
الثورة / أسامة الغيثي –
« يمن » و«صنعاء» و«الإيمان» من أوائل الصحف التي صدرت في صنعاء قبل خمسينيات القرن التاسع عشر
❊ .. عرفت اليمن الصحافة في زمن مبكر منذ دخول أول مطبعة إلى اليمن وتوالى بعد ذلك إصدار وظهور الصحافة فظهرت ثماني صحف خلال الفترتين العثمانية والإمامية. وعقب الثورة ظهرت صحف جديدة بدلا عن تلك الصحف حملت أسماء توحي بالعصر الجديد وطابقت وجهة نظر هذه المطبوعات ووجهة نظر النظام ففي العهد العثماني صدرت أول صحيفة على شكل نشرة (يمن) ومن ثم صدرت صحيفة الولاية الرسمية وهي (صنعاء). وفي عهد المملكة المتوكلية صدرت صحف ومجلات منها صحيفة «الإيمان» التي صدرت في العام 1926م وكانت تابعة لنظام الحكم الإمامي وتحت إشرف الإمام يحيى ومن ثم ابنه أحمد كان توجها يعكس سياسة النظام الإمامي وكانت لسان حال حكمه ومصدر اخباره.. وصحيفة «النصر» والتي صدرت عام 1950م جاءت حكومية رسمية ناطقة بلسان النظام وتخدم سياسة الإمام وتخضع لإشراف القصر وتوجيهاته وكانت الصحيفة مسخرة لمديح الإمام والثناء عليه وقد كانت حملاتها تواجه خصوم الإمام بشدة
الثورة / أسامة الغيثي
صدرت صحيفة «الإيمان» في أكتوبر عام 1926م في صنعاء وكانت صحيفة شهرية تابعة لنظام الحكم الإمامي تحت إشراف الإمام يحيى لتكون لسان حال حكمه ومصدر أخباره وأخبار نظامه وبعد موت الإمام يحيى أشرف على الصحيفة نجله الإمام أحمد استمرت في الصدور فيما بين شهر جمادي الأولى 1345هـ – (أكتوبر 1926م) وحتى 15 جمادي الآخر 1377هـ ( في 8 ديسمبر 1957م ) (تاريخ صدور العدد الأخير) أصدرت خلالها (374) عدداٍ وتوقفت عن الصدور لمدة خمس سنوات أثناء الحرب العالمية الثانية ثم عاودت الصدور.
وبحسب (د. محمد عبدالملك المتوكل – الصحافة اليمنية نشأتها وتطورها) ظلت شهرية رغم إعلانها أنها ستصدر نصف شهرية وكانت (الإيمان) شهرية رسمية تعكس سياسة الإمام يحيى ثم أحمد بصرف النظر عن صعوبة التفكير في تحديد ملامح محددة لسياسة بلا ملامح في حينها ويمكن تركيز التعريف بهذه الصحيفة في جوانب رئيسية أربعة أولها: اعتبر الباحثون هذه الصحيفة رائدة كونها أول صحيفة يمنية مطبوعة تصدر في صنعاء بعد صحيفة «صنعاء» التي أٍدارها وحررها الأتراك أواخر القرن التاسع عشر ووصفها د. المتوكل: بأنها تكتسب أهمية خاصة لأسباب منها ريادتها وأنها (غطت مرحلة طويلة من تاريخ اليمن الحديث امتدت 31 عاماٍ) ومثلت (السجل الوحيد والشاهد الوحيد على تلك المرحلة وأحداث الدولة وقراراتها وسياستها وأنها بحكم الأقدمية تمثل المقياس لمدى تطور الصحافة اليمنية).
اما الجانب الثاني: ورغم أنها صحيفة رسمية بأوراقها الأربع أو صفحاتها الثماني وأن الإمام «لإضفاء الصبغة الرسمية عليها عين القاضي عبدالكريم مطهر رئيس الديوان الملكي رئيساٍ لتحريرها في بداية صدورها» د. سيف علي مقبل – تاريخ الصحافة اليمنية» إلا أن ما نشر على الصفحة الأولى من عددها الاول حدد صفتها بأنها جريدة أهلية صاحبها ومسؤول تحريرها مدير المطبعة (قايد سريع) وهذا ما أثار استغراب الناس لأن قايد سريع «كان نصف أمي لا يحسن إلا رصف حروف الطباعة وكانت الرسائل والاشتراكات تصل باسمه فيرسلها للقاضي عبدالكريم مطهر» المسؤول عن تحريرها ثم اختفى اسم قايد سريع من الجريدة بدءا من العدد (62) بعد خمس سنوات من صدورها.
