سلع دول الخليج ما تزال تتدفق على أسواق اليمن

رغم أن دول العدوان بقيادة السعودية تشن حرباٍ مفتوحة على اليمن متزعمة تحالفاٍ عربياٍ من 10 دول لقصفه وتدمير بنيته التحتية وموانئه ومطاراته وفرضها حصارا بحريا وبريا وجويا منذ خمسة أشهر إلا أن الملاحظ أن العلاقات التجارية بين اليمن وتلك البلدان لم تنقطع مطلقاٍ.
في الأسواق اليمنية تجد الآلاف من السلع المنتجة والمصدرة من تلك البلدان تنساب بحرية ولا تقف أي معوقات أمامها ورغم أن الشعب اليمني يجد غصة في استهلاك وتناول تلك المنتجات لأنه يدرك حجم التدمير الذي يستهدف اقتصاده من قبل تلك البلدان فإنه في المقابل لايمانع أن تكون العلاقات التجارية هي أساس تبادل المصالح والمنافع مع الدول لكن يجب أن تعامل اليمن بنفس العلاقة فلاضرر ولاضرار.

في السوق اليمني هناك الآلاف من السلع التجارية والصناعية مصدرها دول تحالف العدوان تنساب للسوق اليمني وفقاٍ لتعاملات تجارية من زمن سابق فتجد الحليب والعصائر المتنوعة المنتجة في السعودية في كل متجر وبقالة وسوبر ماركة كما تجد الأجبان والألبان الطازجة والزيوت والطحينية والبسكويتات والتمر والمعمول متوفرة أيضاٍ.
يشير التاجر حسن الوصابي إلى أن الحليب السعودي والألبان وعصائر الفواكه والزيوت النباتية لم تتوقف عن دخول السوق اليمني أبداٍ حتى في أحلك الظروف والعدوان على اليمن فهي متوفرة يومياٍ في البقالات والسوبر ماركت ولم تنقطع الواردات من السعودية أبداٍ ويشير إلى حرص التجار السعوديين والمصنعين على أن تبقى سوق اليمن مرتعاٍ لمنتجاتهم ولهذا فهم يصدرون لليمن المنتجات عبر الموانئ اليمنية أو عبر المنافذ البرية التي سلمت من العدوان كمنفذ الوديعة بحضرموت.
الألبان الطازجة
للألبان الطازجة والحليب قصير الأجل السعودي والعصائر الطازجة حكاية فهو يصل لمحلات السوبر ماركت بشكل يومي ولم ينقطع رغم الحرب والقصف والتقطعات في طرق مأرب والجوف وغيرها ويشير التجار إلى أن تجارا لهم طرق مختلفة وباتفاق كافة الأطراف يقومون بتوصيل تلك البضائع للسوق اليمني بشكل يومي إذ تعتبر السوق اليمنية سوقا مهمة لهذه المنتجات لاتحبذ السعودية فقدانها رغم العدوان منها.
الأرقام
حسب الأرقام الإحصائية الرسمية تتسم الواردات من السعودية بأنها متنوعة رغم أنها تتركز في المنتجات الصناعية الغذائية ومنتجاتها وشهدت الواردات اليمنية من السعودية نموا ملحوظا خلال الثلاثة الأعوام الماضية من 185 مليارا في 2012م إلى 247 ملياراٍ و267 مليون ريال في 2013م.
وتقول بيانات صادرة من الإدارة العامة لإحصاءات التجارة بالجهاز المركزي للإحصاء تنفرد الثورة الاقتصادي  بتحليلها  إن مادة العصائر المصنوعة من الفواكه تحتل المرتبة الأولى في قيمة الواردات اليمنية من السعودية إذ بلغت القيمة المستورد بها 14 مليارا و317 مليون ريال وبلغت الكميات المستوردة منها 126 الفاٍ و675 طناٍ وتمثل نسبة 5% من قيمة الواردات البالغة يليها المياه المعدنية والغازية بقيمة 14 ملياراٍ و317 مليون ريال ثم المازت بقيمة 10 مليارات ريال وحبيبات للصناعة من البولي بقيمة 9.7 مليار ريال ولدائن للصناعة بقيمة 9.3 مليار ريال ثم أوراق تترابك للصناعة بقيمة 6.3 مليار ريال.
