطابعها الفرائحي الخاص .
 وربما أن العيد له طابع مميز وشكل مختلف في ثغر اليمن الباسم عدن التي شهدت بفضل الوحدة المباركة واهتمام فخامة رئيس الجمهورية تطورا مذهلا في جميع الاتجاهات وخظت باهتمام كبير أهلها لأن تكون قبلة اليمنيين والسياح .. وكذلك عروس الساحل الشرقي “المكلا” .. وعروس الساحل الغربي “الحديدة” .. إلا أن الأمر يظل معلقا عند الكثيرين بما هو معروف عن العين البصيرة واليد القصيرة .. ومحكوما بـ”الغلاء” المستمر و”جشع” التجار الذي لم نجد من يوقفه !!
 وإذا ما فكر أحد الآباء الذهاب إلى المتنزهات السياحية فهي “معدومة ” تماما رغم أن ماحوله العاصمة في “شبام” أو “الأهجر” أو “سنع” يؤكد أن بالإمكان أفضل مما كان .. لكن من يسمع .. ومن يستوعب .. ومن يعقل !
 وحكاية “الحدائق” محاطة بالشكاوى من الازدحام الشديد .. ومن التعامل التجاري “الجشع” مع الأطفال وأسعار الألعاب .. ومؤخرا من الإنطفاء الكهربائي كما حصل بعد عصر أمس الأول في حديقة السبعين حين عاد معظم الأطفال مكسوري الجناح والخاطر رغم أن ما يجنيه الملاك من أرباح يمنحهم القدرة على شراء أكثر من مولد كهربائي !
 دعونا من الخوض في ما يجلب “الألم” .. ويكفي أن نستشعر من عيد الفطر .. وعيد الأضحى القادم عظمة وحدة الأمة الإسلامية وأن ندرك بأن وحدتنا اليمنية هي عيد آخر يمنحنا الفخر والاعتزاز اليوم .. وغدا .. وإلى أبد الآبدين.
 وفي اتجاه آخر .. تتجلى روعة العيد في بهجة النفوس بمشاعر المحبة والأخوة وتأكيد التواصل وصلة الأرحام .. وهذا هو العيد الذي نتمنى أن نعيشه طوال أيام السنة .. ومع أي منغصات تذكروا أن العيد عيد عافية ! Moath100@yahoo.com

قد يعجبك ايضا