دعا الزعيم الليبي معمر القذافي المجتمع الدولي الى التحيقيق في مايجري من احداث داخل بلاده محذرا من اي تدخل اجنبي
في شؤون ليبيا.
واوضح القذافي في لقاء جماهيري اليوم الأربعاء في طرابلس إن كل ما شهدته ليبيا من مظاهرات كانت مسيرات سلمية مؤيده
للنظام وما يشاهد عبر وسائل الإعلام إنما هو لمجموعة خارجين على القانون من المحكومين والإرهابيين.
وقال أن هناك مؤامرة للسيطرة على نفط بلاده متهما تنظيم القاعدة وبعض الأصوليين والإرهابيين بالوقوف وراء هذا التمرد
المسلح حسب وصفه.
وأكد القذافى أمام وسائل الإعلام وجموع من مؤيديه إن ليبيا باقية وستصمد أمام هؤلاء متحديا العالم في إثبات وجود مظاهرات
احتجاجية ضد نظامه بهدف تحقيق مطالب سياسية أو اجتماعية.
وعبر القذافى عن آسفة لتقييم ما يجري في بلاده واتخاذ مواقف دولية وإسلامية مناهضة بناء على تقارير صحفية وإعلامية
مغلوطة. مشيرا إلى أن شعار جموع المتظاهرين هو القتل..القتل. نافيا أن تكون لهؤلاء الإرهابيين أي مطالب وطنية.
وابدى القذافي استعداده للحوار مع ما اسماه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وقبول نظامه إستور جديد للبلاد شريطة
موافقة كافة أطياف الشعب فردا فردا عبر تصويت مباشر.
ونفى القذافي امتلاكه لأرصدة بنكية خارج بلاده.. واصفا ما يجري بأنه استيلاء على أموال الدولة الليبية في الخارج وقرصنة
على أموال الشعب.. داعيا النخب الليبية من مثقفين ومدونين وصحفيين وكتاب ومحامين إلى عدم ركوب الموجة الاحتجاجية لأنها
موجة خاسرة.
وأعرب القذافي عن رفضه للجهود الدولية بشان تقديم المساعدات والإعانات العاجلة لشعبه. معتبرا فتح باب المساعدات بالخيانة
العظمى على ليبيا.
وأكد إن المساس بوحدة ليبيا أو تهديد ثروتها النفطية سيجعل من الشعب حملة للسلاح دفاعا عن مقدراته. مهددا الشركات
الغربية بالتحول تجاه الهند والصين وشركاتها.
وأوضح أن على أوروبا أن تتفهم مصير التحولات الجارية في مصر وتونس. معتبرا أن الاستقرار لن يعود إلى تلك الدول فهي
لاشيء الآن.
وحذر الزعيم القذافي من طوفان أفريقي إلى أوروبا عبر ليبيا غير مستقرة. مشيرا إلى أن البحر المتوسط سيتحول إلى ساحة
قرصنة مثل ما يجري حاليا على السواحل الصومالية.
إلى ذلك وجه أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين أوغلي اليوم نداء عاجلا إلى الدول الأعضاء من أجل المساعدة في
إجلاء آلاف النازحين على الحدود التونسية والمصرية المشتركة مع ليبيا.
وأضاف اوغلي في بيان صحفي أن النازحين في أمس الحاجة إلى وسائل تعيدهم إلى بلدانهم في أسرع وقت ممكن لتخفف من
معاناتهم الإنسانية.
وذكر البيان أن الأمين العام للمنظمة قد اطلع على التقرير الأول لوفد المنظمة الإنساني لتقصي الحقائق الموجود حاليا في
المناطق الحدودية المصرية التونسية المشتركة مع ليبيا والذي كشف عن تردي الأوضاع الإنسانية واقترابها من مرحلة الكارثة
الإنسانية جراء تكدس الآلاف من الفارين من مختلف الجنسيات على جانبي الحدود.
وبين البيان أن الوفد ابلغ أوغلي بطلب السلطات التونسية للدول الأعضاء مساعدتها على إجلاء ونقل النازحين إلى بلدانهم بأقصى
سرعة ممكنة من أجل العمل على التخفيف من وطأة هذه الأزمة الإنسانية المتصاعدة.
وفي سياق متصل أجرى أوغلي اتصالات مع الدول الأعضاء من أجل اطلاعهم على حقيقة الوضع في تلك المناطق وحثهم على
الإسراع في إرسال المساعدات اللازمة وتطويق هذه الأزمة بصورة تحول دون تفاقمها.
من جهتها وصفت هيئة غوث اللاجئين العليا لفرع ألمانيا والتشيك والنمسا مناطق الحدود الليبية التونسية والليبية المصرية بأنها
مأساوية للغاية جراء تدفق إعداد المصريين والتوانسة الذين يريدون العودة إلى بلادهم هربا من العنف في ليبيا.
وبينت انه إلى جانب المصريين والتوانسة يوجد أيضا ليبيون وجنسيات أخرى يتواجدون في المناطق الحدودية هربا من العنف اذ
وصل عدد اللاجئين خلال الأيام القليلة الماضية إلى حوالي 140 الفا وحوالي 1000 شخص يعبرون تلك الحدود يوميا الأمر
الذي ينذر بكارثة إنسانية مأساوية .
