مشاهد يومية.. البتول 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش

{ مات عبدالرحمن وعبدالرحمن عبدالقادر في حياته كان «بتول» البلاد منú يشق الأرض بمحراثه وثوريه «ذهب» حقنا ونجيم حق «بت عبده» – رحمها الله – تلك المرأة الرائعة من اللاتي «يسúويúن» عشرين «راجل».

ينظر كثير من الناس إلى «البتول» على أنه كائن ناقص «فلان ابن بتول» بينما البتول و«البöتúلة» من أنبل المهن على ظهر الأرض وهل هناك أشرف من أن تنغمس برجليك وحواسك وسط تراب الأرض الذهب التبر الذي يغتسل به القرويون ساعات ودقائق أيامهم.

عبدالرحمن عبدالقادر عبدان – رحمه الله – كان بتول «قريتنا» أظل وأنا صغير – وحتى حين كنت أعود من الإجازات من تعز إلى قريتي – أظل أنتظره صباحا حتى يأتي حاملا «العدة» و«المضúمöد» على كتفه وأمامه ثور «بت عبده» يدخل إلى دارنا يخرج الثور «ذهب» من «السفöل» وأنا أساعده ينطلق بهما نحو الأرض وأنا أجري بعده والكلب «خرشوف» عند الحول «ذالعلس» أو «بريúجهú» أو «هيجة السد» يرفع المضمد إلى ما بين كتفي ذهب ونجيم يركب العدة بـ «السöكú» على المضمد ثم يبدأ بتحية الأرض حيث يشقها لزرع الخير في أعماقها بـ «السحúب» كنت أظل أجري بعده وصوته يهدر : «اليوم يوم الذري واتهردي يا غبرا» كان ينطق الأرض يشقرها يخاطبها بالطلب إلى غبرتها أن «تتهرد» بالاخضرار في ما بعد.

ترى «السحúب» يشق الأرض والثورين يرسلان أنفاسهما اللاهثة كأنما بها يلثمان وجه الذهب الذي بين أقدامهما هل هناك – إöذا – أنبل من مهنة «البöتالة» أو حراثة الأرض¿ هل هناك أشرف من العلاقة بالأرض التي تخرج الزرع وتهب الإنسان خيرها¿

ترى «العöدف» وقد قذفت بها الأرض عبارة عن كتل من التراب تأتي النسوة أيام «الردöيúس» لتفتيتها إلى قطع صغيرة في مشهد بديع يقتسمن صفين متقابلين ومن نهاية «الكدرة» حيث قريتي تسمع «الهجöيúل» يتردد صدى في الآكام تتلقفه الآذان كأنه مزن الله العلي القدير.

«ألا يا مولى الهم هوروبو … جلل» يكون عبدالرحمن قد انتشى والثوران انتشيا لرائحة التراب تلك الخمúرة التي تدير رؤوس المزارعين نشوة ترى مشقر البتول يتمايل طربا يشد مئزره يدعوني : يا «درح» هكذا كان يسميني لا أدري كيف اختار هذا الاختصار لاسمي¿ ربما تدليلا.

يدعوني لاعتلاء ساق العدة أركب عليها كانت من أجمل لحظات عمري أن أركب عليها ولن أنسى ما حييت أظل راكبا ذهابا وإيابا وكلما وصلنا إلى نهاية الحول سمعت صوته : هوه هه هوه هه فيلتقط الثوران الإشارة أيهما سيدور في الاتجاه اليمين أو اليسار ويعود إلى شق «التلúم» الثاني.

عند العاشرة صباحا تأتي إحدى النسوة بـ «قهوة حöن الغدى» يرتاح البتول وأظل أنا أنظر مليا إلى عرق الثورين وعبدالرحمن عبدالقادر على السوم يسكب قهوته ويدندن فرحة الأرض الغامرة : «يا الله بموسم الخير» إلى الظهر حين يغمر الظلال «دقúم» الغراب يعرف أن الظهر أزف يريح ثوريه يفك العدة والمضمد وبعده نعود إلى دورنا.

في الأحوال القريبة يكون حميد منصر قد فسح لأثواره وفي حول آخر يكون أحمد سلام قد أذن لنفسه بالانصراف وفي القرية الأخرى «الوجúد» تسمع هجيل يوسف وعبده ثابت تكون الأرض قد استرخت وتهيأت لتلقي «الذري» استعدادا للإخصاب بعد أن يحتضن التراب حبيبات تنبت زرعا وحبوبا.

رحم الله عبدالرحمن عبدالقادر صاحبي البتول وسلام على البتول الذي لا يزال يشق الأرض الآن يوسف محمد أحمد سلام «سبúلة».

}  }  }  }

القعود

{ أحيانا ننسى أنفسنا أو بمعنى آخر ننسى أهل البيت لقربهم منا ومن أنفسنا لكن تأتي لحظة تدعوك «أن الأقربون أولى بالمعروف» في هذه العجالة أقول كم عرفت بشرا جميل النفوس والأفئدة لكن محمد القعود هذا الذي يظل يهددنا برفع «الصماطة عن رأسه» إذا ما غضب منا يظل من أجمل البشر نفوسا عرفتها وطيبة وإنسانية وإيثارا قل أن تجده هنا أو هناك مثل هذا الإنسان له علينا القول إن النفوس الخضراء تزرع لها في أعماقنا ألف وردة وسنبلة قمح.

شكرا محمد القعود لكل شيء فأنت أشياء كثيرة ليس أقلها قلم مغروس في تربة الأرض بل لأنك ما زلت أنت أنت الذي خبرناه وعرفناه.

}  }  }  }

خالد سنهوب

{ في نادي شعب صنعاء حيث كنا نلهث وراء كرة القدم وأقدام اللاعبين كان ثمة شاب جميل النفس والوجه بسرعة صعد من بين الصفوف إلى خط هجوم الشعب الناري يومها ضمن «فرسان الشعب» كما كان يطلق عليهم حسين العواضي لا أزال أتذكره بلهجته الصنعانية : «يا أستاذ ادوا لي زلط أشتري لي بوت

قد يعجبك ايضا