اما الجانب الثالث: فكانت (الإيمان) تطبع في مطابع الدولة التي ورثتها من الأتراك وتمولها الدولة تمويلاٍ مباشراٍ وعن طريق الاشتراكات وهي اشتراكات كانت مفروضة على كل من كان يتقاضى مرتباٍ شهرياٍ من خزينة الدولة من كبار المسؤولين والشخصيات وكذا حال الصحف الرسمية التي عاصرتها وكانت ترسل نسخة من (الإيمان) ملفوفة بشكل اللفافة الدائرية داخل ورقة عليها اسم المرسلة إليه مقابل ريال إلا ربع (30 بقشة تساوي اليوم حوالي 375 ريالاٍ).
»الحكمة»
❊ أما مجلة «الحكمة اليمانية» فقد صدر العدد الأول منها في ديسمبر 1938م من صنعاء في عهد الإمام يحيى حميد الدين هي مجلة علمية جامعة وزع العدد الأول منها مجاناٍ نظرا لزيادة نسبة الأمية( التي وصلت معدلاتها إلى 99٪ في ذلك الوقت) انتشرت داخل اليمن وخارجها تولى رئاستها أحمد عبدالوهاب الوريث وبعد وفاته في نهاية الثلاثينات تولى رئاسة تحريرها أحمد المطاع وللتعريف بالمجلة في أوساط الكتاب والمثقفين كتب فيها العديد من الشخصيات المتعلمة المنحدرة من العائلة الحاكمة حينذاك والتي لقيت نصيبها في التعليم والتي كانت تعارض سياسة ذلك الحكم .
تميزت في تنوع المقالات وتناولت النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتنوعت فيها الأخبار من داخلية إلى خارجية من أخبار مجردة إلى أخبار ذات التعليقات المطولة التي تهدف إلى إصلاح الوضع الاقتصادي والاجتماعي إضافة على موقفها الوطني الوحدوي نحو كل مناطق اليمن وكان الإمام أحمد يتحيز الفرصة لإغلاق هذه المجلة بسبب معالجاتها وسياساتها المعارضة لحكمة حتى أتت الحرب العالمية الثانية التي أعطته الفرصة لإغلاق هذه المجلة بعذر قلة الورق وندرته أحيانا بسبب الحرب مما أدى إلى إغلاقها في مارس 1941م بعد أصدارها 28 عدداٍ خلال 28 شهراٍ.
»سبأ»
❊ أما بما يتعلق بصحيفة «سبأ» فإنه صدر العدد الأول منها في يناير 1949م في عدن وذلك عن جمعية الشباب كان مسؤول تحريرها محمد عبده صالح الشرجبي وهي أسبوعية سياسية عامة استمرت تصدر في عدن حتى منتصف العام 1950م تقريباٍ (أي حتى رمضان 1369هـ أصدرت خلال هذه الفترة واحداٍ وثلاثين عدداٍ وتوقفت بسبب موقفها المعادي للانجليز والمساند للإمام أحمد حتى 1952م حيث عادت للصدور في تعز وانتقلت معها (مطبعة النهضة) التي كانت تطبع مطبوعات المعارضة (لنظام الإمام) في عدن وصارت المطبعة الرئيسية للنظام الإمامي) وتوقفت عند قيام الثورة في سبتمبر 1962م.
كان الهدف من إصدار (سبأ) بحسب د. محمد عبدالملك استناداٍ إلى حديث مدير تحريرها الشرجبي هو (الوقوف ضد الاستعمار وضد الجمعية اليمنية الكبرى لأن الشرجبي وجمعية الشباب كانت لهم وجهة نظر وهي أن يتم الإصلاح عن طريق توجيه الإمام والتعاون معه لا معاكسته والوقوف ضده) وظلت تصدر في عدن لمدة سنتين ونصف في فترتها الأولى ثم توقفت بعد أن أصدرت 31 عدداٍ وعاودت الصدور في فترتها الثانية من مدينة تعز فصدر العدد الأول في 9 مايو 1952م في قطع كامل (بعد أن وافق الإمام أحمد على صدورها بشرط أن تخضع للرقابة وفي تعز حددت (سبأ) هدفها في الجهاد ضد الانجليز ودعاة التفرقة حتى تأخذ بجنوب الوطن إلى حياة أفضل) ولعل آخر عدد منها صدر كما يفهم من احد المراجع الخميس 20سبتمبر 1962م يوم وفاة الإمام أحمد وتضمن العدد نعيه.
ويشير د/المتوكل إلى أن رجال الثورة طلبوا من الشرجبي استمرارها فاشترط أن لا تتناول شيئا عن الماضي (العهد الإمامي) «لا بخير ولا بشر» مع استعداده للاشادة بكل منجزات العهد الجديد فرفضوا شرطه وأصر هو عليه فسكتت (سبأ) بعد حياة حافلة خلال 12عاما من تاريخ الصحافة في اليمن.
