الكثير من القيم والمبادئ الثورية أهدرت من بعض المحسوبين على الثورة


حوار/ صادق هزبر –

مثلنا أول طليعة شبابية تنخرط في
الحرس الوطني للدفاع عن ثورة سبتمبر

تحول الحرس الوطني إلى جيش حديث بتعداد 400 ألف مقاتل بإشراف القوات المصرية

الكثير من القيم والمبادئ الثورية أهدرت من بعض المحسوبين على الثورة

الثورة قلصت من نفوذ المشايخ.. وهناك من كان جمهورياٍ في النهار وملكياٍ في الليل

التدخلات الأجنبية وشراء الذمم والخيانات ثلاثة تحديات واجهت الثورة السبتمبرية.

الحرس الوطني لم يكن له ولاءات قبلية في بداية تشكيله

علي عبدالمغني تعرض لخيانة دنيئة .. وعبدالرقيب عبدالوهاب لمؤامرة

التوجيه المعنوي قدم الكثير من الشهداء أبرزهم أحمد سالم المعمري وعبدالله بغده

للفنانين الآنسي وزيد عيسى حفزا المقاتلين في مواقع الصمود.. وصحيفتا الثورة والجمهورية كان لهما دور كبير

الثوار الحقيقيون لم يكرموا بحق إلى اليوم وما حصل كان عبارة عن مظاهر

حين تجتمع ثنائية النضال الوطني الحقيقي والفكر السياسي العقلاني وتمتزج بمنطق وروح الولاء لله وللوطن في قامة وطنية نضالية كالعميد نعمان محمد المسعودي فإنك أمام شخصية كاريزمية وهامة وطنية وعسكرية وإعلامية كبيره كان له سبق النضال الثوري ضد حكم الإمام أحمد حميد الدين في ثورة الـ 26 من سبتمبر.. وأن تلتقي في حوار مع الأستاذ المسعودي فإنك أمام ذاكرة وطنية تاريخية مليئة بالشواهد والأحداث الحقيقية التي شاركت في الدفاع عن الثورة السبتمبرية المجيدة وحرب السبعين يوماٍ..ويأسرك حديثه الصادق عن هذه الأحداث من بدايتها وما تعرضت له الثورة من مؤامرات سواءٍ خارجية أو من بين بعض صفوفها التي لم تتشرب مبادئ وأهداف الثورة.. والأستاذ نعمان محمد المسعودي غني عن التعريف كونه من طلائع الشباب الذين هبوا من عدن للدفاع عن ثورة الـ 26 سبتمبر بقيادة الزبيري والنعمان ومن النواة المؤسسين للحرس الوطني في عام 1962م وأحد مؤسسي التوجيه المعنوي إبان الثورة السبتمبرية ومدير دائرة التوجيه المعنوي خلال الفترة من منتصف العام 1967م وحتى 1968م أثناء حرب وحصار السبعين يوماٍ فضلاٍ عن دوره الناصع في جبهات القتال في الحيمتين وخولان وصعده وحجه ضد الملكيين وكان من خريجي أول دفعه من الكلية الحربية المصرية بعد الثورة وأنتهل من مبادئ ثورة سبتمبر معاني الولاء والحب للوطن واعتصر من مزن معدنه الأصيل كل قيم الاحترام ونكران الذات وعدم المن أو الظهور.
الثورة التقت المناضل نعمان المسعودي فإلى حصيلة اللقاء التالي:

