من له حق جباية وصرف الزكاة وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية

إن كل مسلم له صلة بكتاب الله وسنة نبيه محمد(ص) يعلم علم اليقين بأن الزكاة حق ثابت مقرر ((فريضة من الله))  والأهم من ذلك أن يعلم بأن هذا الحق ليس موكولا للأفراد يؤديه منهم من يرجو الله والدار الآخرة ويدعه من ضعف يقينه بالآخرة وقل نصيبه من خشية الله , فالزكاة ليست إحسانا فرديا وإنما هي تنظيم اجتماعي تشرف عليه الدولة ويتولاه جهاز إداري منظم يقوم على هذه الفريضة الفذة جباية ممن تجب عليهم وصرفا إلى من تجب لهم.
أن أبرز دليل عل ذلك أن الله سبحانه وتعالى ذكر هؤلاء القائمين على أمر الزكاة جمعا وتفريقا وسماهم(العاملين عليها) وجعل لهم سهما في أموال الزكاة نفسها تأمينا لمعاشهم وضمانا لحسن قيامهم بعملهم قال تعالى((إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)).
فليس بعد هذا النص الصريح في كتاب الله مجال لترخيص مترخص أو تأويل متأول أو زعم زاعم خاصة بعد أن جعلت هذه الآية تحديد الأصناف فريضة فرضها الله فمن ذا الذي يجرؤ على تعطيلها ثم أن المولى سبحانه وتعالى قال في نفس السورة التي ذكر فيها مصارف الزكاة ((خذ من أموالهم صدقة))  وقد ذهب جمهور المسلمين من السلف والخلف إلى ان المراد بالصدقة في هذه الآية الزكاة والخطاب فيها موجه للنبي(ص) ولكل من يلي أمر المسلمين من بعده.
كما ورد في  حديث ابن عباس المشهور في الصحيحين وغيرهما أن النبي(ص) حين بعث معاذ إلى اليمن قال له ( أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم) , وشاهدنا من هذا الحديث قوله(ص) في تلك الصدقة المفروضة (تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم) فبين الحديث أن الشأن فيها أن يأخذها آخذ ويردها راد لا أن تترك لاختيار من وجبت عليه, وكان النبي (ص) والخلفاء من بعده يبعثون السعاة ولأن في الناس من يملك المال ولا يعرف ما يجب عليه فيه ومنهم من يبخل فوجب أن يبعث من يأخذ) إما أرباب الأموال من الشعب فيجب عليهم أن يساعدوا هؤلاء السعاة على أداء مهمتهم ويؤدون إليهم ما وجب عليهم ولا يكتموهم شيئا من زكاة أموالهم , هذا ما أمر  به رسول الله(ص) وما أمر به أصحابه فعن جابر بن عتيك رضي الله عنه أن رسول الله (ص) قال (سيأتيكم ركب مبغضون فإذا أتوا فرحبوا بهم وخلوا بينهم وبين ما يبتغون فإن عدلوا فلأنفسهم وإن ظلموا فعليها فإن تمام زكاتكم رضاهم وليدعوا لكم)  .        
وعن أنس رضي الله عنه إن رجلا قال لرسول الله (ص) (إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله ورسوله قال نعم إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها إلى الله ورسوله و لك أجرها وإثمها على من بدلها ) , وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ( ادفعوا صدقاتكم إلى من ولاه الله أمركم فمن بر فلنفسه ومن أثم فعليها).

الإدارة العامة للواجبات الزكوية

قد يعجبك ايضا