اليمن تفوز بلقب “أمير الشعراء” لأول مرة في تاريخها

الثورة نت/..

توج الشاعر اليمني عبد العزيز الزراعي أميراٍ للشعراء في المسابقة الشعرية الكبرى في الوطن العربي أمير الشعراء في نسختها الرابعة التي تنتجها وتدعمها هيئة أبو ظبي للثقافة والتراثوبثتها قناة أبو ظبي الفضائية الأولى بدولة الأمارات العربية المتحدة.
واختتمت فعاليات الدورة الرابعة من برنامج أمير الشعراء مساء الأربعاء بمهرجان أحتفائئ ثقافي وفني استثنائي حضره الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس مؤسسة أمناء زايد للأعمال الإنسانية والخيرية وأحيته المطربة السورية أصالة نصري و صابر الرباعي وسعود أبو سلطانوأعلن خلاله فوز الشاعر اليمني عبد العزيز الزراعي بلقب أمير الشعراءبعد منافسة شديدة مع الشاعر المصري هشام الجخ الذي حل في المركز الثاني.
فيما فاز الشاعر العماني منتظر الموسوي بالمركز الثالث يليه الشاعر العراقي نجاح العرسان بالمركز الرابع والشاعر الأردني محمد حجازي بالمركز الأخير.
واشتملت الأمسية الأخيرة من البرنامج الذي استمر ثلاثة أشهر من المنافسات بمشاركة 20 شاعراٍ من 17 دولة حفل فني وثقافي أحيته فرق فنية سورية وتخللته مشاركات شعرية للفائزين في الدورات السابقة وامتدت فعالياته الاحتفائية على مسرح شاطئ الراحة في أبو ظبي حتى الساعات الأولى من صباح الخميس.
وأشادت لجنة التحكيم بالمستوى المتطور الذي وصلت إليه تجربة الشاعر عبد العزيز الزراعي وذلك من خلال مشاركته بقصيدته العمودية “عشبة تحاور الرمل” والتي جسد من خلالها أهمية الحوار ومعاني وقيم التسامح والمحبة والاعتدال الحقيقي وافقه الواسع الرحب .
من جهته عبر الشاعر عبد العزيز الزراعي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن سعادته بالفوز بهذا اللقب وقال اشعر بسعادة تملأ الكون لفوزي بهذا للقب وأنا فخور أن أقدم لبلدي هذا اللقب وللإنسان في كل بلدان العالم.
وأضاف أكن بالفضل للجمهور اليمني الذي صوت لي في المرحلتين الأولى والثانية ومنحني الثقة في المرحلة النهائية وأتاح لي أن ألقي على مسرح شاطئ الراحة نصين أثبت من خلالهما شاعرية اليمن وشعري في المقام الأول.
وتابع قائلاٍ أهدي هذا الفوز للشعب اليمني الحبيب الذي قاسمني الحزن والقلق طويلاٍ حتى حققت لنا الفوز والفرحة معاٍ والفضل لأمي وأبي وكل من ساندني واشعر ألآن بمسؤولية كبيرة عليا تجاه القصيدة وتجاه هذا البلد الحبيب وأعتقد أنني الآن سأبدأ بواجبي تجاه الإنسان في كل بلدان العالم .
وفيما بتعلق ببرنامج أمير الشعراء أكد الشاعر الزراعي بأن برنامج أمير الشعراء قدم له الكثير وأن إطلالة واحدة في هذا البرنامج تمنح الشاعر جمهور واسع جداٍ قد يبحث الشاعر عنه سنوات طويلة ولا يجده.. وربما اطلاله واحدة من خلال هذا البرنامج يحصل على ملاين الجماهير وهذا ما يبحث عنه الشاعر.
وحددت لجنة تحكيم المسابقة التي تضم في عضويتها هذا العام كل من الدكتورعلي بن تميم من الإماراتالدكتور صلاح فضل من مصروالدكتور عبد الملك مرتاض من الجزائرمحاور القصيدة المطلوبة من الشعراء الستة المتسابقين في الحلقة النهائية والتي تتراوح عدد أبياتها بين9 و12 بيتاٍ تتناول في مضامينها الحوار والتسامح والتواصل ونبذ التعصب وأهمية الوسطية.
وتعد مسابقة أمير الشعراء للشعر الفصيح الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي وتشكل قفزة نوعية في ساحة الشعر الفصيح ومسيرة الإعلام العربي وذلك بعد النجاح غير المسبوق الذي حققه البرنامجين”شاعر المليون”وبرنامج اميرالشعراء.
وشارك فيها هذا العام نحو 7 آلاف شاعر تمت تصفيتهم إلى 20 متسابقاٍ تنافسوا في المرحلة النهائيةو يحصل الفائز بالمركز الأول على اللقبومليون درهم إماراتي (أكثر من 272 ألف دولار)ويحصل الفائز الثاني على500 ألف درهم والثالث على 300 ألف درهم.
وقال مدير الإعلام في هيئة أبو ظبي للثقافةعبد الناصر نهارإن مشاركات هذا العام في المسابقة جاءت متفردة وقد زادت نسبة مشاهديها بشكل كبير مقارنة بالمواسم الثلاثة الأولى وقد نشر أكثر من مليون و30 ألف مقال عن أمير الشعراء على شبكة الإنترنت وزاد عدد من تابعوا قصائد الموسم عبر موقع “يوتيوب” عن 600 ألف مشاهد.
وفي الدورة الماضية من المسابقة فاز الشاعر السوري حسن بعيتي بلقب أمير الشعراء وفاز بلقب الدورة الثانية عام 2008 الشاعر الموريتاني سيدي محمد ولد بمبا أما فعاليات الدورة الأولى فقد اختتمت بتتويج الشاعر الإماراتي عبد الكريم معتوق أميرا للشعراء .
حضر الاختتام كل من مستشار شؤون الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبو ظبي محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر وعدد من ممثلي السفارة والقنصلية اليمنية في أبو ظبي .
هذا وكانت لجنة تحكيم المسابقة أشادت بمشاركة الشاعر اليمني عبد العزيز الزراعي بعنوان عشبة تحاور الرمل والتي يقول في مطلعها
أغلق نوافذ ما يغريك يا وجـع

