¶علماء ودعاة لـ(الثورة) : إدخال السرور إلى قلوب المحتاجين من أعظم الأعمال التي يدعو إليها الإسلام

* في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب اليمني واستمرار فصول هذا العدوان السعودي على الأرض اليمنية الطاهرة تاركاٍ خلفه الآلاف من الشهداء والجرحى والدمار الواضح وبطريقة ممنهجة لكافة البنى التحتية بالدولة اليمنية والغلاء المتزايد للمواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية  نجد العلماء والخطباء والمرشدين والدعاة يرسمون بسمة الأمل في وجوه أبناء شعبنا اليمني العظيم وذلك بتذكيرهم بقول : الله تعالى ” أن مع العسر يسرى” وبما أعد الله للصابرين من الأجور والحسنات كل هذا وأكثر تجدونه في ثنايا الاستطلاع التالي :

ما من كلمة ترددت في كتاب الله عز وجل بأكثر من كلمة الصبر وأصبح من البديهي عند المسلمين بل وعند الناس جميعاٍ أنه مقياس وأساس لكل نجاح فعن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (الصبر معول المؤمن) هكذا استهل الدكتور فارس الكبودي أستاذ علم الحديث بجامعة علوم القرآن حديثة وأضاف الكبودي بقوله: وهو كذلك شعبة من شعب الإيمان, بل كما قيل: الإيمان نصفانº نصف صبر ونصف شكر ومع تزايد الأزمات وكثرة الضغوط وغلاء الأسعار نقول لعل في ذلك خير ومهما كان الهم كبيراٍ فرحمة الله أكبر والصبر مفتاح الفرج بإذن الله  وتساءل الكبودي لماذا أمر الإسلام بالصبر  فأجاب بقوله: فلأن الإنسان معرض في كل لحظة للابتلاء وحتى لا يفشل أمام الابتلاء جاء الأمر بالصبر ثم يؤكد الله على أهمية الصبر لما له من الثمار العظيمة
وأضاف الكبودي لاشك أن الصبر من المراتب العليا التي رتب الله عليها الأجر الجزيل, والثواب العظيم كما قال سبحانه: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فأجر الصبر- لعظمه- أخفاه الله وهو خارج عن حد الإحصاء والعد.
ولأن العبودية شرفَ عظيم لا بد من برهان على صدقه والصبر ابتلاء لاختبار صدق العبد في توكله واعتماده وتفويض أمره إلى خالقه  وقد أمر الله عز وجل بالصبر فقال: “يِا أِيْهِا الِذينِ آمِنْواú اصúبرْواú وِصِابرْواú وِرِابطْواú وِاتِقْواú اللهِ لِعِلِكْمú تْفúلحْونِ” ونهى عن ضده فقال تعالى لنبيه- صلى الله عليه وسلم: “فِاصúبرú كِمِا صِبِرِ أْوúلْوا الúعِزúم منِ الرْسْل وِلِا تِسúتِعúجل لِهْمú” فالعجلة ضد الصبر.
وأما حكمه فقد ذهب عدد من العلماء إلى وجوبه ونقل الإجماع على ذلك فقيل: ” وهو واجب بإجماع الأمة “.
وعن الشكوى إلى الناس مما يجد الإنسان من الألم يقول: الكبودي الأفضل إن يشكو الإنسان لخالقه ولكن لا ينافي الصبر إن شكى للناس إن كان راضياٍ بقضاء الله وقدره غير ساخط ولا جازع.
ويدل على ذلك ما جاء في صحيح البخاري من حديث عائشة – رضي الله عنها -أنها قالت ” وارأساه ” فقال النبي – صلى الله عليه وسلم : ” لو كان وأنا حي (أي لو مت وأنا حي) فأستغفر لك وأدعو لك ” فقالت عائشة : واثكلاه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرساٍ ببعض أزواجك فقال النبي : ” بل أنا وارأساه ” قال ابن حجر- رحمه الله.
” وأما مجرد التشكي فليس مذموماٍ حتى يحصل السخط للمقدور”
ولاشك أن الأفضل للمصاب أن يشتغل بذكر الله وحمده والثناء عليه فهذا خير له من الشكوى وربما احتسابه لذلك وإخفاء صبره على المصيبة عن الناس أفضل وهذا هو الصبر الجميل وهو الأكمل , ونوه الكبودي إلى أن الرضا درجة أعلى من الصبر ولو كان معها ألم فالمريض الشارب للدواء الكريه متألم به راض به فقد ذكر ابن القيم أن مراتب الناس في المقدور ثلاثة: الرضا وهو أعلاها والسخط وهو أسفلها والصبر عليه بدون الرضا به وهو أوسطها فالأولى للمقربين السابقين والثالثة للمقتصدين والثانية للظالمين وكثير من الناس يصبر على المقدور فلا يسخط وهو غير راض به فرض بما أعطاك الله تكن أغنا الناس.
