الشهيد رقم (11)

أمس الأول كان اليوم الذي اقشعرت له الأبدان لما حدث في محافظة تعز من أعمال إجرامية يندى لها الجبين.. ولا تمت للإنسانية والأخلاق بأي صلة.
في تعز المدينة التي كانت تسمى بالحالمة.. ومدينة الثقافة.. ومرتع النجوم الرياضية.. أصبحت مدينة الوحوش.. والأشباح.. والخوف الرعب الذي لم يسبق لليمن أو لم يكن يتوقع أي إنسان أن تصل مرحلة الجريمة الشنيعة بمثل ما شاهدناه من سلوك غير إنساني ولا أخلاقي ولا ديني.
قتل الأسرى.. الذي حرمته كل الأديان السماوية.. اليهودية.. والنصرانية.. والإسلام.. في تعز تم إباحته وتحليله وتبريره بمررات سخيفة لا تمت للدين ولا للأخلاق ولا الإنسانية.. في تعز فاقت فيه كل المواقف البشعة حتى وصلت إلى التمثيل بجثث الأسرى بعد قتلهم بصورة وحشية.. حتى العجايز اللاتي تجاوزت أعمارهن الـ 88 عاما تم قتلهن وقالوا كانين يقنصين المقاومة.. ياعجباه.
دعوني وتعز لأنتقل إلى المدينة الهادئة المدينة الساحلة التي عرفت بطيبة أرضها وطيبة أخلاق ساكنيها.. هذه المدينة وناسها تم قصفهم بالطائرات والبارجات الحربية..  دون رحمة أو شفقة.. ودون حتى مبررات يمكن تصديقها واستيعابها.
في الحديدة استشهد ابن عمي أخو أبي ليكون الشهيد رقم (11) من أسرة أبو منصر والشهيد الثاني لعمي عبدالكريم أبو منصر.
استشهد الأول في جبهة جيزان قبل شهرين ولحقه شقيقه إبراهيم أمس الأول أثناء قصف الميناء..أنا اعتبر ما يحدث للحديدة جريمة حرب بامتياز ولا أعتقد أن القانون الدولي سيغض الطرف عن هذه الجرائم.
قصف مدينة إب أيضا ومدخل جبلة راح ضحيته سبعة شهداء من أسرتي وأقاربي بيت باعلوي, وكذلك جريمة المخا الشنعاء استشهد ابن أختي التي توفت بعد استشهاد حفيدها.. وزوجته الآن في العناية المركزة.
المهم أن دول تحالف العدوان بقيادة السعودية أثبتت أنها بعيدة عن كل القيم والدين والأخلاق والتعامل الإنساني, لهذا لا يمكن أن نعوöل على أي جهة أن يكون لها موقف إنساني ومبدئي سوى الركون على الله الواحد الأحد.. الفرد الصمد.. سبحانه وتعالى.
في عتمة المنطقة التي تعتبر من أفضل المناطق السياحية لم تسلم أيضا من القصف.. لكن وجود شخصية مثل الشيخ جمال عبدالوهاب صلاح ومكانته الاجتماعية قادرة على نزع فتيل الاختلافات الداخلية.
آخر السطور
ندعو الله العلي القدير أن يعجل بالفرج وينكس كبرياء دول التحالف الأوغاد.. وينعم على الشعب اليمني بالانتصارات ويعزز موقف العقلاء في الوصول إلى قاسم مشترك يجنب الجميع الفرقة والتمزق, إنه على كل شيء قدير.