موظفو موانئ البحر الأحمر: قصف الميناء استهداف للمواطن والاقتصاد اليمني

تدمير الأرصفة والكرينات والهناجر جريمة حرب

البداية كانت مع القبطان عبدالله شارة – مدير إدارة الحوادث والقطر في الخدمات البحرية – والذي عبر عن أسفه لما جرى لميناء الحديدة من عدوان غاشم استهدف الكرينات والأرصفة والمعدات الخاصة بنقل البضائع من السفنº مؤكداٍ أن ما تعرض له ميناء الحديدة من قصف همجي بصواريخ العدوان السعودي ليس له إلا تفسير واحد فقط وهو شل الحركة الملاحية في الميناء وإخراجه عن الجاهزية والذي تزامن مع إعلان جاهزية ميناء عدن لاستقبال السفن ..
وقال القبطان شارة بأن ميناء الحديدة وفروعه يعتبر الرئة التي تتنفس منه معظم محافظات الجمهورية وشريان حياة لتلك المحافظات حيث يستقبل كميات كبيرة من السلع الأساسية والاستهلاكية والمشتقات النفطية بمختلف أنواعها..
ويؤكد شارة بأن العمل ظل مستمراٍ وبوتيرة عالية في ميناء الحديدة دون انقطاع عندما مرت البلاد بأزمة سياسية عام 2011م وبفضل وحنكة قيادة ومنتسبي وموظفي الميناء لا يزال ميناء الحديدة رافدا مهما في تزويد المواطنين باحتياجاتهم من السلع الغذائية والمشتقات النفطية وغيرها وهذا ما يجعله صرحاٍ اقتصادياٍ هاماٍ يعتمد عليه في تنمية وبناء الوطن ..
ويضيف القبطان شارة بأنه ومنذ اندلاع العدوان السعودي الغاشم على بلادنا وفرض الحصار البحري والبري والجوي غير المبرر على بلادنا والذي منع من خلاله استقبال ميناء الحديدة للسفن إلا بتصريح من قبل قوى العدوان بغرض التفتيش غير المبرر والذي بدوره تسبب في استياء ملاك السفن والمستثمرين ورجال المال والأعمال لتأخر مواعيد التسليم وبقاء السفن لفترات طويلة في انتظار منحها تصاريح دخول إلى الميناء وفروعه وهذا يضع الميناء تحت سيطرة قوات التحالف من حيث أنواع السفن والبضائع التي يستقبلها ..
مؤكداٍ بأن الغرض من استهداف ميناء الحديدة لم يكن لتدمير آليات أو تجمعات عسكرية وأمنية وهذا واضح من خلال الأهداف التي تم قصفها حيث تم قصف كرينات مناولة للحاويات في الرصيف وهنجر آليات تشغيل الحاويات والتي كان قصفها قصفاٍ مباشراٍ الغرض منة تدمير أعمال مناولة الحاويات في الميناء والتي تعتبر هي الوسيلة الوحيدة في استقبال البضائع والسلع المحملة بواسطة الحاويات والذي اتجه العالم كله في نقل بضائعه في الحاويات والتي تنقل بواسطة سفن مخصصة تسمى سفن الحاويات..
ويرى شارة بأن المستفيد الأول من تعطيل وتدمير ميناء الحديدة وإخراجه عن الجاهزية هم أشخاص تجردوا عن الإنسانية والأخلاق لأنه بقيام طيران العدوان بهذا العمل قد أسهم في إلحاق الضرر بحياة العديد من المواطنين والأسر الذين يقتاتون من هذا الميناء والإضرار بالاقتصاد الوطني ومن ساعد على تدمير ميناء الحديدة بعيد كل البعد عن حب الوطن لأنة لا يوجد مبرر أو سبب لخيانة الوطن..
جرائم حرب
فيما عبر ماهر علي بهاء الدين حمزة موظف بالميناء من جانبه عن غضبه الشديد لاستهداف ميناء الحديدة من قبل طيران العدوان الذي تقوده السعودية على بلادنا.