واصلت صحيفة «سبأ» الصدور في تعز ولم تتوقف عند قيام الثورة وصدر العدد الأول في فترتها الثالثة في 29سبتمبر 1962م واستمرت حتى العدد السابع عشر اضافت تحت اسمها (تنشرها ادارة النشر والاعلام تحت اشراف القيادة العامة بتعز) وأصبحت اسبوعية وصار يكتب عليها اسم مؤسسها الشرجبي.
»النصر»
❊ تميزت مرحلة الخمسينات مداٍ متعاظماٍ للنضال الوطني المعادي للاستعمار والإمامة على حدُ سواء إضافة إلى ما شهدته هذه المنطقة من إضرابات ومحاولات انقلابية ومطالبات حثيثة للاستقلال .
ورافقت هذه التطورات السياسية الجديدة جهود بريطانية لاحتوائها مما جعل إدارة الاستعمار تعمل على رسم هندسة مزيفة لخنق الحركات المطالبة بالاستقلال كما اشتدت السياسة القمعية للإمام تجاه المعارضة في شمال الوطن وسحق الانتفاضات التي كانت تثار من وقت لأخر إضافة إلى محاولات التقرب من النظام الاستعماري في جنوب الوطن لكبح النضال الوطني عبر اتفاقيات وقرارات ومراسلات كانت تلك الفترة مقدمة تاريخية عن الأجواء التي أثرت على العمل الصحفي في تلك الفترة كون الصحافة مرآة عاكسة للوضع الاجتماعي
في العام 1950م أصدر الإمام أحمد صحيفة رسمية في تعز باسم «النصر» ولم يشهد شمال الوطن آنذاك إصدار مطبوعات تذكر منذ دخول المطبعة عام 1872م ماعدا صحيفة «الإيمان» وصحيفة «النصر» ومجلة الحكمة وصحيفة «سبأ» حتى قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م.
وقد صدر العدد الأول من صحيفة «النصر» في 9 فبراير عام 1950م من مدينة تعز وبعد توقف «سبأ» رأس تحريرها محمد أحمد موسى و طلعت الغصين صدرت في اربع صفحات جاءت حكومية رسمية ناطقة بلسان النظام وتخدم سياسة الإمام وتخضع لإشراف القصر وتوجيهاته فهو صاحبها وممولها وقد كانت مسخرة لمديح الإمام والثناء عليه وكانت حملاتها تواجه خصومها بشدة وايضا كانت «النصر» تنشر البلاغات والقرارات والأخبار الرسمية وتعالج بعض القضايا الاجتماعية من منظور ديني متزمت وكما هاجمت المعارضة في جنوب الوطن «أيدت دخول اليمن في الاتحاد الفيدرالي مع الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا واليمن) وكتبت في ذلك المقالات والتعليقات « وكانت تنشر الاخبار المحلية والعربية والعالمية التي تقتبسها من الصحف العربية وكانت في الشكل غير ثابتة في الاخراج والتبويب كمثيلاتها حينها في شمال الوطن ولا تختلف عن صحيفتي (الإيمان – سبأ) الرسميتين السابقتين بأي شيء سوى في الشكل والمضمون توقفت في 30 أغسطس 1962م قبل أيام قلائل من قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م بعد أن أصدرت (287) عدداٍوعاودت الصدور بعد قيام الثورة.
»اليقظة»
❊ صحيفة «اليقظة» صدر العدد الأول منها في 1 يناير 1956م وهي أول صحيفة يومية تصدر في عدن واليمن بأكملها كما أنها كانت أول من أدخل نظام العدد الأسبوعي الخاص حيث كانت تصدر كل احد ملحقاٍ من ثماني صفحات مسؤول تحريرها عبدالرحمن جرجرة وكانت الصحيفة عبارة عن وجه آخر لجريدة اليقظة التي تطرق إليها البحث في مراحله الأولى فلم تتغير سياساتها التي كانت عليها في النسخة الأولى لكنها تنصلت عن أهم أعلامها التي كانت تثير غضب الجماعات العدنية وسلطات الاحتلال عليها .
احتوت في مضامينها على الأخبار العامة اليمنية والعربية والعالمية كما أنها خصصت عموداٍ ثابتاٍ للمرأة إضافة إلى المقابلات والمقالات ورسائل القراء كذلك اهتمت بالجانب الرياضي وخصصت له ركناٍ أسبوعياٍ إضافة إلى الإعلانات و أهم الأحداث .
وقد مهدت صحيفة «اليقظة» لقيام الحزب الوطني الاتحادي وكانت تنهج خط الحكم الذاتي لعدن فقط الأمر الذي جعلها في حلقة الموالين للاستعمار وقد وضح موقفها السياسي الداعم للبريطانيين عند قيام ثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن فقد هاجمت الثورة ووصفتها بألفاظ لا تليق بها بل وصل بها الحد إلى إعلان العداء السافر على الثورة المسلحة في جنوب الوطن والتي تفجرت في 14 أكتوبر 1963م مما دفع بفدائيي الجبهة القومية الثائرة إلى إحراقها مع مطبعتها بعملية فدائية عام 1964م ولم تعاود الصدور مرة أخرى .
