أشرف الإمام‮ ‬يحيى على صحيفة الإيمان لتكون لسان حال حكمه ومصدر أخباره وأخبار نظامه‮ ‬


الثورة‮ / ‬أسامة الغيثي –

« ‬يمن‮ » ‬و«صنعاء‮» ‬و«الإيمان‮» ‬من أوائل الصحف التي‮ ‬صدرت في‮ ‬صنعاء قبل خمسينيات القرن التاسع عشر‮
‮❊ .. ‬عرفت اليمن الصحافة في‮ ‬زمن مبكر منذ دخول أول مطبعة إلى اليمن وتوالى بعد ذلك إصدار وظهور الصحافة فظهرت ثماني‮ ‬صحف خلال الفترتين العثمانية والإمامية‮. ‬وعقب الثورة ظهرت صحف جديدة بدلا عن تلك الصحف حملت أسماء توحي‮ ‬بالعصر الجديد وطابقت وجهة نظر هذه المطبوعات ووجهة نظر النظام‮ ‬‮ ‬ففي‮ ‬العهد العثماني‮ ‬صدرت أول صحيفة على شكل نشرة‮ (‬يمن‮)‬‮ ‬ومن ثم صدرت صحيفة الولاية الرسمية وهي‮ (‬صنعاء‮). ‬وفي‮ ‬عهد المملكة المتوكلية صدرت صحف ومجلات منها صحيفة‮ «‬الإيمان‮» ‬التي‮ ‬صدرت في‮ ‬العام‮ ‬1926م‮ ‬وكانت تابعة لنظام الحكم الإمامي‮ ‬وتحت إشرف الإمام‮ ‬يحيى ومن ثم ابنه أحمد كان توجها‮ ‬يعكس سياسة النظام الإمامي‮ ‬وكانت لسان حال حكمه ومصدر اخباره‮.. ‬وصحيفة‮ «‬النصر‮» ‬والتي‮ ‬صدرت عام‮ ‬1950م جاءت حكومية رسمية ناطقة بلسان النظام وتخدم سياسة الإمام وتخضع لإشراف القصر وتوجيهاته وكانت الصحيفة مسخرة لمديح الإمام والثناء عليه وقد كانت حملاتها تواجه خصوم الإمام بشدة

الثورة‮ / ‬أسامة الغيثي

صدرت صحيفة‮ «‬الإيمان‮» ‬في‮ ‬أكتوبر عام‮ ‬1926م في‮ ‬صنعاء‮ ‬وكانت صحيفة شهرية تابعة لنظام الحكم الإمامي‮ ‬تحت إشراف الإمام‮ ‬يحيى‮ ‬‮ ‬لتكون لسان حال حكمه ومصدر أخباره وأخبار نظامه‮ ‬وبعد موت الإمام‮ ‬يحيى أشرف على الصحيفة نجله الإمام أحمد‮ ‬استمرت في‮ ‬الصدور فيما بين شهر جمادي‮ ‬الأولى‮ ‬1345هـ‮ – (‬أكتوبر‮ ‬1926م‮)‬‮ ‬وحتى‮ ‬15‮ ‬جمادي‮ ‬الآخر‮ ‬1377هـ‮ ( ‬في‮ ‬8‮ ‬ديسمبر‮ ‬1957م‮ ) (‬تاريخ صدور العدد الأخير‮) ‬أصدرت خلالها‮ (‬374‮) ‬عدداٍ‮ ‬وتوقفت عن الصدور لمدة خمس سنوات أثناء الحرب العالمية الثانية ثم عاودت الصدور‮.‬
وبحسب‮ (‬د‮. ‬محمد عبدالملك المتوكل‮ – ‬الصحافة اليمنية نشأتها وتطورها‮) ‬ظلت شهرية رغم إعلانها أنها ستصدر نصف شهرية‮ ‬وكانت‮ (‬الإيمان‮) ‬شهرية رسمية تعكس سياسة الإمام‮ ‬يحيى ثم أحمد بصرف النظر عن صعوبة التفكير في‮ ‬تحديد ملامح محددة لسياسة بلا ملامح في‮ ‬حينها‮ ‬ويمكن تركيز التعريف بهذه الصحيفة في‮ ‬جوانب رئيسية أربعة أولها‮: ‬اعتبر الباحثون هذه الصحيفة رائدة‮ ‬كونها أول صحيفة‮ ‬يمنية مطبوعة تصدر في‮ ‬صنعاء‮ ‬بعد صحيفة‮ «‬صنعاء‮» ‬التي‮ ‬أٍدارها وحررها الأتراك أواخر القرن التاسع عشر‮ ‬ووصفها د‮. ‬المتوكل‮: ‬بأنها تكتسب أهمية خاصة لأسباب منها ريادتها وأنها‮ (‬غطت مرحلة طويلة من تاريخ اليمن الحديث امتدت‮ ‬31‮ ‬عاماٍ‮) ‬ومثلت‮ (‬السجل الوحيد والشاهد الوحيد على تلك المرحلة وأحداث الدولة وقراراتها وسياستها‮ ‬وأنها بحكم الأقدمية تمثل المقياس لمدى تطور الصحافة اليمنية‮).‬
اما الجانب الثاني‮: ‬ورغم أنها صحيفة رسمية بأوراقها الأربع أو صفحاتها الثماني‮ ‬وأن الإمام‮ «‬لإضفاء الصبغة الرسمية عليها‮ ‬عين القاضي‮ ‬عبدالكريم مطهر رئيس الديوان الملكي‮ ‬رئيساٍ‮ ‬لتحريرها في‮ ‬بداية صدورها‮» ‬د‮. ‬سيف علي‮ ‬مقبل‮ – ‬تاريخ الصحافة اليمنية‮»‬‮ ‬إلا أن ما نشر على الصفحة الأولى من عددها الاول‮ ‬حدد صفتها بأنها جريدة أهلية صاحبها ومسؤول تحريرها‮ ‬مدير المطبعة‮ (‬قايد سريع‮)‬‮ ‬وهذا ما أثار استغراب الناس لأن قايد سريع‮ «‬كان نصف أمي‮ ‬لا‮ ‬يحسن إلا رصف حروف الطباعة‮ ‬وكانت الرسائل والاشتراكات تصل باسمه فيرسلها للقاضي‮ ‬عبدالكريم مطهر‮» ‬المسؤول عن تحريرها‮ ‬ثم اختفى اسم قايد سريع من الجريدة بدءا من العدد‮ (‬62‮) ‬بعد خمس سنوات من صدورها‮.‬
اما الجانب الثالث‮: ‬فكانت‮ (‬الإيمان‮) ‬تطبع في‮ ‬مطابع الدولة التي‮ ‬ورثتها من الأتراك‮ ‬وتمولها الدولة تمويلاٍ‮ ‬مباشراٍ‮ ‬وعن طريق الاشتراكات‮ ‬وهي‮ ‬اشتراكات كانت مفروضة على كل من كان‮ ‬يتقاضى مرتباٍ‮ ‬شهرياٍ‮ ‬من خزينة الدولة من كبار المسؤولين والشخصيات‮ ‬وكذا حال الصحف الرسمية التي‮ ‬عاصرتها‮ ‬وكانت ترسل نسخة من‮ (‬الإيمان‮) ‬ملفوفة بشكل اللفافة الدائرية داخل ورقة عليها اسم المرسلة إليه‮ ‬مقابل ريال إلا ربع‮ (‬30‮ ‬بقشة تساوي‮ ‬اليوم حوالي‮ ‬375‮ ‬ريالاٍ‮).‬