حوار/ صادق هزبر

بداية هل لكم أن تطلعونا على جزئية من حياتكم النضالية¿
أولاٍ النضال هو صفة أعطيت للناس الذين ناضلوا صحيح ولكني أنا أحب أن تعطى للشهداء.. الحمد لله عندما قامت ثورة الـ 26 من سبتمبر عام 1962م كنت في عدن وما أن جاء نداء الثورة السبتمبرية وما حصل من حماس شعبي عارم جعلنا نحن الشباب في مقدمة من لبوا النداء الوطني وتركنا بيوتنا وأهلينا وانطلقنا صوب تلك السيارات التي أخذت الشباب من الشمال والجنوب وما كان الناس يفرقون بين هذا شمالي وهذا جنوبي في تلك المرحلة وأيامها كانت عدن تحت الاحتلال البريطاني ومن كانوا في هذا الجزء هم يمنيون فكان الانطلاق الشبابي من المتطوعين كبيراٍ وكانت البداية الحماسية في أوجها والكل مقتنع بأهمية الثورة والدفاع عنها وانطلقنا بمسيرة من عدن وطبعاٍ الذين جهزوا هذه المسيرة هم المناضلون القدامى» أو ما يسمى الاتحاد اليمني» تحت إشراف المناضل الكبير الاستاذ أحمد محمد نعمان وأبو الأحرار اليمنيين الأستاذ محمد محمود الزبيري وتم إعداد هؤلاء الشباب المتطوع بهذه المسيرة من السيارات من عدن إلى تعز وفي تعز كان قسم من أعضاء ثورة 26 سبتمبر قد جهزوا لنا الأماكن في قلب المدينة لاستقبالنا فكان هؤلاء الشباب هم النواة الأولى التي أسست « قوات الحرس الوطني»

النواة الأولى لتأسيس الحرس الوطني
متى تم تجهيز وتأسيس قوات الحرس الوطني وأين كان موقعك في هذه القوة¿
«أسست قوات الحرس الوطني» في أكتوبر 1962م وقسمنا إلى كتائب وسرايا فكان من نصيبي أن أدرجت ضمن « سرية 26» وتمكنا بعد ذلك من التدريب والتأهيل في ميادين تعز وأستطيع القول أن التدريب في تعز كان المنطلق الأول لتكوين سرايا الحرس الوطني وأنا هنا أذكر الأجيال اليمنية بهذه القوه التي كانت بمثابة نواة بناء الجيش اليمني الحديث وكذلك أقول أن قوات الحرس الوطني تشكلت بسرعة وتكويناتها كانت من طلائع الشباب المثقفين والخريجين والمقتنعين بمبادئ وأهداف الثورة والمؤمنين بحبهم لليمن وللنهوض باليمن وحماية ثورة الـ 26 من سبتمبر.

مقر الثورة الرئيسي
ماذا بعد تشكيل هذه السرايا في الحرس الوطني¿
بعد أن استكملنا التدريب والتأهيل العسكري انطلقنا إلى صنعاء ودخلنا إلى العرضي لأنه كان المقر الرئيسي للثورة اليمنية وكان هناك المناضل المرحوم عبدالله جزيلان وزملاؤه والمناضل الرئيس السابق المرحوم عبدالله السلال هناك في العرضي تدربنا أيضاٍ في العرضي وتم تقسيمنا على أساس أسلحة سواءٍ المدرعات والمدفعية والمشاة وكان أقوى الأسلحة آنذاك هو سلاح المشاة وأخذنا تدريبات على الأسلحة الخفيفة من رشاشات وهاون ومسدسات وغيرها وتوزعنا على مناطق الحروب والجبهات ضد الملكيين وكنت أنا في الحيمتين وكذلك نتنقل إلى خولان أيضاٍ ومن ثم إلى عدة جبهات منها صعدة وجبهة حجه كذلك.

أيماننا بأهداف الثورة
هل ذهبتم إلى تلك الجبهات بتلك الأسلحة¿
نعم ذهبنا إلى تلك الجبهات بتلك المعدات وكانت معنوياتنا كبيرة إيماناٍ بأهداف الثورة وقد إبلي الحرس الوطني بلاءٍ حسناٍ وبحكم تعليمي ودراستي ومعرفتي بالعلوم العسكرية كان القادة والمناضلون الثوار يستقطبونني ولهذا بقيت ملاصقاٍ وملازماٍ للقادة في تلك المواقع العسكرية وعلاقات عامة بل وتوجيه معنوي في كل المواقع المرابطة والمدافعة عن ثورة الـ 26 من سبتمبر1962م.