ما زال في جرحنا للحب متسع

إنا كبرنا على أســفارنا فمتى

يا أرض نطرح منفانا ونضطجع
حيث أثنى عضو لجنة التحكيم الدكتور صلاح فضل قائلا عن مدخل القصيدة إنه شعري وجميل وإن الشاعر يعدد عناصر الطبيعة في لحظة شعرية رائقة ويعرف كيف يثير المواجع ويبني الأبيات ويعزف الألحان.. مضيفاٍ: (خطابك للإنسان فينا والحديث موجه للزراعي يهز الوجدان وتصويرك للأماني بالغ الجمال وما أجمل صورة البجع في البيت التي قلت فيه: ما زال يحلم بالإنسان شاطئنا/ كأن بيض الأماني فوقه بجع وفي بيتك: ما أوسع الأرض في نسيانها فمتى/ قلوبنا نحن تنسانا وتتسع” كأنك كنت تفيد من بيت الشاعر العربي القديم الذي قال: “لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها/ ولكن أحلام الرجال تضيق” فمرحى لشعرك ولجماله”.
فيما أكد الدكتور علي بن تميم بأن عبد العزيز في مجمل قصائده التي قدمها خلال الموسم يمتح من خصائص القصيدة الرومانسية بامتياز وأنه يتحيز للكلاسيكيين الجدد أمثال الجواهري وإيليا أبو ماضي والبردوني فيأخذ منهم الأناقة الشعرية والحرص على الصنعة وهذا واضح في مجمل ما قدم الزراعي من قصائد.
وقال أما في تلك القصيدة عشبة تحاور الرمل فهناك حضور خفي لقصيدة إيليا أبو ماضي التينة الحمقاء التي جاء فيها: وتينة غضة الأفنان باسقة/ قالت لأصحابها والصيف يحتضر” حيث يوجد تشابه على مستوى التنامي وعلى مستوى النهاية أيضاٍ لكن هناك عدم وضوح في الأدوار متسائلاٍ بن تميم: (من الذي يأمر ويقول: “اغلق بح افتح”¿ ومن الذي يتحدث بضيغة الجماعة¿).
وأضاف ” في القصيدة مسكوكات جمة حين تقول: “بيض الأماني” التي تذكر بالمعري أما “ثقافة الرمل تمحو” فتذكر ببيت لأحمد شوقي وهو: “وخططنا فينا كالرمل فلم/ تحفظ البيد ولا الرمل وعى” وحينما تقول: “ولو تقطعنا أمواج لوعتنا/ بالصخر لابتكرت أحلامنا القطع” فإنما تذكر ببيت لنزار قباني وهو “الحب في الأرض نبض من تخيلنا/ لو لم نجده عليها لاخترعناه” وأخيراٍ إن النص جميل في إعلائه فكرة التسامح حيث يجعله فكرة راسخة لأن الرمل لا يستقر إلا بالعشبة وإنها عشبة الخلود).
فيما قال الدكتور مرتاض: (العنوان من صميم الموضوع وهو على الرغم من مباشرته إلا أنه جميل إذ أجريتِ حواراٍ بين عشبة ورملها النابتة فيه فنشأ عن ذلك أنه إذا الجمادات تتحاور فما القول في الإنسان الذي عليه أن يتحاب ويتعايش ويتحاور من أجل الخير.
وأضاف ” وقد تقيدتِ في نسج شعريتك بالبلاغة الشعرية التقليدية مثل “خطاب مناداة وأفعال التعجب” وكأنك اتبعت نسقاٍ توجيهياٍ بحكم اصطناعك جملة من أفعال الأمر وهي سيرة أسقطتك في المباشرة لولا أنك بعد ذلك أفلت منها وخصوصاٍ قولك: “ما أوسع الأرض في نسيانها فمتى/ قلوبنا نحن تنسانا وتتسع” فهذا بيت بديع ومن يسمعه ولا يعرفك يحسبك شيخاٍ دردبيساٍ أي داهية طاعناٍ لكن كل هذا لم يحل بينك وبين التورط في بعض النظمية التي اضطررت إليها كما في نهاية البيت الرابع الذي قلت فيه: “ولو تقطعنا أمواح لوعتنا/ بالصخر لابتكرت أحلامنا القطع” وما عدا ذلك نصك بديع ولغته جزلة عارمة وناظرة طافحة منسابة كالماء ومتمرمرة كالهواء).

 

قد يعجبك ايضا