الثورة الحقيقية!!
فايز البخاري
فايز البخاري
فايز البخاري
مöن دونö خوض في نقاش عقيم عن ماهية ما هو حاصل في واقع المشهد السياسي اليمني هل هو ثورة أم انتفاضة يجب أنú ندرöك جميعا -سلطة ومعارضة- أننا بحاجة فعلية لثورة حقيقية ثورة تجتث منظومة المفاهيم الخاطئة التي مازالت ترزح وتعشش في أذهان الكثير مöن الغوغائيين الذين لا يحلو لهم العيش في ظل دولة النظام والقانون هذه المفاهيم التي تسببتú في الكثير مöن الصراعات والأزمات التي عاشها الوطن خلال العقود الأخيرة.
نحتاج لثورة ضد السلوكيات والأفكار العفنة التي برزتú مؤخرا بشكل جلي وطفحتú على السطح بفضل هذه الأزمة الراهنة لتقول للجميع هناك ما يجب أنú يلتفت له الكل ويعمل على القضاء عليه وحينها فقط نستطيع أنú نقول أننا صنعنا وحققنا ثورة شملتú مختلف شرائح المجتمع وأحدثتú تغييرا في منظومته الاجتماعية ومجموعة البنى التقليدية التي تتسيد المشهد السياسي وتريد قولبته بالشكل الذي تراه مناسبا لميولاتها ومصالحها الذاتية بعيدا عن الشعارات البراقة التي ترفعها وهي غير مؤمنة بها أصلا بدليل تناقض أقوالها كلية مع ما تنادي به وأبرز تلك الشعارات شعار الدولة المدنية الحديثة التي عرتها الأسلحة الحديثة مöن صواريخ لو وقذائف الآر بي جي والمدافع والرشاشات الثقيلة.. فأية دولة مدنية يزايدون بها على السذج والرعاع¿!
اليوم التقطعات انتشرت بشكل يوحي أننا في أفغانستان أو الصومال وأسلاك وكابينات ومولدات الكهرباء وأنابيب النفط تم تدميرها بطريقة وأسلوب يؤكöد أننا ما زلنا نعيش في عصر التخلف والانحطاط وأن عهد الفيúد وزمن (انصرني وكل شيء لك مباح) مازال يخيم ويلقي بöظöلاله على الكثير مöن العقليات التي سعتú بعض الفئات خلال الفترة الماضية مöن عهد الثورة السبتمبرية على الإبقاء عليها داخل توابيت الجهل ورداء الهمجية حتى يتسنى لها السيطرة عليهم وخلق أتباعا لا يعرفون سوى الطاعة العمياء إما لöمن يدفع أو أكثر للمناطقية والعصبية المقيتة!!
وهما في الإثم والهمجية والبربرية سيان وكلاهما مöن موروثات العهد المباد التي تسعى القوى المأجورة والمأزومة اليوم إلى تأجيجها بعد أنú يأستú مöن البقاء في ظل مجتمع تسود فيه مفاهيم الحرية والمساواة والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية التي تتناقض تماما مع مشروعهم الانقلابي السادي الذي يسعون لتعميمه بشتى الطرق المخالöفة التي أدخلتú البلاد في دوامة أضحى الشعب يعاني منها مرارات وليس الأمرين في ظل أزمة خانقة توشك أنú تؤدي إلى انفجار عارم لن يسلم منه حتى من يعملون على مفاقمة واستمرار هذه الأزمة بطريقة أو بأخرى!
فعلا إننا بحاجة إلى ثورة ولكنها غير هذه الثورة المزعومة التي يقودها الخارجون على القانون والمنشقون وناهبو الأراضي ومن تلطختú أياديهم بالفساد والعمالة إن ثورتنا التي ننشدها لا يمكن أنú تتحقق بالدبابة والمدفع ولكن بالتعليم والتثقيف والتنوير الذي تحاربه الكثير مöن القوى الظلامية والرجعية التي تتزعم العناصر الخارجة على القانون لأن هذه المفاهيم التي سعتú القيادة السياسية بزعامة ابن اليمن البار الرئيس علي عبدالله صالح على تعميمها تحمل في جوهرها وطياتöها ما يقوöض مشاريع تلك القوى الظلامية التي تجد في الجهل والأمية البيئة الخصبة لنشر أفكارöها الهدامة والتوسع والانتشار.. فهل آن الأوان للقيام بهذه الثورة¿!
آمل أن تعي الجهات المعنية هذه الرسالة وتسعى لمواجهة القوى الظلامية بمزيد مöن التنوير والتثقيف فذاك أجدى وأنفع وفي الوقت نفسه أقل ضررا وتكليفا وهو ما نحتاجه في اللحظة الراهنة التي لم يعد المواطن فيها قادرا على تحمل أكثر مما هو حاصل!!