سقوط “320” قتيلا وجريحا بتفجير انتحاري في بغداد تبناه داعش

سقط أكثر من 70 قتيلا وجرح حوالي 250 آخرين في تفجير إرهابي استهدف بشاحنة مفخخة سوقا مزدحما في مدينة الصدر بالعاصمة العراقية بغداد تبناه تنظيم داعش وهز الانفجار منطقة مدينة الصدر في شمال بغداد في الصباح الباكر.
وأفادت مصادر أمنية لوكالة الصحافة الفرنسية أن “شاحنة مفخخة انفجرت أمس في سوق شعبية للبيع بالجملة”.
وأشار إلى أن التفجير أدى إلى “استشهاد 45 شخصا إضافة إلى نحو 24 شهيدا آخرين عثر على جثثهم أشلاء”. وبحسب المصدر نفسه جرح 250 آخرين ودمرت قرابة 40 سيارة وشاحنة و80 متجرا في السوق المخصصة لبيع الخضار والفاكهة.
وكانت حصيلة سابقة أفادت عن مقتل 38 شخصا على الأقل. وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة التفجير الذي وقع في ساعة الذروة بالسوق التي تشهد تجمع العديد من التجار.
كما أدى التفجير إلى دمار كبير خصوصا في الشاحنات المبردة الناقلة للخضار وتسبب عاصفة التفجير وسط السوق إلى تناثر البضائع. كما أمكن مشاهدة عدد من الأحصنة التي تستخدم لجر عربات الخضار وقد قضت في التفجير أو أصيبت بجروح.
وتبنى تنظيم داعش الهجوم. واعترف في بيان تداولته حسابات مؤيدة للتنظيم على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي “بهذه العملية لجنود داعش تفجير شاحنة مفخخة مركونة وسط تجمع لعناصر من جيش الدجال والحشد الرافضي في احد اهم معاقلهم في مدينة الصدر”.
وتخوض القوات العراقية بدعم من مسلحين وبمساندة طيران الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن معارك لاستعادة بعض هذه المناطق. ويأتي تفجير بغداد بعد ايام من تبني التنظيم تفجيرين انتحاريين استهدفا مساء الاثنين مناطق ذات غالبية شيعية في محافظة ديالى شمال شرق العاصمة ما أسفر عن مقتل 30 شخصا.
وتبنى التنظيم مؤخرا سلسلة تفجيرات في المحافظة الحدودية مع إيران كان أشدها تفجير انتحاري في سوق منطقة خان بني سعد ذات الغالبية الشيعية في يوليو أدى إلى مقتل 120 شخصا.
وكانت السلطات العراقية أعلنت في يناير الماضي “تحرير” المحافظة المختلطة مذهبيا من تواجد التنظيم. إلا أن الجهاديين عاودوا في الفترة الماضية اعتماد تكتيكات الهجمات المباغتة والتفجيرات.
وأدى تفجير خان بني سعد الذي يعد الاكثر دموية منذ الاجتياح الاميركي للبلاد في 2003 الى توتر بين البلدة ذات الغالبية الشيعية والقرى ذات الغالبية السنية المحيطة بها. وكانت ديالى واحدة من اكثر محافظات العراق توترا خلال الحرب المذهبية بين 2006 و2008.
وفي ظل العلاقة الشائكة بين ابرز مكونين مذهبيين في العراق اعتبر رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال رايموند اودييرنو الاربعاء ان تحقيق المصالحة بينهما يزداد صعوبة ما قد يجعل التقسيم “الحل الوحيد”.
وخلال مؤتمر صحافي وداعي قبل تقاعده الجمعة قال ردا على سؤال عن فرص المصالحة بين الطرفين ان الامر “يزداد صعوبة يوما بعد يوم”. وتوقع الضابط الذي كان قائدا للقوات الاميركية في العراق بين العامين 2008 و2010 ان مستقبل العراق “لن يشبه ما كان عليه في السابق” وردا على سؤال عن امكانية تقسيم البلاد يعتقد اودييرنو ” انه يعود الى المنطقة الى الشخصيات السياسية والدبلوماسيين ان يروا كيف يمكن لهذا الامر ان يجري.
وشدد على ان الاولوية يجب ان تبقى قتال الجهاديين الذين تقود واشنطن منذ الصيف ائتلافا دوليا يشن غارات جوية ضدهم في سوريا والعراق اضافة الى تواجد مستشارين عسكريين ومدربين في العراق لتدريب قواته.
وقال اودييرنو “علينا اولا ان نعالج (مشكلة) تنظيم داعش وان نقرر ماذا سيكون عليه الامر لاحقا”.
واشار الى ان جهود مكافحة التنظيم والتي شملت تنفيذ اكثر من خمسة آلاف غارة جوية ادت الى كبح التنظيم لا سيما في العراق وشمال سوريا. الا انه اعتبر ان ثمة “نوع من المراوحة” حاليا رغم وجود “بعض التقدم”.
وفي حين تمكنت القوات العراقية من استعادة بعض المناطق التي سقطت بيد التنظيم العام الماضي الا ان الاخير لا يزال يسيطر على مناطق رئيسية كالموصل مركز محافظة نينوى (شمال) وتمكن في مايو الماضي من السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار (غرب).

قد يعجبك ايضا