في منطقة سمارة ونقيل السياني.. المشاهد المخيفة تتكرر في الثلث الأخير من الليل


إب /محمد الرعوي –
وقع عدد من ركاب وسائقي السيارات خلال الأسابيع الماضية ضحية السطو المسلِح من قبل عصابة مسلحة في الطريق الرئيسي أسفل منطقة سمارة ومنطقة الدليل ونقيل السياني بمحافظة إب ووفقاٍ لما ورد في

بلاغات وشكاوى تلقتها الأجهزة الأمنية في المحافظة من قبل الضحايا فإنه في الآونة الأخيرة تكررت حالات التقطْع ونهب أموال ومقتنيات مستخدمي الطريق العام من ركاب وسائقي مركبات.
«الثورة» بدورها تسلط الضوء حول هذه الحوادث الإجرامية الدخيلة على أبناء محافظة إب خاصة وأبناء اليمن عامة.. حيث التقت العديد من المواطنين الذين وقعوا ضحايا للسطو والنهب والتقطعات المسلحة.
ورصدت الدور الأمني المناط بالأجهزة الأمنية المختصة من خلال التواصل والزيارات لعدد من الجهات الأمنية المختصة وخرجت بالحصيلة التالية:
في البداية عبِر العديد من أبناء محافظة إب منطقة «الدليل» الواقعة بالقرب من منطقة نقيل سمارة عن رفضهم واستهجانهم لما تقوم به العصابة المسلحة من أعمال التقطعات في الطريق العام بسمارة وما تمارسه من

إجرام بحق مستخدمي الطريق ونهبهم لمقتنياتهم وأموالهم.. حيث يقول الأخ/ محمد عبدالواسع:
– يؤلمنا ما يتعرض له العديد من المسافرين وسائقي السيارات من عمليات تقطْع ونهب لممتلكاتهم تحت تهديد السلاح وهذه العصابات التي تقوم بالتقطْع قد تمادت كثيراٍ في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده

المحافظة وكذلك عدم وجود الدوريات في الخط الطويل خصوصاٍ في الأوقات المتأخرة من الليل وهذا بدوره يسهل لهذه العصابات تنفيذ عملياتها الإجرامية التي يحرمها الدين والعرف والمنطق.. ونحن أبناء إب

نستنكر هذه الأعمال الإجرامية الدخيلة على أبناء هذه المحافظة الطيبين المسالمين ونطالب الأجهزة الأمنية القيام بدورها في تعقْب هذه العصابة والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار

الوطن.
تهديد ونهب
الأخ/ نوح غالب علي الوافي – أحد ضحايا عصابة النهب والسطو والتقطْع – تقدِم ببلاغ إلى إدارة البحث الجنائي بمحافظة إب مفاده أنه في يوم الخميس الموافق 26/4/2012م كان مسافراٍ من تعز متجهاٍ إلى

صنعاء وفي حوالي الساعة الرابعة قبل الفجر استوقفه أربعة أشخاص مسلحين وملثمين في منطقة الدليل وأشهروا عليه أسلحتهم وأجبروه على التوقف وقاموا بنهب ممتلكاته وهي مبلغ مائة ألف ريال وثلاثة هواتف

نوع صيني وتلفون آخر نوع نوكيا وجهاز محمول «لاب توب» وهارد ثم تركوه وانصرفوا بعد أن أصبح خالي الوفاض.
وقد أكد الوافي لـ «الثورة» أنه قام بإبلاغ الجهات الأمنية لرد حقوقه وضبط الجناة قبل أن يقع ضحايا آخرون بين قبضتهم التي لا ترحم.
وأضاف أنه تقدم ببلاغ أيضاٍ لمعالي وزير الداخلية حول الحادثة إلا أنه لا يوجد أي جديد في الموضوع إلى الآن.
تكرار المشهد
بعد مرور يومين من هذه الحادثة تكرر نفس المشهد في حادثة تقطْع مماثلة من حيث الزمان والمكان.. فقد أكد الضحية الثانية وهو الأخ/ عبدالناصر محمد علي عثمان – سائق باص مؤسسة الثورة للصحافة فرع تعز

– قائلاٍ:
– حوالي الساعة الرابعة من فجر يوم الاثنين الموافق 30/4/2012م وعندما كنت عائداٍ من منطقة يريم بعد استقبال كميات صحيفة الثورة بباص مؤسسة الثورة ومتجهاٍ إلى تعز وفي منطقة سمارة «أسفل نقيل

سمارة» تفاجأت بعدد أربعة أشخاص ملثمين يقطعون الطريق وأشهروا عليِ السلاح وأجبروني على التوقف تحت تهديد السلاح وفور توقفي بادروا إلى تهديدي وتفتيشي وأخذ ما بحوزتي من ممتلكات مبلغ حوالي

