لازالت أسعار المواصلات العامة على طبق ساخن من الارتفاع على الرغم من توفر المشتقات النفطية جزئيا وانخفاض أسعارها إلى 2700 ريال , ويعود هذا الارتفاع إلى مالكي سيارات الأجرة والباصات في عدم الالتزام بالقوانين واللوائح التي طرحت لخفض أسعار المواصلات من 100 ريال إلى 50 وكذلك لمالكي سيارات الأجرة في خفض قيمة المشاوير والتي باتت جنونية في الآونة الأخيرة عند بعض سائقي التاكسي, وفي هذا الموضوع التقينا بالعديد من المواطنين وسائقي التاكسي والباصات الأجرة وبحثنا في الموضوع وتداعياته وآثاره على المواطنين وما يجب عمله لتنفيذ وحزم خفض أسعار المواصلات , فإليكم الخلاصة:
من الملاحظ أن الكثير ممن يعملون في خطوط الأجرة كالباصات والتاكسي وغيرها يلقون الحمل الثقيل واللوم على انعدام المشتقات النفطية ولكنها في الأيام الماضية وهي متوافرة في كثير من المحطات داخل العاصمة صنعاء وكذلك بقية المحافظات وهذا ما يشير إليه نشوان الشميري حيث يذكر أن سائقي الباصات الأجرة أكثر من يستغلون الوضع في رفع أسعار المواصلات وذلك من أجل حصد المال الكثير دون مراعاه لشعور ومعاناة المواطنين جراء الحصار والعدوان من قبل السعودية وأعوانها حسب وصفه , ويؤكد نشوان أن الأسعار ارتفعت الضعف مما كانت عليه في السابق وارتفع سعر النقل من 50 ريالاٍ إلى 100 ريال بمعنى أن الفارق 50 ريالاٍ على كل فرزة للباصات, ويشير إلى أن البعض في العاصمة يختلق الأعذار لمحاولة رفع أسعار النقل أكثر وهذا جشع زايد عن حده حسب قوله ويزيد من معاناه المواطنين أكثر في مكافحة لقمة العيش .
ويضيف نشوان: إن الكثير من المواطنين وبحسب قلة الدخل لدى الأغلبية يرتادون الباصات الأجرة على الرغم من ارتفاع أسعارها وتشكيلها عبئ على غالبية الناس حيث وأن الدخل اليومي أو الشهري لا يسمح بالتنقل بهذا السعر الجديد الذي أنتهجه الكثير من سائقي الباصات .
تبريرات
أصحاب التاكسي الأجرة هم الآخرون لم يسلموا من رفع أسعار الاجرة للنقل الخاصة حتى القريبة منها وذلك حسب قولهم لارتفاع أسعار النقل بشكل عام لدى السيارات والباصات الأجرة وأيضا إلى جانب التبريرات الواهية في عدم توفر المشتقات النفطية وبالأخص مادة البنزين في العاصمة صنعاء , ويرى سليم الجعدبي أحد مالكي سيارة تاكسي أن رفع أسعار الانتقالات أتى بعد أن رفع أصحاب الباصات أسعار المواصلات الضعف عما كان في السابق وأن مادة البنزين تحتاج إلى أيام حتى يتم الحصول عليها وذلك بالمكوث في المحطات على شكل طوابير طويلة ممتدة لأكثر من 2 كيلو متر لدى بعض المحطات وهذا يشكل عبئاٍ ومشقة حتى يتم الحصول على مادة البنزين كما يرى سائق التاكسي مالك .