أما في الصادرات فقد احتلت الأسماك المرتبة الأولى وبلغت الكميات المصدرة 41 الفا و364 طنا بقيمة 18 مليارا و763 مليون ريال ثم البصل الطازج او المبرد بقيمة 3مليارات و387 مليون ريال وكمية  18.5 الف طن وفواكه بقيمة 2766 مليون ريال وموز بقيمة 2184 مليون ريال وشاي أسود بقيمة 2604 ملايين ريال وبن بقيمة 1471 مليون ريال وعسل بقيمة 1095 مليون ريال واسماك ومنتجات بحرية أخرى بقيمة 12 مليار ريال.
الوكالات التجارية
لم تسجل الوكالات التجارية اليمنية للمنتجات السعودية أي نقص لديها في المنتجات السعودية فمن فترة قبل العدوان في 27 مارس 2015م كانت معظم المنتجات السعودية للعام 2015م قد وصلت لمخازن التجار اليمنيين كالأرز والزيوت والعصائر طويلة الأجل والحليب أيضاٍ والأدوية والمشروبات الغازية والمعدنية والمصنوعات غير الغذائية فيما تم تعزيز السوق اليمني بمنتجات للنصف الثاني خلال الشهر الماضي يقول تاجر ووكيل منتجات غذائية سعودية في اليمن إنه لم يحس بأي نقص في المواد السعودية المصدرة لليمن عبر وكالته لكن المشكلة تكمن في ضعف الطلب عليها من اليمنيين نتيجة للأوضاع النفسية التي خلفها العدوان من جهة وتراجع مستوى الدخل لدى اليمنيين من جهة أخرى مما جعلهم غير قادرين على شراء السلع السعودية بأسعارها الجديدة.
الدقيق الأبيض
دول العدوان لم توقف كل صادراتها لليمن بل على العكس زادت من وتيرة بعض المواد كالغذائية نظرا للطلب الذي أحدثه العدوان والذي أدى لرفع الأسعار وبالتالي استفادت هذه الدول من الأزمة في اليمن حتى أن السوق اليمنية استوعبت الدقيق الأبيض من مصر والسودان والإمارات في حين أنها لم تسجل أي واردات من الدقيق منذ أكثر من 10 أعوام ويشير التاجر مهدي الهبل إلى أن نقص الدقيق في بداية العدوان أحدث ربكة في السوق اليمنية مما جعل التجار يتجهون للاستيراد من دول عدة كان اللافت فيها وصول دقيق ابيض مصري من مطاحن الإسكندرية ودقيق من مطاحن الجزيرة بالسودان ودقيق من تونس أيضاٍ.
المغرب
تصدر المغرب لليمن حلويات وبعض مستلزمات الأطفال لكن الحلويات المصنعة بالمغرب ظهرت بقوة الآن وكأن الباب قد فتح لها من جديد فهناك -كما يقول التاجر اسماعيل طه – المليم  بأنواعه والسكاكر للأطفال واللبان والشكولاته بأنواعها والمقمشات.
الإمارات
تستحوذ الإمارات العربية على نصيب من السوق اليمنية في منتجات إماراتية المنشأ أو المصدر وتستحوذ على مايصل إلى 643 مليار ريال من قيمة واردات اليمن الخارجية حيث تصدر لليمن الوقود ومنتجات صناعية وأدوية وقطاع غيار السيارات والسيارات المستعملة وتلعب المنتجات التي توردها الإمارات لليمن دوراٍ في توازن السوق اليمني من جهة ورفده بمخزون كبير من جهة أخرى ويقول تاجر مستورد من الإمارات أن الاستيراد من الإمارات يأخذ شكلاٍ سهلاٍ حيث يجد التجار اليمنيون تسهيلات في السداد لفترات جيدة لهذ يفضل التجار الاستيراد من دبي لمنتجات دول عدة ولايفضلون الاستيراد من بلد المنشأ مباشرة.