ويرى بان الموانئ البحرية ولأهميتها الاقتصادية يـْجرم استهدافها وتدخل ضمن جرائم الحرب باعتبارها رافداٍ اقتصادياٍ ومعبراٍ لوصول الغذاء والدواء في أي منطقة..
وأضاف ماهر بهاء الدين بأن ميناء الحديدة كان يشكل العصب الأساسي كبوابة للواردات التجارية ويْعتبر من أفضل الموانئ قبل العدوان الذي طاله مؤخرا بهدف تدميره وإجبار البواخر والسفن للانتقال إلى ميناء عدن..
ويشير إلى أنه لو تم نقل البواخر إلى عدن فاليقين أن المعاملة هناك ستجبرهم على إعادة تشغيل الحديدة وبتوقف الميناء سيتأثر المواطنون تأثراٍ مباشراٍ فهناك شرائح كبيرة تقتات من هذا الميناء وحتى مع ضآلة الدخل فقد كانت تلك الشرائح تعيش عليه واليوم سيعانون أشد المعاناة سواءٍ على المستوى الفردي أو على المستوى الجمعي مع توقف الميناء الحيوي الهام إذا توقف العمل في ميناء الحديدة..
تدمير البنى التحتية
ويؤكد مدير إدارة العمال بميناء الحديدة أكرم عبده حمراء أن أبناء الحديدة خاصة وأبناء الشعب اليمني عامة لا يزالون يعيشون المرارة والمعاناة بفعل الحصار السعودي الغاشم الذي يتواصل منذ ما يقارب الخمسة أشهر على بلادنا والذي تخلله سلسلة من الاعتداءات الغاشمة كان آخرها العدوان الغاشم على ميناء الحديدة والذي خلف دماراٍ وخراباٍ واسعاٍ بالميناء الذي يعد واحداٍ من أهم شرايين الاقتصاد اليمني فضلاٍ عن تخريب وتدمير كافة البنى التحتية في كافة المحافظات..
ويشير الحمراء إلى أن تدمير واستهداف ميناء الحديدة وحركتها الملاحية من قبل طائرات العدوان السعودي يرتقي إلى جرائم الحرب لمخالفته المواثيق والمعاهدات الدولية ويؤكد لنا حقدهم الدفين وسياسة الاستقواء والتدمير التي يتبعها آل سعود وعملاؤهم لتركيع اليمنيين بشتى الطرق والوسائل وبلا مراعاة للعواقب التي لن ينجو منها الجميع..
ويحمل مدير إدارة العمال بميناء الحديدة مسؤولية ما يجري من تدمير للبنى التحتية للوطن ومكتسباته كل الأطراف السياسية وبلا استثناء خصوصاٍ بعد ما حدث مؤخرا من تدمير لميناء الحديدة وخاصةٍ محطة الحاويات ومعداتها من ضرب متقن أدى إلى تخريب عدد من الأرصفة والكرينات والمعدات بالإضافة إلى توجه 6 بواخر إلى عدن وجيبوتي اضطراريا خشيةٍ من تعرضها لضربات العدوان السعودي فعلاٍ إنها سياسة تدمير متعمدة للميناء..
تطور خطير
واعتبر أحمد محمد عطاء مدير التخطيط والمعلومات والتسويق بالميناء بأن استهداف ميناء الحديدة من قبل طائرات العدوان السعودي وفي هذا التوقيت يعتبر استهدافاٍ للاقتصاد اليمني وقوت المواطن المسكين الذي لازال يعاني حتى اليوم من مرارة الحروب والدمار..
وأشار عطاء إلى أن ميناء الحديدة يظل ميناء تجارياٍ وخدماته تغطي نسبة كبيرة من احتياجات السكان وليس ثكنة عسكرية ولا يوجد به أسلحة فلماذا يتم استهدافه بصواريخ العدوان وتدمير الأرصفة والكارينات وإلحاق أضرار بالغة بالميناء مشيراٍ إلى أن هذا العدوان يمثل عدواناٍ غاشماٍ وتطوراٍ خطيراٍ يجب عدم السكوت عنه..
