م. مجيب أحمد اليمني تشكل المناسبات الدينية أحد أهم مظاهر الفرح والابتهاج بمناسبة قدومها إلا أن بعض هذه المناسبات تستقبل بمظاهر معادية للبيئة كظاهرة حرق الإطارات تعبيرٍا عن الفرح والابتهاج ( أو ما يعرف بالتنصير ) بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك وذلك في معظم محافظات الجمهورية من قبل الأطفال و ما يصاحبها من حرق الإطارات التالفة مما تزيد من تلوث الهواء كما أنها تشوه المنظر الجمالي للبيئة والصورة السياحية للبلاد والكثير من الناس يجهل المخاطر والأضرار الناجمة جراء هذه الظاهرة السلبية وما تسببه من إشكالية على الصحة العامة والبيئة كونها تسمم الهواء الذي نتنفسه وبالتالي تعكر صفو المجتمع وتعرض صحة الكبار والصغار للضرر وبما أن الأطفال هم الذين يقومون بجمع الإطارات التالفة والمنتهية والمستعملة ومن ثم حرقها ابتهاجا بقدوم الشهر الكريم فهم بالتالي الأكثر تعرضاٍ للضرر المباشر حيث يقومون بجمع الإطارات نتيجة لتراكم الإطارات المستعملة بكميات هائلة خاصتاٍ عند محلات تغيير الزيوت والإطارات بالرغم من توفر عدة طرق عملية لكيفية التخلص منها بطرق سليمة بيئياٍ نتجه الابتكارات التكنولوجية الحديثة بهدف الاستفادة من الإطارات التالفة والمتهالكة وذلك في صناعة الإسفلت و استخدامها في الرصف أو غير ذلك من الاستخدامات إلا أن ما يتم استغلاله جدياٍ من الإطارات قد لايتعدي 1 % من مخزونها العالمي ونظراٍ للآثار الصحية والبيئية الناجمة عن هذه الظاهرة السيئة نتيجة لعدم الوعي البيئي لدي معظم فئات المجتمع خاصة الأطفال الذين يقومون بهذه الظاهرة ولا يقدرون الإضرار البيئية والصحية لها وانطـــــــــــلاقاٍ من المسؤولية الدينـــــــــــية والوطـــــــــــنية والأخــــــلاقية تجاه التعامل مع البيئة وحتى نتمكن من الحد من هذه الظاهرة و التي كانت تقام بهدف إعلام الناس بقدوم شهر رمضان المبارك قبل توفر وسائل الإعلام وبوسائل تقليدية بسيطة كللإضاءة وبالأناشيد الدينية والدعاء من قبل الأطفال وليس بحرق الإطارات كما يعمل الأطفال حالياٍ وبما إن المادة (35) من الدستور تصرح على إن « حماية البيئة مسؤولية الدولة والمجتمع وهي واجب ديني ووطني على كل مواطن « فحماية البيئة مسؤولية مشتركة لذا فانه لابد من تضافر الجهود للدعوة لنبــذ أو الحد من هذه الظاهرة الاجتماعية السيئة من خلال توزيع الأدوار على الجهات المختلفة كلاٍ في موقعه من خلال مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الهيئة العامة لحماية البيئة ممثلة بفروع الهيئة بالمحافظات وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لمواجهة مثل هذه الظاهرة بهدف :-
1- تعريف المجتمع بالمخاطر والأضرار الناجمة عن ظاهرة حرق الإطارات وأثرها على الصحة العامة خاصة في المناسبات الدينية عن طريق نشر الوعي البيئي بين أوساط المجتمع .