‮»‬الحكمة‮»‬
‮❊ ‬أما مجلة‮ «‬الحكمة اليمانية‮» ‬فقد صدر العدد الأول منها في‮ ‬ديسمبر‮ ‬1938م من صنعاء‮ ‬في‮ ‬عهد الإمام‮ ‬يحيى حميد الدين‮ ‬‮ ‬هي‮ ‬مجلة علمية جامعة‮ ‬وزع العدد الأول منها مجاناٍ‮ ‬نظرا لزيادة نسبة الأمية‮( ‬التي‮ ‬وصلت معدلاتها إلى‮ ‬99٪‮ ‬في‮ ‬ذلك الوقت‮) ‬انتشرت داخل اليمن وخارجها‮ ‬تولى رئاستها أحمد عبدالوهاب الوريث‮ ‬وبعد وفاته في‮ ‬نهاية الثلاثينات‮ ‬تولى رئاسة تحريرها أحمد المطاع‮ ‬وللتعريف بالمجلة في‮ ‬أوساط الكتاب والمثقفين‮ ‬كتب فيها العديد من الشخصيات المتعلمة المنحدرة من العائلة الحاكمة حينذاك والتي‮ ‬لقيت نصيبها في‮ ‬التعليم والتي‮ ‬كانت تعارض سياسة ذلك الحكم‮ .‬
تميزت في‮ ‬تنوع المقالات وتناولت النواحي‮ ‬السياسية والاقتصادية والاجتماعية‮ ‬وتنوعت فيها الأخبار من داخلية إلى خارجية‮ ‬من أخبار مجردة إلى أخبار ذات التعليقات المطولة التي‮ ‬تهدف إلى إصلاح الوضع الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬إضافة على موقفها الوطني‮ ‬الوحدوي‮ ‬نحو كل مناطق اليمن‮ ‬وكان الإمام أحمد‮ ‬يتحيز الفرصة لإغلاق هذه المجلة بسبب معالجاتها وسياساتها المعارضة لحكمة حتى أتت الحرب العالمية الثانية التي‮ ‬أعطته الفرصة لإغلاق هذه المجلة بعذر قلة الورق وندرته أحيانا بسبب الحرب مما أدى إلى إغلاقها في‮ ‬مارس‮ ‬1941م بعد أصدارها‮ ‬28‮ ‬عدداٍ‮ ‬خلال‮ ‬28‮ ‬شهراٍ‮.‬

‮»‬سبأ‮»‬
‮❊ ‬أما بما‮ ‬يتعلق بصحيفة‮ «‬سبأ‮» ‬فإنه صدر العدد الأول منها في‮ ‬يناير‮ ‬1949م في‮ ‬عدن وذلك عن جمعية الشباب كان مسؤول تحريرها محمد عبده صالح الشرجبي‮ ‬وهي‮ ‬أسبوعية سياسية عامة‮ ‬استمرت تصدر في‮ ‬عدن حتى منتصف العام‮ ‬1950م‮ ‬تقريباٍ‮ (‬أي‮ ‬حتى رمضان‮ ‬1369هـ‮ ‬أصدرت خلال هذه الفترة واحداٍ‮ ‬وثلاثين عدداٍ‮ ‬وتوقفت بسبب موقفها المعادي‮ ‬للانجليز والمساند للإمام أحمد‮ ‬حتى‮ ‬1952م‮ ‬حيث عادت للصدور في‮ ‬تعز‮ ‬وانتقلت معها‮ (‬مطبعة النهضة‮) ‬التي‮ ‬كانت تطبع مطبوعات المعارضة‮ (‬لنظام الإمام‮) ‬في‮ ‬عدن‮ ‬وصارت المطبعة الرئيسية للنظام الإمامي‮) ‬وتوقفت عند قيام الثورة في‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م‮.‬
كان الهدف من إصدار‮ (‬سبأ‮) ‬بحسب د‮. ‬محمد عبدالملك استناداٍ‮ ‬إلى حديث مدير تحريرها الشرجبي‮ ‬هو‮ (‬الوقوف ضد الاستعمار وضد الجمعية اليمنية الكبرى‮ ‬لأن الشرجبي‮ ‬وجمعية الشباب كانت لهم وجهة نظر وهي‮ ‬أن‮ ‬يتم الإصلاح عن طريق توجيه الإمام والتعاون معه لا معاكسته والوقوف ضده‮) ‬وظلت تصدر في‮ ‬عدن لمدة سنتين ونصف في‮ ‬فترتها الأولى‮ ‬ثم توقفت‮ ‬بعد أن أصدرت‮ ‬31‮ ‬عدداٍ‮ ‬وعاودت الصدور في‮ ‬فترتها الثانية من مدينة تعز فصدر العدد الأول في‮ ‬9‮ ‬مايو‮ ‬1952م‮ ‬في‮ ‬قطع كامل‮ (‬بعد أن وافق الإمام أحمد على صدورها بشرط أن تخضع للرقابة وفي‮ ‬تعز حددت‮ (‬سبأ‮) ‬هدفها في‮ ‬الجهاد ضد الانجليز ودعاة التفرقة حتى تأخذ بجنوب الوطن إلى حياة أفضل‮)‬‮ ‬ولعل آخر عدد منها صدر كما‮ ‬يفهم من احد المراجع الخميس‮ ‬20سبتمبر‮ ‬1962م‮ ‬يوم وفاة الإمام أحمد وتضمن العدد نعيه‮.‬
‮ ‬ويشير د/المتوكل إلى أن رجال الثورة طلبوا من الشرجبي‮ ‬استمرارها فاشترط أن لا تتناول شيئا عن الماضي‮ (‬العهد الإمامي‮) «‬لا بخير ولا بشر‮» ‬مع استعداده للاشادة بكل منجزات العهد الجديد‮ ‬فرفضوا شرطه وأصر هو عليه فسكتت‮ (‬سبأ‮) ‬بعد حياة حافلة خلال‮ ‬12عاما من تاريخ الصحافة في‮ ‬اليمن‮.‬
واصلت صحيفة‮ «‬سبأ‮» ‬الصدور في‮ ‬تعز ولم تتوقف عند قيام الثورة وصدر العدد الأول في‮ ‬فترتها الثالثة في‮ ‬29سبتمبر‮ ‬1962م واستمرت حتى العدد السابع عشر‮ ‬اضافت تحت اسمها‮ (‬تنشرها ادارة النشر والاعلام تحت اشراف القيادة العامة بتعز‮) ‬وأصبحت اسبوعية وصار‮ ‬يكتب عليها اسم مؤسسها الشرجبي‮.‬

