الثورة نت/..
كعادتها كل عام¡ أثارت الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) جدلا كبيرا فور إعلان لجنة تحكيمها منح جائزتها مناصفة لروايتين عربيتين¡ وذلك للمرة الأولى في عمر الجائزة العربية.
وحصلت كل من رواية “القوس والفراشة” للكاتب المغربي محمد الأشعري¡ ورواية “طوق الحمام” للروائية السعودية رجاء العالم¡ مناصفة على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2011.
ووصلت الروايتان ضمن قائمة قصيرة تضم ست روايات¡ من بين 123 رواية ترشحت للجائزة خلال دورتها الرابعة. وتحصل روايات القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار¡ إضافة إلى 50 ألف دولار يحصل عليها الفائز.
وتضم القائمة القصيرة -بالإضافة إلى الروايتين الفائزتين- كلا من رواية “رقصة شرقية” لخالد البري¡ و”صائد اليرقات” لأمير تاج السر¡ و”معذبتي” لبنسالم حميش¡ و”بروكلين هايتس” لميرال الطحاوي¡ التي غابت عن حفل الإعلان لأسباب خاصة.
وتتناول رواية “القوس والفراشة” موضوعي “التطرف الديني” و”الإرهاب”¡ وتستكشف تأثيراته على المنطقة العربية¡ في حين تكشف رواية “طوق الحمام” ما تخفيه مدينة مكة المكرمة من عوالم سرية¡ موضحة أن خلف أستار قدسيتها¡ هناك مدينة عادية.
وفي حفل أقيم بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي مساء الاثنين¡ أعلن رئيس لجنة التحكيم الروائي والناقد والشاعر العراقي فاضل العزاوي¡ أسماء الفائزين بحضور جمهور من المفكرين والنقاد والناشرين والكتاب والصحفيين العرب والأجانب.
وقال العزاوي “إن الروايتين رائعتان ومبدعتان¡ وتناقشان بشكل عقلاني ومنطقي مسائل وقضايا حساسة تخص منطقة الشرق الأوسط¡ وهي مشاكل شاهدناها مكتوبة على اللوحات خلال المظاهرات الأخيرة التي هزت المنطقة العربية بأسرها مطالبة بالتغيير”.
وردا على تساؤلات حول أسباب تغيير تقاليد الجائزة¡ ومنحها لروايتين بدلا من واحدة¡ أجاب العزاوي بأن ذلك ليس دليلا على ارتباك أصاب اللجنة¡ وإنما هو نوع من الإنصاف رأته اللجنة¡ مضيفا أنه مرتاح “للقرار من الناحية الأدبية والضميرية¡ خاصة أنه جاء بالإجماع”.
وواجه موقف لجنة التحكيم جدلا كبيرا بين حضور المؤتمر¡ وصفه البعض بأنه يصيب الجائزة في مصداقيتها وتماسكها¡ خاصة أن الروايتين مختلفتان في موضوعهما والإشكاليات الإنسانية والتقنية الفنية لكل منهما.
ودافع عضو لجنة التحكيم الأديب والكاتب أمجد ناصر عن القرار¡ قائلا إنه اتخذ بعد نحو عشر ساعات من المناقشة بين أعضاء لجنة التحكيم¡ مؤكدا أنه كان “من المستحيل تجاوز إحدى الروايتين”¡ وأن القرار جاء لاعتبارات تقويمية خاضعة لفهم اللجنة¡ وأن المفاضلة بينهما كان سيكون فيه ظلم لإحداهما.
وأوضح رئيس لجنة التحكيم أن هذا القرار الاستثنائي تم استئذان مجلس أمناء الجائزة في تنفيذه¡ مضيفا أن رئيس المجلس فوجئ بقرار اللجنة وأنه جرت محاولات لثنيها عن قرارها¡ ولكن نظرا لإصرار المحكمين في النهاية تم إقرار قرارها على أن يكون استثنائيا¡ مما يدل على قوة لجنة التحكيم وعدم التدخل في قراراتها¡ بحسب رئيسها.
وردا على تساؤل حول الجماليات الفنية التي اتسمت بها الروايات الفائزة¡ ذكر عضو لجنة التحكيم الناقد المغربي سعيد يقطين أن الروايتين “رغم تعبيرهما عن تيارين مختلفين¡ أحدهما واقعي كما في رواية “القوس و الفراشة”¡ والآخر فيه اهتمام بالتاريخ والأسطورة والفنتازيا وألسنة الأشياء¡ فإنهما اتفقتا على خصوصية اللغة وشفافيتها وعمقها وكثافتها¡ بالإضافة إلى توظيف مختلف التقنيات الفنية”.