منتهى الهمجية! 

فايز البخاري



فايز البخاري

فايز البخاري
في كل بلدان العالم تحدث انتفاضات وثورات وأزمات سياسية واقتصادية خانقة وخلافات بين الدولة والمعارضة تصل إلى حد الضرب بالأيدي داخل البرلمان وكذلك تحدث خلافات بين الدولة وبعض القبائل في الدول التي يقوم نسيجها الاجتماعي على القوى القبلية.. ولكن في كل تلك الدول وبكل ما مرتú به مöن ظروف لم نسمع أبدا عن من قام بتفجير أنبوب نفط أو قطع أسلاك الكهرباء العمومية أو اعتدى على منشآت خدمية عامة.
لكن هذا حدث في بلادنا اليمن التي يحاول بعض الغوغاء والخونة أنú ينحرفوا بأبنائها عن مسارهم الحضاري الصحيح نحو الطريق الخطأ الذي سيقود البلاد إلى مستنقع لايمكن الخروج منه بسلام.
وقد نسلöم جدلا أن ما تقوم به أحزاب اللقاء المشترك مöن اعتصامات ومسيرات بشكل أزعج عشرات الآلاف من الأسر وفرض عليهم حصارا خانقا شيء مشروع لكن ما لايمكن التسليم به هو أن تقوم تلك الأحزاب بالزج ببعض عناصرها المتهورة إلى قطع الطرق وتفجير أنابيب النفط وكابلات الكهرباء تحت ذريعة الضغط على الحكومة وكبار رجال ومسئولي السلطة والنظام مöن أجل التسليم لهم بما يريدون وترك البلاد ضاربين بمصلحة الوطن ومصلحة السواد الأعظم من الشعب عرض الحائط لأن من يتضرر مöن هذا السلوك العدواني الهمجي هم البسطاء مöن المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة فحين تنطفئ الكهرباء يكون لدى كبار المسئولين الذين يظن هؤلاء الغوغاء جهلا أنهم يضرونهم أكثر مöن مولöد كهربائي وخازنات للطاقة وبالتالي فإن مثل هذا السلوك الهمجي لا يصيب بأذاه سوى المواطن البسيط الذي هو بأمس الحاجة للتيار الكهربائي لتسيير حياته اليومية بالشكل المطلوب.
ومöن الغريب أنú يفهم أولئك الغوغاء غير ذلك وأنهم يتفاخرون بإتعاب الدولة في ملاحقة إصلاح كل ما يقومون به مöن إعطاب للكابلات الكهربائية وأنابيب النفط متناسين أن ذلك السلوك الهمجي لا يصدر عن شخص سوي أو مöن إنسان مسلم يؤمن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسúلöم من سلöم الناس مöن لسانöهö ويدöه)..
في تونس ومصر حدثت ثورة حقيقية لها مسبباتها خرج فيها الملايين إلى الشوارع واصطدموا بقوات الأمن وسقط الآلاف مöن الشهداء ومع ذلك لم نشهد أنه تم قطع سöلك واحد مöن أسلاك الكهرباء أو تفجير أنبوب نفط عدا تفجير أنبوب الغاز المصري الذي يضخ للكيان الصهيوني وفي ذلك واجب ديني وقومي مقدس.. فهل كان أنبوب نفط مأرب أيضا يضخ للكيان الصهيوني دون أنú ندري¿!
اليوم الحرب قائمة على قدم وساق في ليبيا وسوريا وقبل ذلك في العراق وأفغانستان ومع ذلك لم يقم أي طرف مöن أطراف الحرب أو الخلاف بقطع أسلاك الكهرباء أو تفجير أنابيب النفط.
نحن بحاجة إلى أن نتمثل السلوك الحضاري في أعمالنا قبل أنú نتشدق بالقول الثوري ونسعى مöن خلال ذلك إلى العبث والخراب تحت ذريعة الفعل الثوري وإرهاصات الثورة لأن الثورة -أية ثورة- تقتضي الانتقال بالبلدان إلى الأفضل لا أنú تقودها إلى الخلف كما هو حاصل مöن قöبلö العناصر الغوغائية في بلادنا التي تدعي عكس ما تؤمن وتمارس على صعيد الواقع. ومن يدقöق في ذلك يجد البون شاسعا بين ما تنادي به أحزاب اللقاء المشترك في بلادنا مöن مفاهيم ومبادئ الدولة المدنية الحديثة وبين ما تقوم به مöن سلوكيات همجية ورجعية لا تنم عن أن هذه الأحزاب تمت للمدنية بصلة!
يجب أنú يجمöع الجميع سلطة ومعرضة على أن السلوك الذي يؤدي إلى إرهاق المواطنين ومعاناتهم جريمة كبرى لا تغتفر وأن مرتكبها خارج على القانون ومجرم حرب يستحق أنú يطبق فيه حد الحرابة بقطع رجليه ويديه مöن خلاف ليكون عبرة لمن يحاول العبث بعد ذلك بالمنشآت العامة التي تحرم الملايين من الناس أشياء ضرورية في الحياة اليومية وتتسبب في خسائر فادحة تشكöل لهم عبئا لا يمكن تحمله في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد.
وما لم يحصل ذلك فإن القوى السياسية مجتمعة تتحمل وöزر هذه المعاناة التي يتسبب فيها بعض الغوغائيين ومدمني السلوك الهمجي الذين لا يحترمون شرعا ولا عرúفا ولا قانونا.. وبالتالي مöن غير اللائق بنا القبول في جسد شعبنا النقي بمثل تلك العناصر الخبيثة التي يوجب الشرع قبل القانون اجتثاثها مöن على الأرض تماما.                                                  
faiz.faiz619@gmail.com
 
 
 
 

قد يعجبك ايضا