حل شهر رمضان المبارك هذا العام على بلادنا والأمور والأوضاع برمتها لا تسر صديق ولا حتى عدو وخصم شريف كالذين نعرفهم في الملاعب الرياضية وليس أولئك الأعداء والخصوم في ملاعب السياسة البغيضة والحروب الممقوتة التي أحالت كل شيء في هذا البلد إلى التقاعد الإجباري وجعلت الرياضة شبه محظورة ليصبح الزمن اليمني الراهن بالفعل خارج نطاق التغطية!!
هذه الحروب التي أنتجت وضعا يمنيا ولا أسوأ في التاريخ كهذا الذي نعيشه اليوم فرضت واقعا صعبا على الوطن والشعب والرياضة اليمنية ومؤسساتها ومنتسبيها وهواتها وممارسيها إلى درجة أن حلول شهر رمضان المبارك هذا العام وفي ظل هذا الوضع صار عائقا كبيرا في طريق الممارسة الرياضية سواء للرياضيين أو لفئات وشرائح المجتمع اليمني المحبة والهاوية للرياضة التي اعتادت على أن يكون شهر رمضان فرصة كبيرة وسانحة لممارسة الرياضة بمختلف ألعابها عبر مناشط متعددة لتجد نفسها في هذا الشهر الرمضاني غير قادرة على هذا الفعل الرياضي المشروع لأن البلد فيها حروب وعدوان خارجي ورمضان!!
وفي ظل مثلث الرعب اليمني الجديد الحرب والعدوان ورمضان صارت نظرة المجتمع اليمني للرياضة بمختلف ألعابها غير مشجعة ولا متفاعلة مع إقامة أو تنظيم أي نشاط رياضي .. وعلى الرغم من أننا نرى بأن القلق والإحباط اللذين أنتجتهما هذه الفترة اليمنية العصيبة شكلا رؤى وقناعات مجتمعية ضيقة في مجمل مناشط الشأن اليمني بشكل عام إلا أننا نود أن نحيط الجميع علما بأن التسليم بها وبفرضيتها على الواقع اليمني لن يغير شيئ أو يحل أي قضية من قضايانا اليمنية المعقدة الراهنة بقدر ما يزيد الطين بلة وتعقيدا ويفرض هزيمة استباقية مرفوضة للإرادة اليمنية التي يجب ألا تقهر مهما علا سقف المحن والأزمات!
وبما أن مجتمعنا اليمني يتمتع بإرادة قوية وصلبة ويصر دوما على الصمود في وجه كل المحن والأزمات والتحديات الصعبة بكل أشكالها وأنواعها فإن هذا التحدي والصمود اليمني الأسطوري ينبغي أن يجسد في الإصرار على أن تستمر الحياة اليمنية بمختلف مناشطها أو حتى ما هو ممكن منها كالرياضة اليمنية مثلا التي لا يجب ألا تتعطل في المجمل وفي كل الألعاب والنشاطات والمحافظات كما حصل ويحصل حاليا وتسبب في حرمان الشريحة الواسعة في مجتمعنا الشباب والرياضيين من الممارسة الرياضية إلى حد أن كل الرياضيين اليمنيين صاروا في طابور البطالة المقنعة الطووووووويل جدا!!
ومن مساوئ وسلبيات تعطيل الرياضة أن الشباب الهاوين والمحبين لممارسة الرياضة وهم كثر أصبحوا يجدون أنفسهم في سجن كبير لأن الملاعب الرياضية بالأندية والحدائق والميادين العامة مغلقة ومحظورة .. لذلك صار الشباب الكبار وحتى لاعبو الأندية والمنتخبات النجوم يلعبون مع الأطفال الصغار في الأزقة والحواري الضيقة وخاصة في هذه الأيام والليالي الرمضانية .. وتضاعفت مساوئ تعطيل المناشط الرياضية التنافسية الرسمية على اتحاد الرياضة للجميع بحيث صار العبء عليه كبيرا .. وتقريبا أصبح يمارس حاليا عمل الوزارة في تنظيم ودعم المناشط الرياضية التي لم تعد تقام إلا على مستوى الأحياء والحارات فقط!!
ومنذ مطلع الشهر الكريم ومازال اتحاد الرياضة للجميع يستقبل يوميا سيلا من مطالب الأحياء والحارات لإقامة أو دعم نشاطات رياضية في كل الألعاب .. فكل الشباب والصغار وحتى الكبار والمسنين يريد أن يلعب في رمضان ولكن ما بيد اتحاد كالرياضة للجميع من حيلة لتلبية كل هذه المطالب في ظل إمكانياته الشحيحة الحالية ما لم تتفهم الوزارة وتدرك تماما صعوبة وحساسية هذه المرحلة وان مهام هذا الاتحاد تتعاظم ومناشطه تتوسع وتكبر كثيرا .. وشهر كريم ومبارك على الجميع!!
قد يعجبك ايضا