هذه الأنقاض وما تحتها من أشلاء وبقايا جثامين النساء والأطفال والشيوخ المطمورة أسفل أحجارها وخرساناتها ليست لثكنة عسكرية تابعة للحوثي وصالح كما تقول وسائل إعلام العدوان وإنما تعود لمنازل سكنية يقطنها مواطنون مدنيون من أبناء منطقة صالة بمدينة تعز استهدفتها طائرات “الشقيقة الكبرى” قبل يومين وأحالتها إلى ركام وبقايا أجساد بشرية ممزقة في إطار مسلسل “الخدمات” الطويلة والمنن الكبرى التي تقدمها لأبناء الشعب اليمني.
16 منزلا تهدمت بفعل الصواريخ المدمرة التي ضربت الحي السكني الواقع جنوب شرق مدينة تعز عند سفح جبل صبر وعلى الرغم من مرور قرابة 72 ساعة على هذا الاستهداف الجبان فإن عملية إخراج جثامين الضحايا لا تزال جارية حتى كتابة هذا الخبر وفق مصادر محلية أكدت أن الحصيلة الأولية لما تم إخراجه من تحت الأنقاض بلغ 70 شهيدا وأكثر من 70 جريحا معظمهم من النساء والأطفال.
وغير بعيد من هذه الجريمة الشنعاء ما تزال مدينة المخا تلملم جراحاتها بعد عدوان مماثل على مدينة موظفي الكهرباء خلف عشرات الشهداء ومئات المصابين في أوساط الموظفين وعائلاتهم وكذلك الحال في الحديدة وصعدة وإب ومارب وصنعاء والبيضاء وفي كل شبر من هذا الوطن المستباحة دماء أبنائه ومقدرات شعبه في كل حين وآن منذ خمسة أشهر كاملة تحت يافطة غريبة عجيبة يرفعها المعتدون تقول للعالم “إنه الجميل والمعروف الذي نسديه بطائراتنا لأشقائنا في اليمن وإن عليهم أن يقدموا الشكر لنا طويلا”.