وأكدت الهيئة ان موظفيها يبذلون جهودهم لتأمين المواد الغذائية والطبية ومخيمات لهؤلاء النازحين تؤويهم من البرودة كما يقوم
موظفو الهيئة بالتفاوض مع سلطات الحدود الليبية والتونسية وغيرها بتسهيل مرور النازحين..معتبرة ان تونس أكثر تضررا من
تدفق النازحين اليها بالمقارنة مع مصر ودول افريقية أخرى.
وعلى الصعيد نفسه أعلنت منظمة الصليب الأحمر الألماني انها ستقوم بالتعاضد مع منظمة الهلال الأحمر بتقديم مساعدات إلى
النازحين في المناطق الحدودية لليبيا وان موظفيها سيغادرون ألمانيا في وقت لاحق اليوم لتوزيع مؤن غذائية وأدوية والمساهمة
ببناء مخيمات فيها .
وعلى صعيد اجلاء رعايا الدول من ليبيا تواصل الحكومة الباكستانية جهودها لإجلاء المواطنين الباكستانيين المحصورين في
المدن الليبية نظراٍ لتردي الأوضاع الأمنية هناك.
وأوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الباكستانية تهمينة جنجوعة في بيان لها اليوم أن جميع المؤسسات الحكومية المعنية تعمل
بشكل مشترك لتنفيذ عملية إجلاء الباكستانيين من ليبيا.
وأضافت أن هناك المئات من الباكستانيين سيتم إخراجهم من المنافذ البرية والجوية والبحرية الليبيةحيث تم توجيه السفارات
الباكستانية في كل من مصر وتونس والجزائر وتركيا لتقديم الدعم اللازم في هذا الشأن.
وأشارت إلى أن أكثر من 350 باكستانيا قد عادوا إلى لاهور برحلتين جويتين وسيتم إجلاء نحو 300آخرين خلال الأربع
والعشرين ساعة المقبلة بينما يجري إجلاء بعض الباكستانيين من ليبيا إلى تركيا عبر البحر ليتم نقلهم فيما بعد إلى باكستان.
كما أوضحت أن أكثر من 500 باكستاني سيتم إخراجهم من ليبيا عبر المنفذ البري المشترك مع مصر.
من جهة ثانية أعربت روسيا الاتحادية اليوم عن تأييدها لتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا.
وأبدت وزارة الخارجية الروسية في بيان قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة القاضي بتجميد عضوية ليبيا في مجلس حقوق
الإنسان.. موضحة ان الحديث يدور حول وقف عضوية ليبيا في المجلس وليس طردها..مضيفا ان مكان ليبيا في المجلس سيبقى
شاغرا.
ودان البيان مجددا لجوء السلطات الليبية لاستخدام القوة ضد السكان المدنيين الأمر الذي أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا.
وحول احتمالية التدخل الأجنبي في لبيبا استبعد المندوب الروسي الدائم لدى حلف شمال الأطلسي ناتو دميتري راغوزين اليوم قيام
حلف الناتو بعملية عسكرية ضد ليبيا بسبب معارضة كثير من الدول الأوروبية أي عمل عسكري دون قرار من مجلس الأمن.
وأشار راغوزين في تصريح للتلفزيون الروسي إلى احتمال قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بعمل عسكري مشترك ضد ليبيا.
معتبرا تلك الخطوة لو تمت انتهاكا للقانون الدولي لان ليبيا تتمتع بالسيادة.
من جهة أخرى رحبت بريطانيا اليوم بقرار الجمعية العامة تعليق عضوية ليبيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
وسط مواصلة المجتمع الدولي الضغط على نظام العقيد معمر القذافي.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ان القرار الصادر الليلة الماضية بتعليق العضوية
يزيد الضغوط على النظام الليبي من اجل الاستماع لرسالة المجتمع الدولي الواضحة وهي عدم مضي الجرائم دون عقاب وعدم
نسيانها ووجود يوم الحساب للوصول إلى العدالة الدولية طويلة.
وأكد على تطبيق قانون حظر الطيران العسكري الذي يمنع العقيد القذافي من استخدام الطائرات والمروحيات العسكرية في
قصف شعبه حتى في حال عدم وجود اتفاقية مع الأمم المتحدة.
وشدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي أمر القادة البريطانيين بدأ التخطيط لحظر الطيران الحربي على حاجة
المجتمع الدولي للاستعداد في حال تدهور الأوضاع.
من جهة أخرى أشارت الحكومة البريطانية إلى نقل فرق من عمال الإغاثة إلى الحدود الليبية مع تونس ومصر حيث يتواجد
عشرات الالاف من اللاجئين.
ووصفت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الوضع في تونس حيث هرب العديد من العمال المهاجرين بعد الإحداث
الأخيرة غرب ليبيا بحالة طوارئ إنسانية.
وهرب نحو 140 الف شخص اغلبهم من العمال المهاجرين من ليبيا و75 الف آخرين تجمعوا على الحدود الليبية مع تونس في
أحوال متدهورة.وقال الوزير البريطاني لشؤون التنمية الدولية اندرو ميتشل أن بريطانيا أرسلت العديد من الخيم والأغطية إلى ليبيا
عبر مستودعاتها في إمارة دبي.
وكان مجلس حقوق الإنسان قد تبنى الليلة الماضية قرار تعليق عضوية ليبيا بموافقة ثلثي أعضائه البالغ عددهم 192 عضوا.