2- الحد من هذه الظاهرة السلبية أو الإقلال منها بهدف الحفاظ على البيئة نظيفة وخالية من التلوث وذلك من خلال عقد حلقات النقاش مع أعضاء السلطة المحلية ومدراء المكاتب التنفيذية ومدراء المناطق التعليمية ومدراء المناطق الأمنية ومدراء مناطق النظافة والتحسين وعقال الحارات وخطباء المساجد وطلاب المدارس ومنظمات المجتمع المدني بما فيها الجمعيات النسوية حول المشكلة وبحث أوجه الحلول والمعالجات وكذا التواصل مع قيادة المحافظات المستهدفة والتي تنتشر فيها هذه الظاهرة والجلوس معهم لبحث إمكانية تدخل قيادة المحافظة لبحث إمكانية الحد من هذه المشكلة وكذا إلزام الجهات ذات العلاقة أو المختصة بتنفيذ حملة جمع الإطارات من محلات تغيير الزيوت والإطارات لتلافي حرقها وذلك لا يتم إلا من خلال آلية العمل المشتركة للحد من هذه الظاهرة السيئة بما فيها متابعة المكاتب التنفيذية كلاٍ في محافظته لمباشرة إجراءات التنفيذ على أن تسخر المكاتب التنفيذية كافة إمكانيتها للحد من هذه الظاهرة السيئة في وقتها نظراٍ لما لها من آثار سلبية على البيئة و الصحة العامة و بهدف إنجاح حملة التوعية بمخاطر حرق الإطارات ما أمكن وذلك من خلال توزيع الأدوار كل في موقعة.
التعريف بالمشكلة :-
هي عبارة عن تجميع الأطفال لكميات كبيرة من الإطارات التالفة أو المستعملة وإحراقها ابتهاجا بقدوم شهر رمضان المبارك مما يؤدي إلي تصاعد الأدخنة والتي لا تظهر آثارها إلا بعد مرور الوقت .
* الأضرار البيئية والصحية الناتجة عن حرق الإطارات التالفة .
حذر عدد من خبراء البيئة من خطورة ثلاثة أنواع من النفايات التي ستكون أكثر تهديدا للبيئة على سطح الأرض في المستقبل القريب وهي النفايات الذرية والنفايات الطبية وإطارات السيارات التالفة,والتي لا تقل خطورة عن النفايات الذرية حيث أفاد الخبراء إنه إذا ما تم استبعاد النفايات الذرية على اعتبار أنها تخضع لمعايير دولية تحكمها سياسات عالمية وكذلك بالنسبة للنفايات الطبية حيث توجد جهات حكومية تتولى الرقابة وتشدد على أهمية التخلص من هذه النفايات من خلال معالجتها بالطرق الآمنة تبقــــــــــى مشــــــــكلة الإطــــــــارات التالفة وهي الأكثر خطرا بسبب عدم تقدير مدى خطورتها على البيئة أو الالتفات إليها وإعطائها أية أهمية من قبل الجهات المعنية ,و قول بعض المختصين في مجال الدفاع عن قضايا البيئة إن الإطارات التالفة تمثل قلقا بالغا بالنسبة لهم وينبع هذا التخوف من صعوبة التخلص من هذه الإطارات خاصة أن طرق معالجتها التي اتبعها الكثير من الدول كان لها مشاكل معقدة وألحقت أضرارا بالغة بالإنسان والبيئة لم تكن متوقعة. .
ولمعرفة أضرار التخلص غير السليم للإطارات التالفة يجب التعرف:- على مكونات الإطارات .
يصنع الإطار من 20 مادة كيميائية منها:
-المطاط الطبيعي والصناعي والكربون وأصماغ والبولي إستر والنايلون والكبريت والأسلاك…وغيرها ,والمشكلة تكمن في وجود الكبريت الذي يعطي التماسك للسائل قبل الصب وأيضا عملية إعادة تفكك وتحلل الإطارات كما تعتبر الإطارات التالفة من المواد التي يصعب تحللها أو الاستفادة منها في أشياء أخرى ولا يمكن معالجة المشاكل الناشئة منها..
الأضرار و المشاكل البيئية الناتجة عن حرق الإطارات التالفة:-
تلوث الهواء والماء والتربة جراء الحرق
وقد يضطر البعض للتخلص من الإطارات التالفة بواسطة إحراقها كما ذكرنا وهذا ما يولد مخلفات وإنبعاثات لها تأثير مباشر وغير مباشر على جودة الماء والهواء والتربة .
