تعز/ استطلاع/ سلطان مغلس –
تشهد مدينة تعز خلال شهر رمضان ازدحاما مروريا يسبب اختناقات شبه يومية في حركة سير المركبات وسير المشاة.
ويصف أبناء المحافظة أن مدينتهم هي المدينة ذات الشارع الواحد وهو شارع جمال الذي يقع في وسطها وتتكدس فيه جميع الأنشطة التجارية بمختلف أنواعها كأسواق بيع بالجملة ومحلات البيع بالتجزئة وأصحاب العربات وأسواق القات وانتشار الدراجات النارية إضافة إلى عدم وجود مواقف مخصصة للسيارات حيث يلجأ السائقون إلى إيقافها على جانبي الشارع وأحياناٍ في وسطه.
وفي ظل هذا الاختناق والازدحام تتعالى أصوات المواطنين بالشكوى والتذمر وتحدث في أحيان كثيرة المشادات بين الناس والعراك بالأيدي والسباب بالألفاظ غير اللائقة وخاصة قبل موعد مدفع الإفطار.
صحيفة «الثورة» نزلت ميدانيا إلى شوارع مدينة تعز والتقت بعدد من سائقي المركبات ومواطنين وطرقت كذلك أبواب المعنيين للاستيضاح عن المعالجات والحلول لهذه المعضلة وخرجت بهذا الاستطلاع :
في البدء يقول محمد علي خالد سائق باص أجرة بأن السبب الرئيس لهذا الازدحام هو عدم التزام سائقي المركبات بالقواعد المرورية المحددة وإقدام بعض سائقي مركبات الأجرة الوقوف لتحميل الركاب أو إنزالهم في أماكن غير مناسبة بالإضافة إلى ضيق شوارع المدينة والتي لا تتناسب مع كثافة السكان وأعداد المركبات. ويضيف خالد: أتمنى من سائقي جميع المركبات وخاصة مركبات الأجرة وسائقي الدراجات النارية الالتزام بالقانون وإرشادات المرور وكذلك على الدولة أن تقوم بواجباتها القانونية وتوسيع شوارع مدينة تعز والاهتمام بها .
ازدحام وعشوائية
فيما يرجع علي المخلافي ـ مواطن ـ أسباب الازدحام والعشوائية إلى رجال المرور واتهمهم بعدم التعامل بحزم مع المخالفين من أصحاب المركبات والدراجات النارية وفقاٍ للقواعد المرورية وكذلك عدم تنظيم الأسواق بشكل جيد وأضاف بأن المواطنين كذلك للأسف أصبحوا لا يحترمون رجل المرور ولا يستمعون لإرشاداته كما وأن الحفر والمطبات تحدث إشكالية كبرى وتساهم في هذه الاختناقات .
خالد العزي ـ تاجر في شارع جمال ـ هو الآخر كذلك يشكو من هذه الإشكالية التي قال بأن المواطن يعاني منها وبدرجة أساسية وسط المدينة وهو من يساهم بنفس الوقت في إحداثها وبالأخص في شوارع جمال و26 سبتمبر والتحرير وأضاف بأن عدم التزام البائعين بالأماكن المحددة لهم وتهاون رجال المرور في الحزم للسيارات التي تقف بشكل عرضي وبطريقة غير مناسبة تزيد من حدة المشكلة بالإضافة إلى خروج بائعي القات للبيع وسط الشارع دون احترام وتقدير لحرمة المواطنين.
حلول بديلة
وعن المعالجات التي يراها للتخفيف من هذا الازدحام يقول العزي: يجب عمل حلول بديلة لأصحاب العربيات والباعة لنقلهم إلى أماكن مناسبة بحيث لا يتضرر المارة في الطريق العام منهم ولا نحرمهم من مصادر رزقهم وأما أصحاب القات والخضروات فلديهم أماكن وأسواق خاصة بهم وهي قريبة منهم إلا أنهم في ظل الفوضى التي تشهدها البلاد يروق لهم افتراش وسط الشارع الرئيسي وكأن الرزق لن يأتيهم إلا إذا قطعوا الطريق وضيقوا الخناق على المارة والمصيبة أنهم يصرون على افتراش الشارع رغم تدفق مياه المجاري والصرف الصحي باستمرار الأمر الذي يؤدي إلى تلوث بضائعهم ويحجم الأغلبية عن الشراء منهم.
