نحو760 قتيلا وجريحا في اعنف انفجارات تشهدها الصين

هزت انفجارات عنيفة مدينة تيانجين الواقعة شمال الصين أحدثت موجة شعر بها سكان مناطق بعيدة عن المدينة وبدت هذه الانفجارات بكتلة نار هائلة ارتفعت في السماء وألسنة لهب تتطاير منها وخلف  الحادث غمامة ضخمة من الغبار امتدت على عشرات الأمتار.وهي منطقة صناعية تخزن فيها مواد كيماوية سامة وغازات شديدة التفجير ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصا بينهم 12 من رجال الإطفاء وإصابة أكثر من 700 آخرين منهم 71 حالتهم خطيرة كما أدى الانفجار الذي أعقبه سلسلة انفجارات إلى حريق تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة عليه بعد جهود شاقة وتذكر هذه الكارثة التي في إحدى المدن الكبرى الأربع في الصين بالمشاكل المتكررة في البلاد على صعيد السلامة الصناعية
وطالب الرئيس الصيني باتخاذ جميع الإجراءات من أجل إنقاذ المواطنين وتقديم المساعدات المطلوبة للمتضررين
من جهتها أرسلت وزارة البيئة الصينية فريق عمل خاصا إلى “تيانجين” لدراسة الوضع البيئي على الأرض وتقدير مدى وجود خطر تلوث الجو والتراب.
وأظهرت مقاطع فيديو ألسنة اللهب تتصاعد في السماء بينما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الأهالي في المناطق المجاورة قولهم إن الانفجار كسر زجاج النوافذ وألحق أضرارا بالمنازل المجاورة إلى دلك أفادت وكالة “شينخوا” بأن عمل الحاسوب الآلي “تيانهي-1آي” ذو القدرات الخارقة توقف عن العمل امس الخميس بسبب سلسلة الانفجارات الضخمة
وأوضحت الوكالة أن مبنى مركز المعلومات الذي يوجد فيه الحاسوب الآلي الصيني الضخم يقع على بعد كيلومترين فقط من مكان وقوع الانفجارات مشيرة إلى أن موجة الانفجارات ألحقت أضرارا بمبنى المركز
 وقال العاملون في المركز إنهم قرروا إيقاف عمل الحاسوب الآلي الضخم لأسباب أمنية مؤكدين أن “تيانهي-1آي” كان يعمل بشكل عادي بعد وقوع الانفجارات لأنه يوجد بمكان مؤمن.
وعثر أمس على شظايا زجاج على مسافة 3 كلم حول موقع الكارثة على ما افاد وكالة الصحافة الفرنسية ما يشير الى قوة الانفجارات.
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية ان الانفجارات وقعت في مستودع في منطقة تيانجين نتيجة اندلاع حريق في شحنة متفجرات.
واظهرت صور مروعة جدرانا من النيران تحيط بمبان وسيارات متفحمة مركونة في مواقف وحاويات مبعثرة في كل مكان.
وفي مستشفيات المدينة واصل المسعفون العمل لنقل الجرحى الذين بدا الكثير منهم مدمى.
وقال هوانغ شيتينغ المقيم بجوار موقع الانفجار والبالغ 27 عاما ان “النيران كانت هائلة ارتفعت ربما الى مئة متر”.
وروى لفرانس برس “مع الانفجار الاول سارع الجميع (الى الخروج من المباني). ثم سمعنا سلسلة انفجارات اضافية فيما تحطم زجاج النوافذ. واصيب عدد من الذين بقوا في الداخل فهرعوا للخروج وهم ينزفون”.
وفجر أمس كان الدخان ما زال يتصاعد في أعمدة فوق مباني المدينة بحسب مراسل فرانس برس في المكان.
وصرح جانغ هونغجي لفرانس برس “كان الانفجار مروعا كدت اغيب عن الوعي” فيما كان يتلقى العلاج في مستشفى “تيدا” القريب من مكان الانفجار بعد اصابته.
وأضاف الرجل الخمسيني المضمد الرأس “لا يسعني التركيز ما زلت مرتبكا بعض الشيء” فيما بدت على ذراعيه جروح طفيفة بسبب شظايا الزجاج.
ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي الى “بذل كل الجهود المتاحة لمساعدة الضحايا وإخماد الحريق” فيما استعرت النيران في الموقع وسط توقعات بتفاقم الحصيلة.
وبلغت قوة الانفجار الأول ثلاثة أطنان من التي ان تي والثاني 21 طنا بحسب المركز الصيني لشبكات مراقبة الزلازل.
وما زال العنصر الذي سبب الانفجارات في المستودع مجهولا.
وتقع تيانجين على بعد 140 كلم الى جنوب شرق بكين وهي إحدى مدن الصين الكبرى وتحوي قرابة 15 مليون نسمة بحسب أرقام 2013.
كما انها مدينة صناعية وتضم احد اهم موانئ شمال الصين وهي واحدة من اربع مدن في البلاد فحسب حصلت على تصنيف اقليم الى جانب بكين وشانغهاي وشونغكينغ.
وما زال تطبيق اجراءات السلامة في المجمعات الصناعية يطرح مشكلة حيث يقصر ارباب العمل في احترام الانظمة المرعية للحد من التكاليف ويفضلون دفع الرشاوى لمفتشين فاسدين لتجنب التعرض لتفتيش دقيق.
ففي يوليو قتل 15 شخصا وأصيب أكثر من 10 في انفجار مستودع غير قانوني لتخزين الألعاب النارية في اقليم هيبي في شمال البلاد.

قد يعجبك ايضا