(التلقيح الصناعي)

يجيب عليها القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني – حفظه الله-

السائل (أمير علي) من منطقة بيت بوس أمانة العاصمة يسأل سمعنا أن بعض الأطباء في أوروبا وأمريكا قاموا بعملية التلقيح الصناعي وسمعنا عن استئجار الرحم لبعض النساء ليتم فيها نمو الجنين في المدة المقررة للحمل فما قول العلماء في هذا وهل هو جائز أم غير جائز¿
الجواب/هذا التلقيح على صفات وأساليب فبعض هذه الأساليب حرام وبعضها حلال.
(الأسلوب الأول)
وهو أن يؤخذ النطفة من رجل وتحقن في الموقع المناسب من الرحم لزوجة رجل آخر حتى يفتح التلقيح داخليا في الرحم ويلجأ لهذا الأسلوب وهذا حرام عند العلماء لأن النطفة نطفة زوج آخر أجنبي ليس زوج هذه المرأة .
الأسلوب الثاني
وهو أن يجري التلقيح خارجيا في أنبوبة الاختبار بين نطفة مأخوذة من زوج وبويضة مأخوذة من مبيض امرأة ليست زوجته يسمونها (متبرعة) ثم توضع للتلقيح في رحم زوجته ويلجأ لهذا الأسلوب عندما يكون مبيض الزوجة مستأصلا أو معطلا ولكن رحمها سليم قابل لوضع اللقيحة فيه وهذا أيضا حرام لأن الزوجة ليست زوجة الرجل المذكور.
الأسلوب الثالث:
وهو أن يجري تلقيح خارجي في أنبوب اختبار بين نطفة رجل وبويضة امرأة ليست زوجة له, يسمونها متبرعة ثم تزرع اللقحة في رحم امرأة أخرى متزوجة ويلجأون إلى ذلك حينما تكون المرأة المتزوجة التي زرعت اللقيحة في رحمها عقيما بسبب تعطيل مبيضها لكن رحمها هو سليم وزوجها عقيم أيضا ويريدون ولدا.
الأسلوب الرابع
أن يجري التلقيح خارجيا في وعاء الاختبار بين بذرتي زوجين ثم توضع في رحم امرأة تتبرع بحملها ويلجأون إلى ذلك حينما تكون الزوجة غير قادرة على الحمل بسبب في رحمها ولكن مبيضها سليم منتج أو تكون غير راضية في الحمل ترفها فتتطوع امرأة أخرى بالحمل عنها وهذا غير جائز لأن المتطوعة للحمل ليست زوجة للزوج إما إذا كانت المتطوعة زوجة أخرى للزوج فلا مانع من ذلك كما سيأتي.
الأسلوب الخامس
تؤخذ النطفة الذكرية من رجل متزوج وتحقن في الموقع المناسب داخل مهبل زوجته أو رحمها حتى تلتقي النطفة التقاء طبيعيا بالبويضة التي يفرزها مبيض زوجته ويكون التلقيح بينهما ثم العلوق بجدار الرحم بإذن الله كما في حالة الجماع وهذا الأسلوب يلجأون إليه إذا كان في الزوج قصورا بسبب ما عن إيصال مائه في المواقعة إلى الموضع المناسب وهذا جائز لأن الماء ماء الزوج والبويضة من المهبل أو مبيض زوجته والرحم رحم امرأته فهو مثل الاتصال الجنسي بين الزوج وزوجته بشرط التحري.
الأسلوب السادس
أن تؤخذ نطفة من زوج وبويضة من زوجته فتوضعا في أنبوب اختبار طبي بشروط فيزيائية معينة حتى تلقح نطفة الزوج بويضة زوجته في وعاء الاختبار ثم تأخذ اللقيحة في الانقسام والتكاثر في أنبوب الاختبار ثم تؤخذ إلى رحم الزوجة نفسها صاحبة البويضة لتعلق في رحمها وتنمو ككل جنين ثم في نهاية مدة الحمل الطبيعي تلد الزوجة طفلا أو طفلة .
وأما ما ذكرنا من التلقيح الحلال فلا ينبغي للمسلمة أن تعمله إلا للضرورة القصوى.
والله أعلم

قد يعجبك ايضا