غياب التخطيط والتوعية
أما هيثم القهالي ـ طالب جامعي ـ فيرى أن الأسباب الرئيسية للازدحام تتمثل في عدم التخطيط المستقبلي وعدم وجود توعية وتنظيم للسير وعدم إيجاد أماكن أو مواقف منظمة فعدم وجود تخطيط مستقبلي من الجهات الرسمية وهي صاحبة الشأن والمسئولة الأولى عن ذلك من خلال تحديد نسبة السكان واحتياجاتهم من الخدمات العامة والتخطيط العمراني المدروس دراسة حقيقية وواقعية والحد من الارتجال في تحديد الاحتياجات بحيث تكون مخططة لسنوات قادمة بدلاٍ من النظر إلى تحت القدم وكذلك عدم وجود جهات تقوم بعمل التوعية للمواطنين بإرشادات المرور.
مهند العبسي ـ مواطن ـ يقول: للأسف عادت الفوضى إلى شوارع تعز بعد أن كنا في فترة ماضية قد عشنا مظهراٍ حضارياٍ وعملاٍ إيجابياٍ صحيحاٍ من خلال رفع أسواق القات من الشوارع الرئيسية ونقل الأسواق ومتابعة المخالفين وإتباع الإجراءات القانونية بحقهم. متمنياٍ من الجهات الحكومية إعادة الأمن أولاٍ إلى مدينة تعز وإنهاء المظاهر المسلحة التي أصبحت منتشرة بشكل مقلق كي تتمكن من ضبط المخالفين من المواطنين وتطبيق النظام والقانون .
أما مروان عبد الكريم ـ رجل مرور ـ فأشار بدوره: سبب الازدحام في رأيي هو خروج الناس في وقت واحد خاصة في رمضان وأيضا ضيق الشوارع والباعة المتجولون المتواجدون على الأرصفة والشوارع ومن المعالجات لهذه الظاهرة هو أن يحترم كل إنسان نفسه ويحترم صاحبه ويلتزم بقواعد السير.
وأردف قائلاٍ : المشاكل التي تواجهنا ونحن في الشارع عدم احترامنا وقلة ذوق بعض السائقين عدم احترام الإنسان الذي يعبر الشارع وأيضاٍ ضيق الشوارع لكن أهم الأسباب هو الإنسان نفسه الذي يقف في غير المكان المخصص له.
وعن المعالجات التي يراها فأشار بأنه يجب أولاٍ إعادة الاعتبار لرجل المرور كي يتمكن من القيام بمهامه على الوجه الصحيح ويجب على رجل المرور أن يفرض هيبته بقوة القانون وأن يلتزم باللوائح المحددة وعلى المواطنين مساعدة رجال المرور كذلك وثانياٍ ضرورة توسيع الشوارع وفتح شوارع جديدة للتخفيف من الضغط على الشوراع الرئيسية لمدينة تعز (جمال ـ المركزي ـ 26 ـ التحرير) وتحديد أماكن مخصصة للبائعين وبائعي القات وأصحاب البسطات.
تقاعس وعدم شعور بالمسئولية
دلفنا بعد ذلك صوب إدارة مرور محافظة تعز لاستيضاح دورها في التخفيف من هذا الازدحام الذي يرهق المدينة والتقينا بالعقيد محمد كواتي مدير عام المرور بالمحافظة والذي بدوره قال :الزحام في هذا الشهر الكريم يكاد يكون أخف مقارنة بالأعوام الماضية وهناك تحسن مروري بشكل ملحوظ ودائماٍ نحن في الشارع بتفقد ميداني نحن وضباط المرور والأفراد بالشوارع والجولات ونؤدي الواجب والمهام على خير ما يرام.
وعن الأسباب التي تؤدي إلى هذا الزحام يشير كواتي إلى أن الأسباب كثيرة ولعل أبرزها وجود المفرشين والبساطين على قارعة الطريق وكذلك تواجد أسواق القات والأسواق العشوائية والمطبات والحفريات والقمامات في الشوارع إلى جانب عدم التزام السائقين بقواعد المرور وإشارات المرور .
ويشكو كواتي من عدم تعاون الجهات المعنية المختصة بالشارع والنظافة معهم ويضيف: الحقيقة الجهات ذات العلاقة تركتنا لوحدنا نعمل في الشارع وأتمنى استشعار المسؤولية من الجميع في حركة السير والنظافة ورفع المفرشين والبساطين والأسواق العشوائية مع أن البدائل موجودة إلا أن تقاعس بعض المكاتب مع المخالفين يزيد من حجم الضرر وعادة ما يلقى المواطنون اللوم على رجال المرور مع أن المسألة مشتركة وتكاملية.