المناضل البطل علي عبدالمغني والمؤامرة
ماذا عن علاقتكم مع القادة الكبار أو الصف الأول¿
القادة الكبار أو قاده الصف الأول من أمثال الشهيد البطل علي عبدالمغني وزملائه كانوا بمثابة الموجهين لنا والقدوة وكذلك كانوا يلتقون بنا خلال إلقاء الكلمات والتوجيهات بالإضافة إلى قادة سبتمبريين كانوا مدربين وقسِم القادة على أساس محاور ولهذا وزعوا القادة الكبار والذين كانوا قمة الوطنية والأخلاق ومنهم المناضل البطل علي عبدالمغني والمناضل أحمد حمود بيدر وفي هذه المناسبة من حياة علي عبدالمغني أقول أنه تعرض لمؤامرة لأن من بين من شاركوا كقادة سبتمبريين أناس لم يكونوا على مستوى الحماس الثوري وكانوا متنازعين مع بعضهم البعض وكانوا يتكاشفون أنهم على خلاف.

ركائز نجاح ثورة 26 سبتمبر
برأيك ماهي ركائز نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962م¿
نستطيع القول أن ركائز نجاح ثورة 26 سبتمبر ثلاثة أولاٍ إرادة الله التي كانت المحرك الرئيسي لهذا الشعب أن ينتفض ضد الظلم والقهر والتخلف والحالة المترديه التي كان عليها الشعب اليمني.
ثانياٍ التجاوب الكبير والمدد الشعبي والسند الجماهيري كله في دعم ثوره الـ 26 سبتمبر.
ثالثاٍ مساعدة اشقائنا المصريين ووقوفهم بجانب الثورة اليمنية ومع ذلك أكرر وأقول من بين ضباط سبتمبر أنفسهم كان هناك خلل وإنقسام موجود وقصر نظر ولكن قوات الحرس الوطني بقت حتى تشكل الجيش اليمني بقيادة اخواننا وأشقائنا المصريين.
متى بدأت قوات الحرس الوطني تتحول إلى جيش حديث¿
بالأمانة نقول أن مجيء المصريين كان مهماٍ حيث أسسوا جيشاٍ قائماٍ وتقسيماٍ دراسياٍ وأكاديمياٍ وكان عدد هذه القوات وصل إلى قرابه 400 ألف مقاتل وكان كل الإمداد والتموين على قيادة الثورة ثم بدأت تتكون الميزانية الأولى من الدعم العربي والمصري وبدأت مرتبات تصرف ولم يكن الفرد من قوات الحرس الوطني يعاني من أي نقص من الدواء والغذاء والقوات التي كانت تذهب للمناطق في جبهات القتال يتم استضافتها ودعمها من قبل المواطنين وبعد أن تم إرسال المجموعات المختلفة إلى دراسات أكاديمية هنا بدأ وضع ميزانية للجيش اليمني الحديث والتأسيس من ضباط الكلية الحربية.

هل التحقت بالكلية الحربية¿
نعم أنا من ضمن خريجي أول دفعه من الكلية الحربية المصرية بعد ثورة سبتمبر عام 1964م وكان عددنا يصل إلى الخمسين والتحقنا كأول دفعة بعد ثورة سبتمبر في الكلية الحربية بمصر وكانت هناك دفع قد تم إيفادهم في عهد الإمام منهم المناضل علي سيف الخولاني ومحمد الاهنومي وعبدالله جزيلان هؤلاء من ضمن من أرسلهم الإمام للكلية الحربية بمصر قبل الثورة وتخرجوا وكانوا قادة .. الكلية الحربية تأسست بعد ذلك بحوالي عام في الروضة وأقول هنا أن خريجي الكليات العسكرية كانوا النواة الأولى لإيجاد ضباط قادرين على قيادة وإدارة مكونات الجيش اليمني.

