بعض معجزات الأنبياء

النبي والرسول والفرق بينهما, أما النبي فهو إنسان حر ذكر عاقل بالغ أوحي إليه بشيء من الله سواءٍ أمر بتبليغه أو لاٍ, فإن أمر بتبليغه فهو رسول ونبي, وإن لم يؤمر بتبليغه فهو نبي فقط.
أما عدد الرسل الذين يجب الإيمان بهم تفصيلاٍ فهم المذكورون في القرآن الكريم, منهم الثمانية عشرة المذكورون في أربع آيات متتالية في سورة الأنعام, والسبعة الآخرون هم : آدم, وإدريس, وهود, وصالح, وشعيب, وذو الكفل, عليهم السلام, ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم.

أما أولو العزم من هؤلاء الرسل فهم خمسة فقط : محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وإبراهيم, ونوح, وموسى, وعيسى, عليهم السلام, فالمعجزة هي الأمر الخارق للعادة كانشقاق القمر لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وقلب العصا إلى حية لموسى عليه السلام.
آدم – عليه السلام – :
عندما أراد الله عز وجل خلق آدم, عليه السلام, وقد أخبر الله تعالى الملائكة بذلك على سبيل التنويه بخلق آدم وذريته, كما يخبر بالأمر العظيم قبل وقوعه, وأنه يعلم ما لا يعلمون, وأن الحكمة من خلق آدم هي أنه سيكون من ذريته الأنبياء والرسل والصديقون والشهداء, ثم بعد ذلك بين لهم شرف آدم عليه السلام عليهم في العلم, وكانت تلك بداية المعجزة, قال تعالى : “وعلِم آدم الأسماء كلها”.
والأسماء هي التي يتعارف بها الناس, إنسان ودابة وأرض وسهل وبحر وجبل وحمار وغيرها من الأسماء المعروفة, ومعنى هذا أنه تعالى أراد أن يعلم الملائكة أن هناك من هو أعلم منهم من خلقه, قال تعالى : “ثمِ عرضهم على الملائكة فقال (انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين), فلم يستطيعوا, وهنا كانت المعجزة بأن أخبرهم آدم بأسماء كل الأشياء التي تعلِمها من ربه ولم يستطيعوا هم معرفتها.
إدريس – عليه السلام – :
هو أول بني آدم, أعطي النبوءة بعد آدم وشيث,  عليهما السلام, وإدريس, عليه السلام, نبي مرسل, وقد أنزل الله عز وجل عليه ثلاثين صحيفة, وأثنى الله سبحانه وتعالى عليه ووصفه بالنبوة والصديقية, قال تعالى : “واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاٍ نبياٍ ورفعناه مكاناٍ عليا”, ومعجزة النبي إدريس أنه قبض في السماء على غير عادة البشر الذين يموتون في الأرض وكان عمره (325) سنة.
أما معجزته فهي موته في السماء الرابعة وقد مر به سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة الإسراء والمعراج.
نوح – عليه السلام – :
نوح أبو البشر بعد آدم, عليهما السلام, فبعدما مات إدريس, عليه السلام, لم يبعث الله نبياٍ, فانتشر الفساد والمعاصي والفجور والفسق وكثر ذلك بين الناس, لكنهم ظلوا موحدين لا يعبدون إلاِ الله, قال تعالى : “كان الناس أمِةٍ واحدة”, وكان يوجد بينهم رجال صالحون مع الفسقة والفجرة, فلما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم اعملوا لهم تماثيل حيث ما كانوا يجلسون وأسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونْسي العلم عْبدت, وكانت الأسماء : ود, وسواع, ويفوث, ويعوق, ونسر, ولما انتشر الفساد وعم البلاد عبادة الأصنام بعث الله تعالى عبده ورسوله نوحاٍ, عليه السلام, يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام فلم يؤمنوا به إلاِ قليلاٍ منهم.
 ثم نزل عليه الوحي وأمره ببناء سفينة في الصحراء فكان ينزل جبريل, عليه السلام, ويعلمه كيف يصنع السفينة, وكان كلما مر عليه قومه من الكافرين يسخرون منه ويقولون يا نوح صرت بعد النبوة نجِاراٍ, وجاء الأمر من عند الله تعالى أن يحمل معه في السفينة من كل زوجين اثنين من الحيوانات وسائر ما فيه روح من المأكولات وغيرها لبقاء نسلها, وأن يحمل معه أهله إلاِ من كفر منهم, ثم جاء الطوفان فجرت السفينة المعجزة في موج كالجبال ثم توقف الماء عن النزول, أي المطر, وكانت تلك هي المعجزة.
هود – عليه السلام –
كان قوم هود يسكنون الأحقاف, وهي جبال الرمل, وهي حضرموت حالياٍ في مدينة الشحر, وكانوا قوماٍ متمردين كافرين يعبدون الأصنام, وكانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان وبعد قوم نوح, فبعث الله عز وجل فيهم رجلاٍ منهم أخاهم هوداٍ عليه السلام, فلم يْرض ذلك أهواءهم وخالفوه واستمروا في عبادة الأصنام, فطلبوا منه معجزة على صحة كلامه أنه نبي مرسل إليهم من عند ربهم, فتحداهم هود عليه السلام, بالمعجزة التي طلبوها وهي أنهم سوف يشاهدون عذابهم بأعينهم ثم يشاهدون عذابهم بأعينهم ثم يشاهدون موت أنفسهم, فقد أمسك الله تعالى عنهم المطر ثلاث سنين حتى أتعبهم ذلك من شدة القحط والجذب, فخرج منهم إلى البيت الحرام يطلبون الفرج من الله تعالى, فأنشأ الله جل وعلا سحابات ثلاث بيضاء وحمراء وسوداء ثم ناداهم منادُ من السماء أن اختاروا لأنفسكم ولقومكم من هذا السحاب, فاختاروا السحابة السوداء, فإنها أكثر السحاب ماء, ثم ساق الله تعالى السحابة السوداء التي فيها النقمة على عاد, وقالوا هذا عارض ممطرنا فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام دائمة فلم تبق أحداٍ من قوم عاد إلاِ مات, فكانت السحابة تحمل الرجل فترفعه في الهواء ثم تلطم رأسه بالأرض فيصبح جثة هامدة.