معالجات وحلول
وعن المعالجات والحلول يقول مدير المرور: رفعنا خطة شاملة وكاملة للمحافظ وحددنا فيها كثيراٍ من البنود التي تحدد بدائل أخرى تكفل للبائعين والبساطين حقوقهم وممارسة عملية البيع والشراء دون أية إشكالية وكذلك أعددنا خطة متكاملة لتطوير العدد الكافي من رجال المرور لتغطية كل الجولات ويبقى منهم احتياطي لتغطية النقص في كل الأوقات وتحسين أوضاعهم المعيشية ليقوموا بعملهم على أكمل وجه وإنزال قوة المرور البشرية من ضباط وصف وأفراد وبصورة مكثفة تعمل على مدار الساعة ابتداءٍ من الساعة الثانية عشرة ظهراٍ وحتى الساعة السادسة صباحاٍ مزودة بوسائل النقل اللازمة بغية تنفيذ بنود الخطة كاملة وإعادة النظر في التخفيف من عدد وسائل نقل الباصات الأجرة العاملة في وسط المدينة وتغيير بعض اتجاهاتها.
مشيراٍ بأن القوة المنفذة للخطة على مدار الشهر بعدد “47” ضابطاٍ “90” صفاٍ وفرداٍ إلى جانب الخدمات الاعتيادية الموجودة في الشارع البالغ قوامها “210” صفوف وأفراد إضافة إلى عدد “10” دوريات مرورية و”8” ونشات وتوفير عدد “10” مكبرات صوت لتركيبها على تلك الدوريات.
ويردف كواتي بأن إدارته تقدمت بمذكرة لرفدها باللوحات الإرشادية من مكتب الأشغال لكن للأسف الشديد لم تصلنا حالياٍ أية لوحة وكذلك الإشارات الضوئية وإصلاح الحفريات.
وتمنى أن يصاحب تنفيذ الخطة قوة أمنية من الوحدات الأمنية لضبط الأمن في النطاق الجغرافي التي ستنفذ فيها الخطة كما دعا الجهات ذات العلاقة بالشارع إلى استشعار المسؤولية الوطنية وأداء واجبها على أكمل وجه كما هو مطلوب دون التسويف أو المماطلة.
معاناة متواصلة
بعد ذلك التقينا بمدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بمحافظة تعز المهندس فيصل مشعل والذي أوضح بأن مشكلة البساطين مشكلة متراكمة لها فترة طويلة وازدادت بسبب الأزمة التي عاشتها تعز الفترة الماضية وأن هناك لجنة برئاسة وكيل المحافظة لدراسة مشكلة الأزمة المرورية التي يعاني منها مركز المدينة مشكلة من الجهات المعنية في الأشغال والمديريات للخروج برؤى كاملة وشاملة لتنفيذها وإخلاء الشوارع من الازدحام.
وأردف: للأسف الأخوة في المرور لا يزالون يفكرون بعقليات الماضي ويلقون باللوم علينا في الأشغال مع أننا لم نعد مسئولين عن الأسواق والبسطات والتي أصبحت من مهام المجالس المحلية بالمديريات ودورنا يقتصر في المساعدة فقط في توفير الدعم اللوجستي من معدات للقيام بالمهام المطلوبة.
وعن اللوحات الإرشادية والمرورية التي قال مدير المرور بأن مكتب الأشغال لم يوفرها رغم المطالبات المتكررة لذلك أشار مشعل بأن تلك تحتاج لدعم وتمويل وأن مكتبه لا يتوفر لديه الإمكانيات اللازمة لتوفير تلك اللوحات وإنما تم الرفع عن طريق المحافظ لوزير الأشغال لتوفيرها.
وعن الحفريات والمطبات المتواجدة في شوارع المدينة قال مدير الأشغال بأن تلك تمثل عاملاٍ مساعداٍ لإعاقة حركة السير وقد قمنا خلال السنوات الماضية بالعديد من الأعمال ولازالت هذه المطبات والحفر وكدنا أن ننتهي من أعمال الترميم لجميع الشوارع ولكن نتيجة لما مر به الوطن عموماٍ وتعز خاصة فقد تعرضت الشوارع للعبث وعمل مطبات وحفريات وإحراق الإطارات وتسريب المجاري في بعض المناطق تسبب في نشوء حفريات جديدة. مضيفاٍ: قمنا بإعداد الخطط والبرامج لإزالة كافة التشوهات وترميم الحفريات وسيتم تنفيذها خلال الأيام القادمة .