تطوير المنشآت الصغيرة في اليمن يصطدم بعقبة التمويلات


استطلاع /أحمد الطيار –
توصف الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر بأنها أنشطة اقتصادية مهمة لتوفير فرص العمل لمئات الشباب في بلادنا وحسب احصائية رسمية تبلغ عدد المنشآت الصغيرة في اليمن العاملة في المجال الصناعي 40 الف منشاة توظف اكثر من 70 الف عامل يعولون 400 الف نسمة مما يستدعي القيام بتوسيع هذه المنشآت ليزيد عددها وبالتالي تستقطب اعدادا اضافية من العمالة .
لكن ثمة مشكلة عويصة تقف حجر عثرة امام هذه المحركات الصغيرة للاقتصاد غالبا تتمثل في عجزها عن الحصول على احتياجاتها من رأس المال اللازم للنمو إذ تشترط البنوك التجارية ضمانات أكبر كالعقارات مثلا لمنح قروض كما أنها تطلب تقارير مالية معقدة.
ومن هنا نتساءل عن دور البنوك في عملية التمويلات للمنشآت الصغيرة وما الدور الذي يجب ان تقوم به في مساعدة السوق المتعطشة إلى التمويل والتي تْسهم في مساعدة الكثير من المواطنين في معيشتهم اليومية.
ارقام
تبين الارقام الاحصائية الصادرة من الجهاز المركزي للإحصاء ان المنشآت الصغيرة في اليمن يتركز نشاطها الصناعي في الصناعات التحويلية فهناك 40 الف منشأة في هذا الجانب يعمل بها 64 الف عامل تقاضوا اجورا نظير عملهم بها تبلغ 10 مليارات و290 مليون ريال.
وحسب تلك النتائج فان النشاط الاقتصادي للمنشآت الصغيرة قد حقق انتاجا يبلغ 401 مليار و889 مليون ريال خلال 2007م وهي احدث سنة للمسح الصناعي حيث مثلت المنشآت العاملة في الصناعة التحويلية الرقم الاكبر منها تليها المنشآت العاملة في الكهرباء والمياه ثم الصناعات الاستخراجية.
أهمية
ويشير الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الكبسي إلى أن بإمكان الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر في اليمن أن تلعب دورا مهما في زيادة القدرة التنافسية وتوفير فرص العمل للمواطنين لأن سوق العمل في اليمن يتسم بنمطية تقليدية تجعله اكثر جمودا في توفير فرص العمل فأغلب قطاعاته تقليديه من حيث تشغيل العمالة في القطاعات التقليدية على حساب القطاعات الانتاجية الحديثة وتدني معدلات الانتاجية في مختلف القطاعات الاقتصادية اضافة الى ضعف مستويات التأهيل والتدريب وارتفاع معدل البطالة وضعف مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي.
ويرى أن بإمكان المشاريع الصغيرة ان تسهم بفاعلية في استقطاب فرص العمل الجديدة وتوفيرها للشياب بكميات كبيرة ويتم توجيهها نحو انتاج منتجات حديثة يحتاجها السوق اليمني وتلبي متطلباته اليومية بدلا من استيرادها للعمالة من الخارج بمئات الملايين من الدولارات.
مميزات
ومن أهم ما تتميز به المشاريع الصغيرة هو القدرة على بدء المشروع بميزانية منخفضة مع امكانية تسويقها بشكل ناجح عن طريق الانترنت كما تتميز المشاريع الصغيرة ايضا ببعدها عن البيروقراطية وارتباطها بشكل اوثق مع زبائنها مما يجعلها قادرة على الاستجابة للمتغيرات ومتطلبات السوق بشكل أسرع من المشاريع الكبيرة .
وتشكل المشاريع الصغيرة والمتوسطة جزءاٍ أساسيا من القطاع الخاص في معظم اقتصاديات العالم وبالتالي تساهم بشكل كبير في الناتج القومي ويمكن تعريف المشاريع الصغيرة بأنها المشاريع التي يتم امتلاكها وإدارتها بشكل مستقل من خلال مجموعة صغيرة من الموظفين ويكون حجم مبيعاتها منخفضاٍ نسبياٍ . ومن الناحية القانونية فإن تعريف المشاريع الصغيرة يختلف باختلاف البلد والصناعة ففي الولايات المتحدة الأمريكية يصنف المشروع كمشروع صغير عندما يكون عدد الموظفين اقل من 100 موظف بينما في دول الاتحاد الأوربي أقل من 50 موظفاٍ فيما تعرفه الدول العربية بأنها المشاريع التي توظف ما بين موظف واحد و 19 موظفاٍ وتتشابه طبيعة المشاريع الصغيرة في معظم دول العالم ومنها على سبيل المثال لا الحصر متاجر التموين المخابز محلات الحلاقة او صالونات التجميل مكاتب المحاسبة والمحاماة والمطاعم.