خيانات من الداخل
ماهي أهم المعوقات التي واجهت إرادة اليمنيين¿
لم تكن الإمامة أو نظام حكم الإمام وحده من يقف في وجه أو ضد إرادة الشعب اليمني فكانت هناك تدخلات من ضمنها عربية وشراء ذمم ومرتزقة وكانت هناك خيانات من الداخل « البعض كان في النهار جمهورياٍ وفي الليل ملكياٍ وفي تلك الفترة استغلت كلمة الجمهورية والوطنية وأهدرت الكثير من القيم الوطنية وتم بيع الأرض والإنسان والمبادئ والأخلاق ويؤسفني أن بعض قادة ثورة 26سبتمبر الذين وضعوا أهدافها الغالية لم يكونوا متشربين هذه الأهداف وخلطوها ولم يحاولوا المضي قدماٍ نحو تحقيقها ترتيباٍ كما هي موضحه ولولا الدعم المصري الذي كان موجوداٍ ما وقف الجيش اليمني على قدميه ولما أستطاع الدفاع عن ثورة الـ 26 سبتمبر1962م.

الثورة قلصت من نفوذ المشايخ
نعود للحرس الوطني.. هل كانت له ولآت قبلية أو لأشخاص ¿
لم يعرف الحرس الوطني أي ولاء إلا لله وللوطن وبمجرد ما بدأنا في تكوين الجيش الحديث وضعت من ضمن وثائق معلومات الشخص كاملة حتى قبيلته وتأسيس كلمة القبيلة جعلت من البعض الجاهل من القبيلة الولاء.. وعلى ذكر القبيلة نحن جميعاٍ نعتز بعودتنا للقبائل ولكن لا نعمل منها للعنصرية وتحت مسمى القِبيِلِة ومن هنا بدأت فعلاٍ الولاءات ولأن الثورة قلصت من نفوذ المشايخ الذين بدأو في الحصول على المال فأرادوا خلق ولاءات في الجيش وكثير من القبائل والأفراد اللذين خرجوا مع الثورة كانوا يدافعون عن الثورة والمشكلة مع من كانوا زعماء لتلك القبائل وكانت ميزانيات تعطى لهم لشراء ذمم حتى بعض القادة المصريين دخلوا في الولاءات فكانت هناك ولاءات تشترى من قبل ثورة سبتمبر ومن قبل المصريين ومن قبل دول أخرى.

العودة لجبهات القتال
بعد تخرجكم من الكلية الحربية بمصر أين استقر بكم الحال¿
بعد أن تم تحديث الجيش اليمني بعدها قسم الجيش على أساس السلاح وكنت ضمن سلاح المدرعات وآخرون عادوا إلى أسلحة مختلفة وأخذنا دورات عسكرية في مصر وكنا نعتقد أننا بعد عودتنا سندرب جيشاٍ جديداٍ ولكن أتينا إلى صنعاء وبدأنا نتوزع في جبهات القتال وذلك في العام 1964م عودة أول دفعه يمنية من مصر بعد الثورة وهناك كانت دفعات أخرى مثل لواء الثورة ولواء الوحدة ولواء النصر.

حصار السبعين
ما الذي حدث في عام 64م وحتى حصار السبعين يوماٍ¿
أتينا إلى جبهة القتال ضد الملكيين وكانت مشتعله في كل مكان وخصوصاٍ من شمال صنعاء والمناطق الشرقية ولم تكن هادئه على الإطلاق وكانت كل اتجاهات صنعاء مشتعله وهذا أخذ الكثير من طاقاتنا وبعد أن وضعت الحرب أوزارها بعد سبع سنوات وأكسبتنا تلك المعارك الخبرات أشعر بالأسى أن بعض قادة سبتمبر كان ميؤوسا منهم ولم يكونوا قادة لبناء جيش يمني قوي ولاؤه للوطن ولا للمواطن وجدنا منهم نفراٍ يتصارع مع نفر آخر ونحن الذين لا نريد الولاء لأشخاص بقينا مجمدين.

المؤامرة من جديد
بدأت المؤامرة من جديد وتمثلت في حصار صنعاء « حصار السبعين يوماٍ» لأن الملكيين كانوا يعتقدون أنه لايمكن القضاء على الثوار في كل مكان وأنما القضاء على صنعاء وحصارها ولهذا ركز الملكيون على حصار صنعاء بعد منتصف عام 1967م وكانت من المبررات القوية للملكيين هو الوضع الذي حصل لمصر وأضعفها في هزيمة 5 يونيو 1967مم بالإضافة إلى أن الملك فيصل وعبدالناصر التقيا في « اركويت» في السودان فوضعوا عبدالناصر في موقف حرج وضغطوا عليه واتفقوا على أن تنسحب القوات المصرية من اليمن وهذه الدعوه كانت مبيته وأعطت للملكيين دافعاٍ قوياٍ لتحقيق أهدافهم وأصبحت المواقع العسكرية خالية وهنا من الذي ثبت لأخذ تلك المواقع هو قوات الحرس الوطني الذي استطاع أن يأخذ تلك المواقع حول العاصمة وكذلك مناطق ليست بعيده عن العاصمة.