❊ صحيفة «الكفاح» صدرت في 29 نوفمبر 1959م وهي صحيفة سياسية يومية كانت لسان حال الحزب الوطني الاتحادي (الذي بشرت به صحيفة اليقظة من قبل) وهو حزب موال لحكومة الاستعمار أحرقت بعد قيام الثورة بسبب موقفها العدائي منها رأس تحريرها حسين علي بيومي توقفت في عام 1965م .
❊ صحيفة «رسالة الشباب» كانت عبارة عن نشرة شهرية صدرت من سيئون في عام 1957م وهي لسان حال نادي الشباب في سيئون تعثرت بالصدور مما أدى إلى إقفالها .
❊ صحيفة «الجنوب العربي» وهي صحيفة أسبوعية سياسية صدرت من عدن عام 1951م عن رابطة أبناء الجنوب العربي اصدرها عضو قيادة الرابطة محمد عمر بلفقية تبنت الصحيفة اتجاه تنظيمها المضاد لقوى الاستعمار في البداية ثم بعد ذلك اكتسبت نشاط الرابطة اتجاها معاديا للقضايا الوطنية والسياسية للجماهير توقفت في أواخر الخمسينات.
الصحافة العمالية
❊ إن ميلاد العديد من النقابات العمالية والحركات الوطنية الوحدوية أدى إلى ظهور صحف وطنية عمالية عديدة في ففي جنوب الوطن صدرت:
❊ صحيفة «البعث» صدر العدد الأول منها في 1 يناير 1955م وهي صحيفة أسبوعية سياسية كانت لسان حال الجبهة الوطنية المتحدة ناقشت القضايا الأدبية والفكرية والاجتماعية وروجت لنظرية البعث وعارضت المشاريع الاستعمارية المشبوهة كمشروع المجلس التشريعي الذي كان كل أعضائه من الأجانب ووقفت بجانب القضايا العمالية وعارضت من يقف بجانب الاستعمار أوقفت في عام 1958م .
❊ صحيفة «الفكر» صدر العدد الأول منها في أغسطس 1956م وهي صحيفة أسبوعية سياسية تعتبر الفكر من الصحف القليلة التي لامست الأوضاع القائمة في ذلك الوقت حيث كانت تركز في افتتاحياتها على النقد الشديد للسياسة الاستعمارية ومن وقف مع الاستعمار في الجنوب كما شمل النقد السياسة الرجعية المتخلفة للنظام الإمامي في الشمال عالجت في مضامينها عدداٍ من القضايا السياسية والاجتماعية والأدبية وحملت في ثناياها العديد من الأبواب التي خصصتها للتحقيقات والرياضة ونقد لظواهر المجتمع وكيفية معالجتها إضافة إلى المواضيع الأدبية كذلك نشرت أخباراٍ سياسية عربية وعالمية متفرقة التزمت الفكر موقفا وطنيا في فضح السياسات البريطانية المشبوهة وبيانها لعملاء الاستعمار مما عرضها للإغلاق المؤقت في أكتوبر 1958 ثم الإغلاق النهائي في ديسمبر 1958م .
❊ صحيفة «العامل» صدر العدد الأول منها في 13 أكتوبر 1957م وهي صحيفة أسبوعية سياسية لسان حال المؤتمر العمالي بعدن (وهو الإطار النقابي للطبقة العمالية في عدن ويعتبر أول من نادى للوحدة اليمنية) عبرت الصحيفة عن آمال الوطنيين وجسدت مصالح الطبقة العاملة وتصدت بقوة للسياسات الاستعمارية البريطانية مما أدى إلى تقديم رئيس تحريرها (عبده خليل سليمان) للمحاكمة حيث خرجت في يوم محاكمته جماهير غفيرة من العمال لتقود مظاهرة ضخمة ضد هذا الإجراء التعسفي تضمن في ثناياها لأبواب ثابتة كالافتتاحية والأخبار ودراسات المشاكل التي يعاني منها العمال إضافة إلى الرياضة الأدب والإعلانات كما أنها احتوت على أبواب سياسية ساخرة تكتب باللهجة العامية أغلقت من قبل الإدارة البريطانية في أغسطس 1960م حتى صدرت صحيفة «العمال» في 24ابريل عام 1965م .