تفاصيل
تقول النتائج ان عدد المنشآت الصغيرة العاملة في إمدادات الكهرباء والمياه في اليمن يبلغ 2407 منشآت يعمل بها 14280 عاملا حققت انتاجا يبلغ 14 مليارا و454 مليون ريال منها 648 منشأة تعمل في نشاط إمدادات الكهرباء والغاز والمياه الساخنة و1759 منشأة تعمل في نشاط جمع وتقنية وتوزيع المياه وهو نشاط حقق انتاجا بقيمة 11 مليارا و675 مليون ريال اما المنشآت العاملة في الصناعات الاستخراجية وهي المقالع والتعدين والمحاجر فتبلغ 120 منشأة حققت انتاجا بقيمة مليار و578 مليون ريال .
عقبات التمويل
وتعترف البنوك التجارية والحكومية في اليمن بصعوبات التمويل الموجه لأنشطة الصناعات الصغيرة نظرا للتعقيدات الاقتصادية التي تمر بها اليمن فمن جهة لايزال سوق التمويل في اليمن حديثا نسبيا ولم يتجاوز عمره 20 عاما كما ان الضمانات المقدمة من المتقدمين لطلب التمويلات غالبا ما تكون غير عملية كالعقارات والضمانات الشخصية خصوصا في حالات التقاضي في المحاكم المحلية مما يجعل فرضية ان لا تتمكن البنوك من استرداد اموالها قائمة بنسبة كبيرة كما يقف التمويل الدولي حجر عثرة هو الآخر اذ ان البنوك الدولية العاملة في ضمان الاقراض للبنوك اليمنية محدودة ويتركز عملها في التمويل التجاري وفتح الاعتمادات المستندية.
ومؤخرا فتحت البنوك الاسلامية فرصا لتمويل المشاريع الصغيرة لكن تلك التمويلات محددة بمبالغ معينة وذات اجراءات مشددة كما يقول الخبراء.
الحاجة للتمويل الاصغر
وتبين تقارير دولية وجود فجوة ائتمانية تصل إلى أكثر من تريليوني دولار في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر في بلدان الأسواق الصاعدة. ويشير التقرير إلى أن نحو 85 % من هذه الشركات تعاني من قيود وعقبات في حصولها على الائتمان. كما يتناول بالبحث 164 نموذجا لمساندة تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم ويقدم توصيات بشأن السياسات المرجوة لإحداث زيادة كبيرة ومستدامة في قدرة هذه المحركات الصغيرة والمتوسطة للنمو الاقتصادي على الحصول على الخدمات حاجة دولية لتمويل أصغر ولكن أكثر ذكاء.
الصناعات التحويلية
وتعد الصناعات التحويلية الجاذب الاكبر للمنشآت الصغيرة فنشاطها المتعدد يوفر بيئة خصبة لهذه الصناعة كما ان تنوع انتاجها يجعلها اكثر قدرة على توفير متطلبات السوق وتشمل الصناعات التحويلية 18 مجالا لنشاط الصناعات الصغيرة في اليمن يهيمن عليها نشاط صنع المنتجات الغذائية والتي يبلغ عدد المنشآت بها 17369 منشأة توفر 24267 فرصة عمل كما حققت انتاجا بقيمة 144 مليارا و724 مليون ريال ويليها في الاهمية منشآت صنع منتجات المعادن المشكلة باستثناء المكينات والمعدات فعددها يبلغ 5412 منشأة وقيمة انتاجها يبلغ 70 مليارا و761 مليون ريال. اما المنشآت العاملة في صنع الملابس وتهيئة وصبغ الفراء فتبلغ 5238 منشأة وهناك 3256 منشأة تعمل في صنع منتجات المعادن اللافلزية غير المعدنية وهذه حققت انتاجا بقيمة 85 مليارا و307 ملايين ريال وتستوعب منشآت بيع صناعة الخشب والمنتجات الخشبية 5000 عامل ويبلغ عدد منشآتها 2274 منشأة حققت قسمة انتاجية تبلغ 18 مليارا و942 مليون ريال فيما حققت منشآت صناعة الاثاث 26 مليارا و820 مليون ريال وهي صناعة واعدة ويعمل بها 4000 عامل وتبلغ منشآتها 1915 منشأة كما يعمل في صناعة المنسوجات 652 منشأة صغيرة وفي صناعة التبغ 115 منشأة ودبغ الجلود 100 منشأة والطباعة والنشر 150 منشأة .

قد يعجبك ايضا