بكين/أ ف ب –
أصبحت جزيرة يونغشينغ الاستوائية في بحر الصين الجنوبية مركزا متقدما لطموحات الصين البحرية رغم أنها تبدو هادئة بشواطئها ونخيلها. واعلنت الحكومة الصينية مؤخرا أنها ستقيم على هذه الجزيرة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها كيلومترين مربعين في ارخبيل باراسيل المتنازع عليه¡ حامية عسكرية ما يهدد الوضع القائم المهتز اصلا وكان كثيرون يأملون في استمراره في المنطقة.
كما غيرت بكين الوضع الاداري للقرية الساحلية الواقعة على جزيرة يونغشينغ لتجعل منها مدينة. وبذلك قررت السلطات الصينية أن تجعل من سانشا مركزها الإداري في الباراسيل وارخبيل سبارتلي المتنازع عليه ايضا.
وأثارت قرارات بكين غضب فيتنام والفيليبين اللتين اتهمتا الصين بمحاولة تخويفهما. وتطالب الصين بالسيادة على كل المياه الاقليمة في بحر الصين الجنوبي بما فيها مناطق الصيد البحري القريبة من سواحل بلدان المنطقة أي فيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناي وتايوان.
ويونغشينغ واحدة من الجزر الصغيرة العديدة والصخور والكثبان الرملية التي تشكل جزر باراسيل في الجزء الشمالي من بحر الصين الجنوبي. وتكشف الصور المتوفرة ليونغشينغ اشجارا كثيفة وقبة مبنى من الاسلوب الاستعماري. يبدو انه اكبر مبنى في الجزيرة.
وفيها ايضا بلدية ومجلس تشريعي من 45 عضوا يرأسه مسؤول من سلاح الجو المدني¡ ومحكمة وستضاف لكل ذلك حامية عسكرية تثير الجدل. وافادت وسائل الاعلام الصينية معلومات متناقضة حول عدد سكان الجزيرة الذين يعيشون اساسا من الصيد البحري¡ لكن عددهم بلا شك لا يتجاوز الآلاف.
وتقوم سفينة برحلتين في الشهر لامداد السكان الذين يتوفر لديهم مصرف وسوبرماركت ومكتبة وملعب كرة سلة في ظل اشجار النخيل على ما تفيد صور بثت على الانترنت. وهناك ايضا فندق لكنه لا يستقبل الكثير من الزوار على الارجح.
وافادت وكالة انباء الصين الجديدة أن في الجزيرة ميناء ومطارا عسكريا صغيرا بينما يتبين من الصور الجوية أن هناك فعلا مدرجا بني على ارض مستصلحة من البحر مقابلة لطرف يونغشينغ. ومن بين الانجازات الرامية الى تسهيل حياة سكان الجزيرة من المقرر بناء منازل اجتماعية ومستشفى جديد متعدد الخدمات مع قسم لأمراض النساء والولادات¡ مما يوحي بزيادة عدد السكان.
وافادت صحيفة غلوبال تايمز انه يجري بناء مركز اعتقال لاحتجاز صيادي السمك الأجانب الذين تتهمهم الصين بانتهاك حدود مياهها الإقليمية. ويعتبر بحر الصين الجنوبي منطقة استراتيجية بسبب الطرق البحرية الدولية التي تمر به. وهو غني بثروة سمكية وقد تحتوي أعماقه أيضا على احتياطي من الغاز والنفط.
وانتقدت الولايات المتحدة قرار الصين إقامة حامية عسكرية في باراسيل.
واعرب الناطق باسم وزارة الخارجية باتريك فينتريل عن “القلق من تصاعد التوتر”. وردت بكين معبرة عن “استيائها الشديد” ومؤكدة أن الانتقادات الأمريكية “تتعمد الخلط بين الصحيح والخاطئ بتوجيهها رسالة خاطئة” كما قال المسؤول الدبلوماسي الصيني كين غانغ.
وقبل ذلك قالت وكالة الصين الجديدة أن “الأوضاع المتقلبة تقتضي الحذر والتكتم لا أن يسعى فيها دخيل إلى تعكير الأجواء” مقترحة على الولايات المتحدة أن “ترفع يدها التي تتدخل في نزاعات بحر الصين الجنوبي”. وفي تقرير نشر مؤخرا اعتبرت منظمة مجموعة الأزمات الدولية أن فرص تسوية النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي “تبدو في تضاؤل”.