–
مواطنون: نعاني الأمرين.. ولا يبدو أن هنالك أي حلول لمشكلتي الكهرباء والماء
المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة: خروج محطة المنصورة عن الجاهزية أدى إلى انخفاض الطاقة لهذا لن تتوقف الانطفاءات إلا بإصلاح المحطة
مدير عام مؤسسة المياه: لدينا توجيه بحفر 10 آبار استبدالية ضمن خطتنا للعام الجاري والمشكلة تكمن في عدم توفر قطع الغيار
تحقيق/عبدالخالق الحود – حافظ حفظ الله
> نتيجة لانقطاع الماء عن منزله من وقت إلى آخر اضطر الطفل سامي الذي لم يتجاوز عمره 10 سنوات بعد للذهاب إلى أحد المساجد بوسط مدينة عدن لجلب الماء منه بدلاٍ من الذهاب إلى مدرسته ليستلم نتيجة الامتحانات النهائية للصف الثالث الابتدائي وبعد أن قضى ما يزيد عن ساعة منتظراٍ لدوره في تعبئة دلوه بالماء تبسم ضاحكاٍ وهو ينظر إلى من حوله ومن يقف خلفه في طابور الانتظار وكأنه بذلك يقول: لقد حققت حلمي وبلغت مرادي وعلى هكذا يبدو أن حلم الأطفال والشباب في عدن وفي عموم الوطن اليمني قد أصبح في مستوى الدنيا ولا يتعدى الحصول على شربة ماء أو إشعال شمعة في عتمة الظلام!
يقول الشاب رائد عبدالله بأن الماء والكهرباء في مدينة عدن لم يعودا منذ أكثر من عام كما كانا عليه في السابق حيث تنقطع هاتان الخدمتان الأساسيتان عن عموم الأحياء لساعات طوال مما يجعل المواطنين في عدن يتكبدون المزيد من معاناة الحر الشديد جراء مشكلة انقطاع الماء والانطفاءات المتكررة للكهرباء.
وأضاف: ولهذا لا غرابة إذا ما وجدت طوابير الأطفال والنساء والشيوخ أمام جوامع المدينة ليجلبوا منها ولو اليسير من احتياجاتهم من الماء.. وكذلك إذا ما وجدتهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء أمام منازلهم هروباٍ من الظلام الدامس والحرارة الشديدة داخل المنازل.
من جهتها أرجعت مصادر في المؤسسة العامة للكهرباء بمحافظة عدن أسباب الانطفاءات المتكررة للكهرباء إلى خروج إجزاء كبيرة من محطة المنصورة الكهروحرارية عن الجاهزية مما أدى إلى انخفاض الطاقة الإنتاجية للطاقة الكهربائية بالمحافظة بنسبة 10%.
وأشارت المصادر إلى أن الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي لن تتوقف إلا بإصلاح المحطة وبإضافة محطة تقوية أخرى.
انقطاع متكرر
ينقطع التيار الكهربائي في عدن لعدة مرات تترواح من 4 – 5 مرات يوميا ولمدة ساعتين في كل مرة بالتناوب بين شوارع المديريات منذ أكثر من شهرين بهكذا تأكيد بدأ وائل محمود محمد صالح حديثه وقال: ومع هذا لا يبدو في الأفق أن هنالك حلاٍ لهذه المشكلة التي تضاعف من معاناة أبناء عدن.
وفي ذات السياق ناشد أهالي مدينة عدن رئىس الحكومة الأستاذ محمد سالم باسندوة لانقاذهم مما وصفوه بـ”الموت البطيء” نتيجة للانطفاءات المتكررة للكهرباء في مدينتهم وفي وقت يعيشون فيه حراٍ شديداٍ خصوصاٍ في فصل الصيف المعروف بشدة رطوبته في عدن وكما هو حاصل حالياٍ.
وأضاف الأهالي أن تلك الانقطاعات تسببت باتلاف العديد من أجهزتهم الالكترونية المنزلية كالمكيفات والثلاجات والتلفزيونات إضافة لبقائهم في الحر لمدة تصل إلى ساعتين بينما قد لا يجد البعض في منزله منفذاٍ أو شرفة أو سطح للتخفيف من معاناة الحر الشديد.
وأشار الحاج محمد اللحجي قائلاٍ: حتى اللحظة لم يتم التوقيع مع شركة” أجريكو “البريطانية التي اختيرت لتوليد محافظة عدن بـ”60” ميجاوات من الطاقة الكهربائية فيما المدينة تعاني الأمرين من شدة الحرارة وهذا يعني أن توجيهات فخامة الرئىس عبدربه منصور هادي بتوفير 60 ميجاوات للمحافظة ستذهب إدراج الرياح كغيرها من التوجيهات التي أصدرها قبله أكثر من مسئول في الدولة.
