خير الناس أنفعهم للناس بغية مرضاة الله!!

هكذا هي الحياة عطاء ونفع وأخوة وتكافل كل يكمل الآخر كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا بدءا بترويض النفس على أطيب الأخلاقيات والأعمال الحسنة التي تعزز من أواصر المحبة والأخوة والتآلف وتقوي لحمة النسيج المجتمعي بما يخدم شرع الله وسنة نبيه الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

هكذا قالها رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة فدخل رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه بيده فسلم على النبي وجلس ولما كان اليوم الثاني قال يدخل من هذا الباب عليكم رجل من أهل الجنة فدخل ذلك الرجل الذي دخل بالأمس تنطف لحيته من وضوئه معلقا نعليه في يده فجلس ثم في اليوم الثالث فقال عبدالله بن عمرو بن العاص فقلت في نفسي: والله لاختبرن عمل ذلك الإنسان فعسى أن أوفق لعمل مثل عمله فأنال هذا الفضل العظيم أن النبي أخبرنا أنه من أهل الجنة في أيام ثلاثة.
وهكذا استهل الحديث معنا العلامة إبراهيم العلفي حديثه معنا وأضاف مستطردا حديث عبدالله بن عمر – رضي الله عنه – قائلا: فأتى إليه عبدالله بن عمرو وطلب أن يبيت عنده ثلاث ليال قال: لا بأس قال عبدالله فبت عنده ثلاث ليال والله ما رأيت كثير صلاة ولا قراءة ولكنه إذا انقلب على فراشه من جنب إلى جنب ذكر الله فإذا أذن الصبح قام فصلى فلما مضت الأيام الثلاثة قلت: ياعم رسول الله ذكرك في أيام ثلاثة أنك من أهل الجنة فما رأيت مزيد عمل!! قال: هو يا ابن أخي ما رأيت قال فلما انصرفت دعاني فقال: غير أني أبيت ليس في قلبي غش على مسلم ولا أحسد أحدا من المسلمين على خير ساقه الله إليه قال له عبدالله بن عمرو: تلك التي بلغت بك ما بلغت وتلك التي نعجز عنها.
ومضى يقول: هذه هي الشخصية الإيمانية الحسنة التي دعا إليها الله ورسوله لتربي جيلا إيمانيا لا يحمل الحقد على أحد ولا ينشر براثن الشر في أي مجتمع بل جيل للخير سباق ونافع لأهله وذويه ومجتمعه!.
سرور إلى قلوبهم
من جانبه يقول العلامة محمد القاضي: ديننا الإسلامي دين الوسطية والاعتدال دين الكرم والحب والإيثار دين لا مكان فيه للمنغصات والعموم وتعكير الأجواء بالخلافات والحناقات والصراعات تخيلو حتى البسمة في وجوه الآخرين صدقة أي عظمة هذه وأي دين يحمل هذه المعاني الإسلامية السامية (إن تبسمك في وجه أخيك صدقة) فما أعظم أن تنفع الآخرين في حوائجهم وتدخل السرور إلى قلوبهم حيث يقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم (أحب الناس إلى أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم) وعن الجرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال (ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ اسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي) فمن لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك أسرى الله عز وجل يوم القيامة» فكم هو عظيم أن يتحلى المسلم بهذه السمات الإيمانية».
الله في عون العبد:
من جهة يستهل العلامة عبدالرحمن القدسي حديثه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم « إنكم لن تسعدوا الناس بأموالكم فأسعدوهم ببسط الوجه وحسن الخلق» وقوله يا أبا هريرة عليك بحسن الخلق» قال أبو هريرة وسأحسن الخلق يارسول الله¿ قال: تصل من قطعك وتفعو عمن ظلمك وتعطي من حرمك.
وأضاف: تلك هي أعمال بسيطة ولكن ثوابها وأجرها عظيم عند الله وفي مجتمعنا كم تلك الحالات الإنسانية التي تتمنى من يزورها ويعطيها ويعطف عليها ويكرمها فعلا أو قوة أو حتى تبمسا وإحساسا والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.

قد يعجبك ايضا