◄ علي باسعيدة –
٭ .. يبدو أو هكذا يتصور لي أن الكثير من زملاء الحرف الرياضي شغلهم الشاغل هذه الأيام الإعلاميين الأربعة الذين تقدموا بورقة مساعدة للأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية أثناء تواجدهم مع بعثة المنتخب في بطولة كأس العرب التي جرت بالمملكة خلال الفترة من 22 وحتى 6 يوليو الجاري وكأن الرياضة اليمنية ليس فيها مايستحق الاهتمام إلا هؤلاء أصحاب الحدث الفريد والإنجاز الذي أشبعه البعض رفسا◌ٍ وركلا◌ٍ صباحا◌ٍ مساء¡ بل وطالب البعض بإصدار فرمان من وزارة الداخلية يقضي بمنعهم من السفر والضغط على وزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد الكرة بعدم التعامل معاهم بل وطردهم من نقابة الصحفيين واتحاد الإعلام الرياضي وحرمانهم من السفر خارجيا◌ٍ.
هكذا تبدو الصورة مع أن البلد ح◌ْبلى بالكثير من الفعاليات والمناسبات الرياضية التي تستحق أن توضع في دائرة الاهتمام وأن تحظى بهذا الحماس غير العادي والذي أبداه زملاء الحرف¡ أكان فيما يتعلق بالانتخابات الرياضية التي شهدت خروقات وتجاوزات علم بها القاصي والداني¡ أو بطولة الدوري العام التي تشهدا◌ٍ منافسات مثيرة وصراعا◌ٍ ناريا◌ٍ على اللقب ناهيك عن المراكز الصيفية وما يصرف عليها من أموال وما يتكرر فيها من أخطاء وسلبيات مستنسخة من أعوام ماضية ولامهم فيها إلا التنافس على الميزانية الضخمة وغيرها من القضايا والفعاليات الرياضية التي تستحق الاهتمام والمناقشة والمضاف إليها نقطة في غاية الأهمية وهي توعية الشباب والمجتمع بشكل عام من ظاهرة التطرف والإرهاب التي هي الأكثر خطورة والأكثر فتكا◌ٍ بشبابنا ووطننا الذين هم الحاضر وكل المستقبل وهم من تقع على عاتقهم بناء اليمن وحمايته على قاعدة الاحترام والتسامح.
أنا هنا لاأجد مبررا◌ٍ أو واقيا◌ٍ أدافع فيه عن الفعلة الشنيعة للأربعة الإعلاميين الذين أساءوا لأنفسهم وللإعلام الرياضي بقدر ما أريد من إعلامنا وزملائنا أن يسموا ويرتقوا بالإعلام الرياضي إلى أفق واسع ونظرة مستقبلية لا تحمل حقدا◌ٍ أو ضغينة بحق أحد¡ ونأمل من خلالها إعادة الكبرياء لإعلامنا الرياضي وتطهيره من الشوائب وربما أنني أخطأت في ما ذهبت إليه أو ما تمنيته كون البعض مازال لاينظر إلى أبعد من قدميه ولازال يرى في نفسه أنه الأحق بالسفر ومرافقة بعثاتنا الرياضية فيما غيره لا.. وبعضهم ممن أفناء عمره في حقل الإعلام الرياضي ولازال جوازسفره أبيض غير أن لعبة المصالح إذا أطلت برأسها فان اللعبة تبقى قذرة ويتم تلطيخها بأكبر عدد من المساحيق حتى تكون في أقبح صورة.
هذا فيما يخص الشق الأول¡ أما الآخر فإن حكاية الشحت المثارة تم التعامل معها وكأنها دخيلة على مجتمعنا التي وللأسف باتت هذه الظاهرة جزءا◌ٍ منه وانظروا واحكموا ليس للمساكين أو المخادعين الذين يقومون عقب كل صلاة أو الموجودين في الطرقات والأسواق وإنما من كبار القادة والمشايخ والمثقفين والتجار فهؤلاء أيضا شحاتون والكشف المنشور في إحدى الصحف فيه تفاصيل كثيرة عن شحت الكبار فهل تم الحرب عليهم¿.. بل إن الشحت موجود أيضا في واقعنا في إعلامنا الرياضي فمنهم من يشحت سفرية وآخر يشحت مبلغا من المال وثالثا◌ٍ يشحت منصبا◌ٍ أو موقعا◌ٍ وكثيرة هي صور الشحت التي استفحلت في إعلامنا الرياضي بعد أن دخله الغوغاء والدخلاء إلى أن وصلت إلى الشحت اليومي وراء كشوفات افتتاح واختتام الفعاليات الرياضية وتجرأ الشحاتون الذين يظنون أنهم صحفيون إلى حد ملاحقة المسئولين الماليين للاتحادات وترصدهم من أجل ألف ريال وألفين وهم يعرفون أنفسهم جيدا◌ٍ ثم وصلت مقصورة إستاد ملعب الفيصل كما تقول الرواية التي قد نعتبرها صحيحية إذا ما قارناها بما يحصل لدينا وشككنا فيها بمجرد أن وجدنا من ينشر وثيقة خطية حذف منها أسماء الأربعة وكان الأجدى نشر أسماءهم ليواجهوا ذلك ويؤكدوه أو ينفوه ونعرف هل صح أم هناك من يتبلى هذا غير أننا نعرف بأن نواف لم يتواجد في جدة اطلاقا !
أخيرا◌ٍ.. آمل بل وأترجى من بعض زملائنا أن يترفعوا وأن لايجعلوا قضيتهم محصورة في استهداف شخص بعينه مثل الشيخ أحمد العيسي فإذا أرادوا النقد ينتقدوا لكن الاستهداف المستمر يضعف الكاتب نفسه ويضعه في موقع تصفية الحسابات والمصلحة الشخصية وليس العامة أو في بلوى الأربعة الذين لم يثبت أحد أنهم فعلوها ويكشف من هم ولا في «أنا لم أسافر إذا◌ٍ لابد أن انتقم» فالبلد بحاجة إلى كل قطرة حبر لتطوير رياضتنا وكرتنا المقهورة وتحصين بلدنا من الأفكار الضارة والارتقاء بأفكارنا إلى الأعلى فنحن من تقع علينا المسئولية في بناء الوطن وتنويره.
فهل نحن قد هذه الرسالة¿ أم أن العواطف والأحقاد هي من تجعل البعض قزما أمام عامة الناس وخاصتهم وأمام ضمير الأمانة والمهنية والحيادية.