وتكشف الأرقام الإحصائية أن الإمارات العربية المتحدة صدرت لليمن وقوداٍ من البنزين والديزل والمازوت بقيمة تبلغ 414 مليارا 510 ملايين ريال ومنتجات متنوعة بلغ حجمها مليون و188 الف طن احتل الوقود المعدني المرتبة الأولى بكميات تبلغ 953.7 الف طن كل ذلك خلال العام 2013م.
وفي المرتبة الثانية من الواردات اليمنية من الإمارات جاءت الألبان ومنتجات صناعة الألبان ومنتجات صالحة للأكل من أصل حيواني ونباتي وبلغت الكميات المستوردة منها 5882 طنا بقيمة 6 مليارات و221 مليون ريال يليها اللدائن ومصنوعاتها بقيمة  4مليارات و443 مليون ريال ثم سفن وقوارب للصيد بقيمة 3 مليارات و441 مليون ريال.
واستوردت اليمن من الإمارات مصنوعات من حديد وصلب وفولاذ بقيمة  مليارين و152 مليون ريال وزيوت حيوانية ونباتية بقيمة مليار و841 مليون ريال ثم مخضرات الحبوب ومنتجاتها بقيمة مليار و680 مليون ريال ومنتجات الصيدلة بقيمة مليار و536 مليون ريال وأجهزة وأدوات آلية بقيمة مليار و528 مليون ريال ثم ملح وكبريت وأسمنت وأحجار كالسية بقيمة مليار و331 مليون ريال.
بيع المساعدات
من أكبر الغرائب التي تجدها في السوق اليمنية أن المساعدات الغذائية التي تقول المنظمات الدولية أنها مخصصة للفقراء في اليمن وتسلم لهم يدا بيد تباع في الأسواق دون منافس ففي سوق شعوب بالعاصمة صنعاء تباع الزيوت المخصصة للمساعدات من برنامج الغذاء العالمي بسهولة ويسر ولايعرف كيف تسربت للسوق ولا الجهة التي تبيعها في ظل تكتم في المعلومات وخوف من الاعتقال إن أمعنا النظر والتحقيق فيها لكن تجار يقولون إنها تصرف للمقيدين في كشوفات النازحين والمحتاجين وتباع في السوق إذ تسلم قيمتها لهم لكن تلك التفسيرات لم نجد لها أي دليل رسمي يثبتها والحقيقة أن فاسدين ونافذين في العهد الجديد ومن كانوا في السابق لايزالون يتاجرون بهذه المساعدات بشكل جلي ويستفيدون هم ومسئولون دوليون في تلك المنظمات من هذه التجارة كما أكد لي مسئول رفيع بوزارة التخطيط والتعاون الدولي بصنعاء.
فيما في محافظات بعيدة كحضرموت وعدن تم توثيق عمليات بيع للمساعدات التي تخرج من السعودية عبر منفذ الوديعة ويتم بيعها للتجار بعد المنفذ ببضعة كيلومترات.
الأدوية
الأدوية تكاد تكون الضحية الأولى لآثار العدوان على اليمن فدول التحالف منعت دخول كميات كبيرة من الأدوية لليمن من منتجاتها نفسها فالأدوية المنتجة في مصر ممنوعة من دخول اليمن وكذا الأدوية الإماراتية والأدوية السعودية نفسها كما يشير الدكتور إحسان الرباجي الأمين العام لجمعية منتجي الأدوية اليمنيين ويشير إلى منع تلك الدول دخول المواد الخام الداخلة في صناعة الأدوية مما جعل خسارة الصناعة الدوائية اليمنية تتفاقم. ويستغرب من هذا الإجراء الضار بالمجتمع اليمني أساساٍ في هذه الظروف مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية مستغربة من منع دخول الأدوية للسوق اليمنية وكأنه عقاب يحاولون به تقريب اليمنيين للموت خصوصاٍ من يتعرضون للجرح أثناء القصف من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب.
