المواطن اليمني .. الحاجة أم الاختراع

اعتاد اليمنيون على التكيف مع كل الظروف والأحوال وابتكروا طرقا مختلفة للتأقلم مع المعاناة التي يعيشونها جراء العدوان السعودي والحصار المفروض والذي منع إدخال كل المواد الغذائية والاحتياجات المختلفة كما أنهم يعانون جراء نقص الخدمات المختلفة بل وانعدام بعضها مثل الكهرباء والمياه .
ومثل انعدام الكهرباء هما كبيرا وهاجسا لدى كافة أبناء الشعب اليمني لأنها عصب الحياة ومعظم وسائل الحياة والعيش مرتبطة بها, لذلك فقد ابتكر الكثير من اليمنيين بدائل عنها مثل الطاقة الشمسية التي غزت البلاد بشكل كبير وفي رأيي أنها أفضل من مواطير توليد الكهرباء لأن المواطير تحتاج إلى ديزل أو بترول وهذه المواد شحيحة حتى لو أن البعض استخدم الغاز أو زيت الطبخ أو غيرها لتشغيلها إلا أنها تظل غير متوفرة بالشكل المطلوب على عكس ألواح الطاقة الشمسية التي لا تحتاج سوى إلى عرضها في الشمس لتقوم بتعبئة الأجهزة التي تولد الكهرباء.
مما لاشك فيه أن هناك الكثير من الناس حاولوا أن يتأقلموا على الوضع الصعب الذي كان نتيجة العدوان السعودي والحصار المفروض على اليمن والذي منع كل وسائل ومستلزمات واحتياجات المواطن اليمني ,وبالتأكيد فإن الشعب اليمني يعتمد على استيراد معظم احتياجاته من الخارج بسبب أن الحكومات السابقة لم تكلف نفسها في وضع استراتيجية تمكن اليمن واليمنيين من الاعتماد على أنفسهم ولم يكن من قرار حكيم سوى ذلك الذي منع استيراد الخضار والفاكهة في فترة من الفترات, بحيث إنه جعل الشعب اليمني يعتمد على زراعتها في اليمن والآن ولله الحمد أسواقنا مليئة بها رغم أن ذلك القرار تم اختراقه ولم يعد له وجود بعد انضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية التي تعتمد سياسة السوق المفتوحة ما جعلنا نعود مرة أخرى إلى الاستيراد ولو كانت الحكومات منعت استيراد المواد الأساسية لكنا الآن نزرع ونأكل من خير بلدنا لكنه الغباء الذي كان يحكم سياساتنا في البلاد .
بالطبع فإن الحاجة أم الاختراع كما يقول المثل فحاجة الناس لشيء معين يجبرهم على ابتكار واختراع وسائل توصلهم إلى تحقيق حاجاتهم ومن هذه الاحتياجات كيف يجعل الشخص تلفونه يعمل بشكل متواصل في ظل انعدام الكهرباء فكانت الطاقة الشمسية إحدى البدائل, كما أن بعض أصحاب محلات الانترنت فتحوا خدمة جديدة لتعبئة الهواتف الجوالة وفي المساجد حيث تتواجد الكهرباء تجد الناس يتسابقون على نقاط الكهرباء لتعبئة تلفوناتهم والتأكيد فإن الموظفين الحكوميين وجدوا ضالتهم في أماكن العمل التي توجد فيها الكهرباء بشكل لا بأس به, فكل موظف يذهب إلى عمله تجده يحمل كيس علاقي بداخله تلفوناته وبعض الأشياء التي تحتاج إلى شحن بالكهرباء وبالتأكيد فقد عمل الإنسان اليمني على التكيف ومسايرة هذا الوضع الصعب فقد عاد إلى تنور الحطب ومواقد الجمر بدلا عن الغاز واستخدم الدراجة الهوائية بدلا عن السيارات ولم يعدم وسيلة إلا ونفذها للتغلب على الأوضاع الناجمة عن العدوان والحصار وهذه من الأمور التي تؤكد أن المواطن اليمني مكافح ومجتهد ولا يعجز عن تدبير أموره واحتياجاته ومازال يثبت للعالم أنه قاهر الظروف .. ورمضان كريم.

قد يعجبك ايضا