اما في شمال الوطن فقد صدرت صحيفة ذات توجه وطني هي صحيفة «الطليعة» التي صدرت في مدينة تعز بتاريخ 14 أكتوبر 1959م من مكتب تحرير الجنوب اليمني أصدرها عبدالله باذيب بعد أن هرب من عدن إلى تعز ليؤسس هناك مكتباٍ لتحرير الجنوب اليمني من الاستعمار البريطاني وقد رسمت من ذلك الهدف خط سياساتها التي ناضلت من أجلها واستفادت من طموح الإمام في تفويضها لتقديمه للساحة اليمنية على صورة الرجل التقدمي الذي يحلم بالوحدة العربية بعد أن طلب الانضمام إلى الإتحاد المصري السوري (الإتحاد العربي) الأمر الذي ساعد في إعطائها ترخيص الصدور سريعاٍ لكن الإمام شعر بأن الصحيفة سوف تتحول إلى داعية تغيير يمس نظامه فعمل على إغلاقها في العام 1960م بعد إعداد قليلة من الصدور.
الصحافة المستقلة
❊ كما صدرت العديد من الصحف المستقلة في مدينة عدن كصحيفة «الرقيب» التي صدر أول عدد منها في 29 أكتوبر 1955م وهي صحيفة أسبوعية تبحث في السياسة والاجتماع رغم ميلها إلى الطبقة العاملة ونقابتها العمالية إلا أنها لم تلتزم بخط سياسي واضح مما شجع العديد من الأقلام للكتابة فيها من مختلف الاتجاهات ونقلت الأخبار المحلية والعربية والدولية وناقشت مواضيع العمال وتابعت الشؤون الرياضية وخصصت صفحة من صفحاتها للثقافة رأس تحريرها محمد علي باشراحيل استمرت في الصدور حوالي عامين ثم توقفت في العام 1958م وحلت محلها صحيفة «الايام» واعادت مصادر اخرى اسباب توقفها مع الصحف الوطنية الاخرى إلى حملات سلطات الاستعمار ضدها في اجراءات تعسفية لاغلاقها في العام 1960م.
بالإضافة إلى صدور صحف مستقلة أخرى هي: صحيفة «الرافد» صدرت من المكلا عامي ( 1960م ٢٦٩١م) وصحيفة «الأيام» صدرت من عدن عام 1958م وبعد الاستقلال عام 1967م توقفت حتى اعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م من ثم توقفت عام 2009م وحتى مارس 2012م وصحيفة «الأنغام» صدرت من المكلا عام 1959م في الستينات وصحيفة «الصباح « صدرت من عدن عام 1951م ولم تستمر طويلاٍ.
الصحافة الرسمية
❊ حرص المستعمر البريطاني على إصدار الصحف الناطقة باسمه وقد تزايدت هذه الصحف في مطلع الأربعينيات وكان يبث من خلالها أخباره ويروج لسياساته وانتصاراته في الحرب العالمية الثانية مما يزيد من انسجام خططه السياسية والإعلامية الرامية إلى إحكام القبضة على المحميات البريطانية في الجنوب العربي اليمنيº ومن هذه النشرات الرسمية نذكر الآتي:
❊ صحيفة «محمية عدن» صدرت باللغة العربية والإنجليزية وكانت أول صحيفة رسمية تصدر بالعربية. صدرت ابتداءٍ من مطلع عام 1939م وتشمل موضوعاتها التعيينات والترقيات وأخبار السلطة الاستعمارية الرسمية وأخبار المحميات وقضايا الزراعة وبعض الدراسات القصيرة وأخبار قمع السلطات الاستعمارية للانتفاضة في المحميات وقضايا طبية وبعض الإعلانات.
❊ صحيفة «صوت الجزيرة» صدرت من عدن في عام 1939م باللغة العربية وهي صحيفة يومية سياسية تغطي أخبار وانتصارات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.
❊ صحيفة «الصقر البريطاني» صدرت في العام 1941م وهي نشرة باللغة الإنجليزية تغطي أخبار سلاح الجو البريطاني وتمجد انتصاراته وحيازته للطائرات المختلفة.
❊ صحيفة «الأخبار العدنية» صدرت عام 1939م وهي تعتبر نشرة يومية تصدرها سلطات الاحتلال وانها صدرت باللغة العربية وقامت بتغطية الأخبار الرسمية والقوانين والتعيينات والأحداث الجارية في عدن والمحميات والوطن العربي والتعليقات السياسية ومقتطفات من تعليقات الصحف.
صحافة التنظيمات
عمدت بعض الشخصيات المثقفة التابعة لبعض التنظيمات التي تشكلت في مطلع الثلاثينيات والتي كانت مهتمة بالإصلاح المناطقي إلى إصدار صحف ومجلات عبرت سياسياٍ عن اتجاه هذه التجمعات وإن لم تعلن بصراحة على تبعيتها لتلك التنظيمات وهي كالآتي:
❊ صحيفة «فتاة الجزيرة» صدر العدد الأول من صحيفة فتاة الجزيرة في 1 يناير عام1940م وهي صحيفة أسبوعية سياسية جامعة تصدر كل يوم أحد رئيس تحريرها محمد علي لقمان وبعد فترة وجيزة من إصدارها تأسست الجمعية العدنية في ابريل عام 1949م ( أول حزب سياسي في عدن ) وكانت تطالب بالحكم الذاتي لمدينة عدن (فقط) فأصبحت لسان حال هذه الجمعية وتعتبر من الصحف المؤيدة للإدارة الاستعمارية لوقوفها الدائم مع سياساتها ومقترحاتها.