العلاقات التجارية
تكشف الأرقام الإحصائية  أن الدول المعتدية في مايسمى عاصفة الحزم وتوابعها تستحوذ على 37.5% من السوق اليمني في الواردات وتتصدر الإمارات العربية المتحدة المركز الأول ويليها المملكة العربية السعودية ثم الكويت ثم مصر ثم الأردن.
وتقول الإحصائيات الرسمية إن الدول العشر المعتدية على اليمن تستفيد من السوق اليمني بمقدار 875 مليار ريال سنويا أي مايصل إلى قرابة 4 مليارات دولار.
فالإمارات العربية المتحدة تعد اليمن بالنسبة لها سوقاٍ تجارياٍ كبيراٍ لصادراتها حيث ارتفعت صادراتها لليمن من 341 مليارا و985 مليون ريال في 2012م إلى 643 مليارا و519 مليون ريال في 2013م لتمثل نسبة 22.28% من قيمة الواردات اليمنية بأكملها فيما تأتي السعودية في المرتبة الثانية حيث صدرت لليمن ما قيمته 247 مليارا و264 مليون ريال لتمثل 8.56%.
أما الكويت فقد ارتفعت صادرتها لليمن من 74 مليارا و625 مليون ريال عام 2012م إلى 136 مليارا و19 مليون ريال في 2013م وتمثل الدولة السادسة في أهم عشرين دولة مصدرة لليمن يليها مصر وبلغت الواردات اليمنية منها 45 مليارا و391 مليون ريال.
الأردن
يستفيد الأردن من السوق اليمنية إذ يصدر لها ما قيمته 14 مليارا و916 مليون ريال أما قطر فبلغت الواردات منها 8 مليارات و796 مليون ريال ومن البحرين 3 مليارات و820 مليون ريال.
دول أقل تصديراٍ
تمثل السوق اليمنية مرتعاٍ هاماٍ للمنتجات الباكستانية حيث قفزت الصادرات الباكستانية من 18 ملياراٍ و976 مليون ريال في 2012م إلى 27 مليارا و824 مليون ريال في 2013م وهي أعلى قفزة تشهدها خلال عقود.
أما السودان فقد استفاد من السوق اليمنية منذ سنين ويصدر للسوق اليمني ما قيمته 4 مليارات ريال حيث صدر في 2012م 8 مليارات و79 مليون ريال لكن صادراته تراجعت إلى مليارين و219 مليون ريال في 2013م حيث لم تعد تحظى بنصيب في السوق اليمنية نظرا لمنافستها من الدول الأخرى.
المنتجات
يتصدر الوقود المعدني قائمة السلع الإمارتية المصدرة لليمن ليبلغ في العام 2013م 182 مليارا و31 مليون ريال مشكلا نسبة 83.6% من قيمة الواردات اليمنية من الإمارات البالغة 217مليارا و 551 مليون ريال.
وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك التجاري الأول لليمن في الواردات حسب بلد المصدر للمرة السادسة على التوالي لتستأثر بما نسبته 22.28% من قيمة الواردات اليمنية البالغة تريليونين و880 مليارا في 2013م.
ومن مصر تتصدر الأدوية المرتبة الأولى للصادرات لليمن فقد بلغت 10 مليارات و115 مليون ريال يليها الأجبان بقيمة 5 مليارات ريال ومنتجات من الحديد بقيمة 5 مليارات ريال ثم منتجات أخرى صناعية وغذائية.
ومن باكستان تصدر الأرز المرتبة الأولى وتبلغ الواردات منه 18 مليار ريال وسكر القصب ب7 مليارات ريال ثم ورق التترابك ب1.5 مليار ريال.

قد يعجبك ايضا