الأضرار الصحية الناتجة عن ظاهرة حرق الإطارات التالفة .
1.هناك دراسات علمية نشرتها مجلات متخصصة في شؤون البيئة أظهرت أن العاملين في مصانع حرق الإطارات هم أكثر عرضة لأمراض الربو والسرطان والالتهابات الرئوية وضيق النفس .
-لأن المركب الأساسي لإطارات السيارات هو الستيرين بوتادين styrene-butadiene …
كما أن هنالك مركبات أخرى مثل البولي بوتادين… ومركبات أخرى تحتوي على الكبريت
وحرق الإطارات يؤدي إلى تفكك رابطة الستيرين بوتادين مما ينتج الستيرين ومركبات بنزينية وكذلك البوتادين… بالإضافة إلى انطلاق طاقة ناتجة عن التفاعل , الجميع يحذرون من حرق الإطارات المطاطية حيث إن المواد السابق ذكرها عبارة عن مواد مسرطنة تضر ولا تنفع
2.تعكر صفو المجتمع وتعرض صحة الكبار والصغار للضرر .
3.تسبب انبعاث غازات مؤذية محتوية على مواد كبريتية تنتهي في مصادر المياه والتربة فتلوثها.
4.تزيد من اندلاع الحرائق في الغابات التي ترمي فيها الإطارات وبالتالي يصعب إخمادها .
5.تشوه المنظر الجمالي للبيئة والصورة السياحية للبلاد .
المجالات المتاحة لاستخدام الإطارات المستعملة
1.تستخدم كأثقال لأغطية العلف وتثبيت التربة ومنع انجرافها ( إذا كانت كاملة ) كما تعتبر كحواجز لمنع اصطدام السفن وتعمل على حماية الشواطئ وتستخدم كصدامات للسيارات كما وأنها تستخدم كحواجز عند نقاط التفتيش .
2.الإطارات المقطعة يمكن استخدامها في صناعة السلال والأحذية والأرضيات ومفاصل الأبواب و…
حلول المشــــــــــــــــــــــــــكلة .
إن الحل الوحيد والأنجع للتخلص من هذه الإطارات بطرق آمنة هو إعادة تدويرها أو حرقها داخل أفران مخصصة لذلك أو تقطيعها ثم استخدامها كمواد أولية لرصف الشوارع وغيرها.
الدور المناط بالجهات المختلفة في الحد من هذه الظاهر السلبية
قال تعالى « وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان وأتقو الله أن الله شديد العقاب « والحديث الشريف لرسول الله صلى الله علية وسلم « كان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه « , وبما أن المادة (35) من الدستور تنص على إن حماية البيئة مسؤولية الدولة والمجتمع وهي واجب ديني ووطني على كل مواطن ‘‘ فحماية البيئة مسؤولية مشتركة لذا فانه لابد من تضافر الجهود للدعوة لنبــذ أو الحد من هذه الظاهرة الاجتماعية السيئة من خلال توزيع الأدوار على الجهات المختلفة كلاٍ في موقعه ومن خلال مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الهيئة العامة لحماية البيئة كما ذكرنا والتي من شأنها الحد من هذه الظاهرة ومكافحتها بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لمواجهة مثل هذه الظاهرة وهي كالتالي :-
1)متابعة المجلس المحلي للمكاتب التنفيذية لمباشرة إجراءات التنفيذ و مراقبة مناطق تجميع الإطارات التالفة ومصادرتها بالتعاون مع الجهات المختصة .
2)قيام مكتب الأشغال العامة بعمل حملة تفتيش على محلات تغيير الزيوت وإلزامهم بضرورة عدم بيع الإطارات التالفة والمنتهية لصغار السن وإلزامهم بتسليمها لسيارات نقل المخلفات التابعة لمشروع النظافة .
