مدينة رداع ترزح تحت أكوم من القمائم والقاذورات


رداع/ أحمد العزي العزاني –
تحذيرات من انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة
القمائم مكدسة في الشوارع وأوضاع النظافة في تدهور

تتبوأ مدينة رداع مكانة تاريخية وسياسية واجتماعية واقتصادية جعلتها المدينة الأولى على مستوى المحافظة من حيث الكثافة السكانية والموارد فهي تعد همزة الوصل بين عدد من محافظات الجمهورية اليمنية..
ولكن للأسف الشديد ها هي مدينة رداع اليوم ترزح تحت أكوام من القمائم والقاذورات في صورة سيئة ومشهد غير مألوف فهذه المدينة التاريخية هي اليوم في مواجهة مع خطر انتشار الأمراض بسبب تكدس القمائم وطفح المجاري..
وفي هذا الاستطلاع سنتناول القضية من مختلف جوانبها وذلك من خلال إجراء لقاءات مقتضية مع مجموعة من المواطنين بمدينة رداع وكانت الحصيلة كالتالي:
انتشار الأمراض
المواطن محمد علي الطشي لقد سأم الناس في رداع هذه الحالة التي لم تعد تطاق فشوارعنا مليئة بالقمائم والجهات المسئولة لا تحرك ساكنا وعندما قمنا بإبلاغ المسئولين أفادوا أن عمال النظافة يطالبون بتثبيتهم وهذه احتجاجات مشروعة ونحن نتساءل إلى متى ستظل مدينتنا بهذه الحالة¿ لقد عجزنا عن علاج أولادنا وبناتنا في المستشفيات جراء انتشار البعوض والذباب والحشرات الغريبة التي تنتشر في البيوت وتتزامن مع حرارة الصيف ونحن نطالب الحكومة بسرعة إنقاذ مدينة رداع التاريخية من هذه المشكلة المتفاقمة فما يكاد يمر يوم إلا والقمائم تزداد ونريد التجاوب من قبل المسئولين في رداع فالوقت ليس زمن النوم في العسل بينما العباد تغرق في مشاكلها ومسئولونا لا يحركون ساكنا.
الصورة قاتمة
الأخ خليف الله سرحان لا يرضى هذه الحالة لا دين ولا شرع لقد غطت القمائم الأرصفة ونتيجة لانعدام النظافة فإن الروائح النتنة والكريهة تنبعث باستمرار مع أن الأطباء يحذرون من الإصابة بالفيروسات القاتلة ومنها فيروس الكبد الوبائي نتيجة للتلوث وكذا مرض الفشل الكلوي ينتج عن هذه الروائح القذرة والحقيقة أننا نخاف على حياتنا وحياة من نعولهم ولا بد من إزالة هذه المناظر والقمائم من شوارعنا.
إيجاد البدائل
الأخ عبدالكريم ناصر محمد الملاحي لم يعد حديث الشارع في رداع إلا عن أوضاع القمامة وأنه ونتيجة لاجتهاد البعض وقيامه بحرق القمامة ظناٍ منه أنه سيتخلص منه فإن ذلك أسلوب خاطئ ويلوث البيئة ويؤذي الأهالي والساكنين خصوصا وأن أغلب المباني في رداع متجاورة والمشهد المخزي لأكوام القمامة يندى له الجبين والسكوت عنها ليس مبرراٍ خصوصا وأن عمال النظافة يتجولون بناقلات القمامة في شوارعنا ويؤكدون تمسكهم بمطالبهم وأنهم لن يسلموا معدات النظافة حتى يثبتوهم وهذه المشكلة لا يجب السكوت عليها فنحن مع المطالب المشروعة ولكن ليس بالابتزاز والاستفزاز واقترح على الجهات الحكومية إيجاد البدائل المناسبة ما لم فإن الوضع سينفجر في رداع.
مخاطر صحية
الدكتور محمد القدسي: أنا حقيقة أخجل أن أرى هذه المشاهد المأساوية لأكياس القمامة والقاذورات المنتشرة في أحياء وشوراع مدينة رداع ونطالب المسئولين بسرعة الاستجابة لمطالب العمال وفي اعتقادي أنه لو تم توظيفهم فلن يشكلوا عبئا وعمال النظافة هم جزء من هذا المجتمع ونحن نحترم مطالبهم لكن أن يستمر هذا الوضع وأن نظل لأكثر من شهر فذلك اجحاف وظلم ونحن نحذر الأهالي من ترك أولادهم في الشوارع لكي لا يتعرضوا لمضاعفات خطيرة نتيجة لانبعاث الروائح الكريهة والسامة نتيجة تعفن القمائم وحرقها وعلى مرضى الجهاز التنفسي والقلب وأصحاب الحساسية الزائدة أن يلزموا منازلهم لكي لا يصابوا بمضاعفات خطيرة والأمل كل الأمل أن تبادر الجهات المعنية بانتشال هذا البلاء المقزز والذي يسيئ لنا كمسلمين.
مماطلة وتسويف
الأخ عدنان سعد عامل نظافة: في البداية ذهبنا للوكيل في رداع وطلبنا منه الاستجابة لمطالبنا وتلبية حقوقنا وصرف المستحقات التي لنا منذ المدير السابق لصندوق النظافة وفي البداية أبدى وكيل المحافظة لشئون رداع تفهما لمطالبنا واستعداده لمساواتهم بالوضع العام في الجمهورية ولكن هذا الكلام لم يتم فالمسئولون يماطلون حقوقنا ومن يوم إلى يوم ونحن قد نفذ صبرنا ونريد أن نتوظف براتب رسمي يؤمن حياتنا وحياة أسرنا ونحن لن نعود إلى العمل حتى يلتزم المسئولون بالوفاء بعهودهم واعتماد تنظيم آلية الإشراف على العمل وليس كما كان في السابق عشوائية وتخبط ومطل للحقوق.
تكريم العمال
الأخ محمد عبده سروري -عامل نظافة: بدلاٍ من أن يكافئوا عمال النظافة الذين يعملون تحت حرارة الشمس ويتحملون أعباء هذه المهنة فإن الجهات الرسمية تتعمد تجاهل مطالبتنا بالوظيفة ويقولون لنا لا توجد معنا وظائف ونحن لا نزال كما تشاهدون في المحوى -سكن العمال- إلى أن يعملوا لنا حلاٍ ولن نعود إلى العمل حتى يلبوا لنا مطالبنا فنحن بشر وحقوقنا مشروعة ولا داعي لصرف الوعود الكاذبة وأوضاعنا لا تحتمل.
صورة غير حضارية
في صورة تعكس المستوى المتدني للوعي أقدم أحدهم فجرا يقال إنه سائق ناقلة للقمائم على قلب النفايات والمخلفات والقاذورات من على القلاب في وسط الشارع العام في فرزة رداع – صنعاء وقد قوبل هذا العمل بالإدانة والاستهجان.
حملة نظافة
تجدر الإشارة إلى أنه وخلال الأسابيع القليلة الماضية قام الدكتور سنان جرعون وكيل محافظة البيضاء لشئون رداع بتدشين حملة شعبية للنظافة تم خلالها إزالة بعض القمائم في شوارع وأحياء رداع ومنها “باب المستشفى وباب المحجري والسوق والعامرية ولكن تلك الجهود سرعان ما تبخرت وعادت القمائم كما كانت بل وأكثر الأمر الذي يجب أن يتكاتف الجميع من أجله لكي نرى من هذه المدينة أنموذجاٍ في النظافة وتجسيد قيم وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعونا إلى النظافة.

قد يعجبك ايضا