العرب.. من النس إلى الثورة


تقرير/ قاسم الشاوش –
> اختطفت اخبار الربيع العربي الأضواء من نكسة العرب عام1967م عندما احتلت اسرائيل القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية وسيناء وأحيت ثورة الشباب العربي آمال الأمة في استعادة زمام المبادرة والعودة الى حالة الفعل المؤثر بعد عقود من النكبات والنكسات وفقدان الثقة في الحكام العرب وتضاؤل الآمال والاحلام في تحرير الارض العربية المحتلة وتحقيق الوحدة والعزة والقوة.
وفي ظل هذا الوضع¡ فلم يعد من الممكن أو الجائز أو المقبول¡ أن يستمر البعض في التمسك بنهج المفاوضات سبيلا وحيدا¡ فكما دفنت إسرائيل مبادرة السلام العربية ومن قبلها خارطة الطريق¡ وبموافقة أمريكية واضحة وصريحة¡ فعلى العرب ان يؤكد بشكل واضح وصريح أن المفاوضات كخيار ونهج وثقافة قد سقطت الى غير رجعة وان عليهم ان يدركوا أن تجارب كل الشعوب وعبر مر العصور¡آمنت بفكر ونهج المقاومة بمختلف أشكالها نحو الحرية والإستقلال.
وفي هذا السياق تظاهر الاف الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين ليوم النكسة.
إنها ذكريات تثير الألم للفلسطينيين جميعا¡ يضطرون لاستحضارها سنويا كلما حاصرهم وجودهم الذي من غير وطن¡ وكأنهم الاستثناء الوحيد في العالم الذي قدر له أن يمتد لجوؤه في العالم لعقود¡ عام 1967م خسر العرب والفلسطينيون معركت◌ِهم مع إسرائيل¡ ومن يومها الذكريات المؤلمة فقط هي التي صاحبتهم.
وكالعادة في هذه الذكرى¡ مسيرات ورايات ويافطات¡ إنها محاولة لإثبات الوجود في المكان عبر الفعاليات السياسية¡ إن النكسة عمقت أزمة الفلسطينيين في كيفة استعادة الوطن¡ عبر التسوية أو الكفاح المسلح¡ الجدل ما زال دائرا حتى هذه اللحظة التي أوصلت الفلسطينيين إلى لحظة انقلب فيها الإخوة على بعضهم البعض بسبب اختلاف الرؤى السياسية تجاه الصراع..
وليست النكسة وحدها هي الأزمة الممتدة في حياة الفلسطينيين¡ الانقسام دخل عامه السادس مع الكثير من الحوارات الداخلية لرأب الصدع¡ شبان وفتيات كان لهم الفضل في إخراج الناس إلى الشوارع احتجاجا على الانقسام¡ هم أيضا من نظموا حملة “لازم تزبط” وكأنهما يقولون للمتخاصمين أن لا خيارات أمامكم سوى استعادتكم لوحدتكم..
وكعادتها فقد شددت جامعة الدول العربية على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من كافة دول العالم هو حق مشروع للشعب الفلسطيني يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها وقراراتها¡ مطالبة برفع كافة القيود التي تضعها بعض الأطراف والعمل على قبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في منظومة الأمم المتحدة.
وذكرت الجامعة العربية في بيان لها لمناسبة الذكرى 45 لنكسة فلسطين أن العرب والفلسطينيين تواقون لإنهاء الصراع وإنجاح عملية السلام¡ وأن تطبيق مبادرة السلام العربية ما زالت تصطدم برفض إسرائيل ‘السلطة القائمة بالاحتلال’ التي تنتهج بالقوة العسكرية سياسة التوسع وسلب مزيد من الأراضي وإقامة المستوطنات وتهويد مدينة القدس وتقييد حركة الفلسطينيين في كل شبر من الأرض الفلسطينية لإخضاعها لقوات الاحتلال .
وقال البيان: ولا تزال امتدادات وتداعيات الحرب الإسرائيلية عام 1967¡ والتي مضى عليها 45 عاما مستمرة¡ حيث تتصاعد تهديدات إسرائيل ‘السلطة القائمة بالاحتلال’ بالحروب والتوسع والضم للأراضي العربية المحتلة بشكل واضح في ظل مواصلتها بناء قدرات عسكرية بوتيرة عالية.
وأكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‘قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة’ أن هذه الممارسات والأطماع العدوانية الإسرائيلية تتطلب من كل دول العالم وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وأعضاء اللجنة الرباعية الدولية تحمل مسؤولياتها الكاملة لتأمين الاعتراف للشعب الفلسطيني بحقوقه كاملة في تقرير مصيره وإقامة دولته وإلزام إسرائيل ‘السلطة القائمة بالاحتلال’ بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة تنفيذا لقراري مجلس الأمن 242 و338 والقرارات الدولية المتعاقبة ذات العلاقة واستجابة لمبادرة السلام العربية الداعية إلى حل الدولتين.

قد يعجبك ايضا