نفقات عيد الأضحى تثقل كاهل اليمنيين

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك من الأبواب تجد نسبة كبيرة من الأسر اليمنية الفقيرة منها والمتوسطة الحال نفسها أمام معضلة اقتصادية كبيرة لأن شراء نفقات العيد ومستلزماته تعتبر مكلفة ولا تتناسب مع دخل هذه الأسر خصوصا هذه الأيام في ظل العدوان والحصار الاقتصادي الذي تقوم به قوى الغزو والاحتلال الأجنبي إضافة إلى أن دخل الأسر تراجع بمقدار النصف وأكثر فيما فقد موظفو القطاع الخاص وظائفهم ولم يعد لهم أي دخل لذا سيكون من الصعب جدا تحمل أي نفقات لهذا العيد.
يؤمن الكثير من الموظفين أن الأضاحي ستكون على قائمة السلع غير المرغوب باقتنائها هذا العام ليس لأسباب فنية أو صحية بل بسبب اقتصادي في المقام الأول وهو عدم استطاعة الأسر تحمل دفع مبلغ 20 ألف ريال على اقل تقدير في ظل وضع اقتصادي يقل فيه الدخل ويكثر فيها المطالب مما يعزز فكرة أن يكون العيد عيد العافية.
يقول محمد عبد الله النوم تاجر مواشي: إن الأوضاع التي يعيشها اليمنيون حاليا في ظل أجواء الحرب والاقتتال جعلتهم في ضائقة مالية مما يعزز التكهن بصعوبة شرائهم الأضاحي رغم أنها متوفرة بشكل أكثر عدداٍ مقارنة بالأعوام الماضية.
توقف الكهرباء
ستعزز توقف الكهرباء من إصرار وعزيمة الأسر عدم التسرع في شراء الأضاحي فبحكم المخاوف من سوء تحزينة لعدة أيام نتيجة عدم وجود كهرباء وبالتالي لا توجد ثلاجات لحفظ اللحوم ستوفر عليهم هذه المعضلة دفع مبالغ مالية لن يكونوا قادرين على تحملها كما يقول محمد مارش.. ويضيف: إن الموظفين الذين ينتظرون تقديم رواتبهم بفارغ الصبر وهو على أهميته لم يعد يفيءباحتياجات ومتطلبات عدة أيام فما بالك بمناسبة تحتاج مئات الآلاف من الريالات.
لا توجد سيولة
تسيطر حالة الفقر وعدم توفر سيولة نقدية على وضع الأسر ماليا ويبدو أن فرص حصولها على سيولة نقدية لمواجهة نفقات عيد الأضحى المبارك ستكون في غاية التعقيد هذا العام خصوصا وأن موعد العيد لا يتجاوز أسبوع من الآن فيما لا تبدو أي نوايا لدى الحكومة أو غيرها لضخ معونات لكن الآمال بتقديم نصف راتب أو كله لا تزال معقودة بقوة.
المشكلة
وتكمن المشكلة في أن مئات الآلاف من الأسر اليمنية في الريف والحضر تعيش حالة مزرية من الفقر وعدم وجود أي مدخرات مالية لديها نتيجة لتفاقم الأعباء المعيشية عليها منذ شهر رمضان الماضي فعلى مدى الثلاثة اشهر الماضية شهدت موازناتها انحسارا لم يسبق له مثيل نتيجة العدوان والحصار الاقتصادي من قبل قوات التحالف على اليمن ولم تستطع توفير أي من دخلها الصغير.
يقول محمد البدوي مدرس أنه مديون للبقالة ب34 الف ريال 12 ألف ريال منذ ثلاثة أشهر و22 ألف ريال منذ شهر أغسطس الماضي حيث لم يستطع الوفاء بأي التزامات منذ ذلك الشهر وهو مستأجر منزل ب30 ألف ريال ولديه ثلاثة أولاد وراتبه 65 ألف ريال أذا أن تقسيمه على المصروفات لم يعد يذكر.
محمد البدوي كمثال لأرباب الآلاف من الأسر التي تعيش في العاصمة صنعاء والمدن الرئيسية حيث تجتمع عليه متاعب السكن بالإيجار وقلة الدخل وارتفاع الأسعار الأمر الذي يجعله في حالة ديوان متواصلة لكن المناسبات العيدية تزيد في قصم ظهورهم تماما.