لقد تنوعت وتعددت القضايا التي عالجتها هذه الصحيفة على الصعيدين الشمالي والجنوبي كما وردت في أخبارها وتعليقاتها مواضيع عن دولة العواذل التي كانت تتمتع بحكم ذاتي تابع للتاج البريطاني في أرض حضرموت إضافة إلى عرضها للأحداث الدولية والعربية واستحداثها لباب أسمته بالبريد أو التلفون ويعنى بهموم المواطن المختلفة كما تضمنت أبواباٍ للإعلان وللمقالات والأخبار المتفرقة استمرت في الصدور حتى قبيل الاستقلال عام 1967م وفي مصدر سالف انها توقفت بعد الاستقلال بيومين ولعلها اطول فترة لصحيفة يمنية صدرت قبل الثورة دون انقطاع رغم أن صحيفة «الإيمان» استمرت في صنعاء حوالي 32سنة الا انها انقطعت خلالها حوالي خمس سنوات.
❊ صحيفة «صوت اليمن» صحيفة أسبوعية صدر العدد الأول منها في 31 أكتوبر 1946م في عدن ولها خصوصية في كونها أول صحيفة شمالية معارضة للحكم الإمامي في شمال الوطن تصدر من عدن( لاجتناب بطش الإمام ) وقد أسسها القاضي الشهيد محمد محمود الزبيري وقد كانت لسان حال الجمعية اليمنية الكبرى (حركة الأحرار اليمنيين كما كانوا يطلقون على أنفسهم) وتعتبر صحيفة «صوت اليمن» أول صحيفة يمنية مارست العمل الصحفي الحديث كاملا فلا يخلو عدد إلا وكان يحوي مقالات وتعليقات وأخبار وتحاليل للأوضاع المحلية والعربية والدولية إضافة إلى أنها أول صحيفة يمنية استخدمت فن الكاريكاتير في النضال السياسي عبر إبراز عيوب الحكم الإمامي المتوكلي في الشمال بشكل هزلي جاد. كما أنها أضافت صفحات غير ثابتة لبيانات الجاليات اليمنية في أماكن تمركزها الرئيسية (الخليج السودان أثيوبيا الصومال).
تم إغلاق الصحيفة في عدن بأمر من سلطات الاحتلال البريطاني بطلب من سلطات نظام الحكم الإمامي في شمال الوطن في عام 1948م ولم تعاود الصدور إلا من القاهرة في عام 1955م وقد علق المؤرخ الصحفي اليمني د/سيف علي مقبل في كتابه (تاريخ الصحافة في اليمن) على أسباب إغلاق الصحيفة قائلاٍ: بذلك يتجلى تحالف النظام الاستعماري والإمامي في هذا الموقف .
❊ صحيفة «الذكرى» صدرت في العام 1948م وهي صحيفة أسبوعية دينية تعنى بنشر الثقافة الإسلامية والبحوث العلمية والاجتماعية وكانت لسان حال الجمعية الإسلامية العدنية عرفت بموقفها المتشدد ضد حقوق المرأة حتى أنها وقفت مع خطط سلطات الاستعمار الرامية إلى حرمان المرأة من حقوقها السياسية توقفت عن الصدور في أواخر 1950م.
❊ صحيفة «النهضة» صدر العدد الأول منها في عام 1949م اسبوعية وتعتبر أول صحيفة دعت بوضوح إلى وحدة أبناء الجنوب ضد الاستعمار البريطاني وكان بعض الكتاب في الصحيفة يكتبون مقالاتهم تحت تسميات مستعارة (كابن الجنوب أو العدني العربي ) خوفاٍ من بطش سلطات الاستعمار وقد وصفها الكاتب الصحفي عبدالرحمن خبارة قائلاٍ: طوال سنوات النهضة الخمس كانت ناراٍ ونوراٍ على السلطات الاستعمار وأنارت طريق الشعب ونشرت بالتفاصيل حول كل الثورات التي كانت تندلع من وقت لآخر في المناطق الجنوبية احتوت مضامينها على العديد من المقالات والأخبار الرياضية والثقافية وأبواب وأعمدة للقراء أغلقت في عام 1955م لانزعاج الإدارة الاستعمارية منها.
❊ صحيفة «أخبار الجنوب» صدر العدد الأول منها في يناير 1951م وهي صحيفة أسبوعية سياسية ذات هوية سياسية ملتزمة للاتجاه العدني ودعاة الحكم الذاتي لعدن تحمست لفكرة الحكم الذاتي ودعت إدارة المستعمر إلى الإسراع في إعطاء الفرصة لأبناء عدن لينتخبوا مجلساٍ تشريعياٍ ليتدربوا من خلاله على الحكم. توقفت بعد عام من صدورها .
