«أوبك» تسعى للابقاء على سقف الإنتاج تفاديا◌ٍ لللخلاف مع ايران


الثورة نت / متابعات –
يرجح أن تحاول السعودية وحلفاؤها تفادي مواجهة مع إيران¡ وتوصي ببقاء سقف إنتاج أوبك دون تغيير في اجتماع الدول الأعضاء في المنظمة الشهر المقبل.
ويقول مشاركون في اجتماع يعقد في 14 حزيران (يونيو) في فيينا¡ إن من المرجح ألا يتناول وزراء النفط سياسة الإنتاج ويأملون أن تكون المشاورات سريعة وهادئة تجنبا لتكرار الخلاف الذي نشب قبل عام¡ حين عارضت إيران وغيرها من الدول خطة السعودية لرفع الإنتاج.
وتساوت الكفتان في كانون الأول (ديسمبر) حين رفعت المنظمة هدف الإمدادات إلى 30 مليون برميل يوميا. ويزيد إنتاج المنظمة حاليا نحو 1.6 مليون برميل يوميا على سقف الإنتاج.
وقال مندوب إحدى الدول الخليجية الأعضاء في أوبك “تمديد العمل بسقف الإنتاج سيكون القرار الذي يتفق عليه الجميع. إنه السبيل الأقل إثارة للمشكلات¡ ويبقي على الوئام داخل أوبك”.
ولم يتضح بعد إذا كان بوسع أوبك أن تهدئ التوترات السياسة الناجمة عن العقوبات الغربية ضد إيران التي أدت إلى هبوط إنتاج طهران من النفط. وعوضت السعودية التراجع وضخت كميات أكبر لكبح الأسعار.

وتكتم إيران حنقها تجاه رفع إنتاج السعودية ليتجاوز عشرة ملايين برميل يوميا¡ وهو أعلى مستوى في 30 عاما¡ مما يسهم في تخفيف تأثير الإجراءات الأمريكية والأوروبية بحق برنامج إيران النووي.

وتراجع إنتاج إيران ليتجاوز ثلاثة ملايين برميل بقليل وهو الأقل في عقدين¡ ومن المتوقع أن يتراجع الإنتاج أكثر مع بدء سريان عقوبات الاتحاد الأوروبي في تموز (يوليو).

وقال مصدر نفطي إيراني “إيران غير سعيدة بالمستوى المرتفع لإنتاج أوبك¡ ولا سيما من السعودية. ولكن من المرجح أن يناقش ذلك في جلسات مغلقة وليس جلسات عامة”. وتملأ السعودية صهاريج في الداخل والخارج وتزود مصفاة موتيفا في بورت آرثر في تكساس بعد توسعتها في الآونة الأخيرة¡ وشركة أرامكو السعودية شريكة فيها. ورغم انخفاض الإنتاج الإيراني فإن الإمدادات من أوبك بصفة عامة سجلت أعلى مستوى منذ عام 2008. وأي محاولة للاعتراف رسميا بهذا التجاوز وبرفع سقف إنتاج أوبك ستثير غضب طهران¡ التي ستعتبر خطوة السعودية محاولة لاقتناص حصة من السوق.

وقال المصدر الإيراني “ما من مبرر لاتخاذ قرار سياسي”.

وتدعم دول أخرى داخل أوبك هذا الرأي¡ ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن السعودية العضو الوحيد الذي لديه طاقة إنتاج غير مستغلة¡ وهي المسؤولة عن معظم الزيادة في إمدادات أوبك منذ آخر اجتماع.

وقال مصدر من أوبك “ليس من الحكمة تقنين الإنتاج الأعلى وهو لم يوزع بالتساوي”. وبذلت الرياض قصاري جهدها لتهدئة الاتجاه الصعودي الذي دفع “برنت” لتجاوز 125 دولارا للبرميل. ومع ارتفاع مخزونات النفط العالمية فإن الإنتاج الإضافي للمملكة عامل رئيسي في التراجع الأخير للأسعار لما دون 110 دولارات.

وتتجاوز الإمدادات العالمية الطلب بنحو 1.5 مليون برميل يوميا – بحسب وزير البترول السعودي علي النعيمي¡ ويقترب سعر النفط من المستوى الذي تفضله السعودية عند 100 دولار للبرميل.

وقال بول توستي المحلل في “بي. إف. سي إنرجي” في واشنطن “من الواضح أن السعودية والكويت والإمارات ينتجون كميات كافية لتعويض نقص الإنتاج الإيراني.

“ربما يستاء الإيرانيون ولكن سيتوقف ذلك أيضا على التوصل لنوع من الحل الوسط – بشأن البرنامج النووي الإيراني – وإحراز تقدم”.

لكن إيران ترى أن ثمة وفرة في الإمدادات.

وقال مندوب لدى أوبك “الطلب على نفط أوبك في الربع الثاني 29.2 مليون برميل يوميا. المشكلة أننا ننتج بين 31 و32 مليون برميل. يتجاوز هذا الحجم الطلب في السوق. ثمة ضغط من خارج أوبك على بعض الدول الأعضاء وحين ينتج عضو أو أكثر كميات أكبر تنزل الأسعار¡ وهذا ضد التزامنا”.

ويركز اجتماع فيينا على سياسة الإنتاج في النصف الثاني من عام 2012 وتتوقع الوفود المشاركة تنامي المخاطر. وتتوقع أوبك أن يزيد الطلب على إنتاجها إلى 30.7 مليون برميل يوميا في تلك الفترة ارتفاعا من 29.25 مليون برميل في النصف الأول من العام¡ ولكنه ما زال أقل من مستوى الإنتاج الحالي.

وقال مندوب لدى أوبك من إحدى الدول الخليجية المنتجة للنفط “الوضع ضبابي للغاية¡ لذا ليس من الحكمة تعديل السياسة في اجتماع الشهر المقبل¡ إذ إن التأثير الكامل للعقوبات على إيران لن يظهر قبل تموز (يوليو) أو آب (أغسطس)”.

المصدر / الاقتصادية

قد يعجبك ايضا