‮»‬النصر‮»‬
‮❊ ‬تميزت مرحلة الخمسينات مداٍ‮ ‬متعاظماٍ‮ ‬للنضال الوطني‮ ‬المعادي‮ ‬للاستعمار والإمامة على حدُ‮ ‬سواء‮ ‬إضافة إلى ما شهدته هذه المنطقة من إضرابات ومحاولات انقلابية ومطالبات حثيثة للاستقلال‮ .‬
ورافقت هذه التطورات السياسية الجديدة جهود بريطانية لاحتوائها مما جعل إدارة الاستعمار تعمل على رسم هندسة مزيفة لخنق الحركات المطالبة بالاستقلال كما اشتدت السياسة القمعية للإمام تجاه المعارضة في‮ ‬شمال الوطن‮ ‬وسحق الانتفاضات التي‮ ‬كانت تثار من وقت لأخر‮ ‬إضافة إلى محاولات التقرب من النظام الاستعماري‮ ‬في‮ ‬جنوب الوطن لكبح النضال الوطني‮ ‬عبر اتفاقيات وقرارات ومراسلات‮ ‬كانت تلك الفترة مقدمة تاريخية عن الأجواء التي‮ ‬أثرت على العمل الصحفي‮ ‬في‮ ‬تلك الفترة‮ ‬كون الصحافة مرآة عاكسة للوضع الاجتماعي‮ ‬
في‮ ‬العام‮ ‬1950م أصدر الإمام أحمد صحيفة رسمية في‮ ‬تعز باسم‮ «‬النصر‮» ‬ولم‮ ‬يشهد شمال الوطن آنذاك إصدار مطبوعات تذكر منذ دخول المطبعة عام‮ ‬1872م ماعدا صحيفة‮ «‬الإيمان‮» ‬وصحيفة‮ «‬النصر‮» ‬ومجلة الحكمة وصحيفة‮ «‬سبأ‮» ‬حتى قيام ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م‮.‬
‮ ‬وقد صدر العدد الأول من صحيفة‮ «‬النصر‮» ‬في‮ ‬9‮ ‬فبراير عام‮ ‬1950م من مدينة تعز‮ ‬وبعد توقف‮ «‬سبأ‮» ‬رأس تحريرها محمد أحمد موسى و طلعت الغصين‮ ‬صدرت في‮ ‬اربع صفحات جاءت حكومية رسمية ناطقة بلسان النظام وتخدم سياسة الإمام وتخضع لإشراف القصر وتوجيهاته‮ ‬فهو صاحبها وممولها وقد كانت مسخرة لمديح الإمام والثناء عليه‮ ‬وكانت حملاتها تواجه خصومها بشدة‮ ‬وايضا كانت‮ «‬النصر‮» ‬تنشر البلاغات والقرارات والأخبار الرسمية‮ ‬وتعالج بعض القضايا الاجتماعية من منظور ديني‮ ‬متزمت‮ ‬‮ ‬وكما هاجمت المعارضة في‮ ‬جنوب الوطن‮ «‬أيدت دخول اليمن في‮ ‬الاتحاد الفيدرالي‮ ‬مع الجمهورية العربية المتحدة‮ (‬مصر وسوريا واليمن‮) ‬وكتبت في‮ ‬ذلك المقالات والتعليقات‮ «‬‮ ‬وكانت تنشر الاخبار المحلية والعربية والعالمية التي‮ ‬تقتبسها من الصحف العربية‮ ‬وكانت في‮ ‬الشكل‮ ‬غير ثابتة في‮ ‬الاخراج والتبويب كمثيلاتها حينها في‮ ‬شمال الوطن‮ ‬ولا تختلف عن صحيفتي‮ (‬الإيمان‮ – ‬سبأ‮) ‬الرسميتين السابقتين بأي‮ ‬شيء سوى في‮ ‬الشكل والمضمون‮ ‬توقفت في‮ ‬30‮ ‬أغسطس‮ ‬1962م قبل أيام قلائل من قيام ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م‮ ‬بعد أن أصدرت‮ (‬287‮) ‬عدداٍوعاودت الصدور بعد قيام الثورة‮.‬

‮»‬اليقظة‮» ‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬اليقظة‮» ‬صدر العدد الأول منها في‮ ‬1‮ ‬يناير‮ ‬1956م وهي‮ ‬أول صحيفة‮ ‬يومية تصدر في‮ ‬عدن واليمن بأكملها‮ ‬كما أنها كانت أول من أدخل نظام العدد الأسبوعي‮ ‬الخاص‮ ‬حيث كانت تصدر كل احد ملحقاٍ‮ ‬من ثماني‮ ‬صفحات مسؤول تحريرها عبدالرحمن جرجرة‮ ‬وكانت الصحيفة عبارة عن وجه آخر لجريدة اليقظة التي‮ ‬تطرق إليها البحث في‮ ‬مراحله الأولى‮ ‬فلم تتغير سياساتها التي‮ ‬كانت عليها في‮ ‬النسخة الأولى‮ ‬لكنها تنصلت عن أهم أعلامها التي‮ ‬كانت تثير‮ ‬غضب الجماعات العدنية وسلطات الاحتلال عليها‮ .‬
‮ ‬احتوت في‮ ‬مضامينها على الأخبار العامة اليمنية والعربية والعالمية‮ ‬كما أنها خصصت عموداٍ‮ ‬ثابتاٍ‮ ‬للمرأة‮ ‬إضافة إلى المقابلات والمقالات ورسائل القراء‮ ‬كذلك اهتمت بالجانب الرياضي‮ ‬وخصصت له ركناٍ‮ ‬أسبوعياٍ‮ ‬إضافة إلى الإعلانات و أهم الأحداث‮ .‬
وقد مهدت صحيفة‮ «‬اليقظة‮» ‬لقيام الحزب الوطني‮ ‬الاتحادي‮ ‬وكانت تنهج خط الحكم الذاتي‮ ‬لعدن فقط‮ ‬الأمر الذي‮ ‬جعلها في‮ ‬حلقة الموالين للاستعمار‮ ‬وقد وضح موقفها السياسي‮ ‬الداعم للبريطانيين عند قيام ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر في‮ ‬شمال الوطن‮ ‬فقد هاجمت الثورة ووصفتها بألفاظ لا تليق بها‮ ‬بل وصل بها الحد إلى إعلان العداء السافر على الثورة المسلحة في‮ ‬جنوب الوطن والتي‮ ‬تفجرت في‮ ‬14‮ ‬أكتوبر‮ ‬1963م مما دفع بفدائيي‮ ‬الجبهة القومية الثائرة إلى إحراقها مع مطبعتها بعملية فدائية عام‮ ‬1964م‮ ‬ولم تعاود الصدور مرة أخرى‮ .‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬الكفاح‮» ‬صدرت في‮ ‬29‮ ‬نوفمبر‮ ‬1959م وهي‮ ‬صحيفة سياسية‮ ‬يومية‮ ‬كانت لسان حال الحزب الوطني‮ ‬الاتحادي‮ (‬الذي‮ ‬بشرت به صحيفة اليقظة من قبل‮) ‬وهو حزب موال لحكومة الاستعمار‮ ‬أحرقت بعد قيام الثورة بسبب موقفها العدائي‮ ‬منها‮ ‬رأس تحريرها حسين علي‮ ‬بيومي‮ ‬توقفت في‮ ‬عام‮ ‬1965م‮ .‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬رسالة الشباب‮» ‬كانت عبارة عن نشرة شهرية‮ ‬صدرت من سيئون في‮ ‬عام‮ ‬1957م وهي‮ ‬لسان حال نادي‮ ‬الشباب في‮ ‬سيئون‮ ‬‮ ‬تعثرت بالصدور مما أدى إلى إقفالها‮ .‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬الجنوب العربي‮» ‬وهي‮ ‬صحيفة أسبوعية سياسية صدرت من عدن عام‮ ‬1951م عن رابطة أبناء الجنوب العربي‮ ‬اصدرها عضو قيادة الرابطة محمد عمر بلفقية‮ ‬تبنت الصحيفة اتجاه تنظيمها المضاد لقوى الاستعمار في‮ ‬البداية ثم بعد ذلك اكتسبت نشاط الرابطة اتجاها معاديا للقضايا الوطنية والسياسية للجماهير‮ ‬توقفت في‮ ‬أواخر الخمسينات‮.‬