مؤكداٍ أنه لا يوجد أي مبرر لضرب ميناء الحديدة طالما وأن قوات التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية هم المسيطرون على دخول وخروج البواخر والسفن..
أما محمد أحمد مهدي مدير إدارة الفروع فيقول بأن ما قام به العدوان السعودي من استهداف وتدمير لميناء الحديدة يعتبر إجراماٍ بحق الإنسانية ولابد من إدراجه ضمن جرائم الحرب التي تستهدف المنشآت الخدمية والمدنيين..
وأشار مهدي إلى أن العدوان الغاشم الذي قامت به طائرات التحالف الذي تتزعمه السعودية على ميناء الحديدة لا ينم إلا عن تخبط لأشخاص فاقدين للأهلية ملئت صدورهم بغل وحقد دفين على شعب بأكمله وما يقوم به آل سعود من تدمير للبنى التحتية وموارده الاقتصادية يعتبر من جرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم ويجب ملاحقة مرتكبيها عبر المحاكم الدولية..
لافتاٍ إلى أن هناك لجنة تحقيق شكلت من قبل قيادة ميناء الحديدة لحصر الخسائر والأضرار التي لحقت بالميناء جراء ذلك العدوان السعودي والذي يسعون من خلاله إلى فرض حصار وتجويع لأبناء الشعب اليمني ولا يوجد أي مبرر لضرب واستهداف ميناء الحديدة الهام مهما قدموا من مبررات وحجج فهذا ميناء تجاري وليست معسكرات وثكنات عسكرية..
منظمات حقوقية تدين:
وأدانت منظمات حقوقية ودولية ما تعرض له ميناء الحديدة من عدوان سعودي أدى إلى خروجه عن جاهزيته لاستقبال السفن حيث وجه مسؤول قسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة انتقادات شديدة للتحالف الذي تقوده السعودية لقصفه ميناء مرفأ الحديدة واعتبر “ستيفن أوبراين” هذه الغارات “غير مقبولة” و”تنتهك بشكل واضح القانون الإنساني الدولي”. وأكد بأن ميناء الحديدة يعتبر حيوياٍ بالنسبة لنقل المواد الغذائية والأدوية والمحروقات إلى البلاد.
وقال أوبراين أمام مجلس الأمن الدولي إن “هذه الهجمات تنتهك بشكل واضح القانون الإنساني الدولي وهي غير مقبولة”.
وأعرب عن “قلقه العميق” للخسائر التي خلفها هذا القصف الذي قد “يكون له أثر فادح على مجمل البلاد” وأوضح أوبراين العائد من اليمن أن “مدى الآلام البشرية لم تعرف بعد” وقال أيضاٍ لقد صدمت بما رأيت”.
من جانبها أدانت منظمة أوكسفام بشدة الغارات المدمرة لميناء الحديدة وقالت في بيان لها بأن الضربات الجوية المدمرة التي تعرض لها ميناء الحديدة غرب اليمن من قبل قوات التحالف السعودي استكمالاٍ لحصار تجويع اليمنيينº وقالت إن الضربات الجديدة تؤكد الأهداف المدنية للطائرات مشددة على ضرورة وضع حد للهجمات المتكررة .
وكان قد تعرض ميناء الحديدة مساء الثلاثاء الماضي لسلسلة غارات سعودية مدمرة أخرجته عن الجاهزية والخدمة بعد استهداف الأرصفة والكارينات وهناجر أدوات ومعدات التشغيل الأمر الذي يفاقم من مستويات الحصار الخانق الذي تفرضه قوات تحالف العدوان على اليمن منذ خمسة أشهر ويضاعف من المعاناة الإنسانية وضحايا الجوع والفقر وانهيار الوضع الصحي والمعيشي نتيجة حصار التجويع وضمن نهج من عمليات إبادة جماعية لملايين اليمنيين على مرأى ومسمع العالم..

قد يعجبك ايضا