الدفاع عن صنعاء
والملكيين جهزوا أنفسهم وبتخطيط وتمويل خارجي عبر مساعدات عربية وشراء مرتزقة ووضعت الخطة على أساس حصار صنعاء لإنهاء ثورة الـ 26 من سبتمبر ونذر حرب السبعين وضعت بعد انتكاسة حزيران في شهر 7/1967م وبدأت بعض المواقع تسقط بأيدي الملكيين ومنها صعده وكان فيها شيء من الخيانة وكانت في صعده قوات مدنية ويذكر للمرحوم الشيخ مجاهد أبو شوارب دور وطني بارز في تلك الفترة وهو واحد من المناضلين ذوي السمعة الطيبة وشاهدته في صعدة رجلاٍ يدين بالولاء للثورة وللوطن ومع ذلك أدت المؤامرة إلى سقوط حجه أيضاٍ وحصار السبعين بدأ ولم يكن أمام القوى الوطنية إلا أن تصمد للدفاع عن صنعاء باستماته هذه هي خطة الثورة والثوار والنظام الجمهوري مدافعاٍ عن قلب الثورة ومنطلقها وهي صنعاء العاصمة وفي تلك الفترة بدأ التجنيد من جديد في صفوف الحرس الوطني وتطوع الكثير من الشباب وباشرت في حماية الثورة والعاصمة بروح لا يمكن وصفها على الإطلاق « وسميت بقوات المقاومة الشعبية.
الجبهات المدافعه
كم كانت الجبهات المدافعه عن صنعاء في حصار السبعين¿
كانت تفوق «17» جبهة وكانت تلتزم بتنسيق قيادي واحد وبالفعل حققت انتصارات كبيرة وشارك الكل في الدفاع عن صنعاء وشارك الجيش والثوار والحرس الوطني الجديد المسمى بقوات « المقاومة الشعبية» وانضمت القيادات المدنية إلى جانب القيادات العسكرية مثل المناضل المرحوم عمر الجاوي ومالك الإرياني وأول قائد لقوات المقاومة الشعبية هو « العميد غالب الشرعي» هذا إلى جانب دور سكان صنعاء القديمة وبير العزب.

دور التوجيه المعنوي
ماهو الدور الذي لعبه التوجيه المعنوي في جبهات القتال أثناء حصار صنعاء¿
أثبت التوجيه المعنوي وأنا كنت مديراٍ لدائرة التوجيه المعنوي أثناء حصار السبعين دوراٍ كبيراٍ في كل المواقع وجبهات القتال وأهم الاهداف هي الحفاظ على استمرار الروح المعنوية العالية داخل أوساط الجيش والشعب اليمني.

شهداء التوجيه المعنوي
ماهي أبرز وسائلكم آنذاك¿
كانت وسائلنا بسيطة وهي عبارة عن سيارة أعطيت لنا بمساعدة خارجية ومنها ميكرفونات وكانت لدينا برامج في إذاعة صنعاء وبدأنا نطبع مجلة الجيش اليمني ونعمل المنشورات وأكبر وسيلة كانت معنا هي عزائمنا وإرادتنا وإقدامنا وأفكارنا وأرواحنا وإيماننا بهذه القضية الثورية الكبيره والتوجيه لم يترك موقفاٍ عسكرياٍ ولاجبهة من جبهات القتال إلا وزاره وكان للفنان الكبير المناضل علي بن علي الآنسي دور مهم وكذلك الفنان حمود زيد عيسي هذان المبدعان آثارا الحماس وتغنيا بالثورة ورفعا الحماس والروح المعنوية وكنت أرى الدموع من عيون الجنود وهم يروننا كما قدم التوجيه العديد من الشهداء منهم الفنان الشهيد أحمد سالم المعمري والشهيد عبدالله بغده وآخرون وهؤلاء كانوا من الرواد وحقيقة كان هناك ناس طيبون معنا وصحفيون في مجلة الجيش وبعدها أسسنا المجلة العسكرية وبقية الصحف كانت مساندة كصحيفة الثورة وصحيفة الجمهورية وكنا نصدر نشرات توعوية باستمرار.

