السوق السوداء اسم تعلق في أذهان الكثير من المواطنين وبالذات أصحاب السيارات والباصات والناقلات وكذلك مالكي المواطير الكهربائية وكل مايستهلك البنزين والديزل من معدات وآلات , وخصوصاٍ مع توفر الكميات القليلة في المحطات نظراٍ لاحتجاز ناقلات النفط في ميناء الحديدة من قبل العدوان السعودي وحلفائه منذ بداية العدوان كحصار على الشعب وعلى محركه الرئيسي لكافة الأعمال وهي المشتقات النفطية والتي باتت اليوم تروج في العديد من الأسواق والشوارع الرئيسية بل والفرعية أيضاٍ بأسعار تصل من 8آلاف للحجم 20 لتراٍ إلى 10 آلاف وتتفاوت الأسعار في السوق السوداء من بائع إلى آخر إلا أن المعروض في هذه السوق المنتشرة في كل مكان مغشوش ومخلوط بمواد أخرى باعتراف البائعين وعلى الرغم من ذلك فالمواطنون على إقبال مستمر في الشراء من هذه الأسواق , والسؤال الذي يطرح نفسه: من المحرك الأساسي لهذه السوق والرافد المستمر بالمشتقات النفطية في ظل تواجد الكميات القليلة في المحطات ¿ ومن يدير هذا السوق من خلف الستار ¿ وأسئلة أخرى سنجيب عليها في السطور التالية.. فلنتــابع :
المواطنون بحد ذاتهم مختلفون في الآراء فمنهم من يؤيد وجود السوق السوداء في العاصمة والأحياء والمدن بحجة أنها تخفف العبء على المواطنين في الطوابير والأسراب الطويلة أمام المحطات وعلى الرغم من أسعارها المرتفعة , ومنهم من يعارض وجودها وذلك بسبب أنها تدفع الكثير من أصحاب المحطات وحتى أصحاب السيارات إلى احتكار البنزين أو الديزل لبيعه في السوق السوداء وهذا يضاعف المعاناة التي يتلقاها المواطن جراء ارتفاع أسعار المشتقات لأنه يؤثر على أسعار المواد الغذائية والنقل والمواصلات والتجارة وغيرها من سبل الحياة اليومية والقوت الذي يعيش عليه المواطن يومياٍ .
مغشوش
ويرى أحد المواطنين وهو الأخ عوض النواري أن مسألة تواجد المشتقات النفطية أصبحت متفاوتة بين الانعدام وارتفاع الأسعار , ويضيف أن ارتفاع الأسعارأهون من انعدام المشتقات النفطية وذلك لأن الانعدام يولد ارتفاعا جنونيا في الأسعارلأرقام خيالية بسبب الطلب الملح عليها من قبل المواطنين وتكاثر المحتكرين في الأسواق السوداء والذين يفتحون المجال أمام تفاوت الأسعار المرتفعة من شخص لآخر .
ويوضح النواري أنه ينتظر في المحطات لعدة أيام من أجل الحصول على مادة البنزين وذلك لتعبئة سيارته الشخصية والتي يتنقل بها من عمله إلى البيت , مؤكداٍ على ارتياده للأسواق السوداء إلا وقت الحاجة الضرورية والماسة وذلك بحجة أن الأسواق السوداء ليست مضمونة من حيث نوعية المعروض للبيع من بنزين أو ديزل بسبب الغش الذي يتخذه من يعملون في الأسواق السوداء وخلط المشتقات النفطية بمواد أخرى حتى أصبح الغش سيد البراميل وهذا مايدفعهم لزيادة الحجم ويبيع بربح أكثر وهذا بحسب قوله أكبر مشكلة تتسبب في تعطيل الكثير من السيارات والناقلات والدراجات النارية ويفقدها عزمها في السير .
من يقف وراءها
الأسواق السوداء لم تكن وليدة الصدفة بل استحدثت مواقعها منذ فترة كبيرة بل سنوات متعددة وتحديداٍ منذ أحداث وأزمة العام 2011م وما رافقه من انعدام في المشتقات النفطية أدى بذلك إلى ارتفاع أسعارها بشكل غير متوقع حتى وصل سعر الـ20 لتراٍ من البنزين إلى قيمة 20 ألف ريال وكان هناك من يبيع بأكثر من هذا السعر في السوق السوداء والتي بدأت تأسيسها منذ ذلك الوقت وحتى هذه الأيام التي نعيشها تحت ظل رحمة الأسواق السوداء ومن يقف وراءهم من مؤيدي العدوان .
ويؤكد ذلك أحد البائعين في الأسواق السوداء على الأرصفة في الشوارع الرئيسية وليد ناصر والذي يقول: إن المشتقات النفطية التي تأتيهم ليبيعوها في الأسواق والشوارع يجلبها أشخاص لهم ارتباط كبير بمؤيدي العدوان وذلك ضمن إطار الحصار الذي يفرضه العدوان على البلاد بالكامل براٍ وبحراٍ وجواٍ , ويستفيد مثل هؤلاء الأشخاص النافذين بتوريد البنزين والديزل إلينا بأسعار مرتفعة جداٍ ونضطر لشرائها وذلك لحاجة الناس وطلبهم الملح عليها وخاصة أن المتوفر من قبل شركة النفط عن طريق الناقلات التي تأتي من الخارج قليل ولا تكفي للاستخدام اليومي للمواطنين .
مفاقمة للحصار
وتعتبر المشتقات النفطية التي تملأ الأسواق السوداء في جميع الشوارع ضمن الصفقات التي تنسقها شركة النفط مع شركات خارجية إلا أن العدوان يقوم بتحويل الكثير من الحاويات التي تصل ميناء الحديدة إلى ميناء عدن والذي يتواجد فيه بوارج العدوان وحلفاؤه بكثرة في محاولة لبسط السيطرة على ميناء عدن لإشرافه على مضيق باب المندب وتهميش ميناء الحديدة وهذا ما أشار إليه الخبير الاقتصادي وليد الكميم حيث يقول إنه حتى الكميات التي تأتي من مارب هي أيضاٍ في احتكار بعض النافذين المؤيدين للعدوان والذين يتاجرون بالمشتقات النفطية في السوق السوداء دون الاكتراث لمعاناة المواطنين جراء الحصار الغاشم من قبل العدوان .
انتشار واســـع
ويضيف الخبير الاقتصادي الكميم: إن الأسواق السوداء انتشرت بشكل كبير جداٍ وأصبحت تملئ الشوارع ليس الرئيسية فقط بل والفرعية في العاصمة صنعاء ويشير إلى أن ذلك دليل على توفر المشتقات النفطية بشكل كبير إلا أن هناك أيادي نافذة مؤيدة للعدوان والحصار الغاشم مازالت تحاول عرقلة الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها اللجنة الثورية ومحاولة مفاقمة الحصار على الشعب تضامناٍ مع عدوان تحالف الشر السعودي الأمريكي والذي يسعى لإغراق الشعب في أزمات متعددة وإنهاك البنية التحتية للبلاد .