
استطلاع/ نورالدين القعاري –
ها قد حِلت أيام العيد وقبلها بدأت ظاهرة تتجلى في كل مناسبة بإصرار بعض الأطفال والشباب في بعض المحافظات على تلويث أجواء أيام العيد من خلال استقباله بإشعال الحرائق التي تنتج الأدخنة السامة والملوثة للجو والمضرة بالصحة عن طريق إشعال الإطارات والمواد البلاستيكية والعادمة هذه العادة السيئة تمارس عند قدوم المناسبات الدينية ومدى خطورتها وأضرارها وطرق معالجتها والإجراءات المتخذة من قبل المعنيين في البيئة ..
نظرة علمية
وعن معرفة أصل المواد المكونة التي يقوم الأطفال والشباب بحرقها يقول المهندس عبدالخالق الغابري من وزارة المياه والبيئة تكمن مضار وخطورة حرق الإطارات التالفة للسيارات القديمة من كونها مصنعة من بقايا مواد عضوية هي جزء من مخلفات معامل تكرير النفط وتتميز بتركيبة معقدة وسمية عالية وتنتج عند حرقها وتفكك عناصرها ومكوناتها المختلفة مجموعة من الأبخرة والغازات السامة وأهمها اكاسيد الكربون(أول وثاني أكسيد الكربون) واكاسيد النتروجين إضافة لنسب كبيرة من العناصر الثقيلة والسامة كالرصاص والزرنيخ وهذه المواد مجتمعة لها تأثيراتها الخطيرة والمباشرة على الصحة والبيئة والتي يمكن إجمالها على المستوى الصحي.
أضرار صحية
أما من الجانب الصحي فيؤكد الدكتور رمزي ثابت – طب عام -أن ظاهرة حرق الإطارات تسبب الكثير من الأضرار الصحية فتسبب مشاكل نفسية تتمثل في الإصابة بضيق التنفس وآلام الرأس إضافة إلى تطورات أكثر تؤدي إلى الإصابة بمرض الربو وهناك مشاكل وأضرار صحية تصيب العين وتسبب الالتهاب الخاص بالعين أضف إلى ذلك الأضرار التي قد تصيب الدم بسبب المواد الداخلة في تركيب الإطارات لأنها تحتوي على مواد سامة.
اختناقات ومشاكل تنفسية
وعن الأضرار المترتبة جراء حرق الإطارات أكد د. رمزي أن هناك أمراضاٍ كثيرة تنتج من عملية الحرق منها تقليل نسبة الأوكسجين بسبب انتشار أكاسيد الكربون مما يوجد نوعا من الاختناق أو الصعوبة في التنفس إذا علمنا أن جسم الإنسان يحتاج إلى 10 كيلوجرامات من الهواء يومياٍ يضاف إلى ذلك أن التعرض لاستنشاق الغازات والأبخرة السامة لفترات طويلة وترسبها في الرئتين تؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية ويصيب بالسرطان على المدى البعيد كما ثبت من خلال عدد من الأبحاث العلمية أن ملوثات الهواء عموما تؤثر سلبا على الجهاز الدوري للإنسان وتتسبب في تسمم الدم فضلاٍ عن تأثيراتها على الجهاز الهضمي والدورة الدموية حيث ثبت أنها بترسبها على الأطعمة ودخولها الدم عبر المعدة ثم إلى المخ يمكن أن تتسبب في أمراض البله والتخلف العقلي وضعف الذاكرة.
تغيرات الأجواء
وعن التغيرات البيئية الكبيرة التي تحدث جراء حرق الإطارات يتحدث حسن الحماطي مدرس كيمياء أن هناك عوامل خطيرة يسببها حرق إطارات السيارات حيث يقول: زيادة نسبة أكاسيد الكربون وغيرها من الغازات السامة وبالأخص ما ينتجه حرق الإطارات تزيد من تأثير ما يعرف بظاهرة البيت الزجاجي وترفع من معدلاتها إضافة إلى أن انتشار أكاسيد الكبريت والنتروجين يؤدي لوقوع ظاهرة المطر الحمضي التي ينتج عنها النتريك والكبريتيك بتأثيراتها الخطيرة على التربة والنبات والمياه.. ونحن والحمد لله لم نمر بهذا التلوث الجوي من قبل وإنما يحدث هذا في الدول التي تستهلك وتحرق مواد غازية وسامة.
الأشد ضرراٍ
أما الأخ وليد الثميلي فيرى أن الأطفال هم الأكثر افتعالاٍ لعملية حرق الإطارات وهم من يتجرعون عواقبها متحدثاٍ: بقدر ما يقوم الأطفال بعملية حرق الإطارات كنوع من التسلية لديهم وهم الشريحة الأكبر في هذه العملية إلا أنهم عرضة لتعرضهم لتأثير الغازات الناتجة عن حرق الإطارات لأنهم في مسرح الحدث نفسه.
مضيفاٍ بأن الكثير من الأطفال يصابون بحروق وضيق تنفس وأيضاٍ إشعال كثير من الدخان عندما يلجأون إلى لعبة” البركان” وهي لعبة تقوم على حفر حفرة ومن ثم تجمع المخلفات من المواد البلاستيكية والمطاطية التي ينتج عن حرقها غازات وأبخرة سامة حتى تذوب تماماٍ ثم يقوم أحدهم برمي كمية من الماء على هذه المواد الخطيرة الذائبة ثم يحصل انفجار كبير يصاب الأطفال والشباب بحروق كبيرة يستدعي ذلك الذهاب إلى المستشفى لأن أكثر الأطفال لا يستطيعون الهرب من التفاعل الكيميائي نظراٍ لأنه سريع التطاير والانتشار وسمي بركاناٍ لأنه ينتشر مثل البركان محدثاٍ عواقب كبيرة خطيرة وإصابات جسمية في الأطفال وكثيراٍ ما نرى علامات على أيدي ووجوه الأطفال بسبب هذا التصرف غير المسؤول.
بدائل
من جهة أخرى أبدى ملاطف الموجاني استغرابه من إقدام الشباب وحتى الأطفال على حرق الإطارات في المناسبات مثل قدوم المناسبات العيدية حيث يقول: نستغرب من إقدام الشباب على حرق الإطارات مع إعلان دخول أيام عيد الفطر المبارك وهي مشكلة صحية وبيئية سواء كانت في المناسبات أو غير المناسبات.
التوعية
أما الأخ هادي الحربي فيرى أن الفرصة متاحة أمام إدارة التوعية والإعلام البيئي في عملية التوعية بهذه الظاهرة الخطيرة في المجتمع بقوله: لاشك أن عملية التوعية هي مسؤولية الجميع في مواجهتها والقضاء عليها نهائيا بالتعاون مع إدارة التوعية والإعلام البيئي لكن عليها أن تستغل الفرصة وتقوم بالنزول إلى المراكز الصيفية لتوعية الطلاب بمخاطر حرق الإطارات عن طريق إقامة محاضرات وندوات تلقى في المراكز خاصة والمراكز الصيفية الآن تعمل بشكل جيد ومنتشرة انتشاراٍ واسعاٍ في كافة المساجد والمراكز التابعة لها.