كتب/محرر الشؤون المحلية –
في هذا الشهر الفضيل أن تزهق أرواح المسلمين الآمنين¡ م◌ِنú ليس في حرب معك ولا مواجهة¡ ماذا يسمى الأمر¿ حين ترتكب غدرا◌ٍ قتل العشرات من البشر لا تدري لأي هدف¿ أن تدخل إلى بيت بدون إذن أهله وتقتل الناس ببشاعة فهو أمر لا يرضي اللø◌ِه ولا رسوله ولا عباده ولا علماءه ولا أحزابه ولا منظماته المدنية¡ فماذا تريد من فعل بشع وحقير كهذا¿ ويكون السؤال : ماذا تريد¡ بل ماذا يريدون¿ الشعار المعروف من أجل الدولة أو الإمارة الإسلامية أو الإسلام عموما◌ٍ لا يتماشى مع القتل¡ ويتكرر السؤال : ما المراد بالفعل¿ إذا كانت أمريكا هي المقصودة أو المحاربة كما يدøعون فإذا عليهم بقتل الشعب اليمني الذي انفتح على الكون كله ولا يمكن له أن يغلق سماواته وأرضه لأن نفرا◌ٍ يريدون محاربة أمريكا فيقتلون أهلهم وإخوانهم بمثل هذه البشاعة!! أي قسوة أن تفرغ رأس شاب وتوهم بأن قتله للحياة جواز مرور إلى الجنøة¡ بينما الجواز الحقيقي طاعة اللø◌ِه والحفاظ على الحياة واحترامها وصيانتها وقتلها – فقط – بالحق.
نكرر السؤال : ماذا يريدون¿ فهذه البشاعة وهذا الحقد الذي يصبøونه على المسلمين وفي رمضان وغير رمضان يشي برغبة دفينة للقتل وإزهاق الأرواح¡ لأن العقل يربأ بالإسلام أن يكون مسببا◌ٍ لقتل حياة الناس.
إن النبي محمد صلø◌ِى اللø◌ِه عليه وآله وسلø◌ِم تعامل مع الكفار و◌ِم◌ِنú دخل بيت أبو سفيان فهو آمن¡ فهل هناك أعظم وأجلø من أخلاق بهذا المستوى من الرفعة والسمو¿ وإذا كان الإسلام يأمر بالدخول إلى البيوت بعد استئذان أهلها¡ فما بالك بقوم يدخلون خلسة يحملون في أجسادهم الموت للآمنين.
إن ما حدث في أبين يحتم على الجميع¡ علماء◌ٍ وأحزابا◌ٍ ومنظمات مجتمع مدني¡ وحتى المختلفين سياسيا◌ٍ أو فكريا◌ٍ أو أيديولوجيا◌ٍ¡ أن يقفوا في وجه آلة القتل لمجرد القتل¡ وأولهم العلماء الذين عليهم الإجابة على سؤال مهم : هل ما حدث في جعار أبين أمس الأول يقتل أمريكا¡ أم أنه قتل المسلمين¿ وما هو حكم ما حدث¿ أما المواربة وإيجاد المبررات والتخريجات التي ما أنزل اللø◌ِه بها من سلطان¡ فلا تخدم الإسلام وتزيد هؤلاء تعنتا◌ٍ واعتبار أن ما يفعلوه جهاد¡ وفي حقيقته قتل للحياة وببشاعة لا يقرها دين ولا أخلاق ولا عرف.
أين العلماء¿ فهؤلاء المغدور بهم لم يكونوا في ساحة معركة¡ بل في ديوان عزاء¡ وإذا افترضنا أن من بينهم م◌ِنú لهم قضية معه فليس مكان المواجهة منزل آمن و◌ِم◌ِنú ليس لهم لا جمل ولا بعير أبرياء جاءوا بدافع الواجب الديني¡ ما ذنبهم أن تزهق حياتهم¿
على العلماء أن يجيبوا وإلاø◌ِ فسيتحملون وزر الصمت¡ وعلى الآخرين من مكونات المجتمع أن يصطفوا أمام القتل لمجرد القتل¡ لأن الصمت والسكوت يصور لهؤلاء أنهم على حق¡ ويكفي أن السكوت جعل شعوبا◌ٍ كثيرة تدفع من حياتها ودم أبنائها الكثير لمجرد السكوت إرضاء◌ٍ أو خوفا◌ٍ.
إن ما حدث بشع بكل المقاييس¡ ويا ليته – على بشاعته – سيحقق لهؤلاء شيئا◌ٍ¡ فكل ما سيحققونه مزيد من دماء للمسلمين تزهق في الأسواق وعلى سياراتهم بدون ذنب يرتكبونه سوى أنهم يؤدون واجبات وظيفتهم¡ أما في أبين ف◌ِم◌ِن اعتدي على حياته فلا ذنب له سوى أن أمريكا موجودة في هذا الكون¡ وهؤلاء يقاتلون طواحين الهواء اعتقادا◌ٍ أنهم ينتصرون عليها¡ وهي هناك خلف البحار¡ و◌ِم◌ِنú ي◌ْقتل هم المسلمون أبناء البيت.
يظل السؤال الكبير ألف مرة : ماذا يريدون¿
Prev Post