الصحافة العمالية‮ ‬
‮❊ ‬إن ميلاد العديد من النقابات العمالية والحركات الوطنية الوحدوية‮ ‬أدى إلى ظهور صحف وطنية عمالية عديدة‮ ‬في‮ ‬ففي‮ ‬جنوب الوطن صدرت‮:‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬البعث‮» ‬صدر العدد الأول منها في‮ ‬1‮ ‬يناير‮ ‬1955م وهي‮ ‬صحيفة أسبوعية سياسية‮ ‬كانت لسان حال الجبهة الوطنية المتحدة‮ ‬ناقشت القضايا الأدبية والفكرية والاجتماعية‮ ‬وروجت لنظرية البعث‮ ‬وعارضت المشاريع الاستعمارية المشبوهة كمشروع المجلس التشريعي‮ ‬الذي‮ ‬كان كل أعضائه من الأجانب ووقفت بجانب القضايا العمالية وعارضت من‮ ‬يقف بجانب الاستعمار‮ ‬أوقفت في‮ ‬عام‮ ‬1958م‮ .‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬الفكر‮» ‬صدر العدد الأول منها في‮ ‬أغسطس‮ ‬1956م وهي‮ ‬صحيفة أسبوعية سياسية‮ ‬تعتبر الفكر من الصحف القليلة التي‮ ‬لامست الأوضاع القائمة في‮ ‬ذلك الوقت‮ ‬حيث كانت تركز في‮ ‬افتتاحياتها على النقد الشديد للسياسة الاستعمارية ومن وقف مع الاستعمار في‮ ‬الجنوب‮ ‬كما شمل النقد السياسة الرجعية المتخلفة للنظام الإمامي‮ ‬في‮ ‬الشمال‮ ‬عالجت في‮ ‬مضامينها عدداٍ‮ ‬من القضايا السياسية والاجتماعية والأدبية‮ ‬وحملت في‮ ‬ثناياها العديد من الأبواب التي‮ ‬خصصتها للتحقيقات والرياضة ونقد لظواهر المجتمع وكيفية معالجتها‮ ‬إضافة إلى المواضيع الأدبية‮ ‬كذلك نشرت أخباراٍ‮ ‬سياسية عربية وعالمية متفرقة‮ ‬التزمت الفكر موقفا وطنيا في‮ ‬فضح السياسات البريطانية المشبوهة وبيانها لعملاء الاستعمار مما عرضها للإغلاق المؤقت في‮ ‬أكتوبر‮ ‬1958‮ ‬ثم الإغلاق النهائي‮ ‬في‮ ‬ديسمبر‮ ‬1958م‮ .‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬العامل‮» ‬صدر العدد الأول منها في‮ ‬13‮ ‬أكتوبر‮ ‬1957م وهي‮ ‬صحيفة أسبوعية سياسية لسان حال المؤتمر العمالي‮ ‬بعدن‮ (‬وهو الإطار النقابي‮ ‬للطبقة العمالية في‮ ‬عدن ويعتبر أول من نادى للوحدة اليمنية‮) ‬‮ ‬عبرت الصحيفة عن آمال الوطنيين وجسدت مصالح الطبقة العاملة وتصدت بقوة للسياسات الاستعمارية البريطانية مما أدى إلى تقديم رئيس تحريرها‮ (‬عبده خليل سليمان‮) ‬للمحاكمة‮ ‬حيث خرجت في‮ ‬يوم محاكمته جماهير‮ ‬غفيرة من العمال لتقود مظاهرة ضخمة ضد هذا الإجراء التعسفي‮ ‬تضمن في‮ ‬ثناياها لأبواب ثابتة كالافتتاحية والأخبار ودراسات المشاكل التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها العمال إضافة إلى الرياضة‮ ‬الأدب والإعلانات‮ ‬كما أنها احتوت على أبواب سياسية ساخرة تكتب باللهجة العامية‮ ‬أغلقت من قبل الإدارة البريطانية في‮ ‬أغسطس‮ ‬1960م حتى صدرت صحيفة‮ «‬العمال‮» ‬في‮ ‬24ابريل عام‮ ‬1965م‮ .‬
اما في‮ ‬شمال الوطن فقد صدرت صحيفة ذات توجه وطني‮ ‬هي‮ ‬صحيفة‮ «‬الطليعة‮» ‬التي‮ ‬صدرت في‮ ‬مدينة تعز بتاريخ‮ ‬14‮ ‬أكتوبر‮ ‬1959م من مكتب تحرير الجنوب اليمني‮ ‬أصدرها عبدالله باذيب بعد أن هرب من عدن إلى تعز ليؤسس هناك مكتباٍ‮ ‬لتحرير الجنوب اليمني‮ ‬من الاستعمار البريطاني‮ ‬وقد رسمت من ذلك الهدف خط سياساتها التي‮ ‬ناضلت من أجلها‮ ‬واستفادت من طموح الإمام في‮ ‬تفويضها لتقديمه للساحة اليمنية على صورة الرجل التقدمي‮ ‬الذي‮ ‬يحلم بالوحدة العربية بعد أن طلب الانضمام إلى الإتحاد المصري‮ ‬السوري‮ (‬الإتحاد العربي‮) ‬الأمر الذي‮ ‬ساعد في‮ ‬إعطائها ترخيص الصدور سريعاٍ‮ ‬لكن الإمام شعر بأن الصحيفة سوف تتحول إلى داعية تغيير‮ ‬يمس نظامه فعمل على إغلاقها في‮ ‬العام‮ ‬1960م بعد إعداد قليلة من الصدور‮.‬

