أبناء إب يشددون على ضرورة التصالح والوقوف صفا واحدا في وجه العدوان

انطلقت شرارة الحرب ودارت المواجهات المسلحة وخيم القتال في بعض مديريات محافظة إب وفي ثنايا تلك الدراما الحزينة المؤلمة ظهرت من بعيد بادرة الأمل الكفيلة بإيقاف الحرب وحقن الدماء والحفاظ على البنية التحتية للمحافظة ومنازل المواطنين تلك البادرة التي إن تمت ستجعل المحافظة أنموذجا رائعاٍ تقتدي بها بقية المحافظات التي تواجه الخراب والتدمير جراء الاقتتال المتواصل.
 هي دعوة للتصالح والتسامح وإيقاف إطلاق النار اتفق عليها عقلاء ووجهاء المحافظة وأجمعوا عليها وطالب بسرعة تنفيذها جميع أبناء المحافظة حتى تتجنب المحافظة وأبناؤها ويلات الحروب.

محافظة إب التي تبعد عن العاصمة حوالي (193 كم) ويحدها من الشمال محافظة ذمار ومن الجنوب محافظة تعز ومحافظتا الضالع والبيضاء من الشرق ويشكل سكانها ما نسبته (108%) من إجمالي سكان الجمهورية وعدد مديرياتها (20) مديرية. وتعد الزراعة النشاط الرئيسي للسكان إذ يشكل إنتاج المحافظة من المحاصيل الزراعية ما نسبته (56%) من إجمالي الإنتاح في الجمهورية .
وفي الفترة الأخيرة أصبحت محافظة إب من أكثر المحافظات التي ينزح إليها المواطنون جراء عمليات العدوان التي تستهدف المحافظات المجاورة فهي تعج بالسكان في جميع مديرياتها ولعل اشتعال الحرب فيها ومحاولة مرتزقة آل سعود إشعال الفتنة في المحافظة قد يكلف المحافظة كثيراٍ من الأرواح نتيجة القصف المكثف من قبل طائرات العدوان المساندة لعملائها.
قبل أقل من عام تحديداٍ في شهر أغسطس للعام 2014 احتشد أبناء المحافظة بمختلف توجهاتهم السياسية والاجتماعية في مهرجان جماهيري حاشد تحت راية التصالح والتسامح وقد خرجت مسيرات حاشدة عقب المهرجان تطالب بالتلاحم الشعبي والوطني والسياسي من أجل الجمهورية اليمنية وتجنيب المحافظة ويلات الاقتتال الداخلي والوقوف صفا واحداٍ ضد أعداء الوطن يقول الأخ/ عبدالحكيم مقبل – مدير عام مكتب الثقافة بالمحافظة.
إننا بحاجة إلى إعادة تفعيل هذا المهرجان في هذه المرحلة والمحافظة تعيش أجواء المواجهات المسلحة المستمرة وإننا اليوم بحاجة إلى إرساء قيم ومبادئ الإخاء والتسامح والمحبة والوفاق لكي تحل بديلاٍ عن ثقافة الكراهية والحقد والاقتتال بين أبناء المحافظة.
وفي الإطار ذاته فقد لقيت دعوة التصالح والتسامح ترحيباٍ واسعاٍ من غالبية أبناء المحافظة بمختلف شرائحهم وتخصصاتهم من جانبه: قال الأستاذ/عبدالرقيب البعداني- محلل سياسي:
نرحب بدعوة التصالح والتسامح ونطالب بسرعة تنفيذها على الواقع وندعو أبناء المحافظة دعمها والترحيب بها.
فيما قال العقيد/محمد الجايفي –(لواء55):
“نثق في العقلاء من أبناء محافظة إب بقدرتهم على الوصول إلى اتفاق يفضي إلى إيقاف الاقتتال ونرجو من قيادات المحافظة في السلك العسكري والسياسي والطبي والتعليمي التفاعل في إنجاح هذه البادرة الطيبة التي تبشر بالخير”.
أما الدكتور/أحمد عبدالله – أستاذ بجامعة إب- فقد أكد على ضرورة سرعة تنفيذ هذا الاتفاق والصلح قبل أن تتسع رقعة المواجهات وتزيد الأحقاد فيصبح الوصول إلى حل أكثر صعوبة.
وفي ذات السياق يقول الدكتور أحمد رمضان- مكتب الصحة – نسبة التفاؤل كبيرة ونستطيع في هذه المحافظة العظيمة تاريخياٍ تجاوز هذه المرحلة.
أما الأخ/صالح السعيدي- أحد التجار البارزين في المحافظة فجدد دعوته جميع الأطراف إلى المضي قدماٍ في هذا التصالح والحفاظ على المحافظة التي هي جزء من وطن بأكمله.
استعداد للتصالح
لا يزال الاقتتال مستمراٍ في عدد من مديريات إب مما جعلنا نحاول الاقتراب من طرفي الاقتتال والشيء الإيجابي الذي حصدناه هو تصريح موثق من قياديين في الجانبين ويتضمن ترحيبها بالتصالح ووقف إطلاق النار واستعدادها لتنفيذ ذلك الأخ عبدالرحمن عامر “أبو حسين” أحد قيادات الجيش واللجان الشعبية في المحافظة اشترط فقط التزام الطرف الآخر.
الشيخ/عبدربه الجعفري – الحزم أحد قيادات الطرف الآخر سألناه عن مدى استعدادهم لتنفيذ مبادرة التصالح ووقف الاقتتال الدائر فأجاب بأن من جانبهم استعداد كامل للالتزام بما اتفق عليه العقلاء في المحافظة من بنود مختلفة وعلى رأسها وقف إطلاق النار.
أنموذج رائع
تجنيب محافظة إب ويلات الاقتتال وآثاره من سفك دماء وتدمير بنية المحافظة التحتية لا يكون إلا عبر تنفيذ المبادرة والوطنية والتصالح المنشود إن تم يجعل من المحافظة أنموذجاٍ رائعا لباقي محافظات الجمهورية التي تدور فيها مواجهات بأن تقتدي بمحافظة إب في الوصول إلى اتفاق وتصالح يحفظ لأبناء الوطن الواحد دماءهم وأعرافهم وممتلكاتهم وكرامتهم.
يستطيع أبناء محافظة إب بكل شرائحهم تسطير أروع الأمثلة تسجل في أنصع صفحات التاريخ عن معنى التصالح والتسامح والتعايش السلمي والتوحد وجمع الشتات الذي يكاد يفرق أبناء الوطن.

قد يعجبك ايضا