3)تقوم صناديق النظافة والتحسين ومشروع النظافة في المناطق المختلفة بجمع الإطارات التالفة والمنتهية في أي مكان توجد فيه ووضعها في مكان محدد في مقلب القمامة حتى يتم التخلص منها بطرق آمنة بيئياٍ .
4)يقوم مدراء المكاتب التعليمية بإصدار تعاميم لمدراء المدارس بهدف توعية الطلاب والطالبات وتحفيزهم على تغيير سلوكهم السلبي تجاه البيئة إلى سلوك إيجابي صديق للبيئة وذلك بالامتناع عن حرق الإطارات .
5) يقوم مكتب الأوقاف والإرشاد بإصدار تعميم لخطباء المساجد لتوعية المواطنين بمخاطر حرق الإطارات ومنع أبنائهم أومن يقومون أو يشاركون في حرق الإطارات لما له من ضرر مباشر على صحة الإنسان والبيئة ولايتنا سب ذلك مع الاحتفال بقدوم الشهر الكريم .
6)على عقال الحارات والحرس المدني الإبلاغ عن المواقع التي يجمع فيها الأطفال الإطارات والإبلاغ عن أولياء أمور من يثبت تورط أبنائهم في عملية حرق الإطارات وكذا الإبلاغ عن المتسببين والمشاركين في عمليات الحرق .
7) تقوم أقسام الشرطة والنجدة والدفاع المدني بعمليات الإطفاء وإلقاء القبض على أولياء أمور الأطفال الذين يقومون بحرق الإطارات وتد فيعهم غرامات بعدم تكرار ذلك .
8)العمل أيضا على تشكيل غرف عمليات مشتركة لمواجهة مثل هذه الظاهرة من خلال التنسيق مع شرطة النجدة وأقسام الشرطة والدفاع المدني وعقال الحارات وخطباء المساجد والجهات المشاركة في عملية التوعية بمخاطر حرق الإطارات وأثرها على الصحة العامة والبيئة لكي نحد من هذه الظاهرة وبالتالي نتعرف على المناطق الأكثر انتشاراٍ لهذه الظاهرة كل في محافظته .
9) التنسيق مع الشركات التي تعمل في مجال إعادة تدوير الإطارات بأخذها من محلات البنشر أو أماكن تجميعها بالمحافظات بهدف حماية سماء المدن من ملوثات الهواء وكذا العمل على تغير السلوكيات الضارة بالبيئة إلى سلوكيات ايجابية صديقة للبيئة .
وبما أن البيئة والحفاظ عليها هي قضية حياتية تهم الجميع لذا فإنه لا بد من تحمل المسئولية تجاه هذه القضية جنباٍ إلى جنب من خلال نشر وتعزيز مستوى الوعي البيئي بخطورة هذه الظاهرة على الصحة العامة والبيئة بما يكفل في نهاية الأمر التقليل أو الحد من هذه الظاهرة والتي ينبغي معالجتها وتقديرها على نحو أفضل .
وللتصدي لهذه المشكلة فانه يجب تعاون المجتمع المحلي وأجهزة الدولة على المستوى المحلي والوطني وكذلك التعاون الإقليمي والدولي الجاد لوضع حد للتدهور البيئي جراء التلوث البيئي و يقول المولى عز وجل « وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب « المائدة / 2 . ويؤكد ذلك أيضا الحديث الشريف للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون آخيه ) رواه مسلم وهذا يعني أن التعاون البشري أمر ضروري ومطلوب وواجب في إماطة الأذى ودرء المفاسد كما أن الله سبحانه وتعالى يبارك ذلك ويعين البشر على تحقيقه , في الأخير نتمنى أن نقي أنفسنا وبيئتنا من أضرار التلوث البيئي كالحد من هذه الظاهرة السلبية وعند ذلك فقط نكون قد حققنا خطوة إيجابية وخلاقة تجاه البيئة .
المراجع
-وثيقة الحملة التوعوية بمخاطر حرق الإطارات وأثرها على الصحة العامة ( مجيب اليمني – سنان الشرفي )
< مدير عام فرع الهيئة العامة لحماية البيئة م/ صنعاء