الصحافة المستقلة‮ ‬
‮❊ ‬كما صدرت العديد من الصحف المستقلة في‮ ‬مدينة عدن كصحيفة‮ «‬الرقيب‮» ‬التي‮ ‬صدر أول عدد منها في‮ ‬29‮ ‬أكتوبر‮ ‬1955م وهي‮ ‬صحيفة أسبوعية تبحث في‮ ‬السياسة والاجتماع‮ ‬رغم ميلها إلى الطبقة العاملة ونقابتها العمالية إلا أنها لم تلتزم بخط سياسي‮ ‬واضح مما شجع العديد من الأقلام للكتابة فيها من مختلف الاتجاهات‮ ‬‮ ‬ونقلت الأخبار المحلية والعربية والدولية‮ ‬وناقشت مواضيع العمال وتابعت الشؤون الرياضية وخصصت صفحة من صفحاتها للثقافة‮ ‬رأس تحريرها محمد علي‮ ‬باشراحيل‮ ‬استمرت في‮ ‬الصدور حوالي‮ ‬عامين ثم توقفت في‮ ‬العام‮ ‬1958م وحلت محلها صحيفة‮ «‬الايام‮» ‬واعادت مصادر اخرى اسباب توقفها مع الصحف الوطنية الاخرى إلى حملات سلطات الاستعمار ضدها في‮ ‬اجراءات تعسفية لاغلاقها في‮ ‬العام‮ ‬1960م‮. ‬
بالإضافة إلى صدور صحف مستقلة أخرى هي‮: ‬صحيفة‮ «‬الرافد‮» ‬صدرت من المكلا عامي‮ ( ‬1960م ‮٢٦٩١‬م‮)‬‮ ‬وصحيفة‮ «‬الأيام‮» ‬صدرت من عدن عام‮ ‬1958م وبعد الاستقلال عام‮ ‬1967م توقفت حتى اعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام‮ ‬1990م من ثم توقفت عام‮ ‬2009م وحتى مارس‮ ‬2012م‮ ‬وصحيفة‮ «‬الأنغام‮» ‬صدرت من المكلا عام‮ ‬1959م في‮ ‬الستينات‮ ‬وصحيفة‮ «‬الصباح‮ « ‬صدرت من عدن عام‮ ‬1951م ولم تستمر طويلاٍ‮.‬