اعتياد خاطئ
وعلى الرغم من توفر المشتقات النفطية إلا أن البعض أعتاد على الشراء من السوق السوداء نظراٍ لعدم وجود تزاحم وطوابير تستغرق منه وقت حتى وإن كان السعر مرتفعاٍ, ويشير سليم إلى أنه في كثير من الأحيان يضطر إلى شراء مادة البنزين من السوق السوداء المتجولة من قبل بعض المواطنين على قارعة الطريق والتي يتم فيها بيع مادة البنزين بأسعار مرتفعة تصل لأكثر من 10 آلاف ريال ,مشيراٍ إلى أن ذلك دفعه إلى رفع أسعار المشاوير وحتى القريبة والتي تصل إلى مسافة 2 كيلو بمبلغ 500 ريال , ويؤكد مالك أن الكثير من المواطنين يتشاءم منذ أن يعرف سعر المشوار قبل أن يركب معه على السيارة ولا يحالفه الحظ إلا بالقليل من المشاوير وذلك حسب قوله لعدم وجود حركة في الشوارع والأسواق وكذلك ارتفاع أسعار المشاوير وهذا ما أدى إلى عزوف الناس عن ركوب التاكسي الأجرة ولجوئهم إلى الباصات نظراٍ للفارق الكبير في السعر وعلى الرغم من عدم خفض سعر الباصات أيضاٍ .
إجراء في محله
ونظراٍ لحالة الإرباك لدى المواطنين جراء انعدام المشتقات النفطية منذ بدء العدوان على البلاد وحتى تواجده خلال الأيام الماضية توافد العديد من المواطنين إلى المحطات في طوابير كبيرة ومزدحمة أدت إلى نشوب الخلافات والاشتباكات بين المواطنين في بعض المحطات طمعاٍ في الحصول على البنزين أو الديزل أو الغاز قاطعين الكثير من الطرق الرئيسية وتشكيل عائق لدى الحركة المرورية نتيجة لذلك الازدحامات, ونظراٍ لذلك قامت اللجنة الثورية العليا بطرح تنظيم جديد ساعد على حل الإشكالات الكثيرة وخفف من الطوابير المتراكمة أمام المحطات وذلك بتقسيم أنواع الناقلات والسيارات الأجرة والخاص والحكومي كل على حدة في محطات معينة, حيث تم توزيع السيارات الأجرة في محطات معينة ومذكورة بالاسم تختص بالتعبئة للسيارات الأجرة فقط وكذلك هو الحال بالنسبة للسيارات النقل وأيضا الحكومي وكذلك تم عمل محطات خاصة للنساء وذلك لتخفيف العبء عليهن من التزاحم أمام المحطات مع الرجال وهذا التنظيم أزاح الكثير من المعوقات والمشاكل أمام المواطنين وأيضاٍ مالكي محطات المشتقات النفطية .
توفر البديل
ومن الملفت أن بعض المواطنين لم يستسلم لرفع أسعار المواصلات والنقل ولذلك لجأ إلى إما إصلاح الدراجة الهوائية القديمة أو شراء واحدة جديدة للتنقل بها إلى مكان العمل وهذا هو حال المواطن سيف الزبيدي والذي قام بشراء دراجة هوائية لكي يتواصل بها من البيت إلى مكان العمل الذي يبعد عن بيته 8 كيلو مترات, ويرى سيف أن الدراجات الهوائية أصبحت منتشرة بشكل كبير في الشوارع وهذا بسبب ارتفاع أسعار المواصلات والنقل .
ويؤكد الأخ سيف أن أسعار الدراجات الهوائية ارتفعت في الآونة الأخيرة وذلك مع ارتفاع نسبة الطلب عليها من قبل المواطنين كوسيلة بديلة عن ركوب الباصات الأجرة وأيضا لارتفاع أسعار الركوب على الباصات وأيضا التاكسي الأجرة .
ويستغرب سيف استمرار ارتفاع أسعار المواصلات والنقل لدى أصحاب الباصات وأيضا التاكسي والنقل على الرغم من تواجد المشتقات النفطية بنسبة جيدة في المحطات وإلى جانب ذلك تنظيم عملية التعبئة من قبل اللجنة الثورية العليا وعدم ارتفاع أسعار المشتقات النفطية داخل المحطات, ويرى بأن ذلك سيؤثر على عامة المواطنين وبالذات أصحاب الدخل المحدود.