بان كي مون يدعو إلى وقف الحرب على اليمن وحل الأزمة السورية

أوباما : لا نريد العودة إلى الحرب الباردة
بوتين يؤكد على ضرورة إنشاء حلف دولي لمكافحة الإرهاب

بدأت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ70 في نيويورك أمس بمشاركة زعماء ورؤساء الحكومات العالمية حيث تأتي هذه القمة العالمية في وقت يشهد العالم جملة من المشكلات كالحروب وتوسع التطرف وتواصل الهجرة ورقعة الفقر التي في ازدياد مستمر في كافة أرجاء المعمورة جراء تغذية الصراعات والحروب والجماعات المتطرفة من قبل الدول الغنية التي تغذي هذه الصراعات .
وشهدت هذه القمة إلقاء كلمات على منبر الأمم المتحدة من كل من أمين عام المنظمة الدولية بان كي مون ورئيس الولايات المتحدة باراك اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكدت في مجملها على مواجهة الإرهاب وضرورة إيجاد حل الأزمات العالمية من بينها مشكلة الصراعات واللاجئين والفقر والحرب في العراق وسوريا واليمن.
إذ أكد أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون على أن الحل في اليمن ليس عسكريا بل سياسيا في المقام الأول منتقداٍ في الوقت نفسه الغارات الهستيرية التي يشنها العدوان السعودي على اليمن والذي راح ضحيتها الأبرياء من المدنيين والأطفال والنساء.
وقال بان كي مون في مستهل المناقشات السياسية العامة بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن العجز الدبلوماسي لمجلس الأمن الدولي وغيره على مدى 4 سنوات أدى إلى خروج الأزمة السورية عن السيطرة مشيرا إلى أن المسؤولية الأساسية في تسوية النزاع تقع على الأطراف المتنازعة في سوريا الذي “حول بلادهم إلى أنقاض” داعيا روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران وتركيا إلى المزيد من الجهود لتسوية الأزمة.
وأشار إلى أن قوى إقليمية ومنافستها تغذي النزاع في سوريا داعيا مجلس الأمن ودول المنطقة الرئيسية للمضي قدما في مجال تسوية الأزمة.
من جهة أخرى أكد بان كي مون أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في اليمن داعيا جميع الأطراف المعنية للجلوس وراء طاولة المفاوضات وتسوية الأزمة من خلال الحوار بوساطة مبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف القصف في اليمن الذي يدمر المدن والبنى التحتية والتراث التاريخي في هذا البلد.
منوها بان 80% من الشعب اليمني أي 21 مليون نسمة بحاجة عاجلة للمساعدات الإنسانية.
وأضاف أن نحو 100 مليون شخص في العالم حاليا يحتاجون إلى تلقي مساعدات إنسانية بينما غادر 60 مليونا على الأقل بيوتهم ودولهم مشيرا إلى أن الأمم المتحدة طلبت هذا العام نحو 20 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات وهو رقم يمثل 6 أضعاف المبلغ المماثل قبل 10 سنوات.
وقال بان كي مون إن الأمم المتحدة لا تتلقى ما يكفي من المال لإنقاذ ما يكفي من الأرواح. ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى المزيد من العمل من أجل دعم اللاجئين قائلا: “يجب ألا نبني أسوارا وجدرانا في القرن الحادي والعشرين” لمنع دخول اللاجئين. وأضاف أن دولا نامية عديدة لا تزال تستقبل ملايين اللاجئين رغم إمكانياتها المحدودة.
إلى ذلك أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن واشنطن فرضت عقوبات على روسيا جراء سياستها بأوكرانيا.
وقال أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن الولايات المتحدة لا تريد العودة إلى الحرب الباردة.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن واشنطن على مدى العامين الماضيين قامت وبمساعدة روسيا والصين بالتوصل لاتفاق نووي مع إيران.
هذا وفي تطرقه للأزمة في سوريا انتقد أوباما ضمنيا موقف موسكو الداعم للحكومة السورية الشرعية قائلا إن “هناك من يدافع عن الرئيس السوري بشار الأسد بدعوى أن البديل هو الأسوأ”.
وذكر الرئيس الأمريكي أن تنظيم داعش الإرهابي يقتات من استمرار الحرب السورية مضيفا أن وصف الدين الإسلامي بالإرهاب هو جهل.
مع ذلك فقد أكد أوباما أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع الجميع لحلها بما في ذلك روسيا وإيران مشيرا إلى أن حل الأزمة السورية سيستغرق وقتا طويلا.
وبدوره ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة تطرق فيها إلى الحروب التي فتكت بالعالم مشيداٍ بدور المنظمة الدولية في هذا الإطار.
لافتا إلى وجود الخلافات العاصفة داخل منظمة الأمم المتحدة ومن بينها حق استخدام الفيتو التي تستغله بعض الدول الكبرى خدمة لأهدافها.. الأمر الذي يزعزع المنظمة الدولية التي تسعى بكل ثقلها لحلول مشكلات العالم وإطفاء بؤر النزاعات.
وندد بوتين باتخاذ بعض الدول الكبرى من دون أن نسميها في إشارة إلى الولايات المتحدة باتخاذ قرارات ضد طبيعة الأمم المتحدة ورسالتها المتمثلة بنشر السلم والأمن الدوليين.
وأكد بوتين على ضرورة إجراء تغييرات مهمة داخل الأمم المتحدة دون المس بهياكلها الرئيسية.. وتطرق بوتين في كلمته إلى خطر تنظيم داعش الذي زعزع أمن واستقرار الشرق الأوسط مؤكداٍ على ضرورة تطوير استراتيجية لمواجهة الإرهاب الذي أجج تفويج الآلاف من اللاجئين هرباٍ من لهيب الحروب ونار داعش إلى أوروبا.
مبدياٍ في نفس الوقت تعاطفه مع مشكلات اللاجئين المتدفقين إلى أوروبا.

قد يعجبك ايضا