الصحافة الرسمية
‮❊ ‬حرص المستعمر البريطاني‮ ‬على إصدار الصحف الناطقة باسمه‮ ‬وقد تزايدت هذه الصحف في‮ ‬مطلع الأربعينيات وكان‮ ‬يبث من خلالها أخباره ويروج لسياساته وانتصاراته في‮ ‬الحرب العالمية الثانية مما‮ ‬يزيد من انسجام خططه السياسية والإعلامية الرامية إلى إحكام القبضة على المحميات البريطانية في‮ ‬الجنوب العربي‮ ‬اليمنيº ومن هذه النشرات الرسمية نذكر الآتي‮:‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬محمية عدن‮» ‬صدرت باللغة العربية والإنجليزية وكانت أول صحيفة رسمية تصدر بالعربية‮. ‬صدرت ابتداءٍ‮ ‬من مطلع عام‮ ‬1939م وتشمل موضوعاتها التعيينات والترقيات وأخبار السلطة الاستعمارية الرسمية وأخبار المحميات وقضايا الزراعة وبعض الدراسات القصيرة وأخبار قمع السلطات الاستعمارية للانتفاضة في‮ ‬المحميات وقضايا طبية وبعض الإعلانات‮.‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬صوت الجزيرة‮» ‬صدرت من عدن في‮ ‬عام‮ ‬1939م باللغة العربية وهي‮ ‬صحيفة‮ ‬يومية سياسية‮ ‬تغطي‮ ‬أخبار وانتصارات الحلفاء في‮ ‬الحرب العالمية الثانية‮.‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬الصقر البريطاني‮» ‬صدرت في‮ ‬العام‮ ‬1941م وهي‮ ‬نشرة باللغة الإنجليزية تغطي‮ ‬أخبار سلاح الجو البريطاني‮ ‬وتمجد انتصاراته وحيازته للطائرات المختلفة‮.‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬الأخبار العدنية‮» ‬صدرت عام‮ ‬1939م وهي‮ ‬تعتبر نشرة‮ ‬يومية تصدرها سلطات الاحتلال وانها صدرت باللغة العربية وقامت بتغطية الأخبار الرسمية والقوانين والتعيينات والأحداث الجارية في‮ ‬عدن والمحميات والوطن العربي‮ ‬والتعليقات السياسية ومقتطفات من تعليقات الصحف‮.‬
صحافة التنظيمات
عمدت بعض الشخصيات المثقفة التابعة لبعض التنظيمات التي‮ ‬تشكلت في‮ ‬مطلع الثلاثينيات والتي‮ ‬كانت مهتمة بالإصلاح المناطقي‮ ‬إلى إصدار صحف ومجلات عبرت سياسياٍ‮ ‬عن اتجاه هذه التجمعات وإن لم تعلن بصراحة على تبعيتها لتلك التنظيمات وهي‮ ‬كالآتي‮:‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬فتاة الجزيرة‮» ‬صدر العدد الأول من صحيفة فتاة الجزيرة في‮ ‬1‮ ‬يناير عام1940م وهي‮ ‬صحيفة أسبوعية سياسية جامعة تصدر كل‮ ‬يوم أحد رئيس تحريرها محمد علي‮ ‬لقمان‮ ‬‮ ‬وبعد فترة وجيزة من إصدارها تأسست الجمعية العدنية في‮ ‬ابريل عام‮ ‬1949م‮ ( ‬أول حزب سياسي‮ ‬في‮ ‬عدن‮ ) ‬وكانت تطالب بالحكم الذاتي‮ ‬لمدينة عدن‮ (‬فقط‮) ‬فأصبحت لسان حال هذه الجمعية‮ ‬وتعتبر من الصحف المؤيدة للإدارة الاستعمارية لوقوفها الدائم مع سياساتها ومقترحاتها‮.‬
لقد تنوعت وتعددت القضايا التي‮ ‬عالجتها هذه الصحيفة على الصعيدين الشمالي‮ ‬والجنوبي‮ ‬كما وردت في‮ ‬أخبارها وتعليقاتها مواضيع عن دولة العواذل التي‮ ‬كانت تتمتع بحكم ذاتي‮ ‬تابع للتاج البريطاني‮ ‬في‮ ‬أرض حضرموت‮ ‬إضافة إلى عرضها للأحداث الدولية والعربية واستحداثها لباب أسمته بالبريد أو التلفون ويعنى بهموم المواطن المختلفة‮ ‬كما تضمنت أبواباٍ‮ ‬للإعلان وللمقالات والأخبار المتفرقة‮ ‬استمرت في‮ ‬الصدور حتى قبيل الاستقلال عام‮ ‬1967م وفي‮ ‬مصدر سالف انها توقفت بعد الاستقلال بيومين ولعلها اطول فترة لصحيفة‮ ‬يمنية صدرت قبل الثورة دون انقطاع رغم أن صحيفة‮ «‬الإيمان‮» ‬استمرت في‮ ‬صنعاء حوالي‮ ‬32سنة الا انها انقطعت خلالها حوالي‮ ‬خمس سنوات‮.‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬صوت اليمن‮» ‬صحيفة أسبوعية صدر العدد الأول منها في‮ ‬31‮ ‬أكتوبر‮ ‬1946م في‮ ‬عدن‮ ‬ولها خصوصية في‮ ‬كونها أول صحيفة شمالية معارضة للحكم الإمامي‮ ‬في‮ ‬شمال الوطن تصدر من عدن‮( ‬لاجتناب بطش الإمام‮ ) ‬وقد أسسها القاضي‮ ‬الشهيد محمد محمود الزبيري‮ ‬وقد كانت لسان حال الجمعية اليمنية الكبرى‮ (‬حركة الأحرار اليمنيين كما كانوا‮ ‬يطلقون على أنفسهم‮)‬‮ ‬وتعتبر صحيفة‮ «‬صوت اليمن‮» ‬أول صحيفة‮ ‬يمنية مارست العمل الصحفي‮ ‬الحديث كاملا‮ ‬فلا‮ ‬يخلو عدد إلا وكان‮ ‬يحوي‮ ‬مقالات وتعليقات وأخبار وتحاليل للأوضاع المحلية والعربية والدولية‮ ‬إضافة إلى أنها أول صحيفة‮ ‬يمنية استخدمت فن الكاريكاتير في‮ ‬النضال السياسي‮ ‬عبر إبراز عيوب الحكم الإمامي‮ ‬المتوكلي‮ ‬في‮ ‬الشمال بشكل هزلي‮ ‬جاد‮. ‬كما أنها أضافت صفحات‮ ‬غير ثابتة لبيانات الجاليات اليمنية في‮ ‬أماكن تمركزها الرئيسية‮ (‬الخليج‮ ‬السودان‮ ‬أثيوبيا‮ ‬الصومال‮).‬
تم إغلاق الصحيفة في‮ ‬عدن بأمر من سلطات الاحتلال البريطاني‮ ‬بطلب من سلطات نظام الحكم الإمامي‮ ‬في‮ ‬شمال الوطن في‮ ‬عام‮ ‬1948م‮ ‬ولم تعاود الصدور إلا من القاهرة في‮ ‬عام‮ ‬1955م‮ ‬وقد علق المؤرخ الصحفي‮ ‬اليمني‮ ‬د/سيف علي‮ ‬مقبل في‮ ‬كتابه‮ (‬تاريخ الصحافة في‮ ‬اليمن‮) ‬على أسباب إغلاق الصحيفة قائلاٍ‮: ‬بذلك‮ ‬يتجلى تحالف النظام الاستعماري‮ ‬والإمامي‮ ‬في‮ ‬هذا الموقف‮ .‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬الذكرى‮» ‬صدرت في‮ ‬العام‮ ‬1948م‮ ‬وهي‮ ‬صحيفة أسبوعية دينية تعنى بنشر الثقافة الإسلامية والبحوث العلمية والاجتماعية‮ ‬وكانت لسان حال الجمعية الإسلامية العدنية‮ ‬عرفت بموقفها المتشدد ضد حقوق المرأة حتى أنها وقفت مع خطط سلطات الاستعمار الرامية إلى حرمان المرأة من حقوقها السياسية‮ ‬توقفت عن الصدور في‮ ‬أواخر‮ ‬1950م‮.‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬النهضة‮» ‬صدر العدد الأول منها في‮ ‬عام‮ ‬1949م‮ ‬اسبوعية وتعتبر أول صحيفة دعت بوضوح إلى وحدة أبناء الجنوب ضد الاستعمار البريطاني‮ ‬وكان بعض الكتاب في‮ ‬الصحيفة‮ ‬يكتبون مقالاتهم تحت تسميات مستعارة‮ (‬كابن الجنوب أو العدني‮ ‬العربي‮ ) ‬خوفاٍ‮ ‬من بطش سلطات الاستعمار‮ ‬وقد وصفها الكاتب الصحفي‮ ‬عبدالرحمن خبارة قائلاٍ‮: ‬طوال سنوات النهضة الخمس كانت ناراٍ‮ ‬ونوراٍ‮ ‬على السلطات الاستعمار‮ ‬وأنارت طريق الشعب ونشرت بالتفاصيل حول كل الثورات التي‮ ‬كانت تندلع من وقت لآخر في‮ ‬المناطق الجنوبية‮ ‬احتوت مضامينها على العديد من المقالات والأخبار الرياضية والثقافية وأبواب وأعمدة للقراء‮ ‬أغلقت في‮ ‬عام‮ ‬1955م لانزعاج الإدارة الاستعمارية منها‮.‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬أخبار الجنوب‮» ‬صدر العدد الأول منها في‮ ‬يناير‮ ‬1951م وهي‮ ‬صحيفة أسبوعية سياسية ذات هوية سياسية ملتزمة للاتجاه العدني‮ ‬ودعاة الحكم الذاتي‮ ‬لعدن‮ ‬تحمست لفكرة الحكم الذاتي‮ ‬ودعت إدارة المستعمر إلى الإسراع في‮ ‬إعطاء الفرصة لأبناء عدن لينتخبوا مجلساٍ‮ ‬تشريعياٍ‮ ‬ليتدربوا من خلاله على الحكم‮. ‬توقفت بعد عام من صدورها‮ .‬