الصحف المستقلة
❊ وهي صحف أصدرت بدرجة اساسية من قبل شخصيات سياسية ودينية واجتماعية بالدرجة الأولى وتوخت من وراء إصدارها الترويج لبعض القضايا السياسية منها:
❊ صحيفة «التهذيب» صدرت في العام 1930م من سيئون وكان رئيس تحريرها محمد حسن بارجاء وهي صحيفة ادبية شهرية صدرت مخطوطة في البداية ثم مطبوعة واعاد فيما بعد الكاتب المسرحي الراحل علي أحمد باكثير إصدارها ولم تستمر أكثر من عام واحد.
❊ صحيفة «الفضول» صدرت من عدن في 15 ديسمبر 1948م كانت تعني بشؤون الشطر الشمالي للوطن وهي صحيفة عربية حرة جامعة اتخذت من الفكاهة والسخرية أسلوباٍ عاماٍ لمعالجة وطرح أغلب القضايا المطروقة من قبلها كان إصدارها في العام الذي أعدم فيه الإمام أحمد أعضاء حركة المعارضة بعد فشل ثورة 1948م التي قاموا بها ضد نظام والده والذي تلا ذلك من جو من الإرهاب والبطش والملاحقة لعناصر الحركة المعارضة فأصدر عبدالله عبدالوهاب (الذي كان على صلة بحركة المعارضة في شمال اليمن) هذه الصحيفة وقد عرفها قائلا: هي جريدة إمبراطورية مستقلة ذات سيادة فهي لسان حال الطفارى والزعالى ومخازيق الجيوب ومن هذا التعريف يتبين لنا خط الفكاهة السياسي الذي سلكته هذه الصحيفة وعلى الرغم من ميلها إلى حركة الأحرار اليمنية في الشمالية إلا أنها لم تقتصر في معالجاتها للقضايا الشمالية فقط بل تناولت قضايا(عدن والمحميات) ولم تعتبر نفسها ملزمة بخط سياسي ولم توال تجمعاٍ سياسياٍ مما يضفي عليها طابع الصحيفة العامة التي تصدرها شخصيات وطنية.
اضافة إلى انه ورغم النجاح الذي حققته الصحيفة إلا انها افتقرت للتبويب والأبواب الثابتة كما أنها احتوت لشئ من النعرات الطائفية والمناطقية إن الطابع الفكاهي السياسي الذي انتهجته أدى إلى إثارة نقمة الإمام أحمد عليها مما جعل عناصر المعارضة تطلب توقفها لتحقيق تسوية سياسيه بشأن الأسرى القابعين في سجون الإمام إضافة إلى توجس السلطات الاستعمارية البريطانية منها وما عانته من مشاكل مادية أدى إلى توقف هذه الصحيفة في عام 1953م بعد إصدارها 157 عدداٍ.
❊ صحيفة «صوت الشعب» صدرت من لحج في مايو عام 1950م وهي صحيفة سياسية اسبوعية في بداية الامر صدرت كل خميس من ثم تحولت إلى نصف شهرية غير منتظمة .
المجلات
❊ مجلة «عكاظ» صدرت من سيئون عام 1925م وهي مجلة شهرية مخطوطة جامعة اصدرها علي بن أحمد بن يحيى العلوي اهتمت بالمقالات والموضوعات الدينية والادبية وتوزع في كل من سيئون وتريم وقد توقفت عن الصدور بعد بعضة اعداد.
❊ مجلة «الأفكار» صدر العدد الأول منها في عام 1945م وهي مجلة شهرية جامعة غير متخصصة اصدرها محمود علي ابراهيم لقمان في عدن ورأس تحريرها لم يختلف خط سيرها السياسي عن خط جريدة فتاة الجزيرة في المطالبة بالحكم الذاتي لعدن وتأسيس جمعية للعدنيين تناولت القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية إضافة إلى الشعر القصة التاريخ والإعلانات توقفت في نهاية عام 1947م لأسباب غير معروفة.
❊ مجلة «المستقبل» صدر العدد الأول منها في الأول من يناير عام 1949م وهي مجلة أدبية اجتماعية تصدر أول كل شهر شكلت المستقبل لوناٍ جديداٍ للمجلات في عصرئذُ وقد قال فيها الاستاذ عبدالرحمن خبارة (في دراسته عن نشوء وتطور الصحافة في عدن): إن المستقبل تمثل لوناٍ جديداٍ في دنيا المجلات اليمنية لا في الجانب الأدبي وإنما امتدت القضايا التي أثارتها المجلة إلى القضايا الاجتماعية وقد دخلت المجلة في سجال طوال فترة صدورها مع صحيفة «الذكرى» (سابقة الذكر) وخاصة في قضية المرأة وتحريرها فقد طالبت «المستقبل» برسم مستقبل أفضل للمرأة في حقها بالتعليم والحياة ومساواتها بالرجل وهذا قد أثار عليها مؤيدي الذكرى حيث تعرضت لهجمة شرسة من قبلهم ولكن ذلك لا يعني فشلها فقد لقيت رواجاٍ واسعاٍ لا في اليمن فقط وإنما في بعض البلدان العربية وكتب عن رسالتها العديد من الكتاب العرب مثل الأديب المصري أنور المعداوي حيث كتب عنها مقالاٍ نشر في مجلة «الرسالة» في العدد (844) بعنوان (نهضة أدبية موفقة في عدن).
