أقف عاجزا عن التصفيق
عن الرقص
عن الإلتفات
اكتفي بالاخضرار الطبيعي
الذي تعكسه قافية العشق
وبما تمدني به غانيات الشعر
من عطر الكتابة
….
أحتشد حول حرف واحد من حروفكö
لأصير جمهورا عريضا…
وتصبحين أنتö محور العرض
ومحتوى الرواية .
بين لوحة وأخرى…
تنساب مشاعري بهدوء ودفء
تنمو أناملي في قلبها النابض بالحب
الناطق بالأبدية
وتساقط أوجاعي على مهلها
لتختفي في ضريح افتراضي مهمل
وتحتشد في الأفق العاطفة .
…………
أمام لون واحد…
تقف الأنثى عارية تماما
في مركز اللوحة
عيناها تسبحان في خيالي
وقدماها ترقصان في أحشائي
وأنا أتدلى على إطار ذهبي
كلون خارج عن المألوف
تخشاه الرتابة
……….
بين لحظة وأخرى…
تجدونني ثملا ليس في حوزتهö
سوى قداحة و غيمة شديدة البياض
هي روحي التي لففتها في آخر سيجارة تناولتها
وبين أصابعهö…
نهدة وجملتان حديثتا الشكل
لا علاقة للأبجدية بي
وليس ثمة معنى للعبارة
………..
على جبيني نار ونور
أنا الذي خلقت بلا سبب
وقتلت بلا دليل
نبي لم تؤمن به الزوايا
ولم تسعفه الأبجدية
للكفر بكل ما لديكم من طلاسم
و مراسم و قرابة
…………
بين أغنية وأخرى…
تمسك بيدي حبيبة ما
وتحلق عاليا بجسدي الممزق
تصعد ببراءتي الى الفردوس الأعلى
وتدندن بثقة وغرام…
في الأرض والسماء
ليس هناك حوريات يا محمد
أنا كل شيء في حياتك
وفي حياتي…ليس هناك غيرك
دعنا نفرغ الأحلام من الفراغ
ودع أرواحنا تسكن بعضها
دعنا نذبح كل النهايات
على شرف البداية
………
أدندن وحيدا…
ليتني كنت ” لاعب فيديو “
ليتني كنت مسرحا في عصر شكسبير
أو كنت مذياعا على نهر النيل
في زمن العروبة
………..
بين صفحتين من العذاب…
وضعت أشيائي الثمينة
حذائي ابتسامتي ذكرياتي أناملي
وقصيدتي هذه أيضا
بإمكانكم أن تمنحوها وقتا كافيا
لتصير أغنية أليفة
أو أبجدية ملونة لا يجف بريقها
بسم نحوي…
ولا تبعثرها رصاصة
………
في هذه الأثناء…
يتنافس الناس على تخزين الغذاء
لأبنائهم الذين تهددهم المجاعة
القادمة من جيراننا الأغنياء..
جيراننا الذين لا ينافسهم أحد في الغباء الفاحش
الناس في صنعاء يقتاتهم الجوع
أسرة أسرة…
وآلات الموت في الحالمة تقتل الكبار والصغار
الحي والجماد في عدن…على حد سواء
وأنا قلق من حياد السماء
ونفاد الأبجدية
وكل ما أخشاه يا وطني الجريح…
أن يفقد المعنى صوابه
…….
قد أموت بعد قليل…
بصاروخ دفع ثمنه كل مسلمي العالم
الذين لولا نقودهم العمياء…
لما شعرت الصحراء بالشبع
ولما ازداد الحجر الأسود سوادا
ولما كنت من عداد المفقودين غدا
أو بعد غد…
أو بعد اسبوع من زمن الكتابة
……
بين غارة وأخرى…
تلد البلاد بلادا وتنجب الجبال جبالا
وتأبى العبارة أن تموت
أنا الحر يا معشر العبيد…
يا معشر العملاء…
يا بقية القطيع…
أنا النصر المؤزر الذي تبحثون عنه
أنى لكم أن تدركوني…
وأنى لي أن أموت
ستسقط طائراتكم وعقالاتكم
ويؤذن للنصر ألن تكون…إلا يمانيا يمانيا يمانيا
وهكذا يأتي النصر دوما…
وما أحلى مذاقه
…….
يؤنبني ضميري…
وتؤلمني الكتابة
عن الحرب الضروس الدائرة
بين تاريخ عريض عريق شاهق
وبين كثبان الرمل الماكرة
معركة لا حق فيها للفراغ المحتشد حول بلدتي
والحق كل الحق للإنسان للتاريخ للحب للحضارة
ولئن وقف الجميع مع القطيع…
فالتاريخ لا يقف إلا مع نفسه منذ الأزل…
وأنا المعني الوحيد بأمر الكتابة
……..
وتؤلمني الكتابة أكثر…
إذا ما غازلتني الأرض بفنجان بن
يختزل في حلاوته تفاصيل الحكاية
تطفو من أصالته على هامش الصبح
نجمة “الشعرى”
وعلى سفح الظهيرة
تظللني سحابة
5/ 8/ 2015م