الصحف المستقلة
‮❊ ‬وهي‮ ‬صحف أصدرت بدرجة اساسية من قبل شخصيات سياسية ودينية واجتماعية بالدرجة الأولى‮ ‬وتوخت من وراء إصدارها الترويج لبعض القضايا السياسية منها‮:‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬التهذيب‮» ‬صدرت في‮ ‬العام‮ ‬1930م من سيئون وكان رئيس تحريرها محمد حسن بارجاء وهي‮ ‬صحيفة ادبية شهرية‮ ‬صدرت مخطوطة في‮ ‬البداية ثم مطبوعة‮ ‬واعاد فيما بعد الكاتب المسرحي‮ ‬الراحل علي‮ ‬أحمد باكثير إصدارها ولم تستمر أكثر من عام واحد‮.‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬الفضول‮» ‬صدرت من عدن في‮ ‬15‮ ‬ديسمبر‮ ‬1948م‮ ‬كانت تعني‮ ‬بشؤون الشطر الشمالي‮ ‬للوطن‮ ‬‮ ‬وهي‮ ‬صحيفة عربية حرة جامعة‮ ‬اتخذت من الفكاهة والسخرية أسلوباٍ‮ ‬عاماٍ‮ ‬لمعالجة وطرح أغلب القضايا المطروقة من قبلها‮ ‬كان إصدارها في‮ ‬العام الذي‮ ‬أعدم فيه الإمام أحمد أعضاء حركة المعارضة بعد فشل ثورة‮ ‬1948م التي‮ ‬قاموا بها ضد نظام والده‮ ‬‮ ‬والذي‮ ‬تلا ذلك من جو من الإرهاب والبطش والملاحقة لعناصر الحركة المعارضة‮ ‬فأصدر عبدالله عبدالوهاب‮ (‬الذي‮ ‬كان على صلة بحركة المعارضة في‮ ‬شمال اليمن‮) ‬هذه الصحيفة‮ ‬وقد عرفها قائلا‮: ‬هي‮ ‬جريدة إمبراطورية مستقلة ذات سيادة‮ ‬فهي‮ ‬لسان حال الطفارى والزعالى ومخازيق الجيوب‮ ‬ومن هذا التعريف‮ ‬يتبين لنا خط الفكاهة السياسي‮ ‬الذي‮ ‬سلكته هذه الصحيفة‮ ‬وعلى الرغم من ميلها إلى حركة الأحرار اليمنية في‮ ‬الشمالية إلا أنها لم تقتصر في‮ ‬معالجاتها للقضايا الشمالية فقط‮ ‬بل تناولت قضايا(عدن‮ ‬والمحميات‮) ‬ولم تعتبر نفسها ملزمة بخط سياسي‮ ‬ولم توال تجمعاٍ‮ ‬سياسياٍ‮ ‬مما‮ ‬يضفي‮ ‬عليها طابع الصحيفة العامة التي‮ ‬تصدرها شخصيات وطنية‮.‬
اضافة إلى انه ورغم النجاح الذي‮ ‬حققته الصحيفة إلا انها افتقرت للتبويب والأبواب الثابتة‮ ‬كما أنها احتوت لشئ من النعرات الطائفية والمناطقية‮ ‬إن الطابع الفكاهي‮ ‬السياسي‮ ‬الذي‮ ‬انتهجته أدى إلى إثارة نقمة الإمام أحمد عليها مما جعل عناصر المعارضة تطلب توقفها لتحقيق تسوية سياسيه بشأن الأسرى القابعين في‮ ‬سجون الإمام‮ ‬إضافة إلى توجس السلطات الاستعمارية البريطانية منها‮ ‬‮ ‬وما عانته من مشاكل مادية أدى إلى توقف هذه الصحيفة في‮ ‬عام‮ ‬1953م بعد إصدارها‮ ‬157‮ ‬عدداٍ‮.‬
‮❊ ‬صحيفة‮ «‬صوت الشعب‮» ‬صدرت من لحج في‮ ‬مايو عام‮ ‬1950م وهي‮ ‬صحيفة سياسية اسبوعية في‮ ‬بداية الامر صدرت كل خميس من ثم تحولت إلى نصف شهرية‮ ‬غير منتظمة‮ .‬

‮ ‬المجلات
‮❊ ‬مجلة‮ «‬عكاظ‮» ‬صدرت من سيئون عام‮ ‬1925م وهي‮ ‬مجلة شهرية مخطوطة جامعة اصدرها علي‮ ‬بن أحمد بن‮ ‬يحيى العلوي‮ ‬اهتمت بالمقالات والموضوعات الدينية والادبية‮ ‬وتوزع في‮ ‬كل من سيئون وتريم وقد توقفت عن الصدور بعد بعضة اعداد‮.‬
‮❊ ‬مجلة‮ «‬الأفكار‮» ‬صدر العدد الأول منها في‮ ‬عام‮ ‬1945م‮ ‬وهي‮ ‬مجلة شهرية جامعة‮ ‬غير متخصصة‮ ‬اصدرها محمود علي‮ ‬ابراهيم لقمان في‮ ‬عدن ورأس تحريرها‮ ‬لم‮ ‬يختلف خط سيرها السياسي‮ ‬عن خط جريدة فتاة الجزيرة في‮ ‬المطالبة بالحكم الذاتي‮ ‬لعدن وتأسيس جمعية للعدنيين‮ ‬تناولت القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية‮ ‬إضافة إلى الشعر‮ ‬القصة‮ ‬التاريخ والإعلانات‮ ‬توقفت في‮ ‬نهاية عام‮ ‬1947م لأسباب‮ ‬غير معروفة‮.‬
‮❊ ‬مجلة‮ «‬المستقبل‮» ‬صدر العدد الأول منها في‮ ‬الأول من‮ ‬يناير عام‮ ‬1949م‮ ‬‮ ‬وهي‮ ‬مجلة أدبية اجتماعية تصدر أول كل شهر‮ ‬شكلت المستقبل لوناٍ‮ ‬جديداٍ‮ ‬للمجلات في‮ ‬عصرئذُ‮ ‬وقد قال فيها الاستاذ عبدالرحمن خبارة‮ (‬في‮ ‬دراسته عن نشوء وتطور الصحافة في‮ ‬عدن‮): ‬إن المستقبل تمثل لوناٍ‮ ‬جديداٍ‮ ‬في‮ ‬دنيا المجلات اليمنية‮ ‬لا في‮ ‬الجانب الأدبي‮ ‬وإنما امتدت القضايا التي‮ ‬أثارتها المجلة إلى القضايا الاجتماعية‮ ‬وقد دخلت المجلة في‮ ‬سجال طوال فترة صدورها مع صحيفة‮ «‬الذكرى‮» (‬سابقة الذكر‮) ‬وخاصة في‮ ‬قضية المرأة وتحريرها فقد طالبت‮ «‬المستقبل‮» ‬برسم مستقبل أفضل للمرأة في‮ ‬حقها بالتعليم والحياة ومساواتها بالرجل‮ ‬وهذا قد أثار عليها مؤيدي‮ ‬الذكرى حيث تعرضت لهجمة شرسة من قبلهم‮ ‬ولكن ذلك لا‮ ‬يعني‮ ‬فشلها فقد لقيت رواجاٍ‮ ‬واسعاٍ‮ ‬لا في‮ ‬اليمن فقط وإنما في‮ ‬بعض البلدان العربية‮ ‬وكتب عن رسالتها العديد من الكتاب العرب مثل الأديب المصري‮ ‬أنور المعداوي‮ ‬حيث كتب عنها مقالاٍ‮ ‬نشر في‮ ‬مجلة‮ «‬الرسالة‮» ‬في‮ ‬العدد‮ (‬844‮) ‬بعنوان‮ (‬نهضة أدبية موفقة في‮ ‬عدن‮).‬
‮ ‬كما وصفها الأديب المصري‮ ‬الكبير محمد تيمور بأنها‮: ‬إرهاصات أولية لثقافة متقدمة‮ ‬وطموح رائع لكل ما هو جديد‮ ‬وفي‮ ‬اواخر عام‮ ‬1950م أغلقت سلطات الاحتلال المجلة لأسباب‮ ‬غير معروفة‮.‬
‮❊ ‬مجلة‮ (‬العروبة‮) ‬صدر العدد الأول منها في‮ ‬مارس عام1950م وهي‮ ‬مجلة شهرية جامعة‮ ‬لم تعلن عن هويتها السياسية على الرغم من اسمها الذي‮ ‬يدل على القومية وهذا‮ ‬يفسر بكونها رداٍ‮ ‬عاطفياٍ‮ ‬على ما لحق بالعرب في‮ ‬1948م‮ ‬‮ ‬إلا أن‮ (‬العروبة‮) ‬كانت إحدى الدعاة إلى وحدة الجنوب العربي‮ ‬ومبشرة لقيام حزب رابطة اليمن‮ ‬حيث إن أغلب ما ورد بهذه المجلة‮ ‬يصب بهذا الوعاء‮ ‬احتوت مضامين هذه المجلة على المواضيع الآتية‮: ‬التاريخ‮ ‬الشعر‮ ‬القصة‮ ‬الصحة‮ ‬القضايا الاقتصادية والاجتماعية والدينية إضافة إلى الإعلانات‮ ‬توقفت في‮ ‬سبتمبر‮ ‬1950م‮ (‬بعد سبعة أعداد فقط‮ ) ‬ولم‮ ‬يعرف السبب الرئيسي‮ ‬لتوقفها‮.‬