كما وصفها الأديب المصري الكبير محمد تيمور بأنها: إرهاصات أولية لثقافة متقدمة وطموح رائع لكل ما هو جديد وفي اواخر عام 1950م أغلقت سلطات الاحتلال المجلة لأسباب غير معروفة.
❊ مجلة (العروبة) صدر العدد الأول منها في مارس عام1950م وهي مجلة شهرية جامعة لم تعلن عن هويتها السياسية على الرغم من اسمها الذي يدل على القومية وهذا يفسر بكونها رداٍ عاطفياٍ على ما لحق بالعرب في 1948م إلا أن (العروبة) كانت إحدى الدعاة إلى وحدة الجنوب العربي ومبشرة لقيام حزب رابطة اليمن حيث إن أغلب ما ورد بهذه المجلة يصب بهذا الوعاء احتوت مضامين هذه المجلة على المواضيع الآتية: التاريخ الشعر القصة الصحة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والدينية إضافة إلى الإعلانات توقفت في سبتمبر 1950م (بعد سبعة أعداد فقط ) ولم يعرف السبب الرئيسي لتوقفها.
صحافة ما بعد الثورة
❊ تعبر الصحافة عن تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والسياسية في أي مجتمع من المجتمعات متطرقة إلى هموم وقضايا وتطلعات المجتمع وكانت هذه المعاني غائبة أو ضعيفة ابان الحكم الإمامي والاستعماري وجاءت الثورة كانتصار للشرعية الثورية ضد النظام الثيوقراطي الإمامي فلم تعرف المتوكلية تقاليد الديمقراطية أو الحريات الصحفية ولم يكن فيها قضاء يعرف معنى الحريات الصحفية أو حقوق الانسان أو احترام الرأي الآخر. كانت البيئة الأمية بمعنييها الأبجدي والمعرفي تشجع على تغييب هذه الحرية باعتبارها أمراٍ لا محل له من الإعراب إن لم تكن كفراٍ .
فصدرت صحيفة «الثورة» في الـــ29 من سبتمبر 1962 وفي العشرين من أكتوبر من نفس العام صدرت صحيفة «الجمهورية» واعتبرت «الثورة» البديل عن صحيفتي «النصر» و «سبأ» بينما كانت «الأخبار» صحيفة جديدة صدرت في البداية تحت إشراف القيادة العسكرية وقد سيطرت عليها حركة القوميين العرب منذ البدء (سالم محمد زين مالك الإرياني وطربوش الشرجبي).
وعندما انتقلت إلى صنعاء بدأ التصارع بين اليسار والقوميين العرب والبعث (أحمد الشجني عبدالله الصيقل محمود الصرحي عمر الجاوي ومن القوميين سلطان أحمد عمر وعبدالحافظ قائد ومالك الإرياني وسعيد الجناحي) وقد أْعتبر الانتقال إلى صنعاء بمثابة انتصار .
ومنذ العام 1963م حملت «الثورة» شعار (من أجل يمن ديمقراطي موحد) وهو شعار اتحاد الشعب الديمقراطي وقد حذف الشعار في مارس 1967م ليعود من جديد مع عودة عمر الجاوي حين تحولت إلى صحيفة يومية ولم يختلف إلا عام 69 بعد فترة وجيزة من أحداث اغسطس 1968م.
يجزم الجاوي: من هنا يمكن أن نؤرخ بوضوح أننا لم نتعرف على التقاليد الديمقراطية في قطاع حرية الرأي والصحافة طوال عهد الاستعمار والإمامة والسلاطين رغم الذي يدعيه البعض عن الحرية النسبية في عدن إبان حكم البريطانيين.
حتى العام82 لم يصدر قانون للمطبوعات أو بشأن تنظيم الصحافة في الوطن شمالاٍ وجنوباٍ وليس بيدنا إلا القانون الذي صدر في 15 اغسطس 1982م في صنعاء ولا نملك قانوناٍ مماثلاٍ في عدن على أن مسألة حرية الصحافة في كثير من الاحيان وفي بلادنا على وجه الخصوص ترتبط مباشرة بالأجهزة الحكومية التي تتصرف دون ضوابط وحسب أمزجة أجهزة الرقابة وحتى الاشخاص المراقبين .