«سبعة وعشرين ألف ريال» كانت بحوزتي وأشياء أخرى ومن ثم تركوني وانصرفوا وفور وصولي إلى تعز قمت بإبلاغ مدير فرع مؤسسة الثورة للصحافة بمحافظة تعز.
كابوس مرعب
وأضاف: كنت أعتقد أن هذا المشهد المخيف لن يتكرر وبحكم طبيعة عملي سائقاٍ مع المؤسسة في الخط الطويل لاستقبال الصحف والمجلات الواصلة من صنعاء والتي تخص محافظتي إب وتعز وبعد مرور يومين

من هذه الحادثة أصبت بنفس الكابوس المرعب.. ففي يوم الأربعاء الموافق 2/5/2012م كان الوقت قبل الفجر حوالي الساعة الثالثة والنصف تقريباٍ تفاجأت بنفس الأربعة الأشخاص ملثمين وكانت ملامحهم توحي

بأنهم ذات العصابة وفي نفس المنطقة السابقة فأجبروني على التوقْف تحت تهديد السلاح وتكرر معي نفس المشهد السابق من سلب ونهب وفور وصولي إلى تعز قمت بإبلاغ مدير فرع المؤسسة بتعز الذي قام

بدوره بالتواصل مع الأخ مدير فرع المؤسسة بإب لإبلاغ الجهات الأمنية في محافظة إب وقد قام مدير فرع المؤسسة بإب بتحرير مذكرة من المؤسسة وإبلاغ إدارة أمن المحافظة بتفاصيل الحادثة التي تعرضت لها

مطالباٍ الجهات الأمنية بالتحقيق في الموضوع وضبط الجناة.
في هذا الصدد تساءل عدد من المواطنين والضحايا الذين وقعوا في فخ المتقطعين تساءلوا عن الدور المناط بالجهات الأمنية وناشدوا وزير الداخلية ومحافظ إب وإدارة أمن المحافظة والجهات الأمنية المختصة القيام

بمسئولياتهم تجاه مثل هذه الظاهرة التي أقلقت الآمنين.
دورية متحركة
«الثورة» بدورها حرصت على النزول الميداني للإطلاع عن كثب على الإجراءات الأمنية المتخذة تجاه التقطعات التي تشهدها هذه الأيام محافظة إب وتحديداٍ في مناطق سمارة ومفرق حبيش ونقيل السياني على

الخط الرئيسي الذي يعد الشريان الذي يربط محافظة إب بعدد من المحافظات وإن اختلفت دوافع ومبررات تلك الأفعال والتقطعات إلا أن جميعها منبوذة ومجرمة شرعاٍ وقانوناٍ وعْرفاٍ.
نائب مدير أمن محافظة إب العقيد/ عبده فرحان أوضح قائلاٍ:
– إن إدارة أمن المحافظة قامت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه أي بلاغ وصل إلينا.. وفي ما يخص أي بلاغات حول تقطعات سمارة وخصوصاٍ البلاغ المقدم من مؤسسة الثورة للصحافة فقد تم تكليف إدارة

أمن المخادر باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذا الموضوع أو غيره من البلاغات أو التقطعات الخاصة في تلك المنطقة حسب الاختصاص الأمني.
مضيفاٍ أنه تم تشكيل وتكليف دورية أمنية من أمن المخادر بالتعاون مع النجدة وطقم المنطقة الأمنية للقيام بمهام دورية متحركة خلال فترة الليل لمراقبة الخط والمنطقة التي حدثت فيها مثل هذه الحالات بغرض حماية

المسافرين وتحقيق أمن الطرق.
وأكد فرحان أنه تم الالتقاء بمشايخ وأعيان المنطقة وتم طرح الموضوع ومناقشته معهم فأبدوا جميعاٍ تجاوبهم وتعاونهم مع الجهات الأمنية والدوريات المكلفة بهذا الخصوص لتحقيق الأمن للمسافرين والمواطنين

وأكدوا تعاونهم للإبلاغ عن أي أشخاص يقومون بمثل هذه التقطعات أو الإخلال بالأمن والاستقرار باعتبار الأمن مسئولية الجميع.
ضبط وإحالة
إلى ذلك أوضح مصدر أمني في إدارة البحث الجنائي طلب عدم ذكر اسمه أن الأجهزة الأمنية ضبطت عصابة مكونة من أربعة أشخاص في منطقة عدن الأشلوح قرب نقيل السياني أثناء تقطعهم في الخط الرئيسي

لسيارة نقل بضائع «دنيا» تابعة لإحدى الشركات.
مؤكداٍ أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وإحالتهم إلى نيابة السياني جهة الاختصاص لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم.
وأضاف أن إدارة البحث الجنائي تتعامل بجدية تجاه أي قضية أو بلاغات تصل إليها من قبل المواطنين أو الجهات الأمنية.

قد يعجبك ايضا