رمز وطني
ماذا عن المناضل الكبير عبدالرقيب عبدالوهاب¿
بالنسبة للبطل المناضل عبدالرقيب عبدالوهاب هو واحد من أروع شباب الثورة اليمنية السبتمبرية وكان سلاحه الصاعقة وبدأ حياته في الحرس الوطني وتخرج من الكلية الحربية وأخذ قيادة تدريب في الصاعقة وأصبح قائداٍ لها ونظراٍ لبطولاته في المعارك وفي الجبهات ضد الملكيين ومنها وجود قواته على جبل عيبان وطريق الحديده أثبت كفاءه قتالية ممتازة وأشتهر بين الضباط وأكثرهم حباٍ وكان المناضل البطل.

مؤامرة
عبدالرقيب عبدالوهاب يمثل رمزاٍ وطنياٍ بكل ماتحمله الكلمة من معنى وفي ظل قياده الفريق حسن العمري جاءت ظروف كان لابد فيها من تعيينه رئيساٍ لهيئة الأركان العامة وأعود وأكرر أن بعض ضباط سبتمبر فيهم من لم يكن سبتمبرياٍ إلا باللفظ والمظهر وهؤلاء أسهموا في تعقيد المظهر ويعلم الله أنها كانت مؤامرة ضد عبدالرقيب عبدالوهاب وبعد انتصار ثورة السبعين وأحداث أغسطس عام 1986م لكي يظهر الوجه البشع لتلك الأيام وما تعرض له هذا الرمز الوطني من تمثيل بجسده في ميدان التحرير بعد الغدر به ولم يكن لماحدث في صنعاء مثيلاٍ إلا في بيروت عندما كان المسيحي يقتل المسلم والمسلم يقتل المسيحي لعبت هنا الحزبية المقيته وبلادنا تعد أحسن بلد في نشر الإشاعات ولكن الذين تآمروا على عبدالرقيب عبدالوهاب نشروا إشاعات كاذبه وكنت أنا أيامها أدرس دورات في سوريا وعندما خرج عبدالرقيب عبدالوهاب من صنعاء ومن ثم عاد ثانية إلى اليمن والدعوة له لم تكن بريئة وأول ماعاد قالوا له اجلس هنا وعاد إلى عيبان حيث موقعه وحيث يعود الأسد إلى عرينه وتم إخراجه بدعوة إلى بيت علي سيف الخولاني في صنعاء في ضيافته ولم تستطع تلك الضيافة أن تشفع وتحمي عبدالرقيب عبدالوهاب فتم تصفيته وكذلك علي سيف الخولاني انتهى في ظروف غامضة وكان إخراجه.

أسوأ نقطة في جبين ثورة سبتمبر
كلقمة سائغه وحدث ما حدث من تمثيل بجثته في ميدان التحرير ولولا الشيخ المرحوم أحمد علي المطري الذي تدخل واستنكر لهذه الجريمة بحق بطل ثوري هو عبدالرقيب عبدالوهاب وكان حادث التصفية والتمثيل بجثته قمة الطائفية والحقد وأسوأ نقطة في جبين ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962م ووضعها أولئك الذين تمصلحوا باسم ثورة سبتمبر.

المرض الذي دخل جسم قيادة سبتمبر
برأيك هل أعطي المناضلون والثوار حقهم في التكريم والاهتمام¿
مع الأسف هذا المرض الذي دخل جسم قيادة ثورة 26 سبتمبر من بعض الناس الضعاف والمتمصلحين هذا أوجد إساءه إلى حرب وملحمة السبعين يوماٍ والدليل الناصع على ذلك أنهم لم يكرموا قادة وضباط سبتمبر التكريم الحقيقي إلى اليوم وكانت كلها مظاهر وعندما كانت تتم المطالبة بالتكريم يأتون بالمشهور من الثوار ويأتون بأناس ليس لهم دور ثوري وخلطوا الأمور مع بعضها.