‮ ‬صحافة ما بعد الثورة
‮❊ ‬تعبر الصحافة عن تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والسياسية في‮ ‬أي‮ ‬مجتمع من المجتمعات‮ ‬متطرقة إلى هموم وقضايا وتطلعات المجتمع وكانت هذه المعاني‮ ‬غائبة أو ضعيفة ابان الحكم الإمامي‮ ‬والاستعماري‮ ‬وجاءت الثورة كانتصار للشرعية الثورية ضد النظام الثيوقراطي‮ ‬الإمامي‮ ‬فلم تعرف المتوكلية تقاليد الديمقراطية أو الحريات الصحفية‮ ‬ولم‮ ‬يكن فيها قضاء‮ ‬يعرف معنى الحريات الصحفية أو حقوق الانسان أو احترام الرأي‮ ‬الآخر‮. ‬كانت البيئة الأمية‮ ‬بمعنييها الأبجدي‮ ‬والمعرفي‮ ‬تشجع على تغييب هذه الحرية باعتبارها أمراٍ‮ ‬لا محل له من الإعراب إن لم تكن كفراٍ‮ .‬
فصدرت صحيفة‮ «‬الثورة‮» ‬في‮ ‬الـــ29‮ ‬من سبتمبر‮ ‬1962‮ ‬وفي‮ ‬العشرين من أكتوبر من نفس العام صدرت صحيفة‮ «‬الجمهورية‮»‬‮ ‬واعتبرت‮ «‬الثورة‮» ‬البديل عن صحيفتي‮ «‬النصر‮» ‬و‮ «‬سبأ‮» ‬بينما كانت‮ «‬الأخبار‮» ‬صحيفة جديدة صدرت في‮ ‬البداية تحت إشراف القيادة العسكرية وقد سيطرت عليها حركة القوميين العرب منذ البدء‮ (‬سالم محمد زين‮ ‬مالك الإرياني‮ ‬وطربوش الشرجبي‮).‬
وعندما انتقلت إلى صنعاء بدأ التصارع بين اليسار والقوميين العرب والبعث‮ (‬أحمد الشجني‮ ‬عبدالله الصيقل‮ ‬محمود الصرحي‮ ‬عمر الجاوي‮ ‬ومن القوميين سلطان أحمد عمر وعبدالحافظ قائد ومالك الإرياني‮ ‬وسعيد الجناحي‮)‬‮ ‬وقد أْعتبر الانتقال إلى صنعاء بمثابة انتصار‮ .‬
ومنذ العام‮ ‬1963م حملت‮ «‬الثورة‮» ‬شعار‮ (‬من أجل‮ ‬يمن ديمقراطي‮ ‬موحد‮) ‬وهو شعار اتحاد الشعب الديمقراطي‮ ‬وقد حذف الشعار في‮ ‬مارس‮ ‬1967م ليعود من جديد مع عودة عمر الجاوي‮ ‬حين تحولت إلى صحيفة‮ ‬يومية‮ ‬ولم‮ ‬يختلف إلا عام‮ ‬69‮ ‬بعد فترة وجيزة من أحداث اغسطس‮ ‬1968م‮.‬
يجزم الجاوي‮: ‬من هنا‮ ‬يمكن أن نؤرخ بوضوح أننا لم نتعرف على التقاليد الديمقراطية في‮ ‬قطاع حرية الرأي‮ ‬والصحافة طوال عهد الاستعمار والإمامة والسلاطين رغم الذي‮ ‬يدعيه البعض عن الحرية النسبية في‮ ‬عدن إبان حكم البريطانيين‮.‬
حتى العام82‮ ‬لم‮ ‬يصدر قانون للمطبوعات أو بشأن تنظيم الصحافة في‮ ‬الوطن‮ ‬شمالاٍ‮ ‬وجنوباٍ‮ ‬وليس بيدنا إلا القانون الذي‮ ‬صدر في‮ ‬15‮ ‬اغسطس‮ ‬1982م في‮ ‬صنعاء ولا نملك قانوناٍ‮ ‬مماثلاٍ‮ ‬في‮ ‬عدن‮ ‬على أن مسألة حرية الصحافة في‮ ‬كثير من الاحيان‮ ‬وفي‮ ‬بلادنا على وجه الخصوص‮ ‬ترتبط مباشرة بالأجهزة الحكومية التي‮ ‬تتصرف دون ضوابط وحسب أمزجة أجهزة الرقابة وحتى الاشخاص المراقبين‮ .‬

قد يعجبك ايضا