عيد الأضحى
يحل عيد الأضحى هذا العام في العشرين من سبتمبر أي بعد النصف بيومين او ثلاثة ومن المعروف أن منتصف الشهر لدى الموظفين محدودو الدخل يعني أن جيوبهم فارغة فالمرتب يكون قد تم صرفه أول يوم في الشهر ولم يعد للموظف أي حقوق تذكر ورب الأسرة ينفقه خلال يومين على الإيجارات والفواتير والبقالات وهكذا ينتظر نهاية الشهر بفارغ الصبر.
وفي حالة عيد الأضحى الحالي فمن المؤكد أن الآلاف من الموظفين الحكوميين يحسون بالضجر والتعاسة جراء دخول العيد وهم لايستطيعون شراء أضحية العيد من جهة ومستلزمات الأطفال من الملابس وجعالة العيد من جهة أخرى يقول منير قطران موظف بوزارة الثقافة: إن راتبه لا يستمر معه سوى يومين ويتم إنفاقه على مستلزمات الشهر الماضي التي تأخذ بالدين وبالتالي فنفقات العيد تعتبر طارئة وتحتاج لسيولة نقدية لشراء خروف وأيضا مستلزمات الأولاد وهذه تسبب مشكلة له يتمني أن يتجاوزها من خلال الحصول على قرض من أقاربه.
قلة الدخل
أصبح قلة الدخل لدى اليمنيين مشكلة مزمنة وهذا ما جعلهم إحصائيا في مستويات الفقر وتحت خط الفقر حيث يقع نحو 70% في خط الفقر وما تحته بعد ان تدهورت الأوضاع المعيشية اثر الاحتراب الداخلي وعدم الاستقرار السياسي والعدوان من قبل دول الغزو والاحتلال الأجنبي منذ ستة أشهر وهو ما يعني أن تلك الأسر تعيش على دولارين في اليوم أي 440 ريالا وهذا لا يمثل حتى قيمة رغيف الخبر في أدنى مستوياته.
وتشكو الأسر اليمنية خصوصا منها المعتمدة على دخل محدود من الوظيفة مع الدولة أو المزارعين الموسميين في الأرياف من قلة الدخل خلال الشهور الماضية مقارنة بمستوى النفقات الباهظ والذي التهم كل أدخالهم بسرعة.
الديون
يؤكد الخبراء الاقتصاديون ورجال الأعمال أن الأسر اليمنية تعاني ضائقة مالية وللتدليل على ذلك يوضح رجل الأعمال قاسم الحظاء قلة السيولة النقدية هي دليل على مستوى الفقر والعوز والضائقة المالية التي تعيشها الأسر وهذا ناجم عن عدم حصولها على ما يناسبها من أجور في أعمالها ووظائفها خصوصا منذ بدا العدوان على اليمن.
تفاقم
ديوان الأسر تزداد يوما بعد آخر كما يوضح احمد الحميدي صاحب سوبر ماركت النور بصنعاء ويقول: لقد أثرت على الأسر بشدة حيث لم يتمكن من الوفاء بتسديد الديون للسوبر سوى20% فقط علما بأنه يوفر لهم كافة المستلزمات اليومية من أول يوم في الشهر إلى نهايته ويضيف هناك من الزبائن من صارحني بأنه لا يستطيع دفع أي من الديون نظرا للعيد والمستلزمات المطلوبة له وهذا شيء مخجل أن لا أتمكن من استرداد الديون من الزبائن.
سد الرمق
إن تكن الناس من سد رمق عيشهم وتوفير قيمة لقمة الوجبات الغذائية لهم ولأطفالهم سيكونوا على ما يرام هذا يؤكده الخبير الاقتصادي بسام العريقي الأستاذ بالمعهد الوطني للعلوم الإدارية بصنعاء مضيفا: الأسعار ترتفع في ظل أجواء الحرب والاقتتال والغزو الأجنبي لبلادنا وهناك الحصار وعدم ترك المجال لليمن ليشغل طاقته الاقتصادية وبالتالي وجود 70% من السكان فقراء يعني ان توفير لقمة العيش لهم ستكون إنجازا.

قد يعجبك ايضا