كبار السن.. معاناة مضاعفة
استوقفني شاب عشريني وقال: لما لا تكتبون عن معاناتنا من الانقطاع المتكرر للكهرباء والماء يا أخي لا نقدر ننام ولا نشتغل أردف قائلا: هذا نحن الشباب كيف المرضى وكبار السن والأطفال والنساء وأخذ بيدي واقتادني إلى منزل صغير المساحة محشور أسفل عمارة قديمة متهالكة وعرفني: في هذا البيت تعيش 3 نساء كبيرات في السن بدون رجل يقوم بقضاء حوائجهن ما الذي يمكن لهن عمله في حال انقطاع الماء والكهرباء عن المنزل¿¿ طالبا من أحداهن الحديث فقالت أكبرهن سنا وكانت في العقد السادس تقريبا: حسبنا الله ونعم الوكيل يا ابني تخيل الله يعزك الحمام يومين بدون ماء ونحن استحينا كل يوم نطلب من أولاد الجيران المساعدة وجلب الماء وكم بايكونوا أصلا وأجهشت بالبكاء واستطردت: أمس شقيقتي التي تصغرني سناٍ أغمي عليها بسبب الحر الشديد كونها تعاني تضيقا في التنفس ودقينا على الجيران الفجر علشان يسمحوا لنا نطلعها عندهم كونهم يملكون مروحة شحن وكثر الله خيرهم.. نحن كبيرات في السن يا ابني لا نقدر نطلع خارج البيت ولا نقدر نخرج لجلب الماء حالتنا حالة فقط نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.
انهيار شبه كامل للخدمات
وفي ظل هذه المعاناة يعيش سكان مدينة عدن معاناة أخرى تتمثل في غياب خدمات البنى التحتية وفي ظل انحدار ملموس في مجالي الصحة والتعليم وانهيار شبه كامل في خدمتي الكهرباء والماء الأساسيتين وهذا ما ينذر بتفاقم المشاكل وتدهور الوضع الأمني.
فقد شهدت مديريتا المنصورة والشيخ عثمان قبل شهر تقريبا قطعا للطرقات وأعمال فوضى وتخريب استمرت لساعات طويلة نتيجة انقطاع الكهرباء عن المدينتين لـ7 ساعات متواصلة يومياٍ.
ويبقي الوضع مرشحاٍ لسيناريو مماثل قد يتوسع في كافة مديريات عدن وشوارعها إذا استمرت خدمتا الكهرباء والماء بنفس الوتيرة الحالية.
حلول مؤجلة
وللوقوف على وجهة النظر الرسمية حول انقطاع المياه من وقت إلى آخر كان مدير عام مؤسسة المياه بعدن المهندس نجيب الصبيحي قد أوضح في تصريح صحفي سابق قائلاٍ: نحن نبذل قصارى جهدنا لعمل الحلول أولاٍ من خلال تشغيل الحقول وعندنا (107) بئر في هذه الحقول ونحاول قدر الإمكان أن نشغل هذه الطاقة طبعا أي عمل لا يمكن أن يكتمل نحن حالياٍ نشغل تقريبا 95% من إجمالي عدد الآبار لأنه عندنا مشكلة في قطع الغيار استهلك في وقت سابق منذ بداية الأزمة وأيضا تحصل عندنا اعتداءات في مواقع الحقول وبعض الحقول تقع في مواقع خطرة مثل الحقل الجديد في دار المناصرة.
وأضاف: عندنا توجيه بحفر 10 آبار استبدالية في منطقة بئر ناصر وكان هذا ضمن خطتنا هذا العام ولكن المشكلة كانت في البرنامج الاستثماري لعام 2012م وكان برنامجاٍ ضئيلاٍ لا يغطي حتى التزامات السنوات السابقة ولذلك تعثر هذا المشروع وحالياٍ نقوم بعملية المتابعة مع الجهات المختصة وسنعمل في الأيام القليلة القادمة على متابعة هذا الموضوع.
وتبقى المشكلة
وأمام هذا كله تبقى المشكلة قائمة والحلول كما أشرنا ليست متاحة قريبا وما علينا إلا أن ندعو الله جميعاٍ أن يعين سكان مدينة عدن وما جاورها على تحمل المعاناة التي يتكبدونها في كل لحظة جراء الانطفاءات المتكررة للكهرباء وكذا الانقطاع المتكرر لمياه الشرب وأن يْمن عليهم بالفرج القريب إنه سبحانه وتعالى على ذلك لقدير.