وأما الشيخ محمد: إمام وخطيب جامع السلام فيقول: الله أوجب علينا في كتابه أن يوصي بعضنا بعضاٍ بالحق والصبر قال تعالى: “وِبِشر الúمْخúبتينِ* الِذينِ إذِا ذْكرِ اللِهْ وِجلِتú قْلْوبْهْمú وِالصِابرينِ عِلِى مِا أِصِابِهْمú وِالúمْقيمي الصِلِاة وِممِا رِزِقúنِاهْمú يْنúفقْونِ”.
وإن إدخال السرور في قلوب المحتاجين يكون فيه  الأجر من الله والتوفيق في الدنيا قبل الآخرة ..قال صلى الله عليه وسلم{ (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن, وأن يفرج عنه غمٍا, أو يقضي عنه دينٍا, أو يطعمه من جوع} .
 وعن قبول الأعمال يقول العولي: فقط أخلص النية ستأتيك المثوبة من عند الله تعالى…ويروى أن ابن عباس- رضي الله عنه- كان معتكفٍا في المسجد النبوي فجاءه رجل يستعين به على حاجة له فخرج معه فقالوا له كيف تخرج من المعتكف فقال: لأن أخرج في حاجة أخي خير لي من أن أعتكف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهراٍ كاملاٍ.
داعيا إلى الحرص على تقديم الخدمات لكل محتاج وحتى إن لم يكن صاحب الحاجة مقدراٍ لما تفعل فقط اخلص هذه المساعدة لله واظفر بالأجر العظيم عند الله عز وجل..
مضيفاٍ أن رسول الله ربى كل من حوله على التكاتف والتعاون فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم فلما استْخلف  أي اصبح خليفة قالت جارية منهم :الآن لا يحلبها فقال أبو بكر :بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل .ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة . فدخل إليها طلحة نهارا فإذا عجوز عمياء مقعدة فسألها :ما يصنع هذا الرجل عندك¿ قالت :هذا له منذ كذا وكذا يعاهدني يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى .فقال طلحة :ثكلتك أمك يا طلحة عثرات عمر تتبع ¿
وعن تجربة الآخرين في مساعدة المحتاجين  يقول العولي: يقولي أحد الأشخاص دائماٍ أتمنى أن أساعد الغير وأقضي حوائجهم لأن هذا العمل يريحني ويسعدني ويبعد عني الأمراض النفسية, ولكن أصدم بردات فعل البعض مؤسف أن تنتظر كلمة شكر من أحدهم ولا تجدها ..ولكن لابد أن نفعل الخير فقط لأننا نقتدي بنبينا ويجب علينا أن ننتظر أجور الآخرة من الله تعالى.. قال مجاهد :صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان هو يخدمني أكثر .فساعد الناس واقض حوائجهم لطلب الأجر من الله سبحانه وتعالى ..لا تسعى لكلمة شكر من الناس ومثل ما قال المثل (افعل خير وارميه في البحر )فهنيئاٍ لمن أدخل السرور على قلب الناس طفلاٍ يتيماٍ كان أو شيخاٍ كبيراٍ أو امرأة أرمله أو أي فعل من أفعال الخير وتسهيل أمور الناس والتخفيف عن آلامهم وعدم تعقيد أمورهم.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من سر مؤمناٍ فقد سرني ومن سرني فقد سر الله).فعلى العاقل أن يستعين على قضاء حاجة نفسه بالسعي في قضاء حاجات المسلمين فإنك إذا سعيت في قضاء حاجات المسلمين سعى الله نفسه في قضاء حاجتك. فأي هما خير لك¿ وبهذا يحصل ترابط المجتمع وتكاتفه والإرتقاء به إلى أعلى المراتب, يسود فيه الألفة والرحمة فالكبير يقوم بواجبه تجاه الصغير والقوي يقضي حاجة الضعيف والغني يعطف على الفقير يقول احد الشباب عن تجربة شخصية له :(هناك شخص عندنا في الجامعة من الدفعة السابقة لنا قام بتصوير إحدى المذكرات لجميع طلاب دفعتنا من حسابه الخاص فكان لها أثر عظيم في نفوس الطلاب حيث قاموا بالدعاء له في ظهر الغيب )قال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم . . . . . .فطالما استعبد الإنسان إحسان
قال ابن مسعود رضي الله عنه : “هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم”

قد يعجبك ايضا