شباب التغيير
باعتباركم مناضلاٍ سبتمبرياٍ كبيراٍ وشاهداٍ على ثورة الشباب برأيكم هل ما أنجزه الشباب نسميه ثورة أم حسب مايقال أزمة¿
التاريخ لايعيد نفسه ولكنها الأحداث قد تعيد بعض الملامح وما حصل في الفترة الأخيره وتشكلت وكنت أرى وأنا لا أستطيع أن أنكر أنها ثورة شباب ولكنها ثورة ليست مكتملة لأسباب عديده.
وهل نجحت ثورة الشباب في التغيير برأيك¿
نعم نجحت ولكنها لم تكتمل لأسباب كثيره أبرزها أن المجتمع اليمني لديه عوامل متداخله يسيرها شيء موجود في نمط الحياة اليمنية وهوالبطء نحن اليمنيين بطيئون لأنه ليست هناك مؤسسات وهناك جهل « والقٍبيِلِه» وهناك القات وهو واحد من مصائبنا وهناك عدم حب للوطن ولأن ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر كان هناك حب للوطن لكن الآن نحب أنفسنا لاندين بالحب للوطن ومثل هذا الشعور قد قتل قتله الذين كانوا يريدون قتله ولهذا نقول لم تحقق ثورة الشباب أهدافها كاملة وحققت جزءاٍ بسيطا.

هل القبيلة اختطفت ثورة الشباب مثلما قال الأستاذ محمد حسنين هيكل¿
نحن نعرف من يقصد الأستاذ هيكل ولكن قبائل اليمن كانت ممتازه وصادقة وجيده ولاتزال مع ثورة التغيير والدليل على ذلك أن اليمن لم تدخل حربا أهلية.
أين موقع الأستاذ المناضل نعمان محمد المسعودي الآن وأين عمله¿
تركت العمل الرسمي منذ قرابه عشر سنوات وأنا الآن أعمل خبيراٍ في الشئون الوطنية وخبيراٍ في الإعلام وأعمل الآن خبيراٍ في الأمم المتحدة المكتب المعني بالمخدرات والجريمة وعندي خمسة أولاد وحفيده والحمدلله على كل حال ولا أستطيع ان أنسى محافظة عدن الباسلة التي كان لها الفضل في تعليمي الابتدائي وكذلك تعليمي اللغة الانجليزية وكانت منطلقي الأول للنضال.

السيرة الذاتية للعميد نعمان المسعودي

المتقاعد المناضل العميد نعمان محمد المسعودي
– من مواليد عام 1948م من منطقة بعدان محافظة إب
– تلقى تعليمه في عدن
– تخرج من الكلية الحربية المصرية كأول دفعه بعد الثورة عام 1964م
– نال الماجستير في الوسائل الإعلامية من الولايات المتحدة الامريكية عام 1984م.
– من أول المؤسسين للتوجيه المعنوي أبان ثورة 26 سبتمبر 1962م ومديراٍ للتوجيه المعنوي منتصف عام 1987م في وحتى 1968م في ملحمة السبعين يوماٍ
– عمل مدرساٍ في الكلية الحربية
– من أوائل المؤسسين للحرس الوطني عام 1962م
– من ضمن من أسسوا العديد من المجلات في الجيش اليمني والشرطة
– عضواٍ في البرلمان منذ 88 وحتى ما بعد الوحدة اليمنية
– قدم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية الخاصة بالقوات المسلحة وأشهرها « 50 حلقة» بعنوان « قضية وحوار»
– رئيساٍ لجمعية جرحى الحرب
– أخيراٍ مستشاراٍ لوزير الداخلية
– العمل في العديد من المنظمات الدولية يعمل حالياٍ خبيراٍ في الأمم المتحدة لشئون مكافحة المخدرات.

قد يعجبك ايضا