رمضان تضاعف فيه الحسنان مشرعا ابواب الفوز بالجنان

العديد من الأعمال الإيمانية التي يتسابق بها الناس في رمضان تطلعا في الفوز بفضله ونعيمه , في شهر تتضاعف فيه الأجور والحسنات , ولها أبعادها ودلالاتها الإيمانية في تعزيز أواصر الأخوة والمحبة وخلق أجواء إيمانية مبنية على الإيثار تنجلي على إثرها أي خلافات وضغائن وتعتليها الأخلاق الحسنة وما إلى ذلك من فضائل وحسنات لا يعرف مداه ولا منتهاه إلا الله .. عددا من العلماء والدعاة تحدثوا لرمضانيات عن درة من تلك الأعمال التي قد يستهين بعظمتها البعض في سياق الاستطلاع الآتي .. نتابع 

البداية كانت مع العلامة عبد الحفيظ الشهاري والذي أفادنا عن تلك الأعمال الرمضانية  التي تدخل صاحبها إلى الجنة وتبارك له في ماله وعمله ورزقه وحياته ومنها   زيارة الأيتام والإحسان إليهم وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم ففي ذلك بر عظيم وأجر لا مثيل له وصدق الاخلاص والعبادة ( وِاعúبْدْوا اللِهِ وِلا تْشúركْوا به شِيúئاٍ وِبالúوِالدِيúن إحúسِاناٍ وِبذي الúقْرúبِى وِالúيِتِامِى) ( وِيِسúأِلونِكِ عِن الúيِتِامِى قْلú إصúلاحَ لِهْمú خِيúرَ وِإنú تْخِالطْوهْمú فِإخúوِانْكْمú)
مضيفا :  فلو كان والدهم حيا بينهم لجاهد نفسه في سبيل سعادتهم وإنهم ليتألمون عندما يرون بقية الأطفال بصحبة والديهم  يحيفونهم بكل رعاية واهتمام وهم محرمون من ذلك , وكما قال نبينا الأكرم :     ” من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين”, وأشار بالسبابة والوسطى ,
وختم  حديثه بالقول : وكم هو الأجر العظيم في  إدخال البهجة إلى محزون ومكلوم ومريض ومعسر وفقير ويتيم ومسكين ومحتاج ففي ذلك جزاءا عظيما واولئك هم الفائزون وفيهم يقول المولى عز وجل :    (وِيْطúعمْونِ الطِعِامِ عِلِى حْبه مسúكيناٍ وِيِتيماٍ وِأِسيراٍ , إنِمِا نْطúعمْكْمú لوِجúه اللِه لا نْريدْ منúكْمú جِزِاءٍ وِلا شْكْوراٍ, إنِا  نِخِافْ منú رِبنِا يِوúماٍ عِبْوساٍ قِمúطِريراٍ ,  فِوِقِاهْمْ اللِهْ شِرِ ذِلكِ الúيِوúم وِلِقِاهْمú نِضúرِةٍ وِسْرْوراٍ ,   وِجِزِاهْمú بمِا صِبِرْوا جِنِةٍ وِحِريراٍ).
الإخاء
من جانبه يقول العلامة  مصطفى الريمي أن من أعظم الأعمال لا تكون روح الأخوة موجودة  إلا بإضفاء روح الأنس والألفة والإخاء بين الناس والأرحام  , وللأسف الشديد هناك الكثير ممن يقطعون زيارة وصلة أرحامهم بحجج واهية وخلافات شخصية وأحقاد خلفتها صراعات قديمة وقد تكون أرحامهم أقربهم إليهم منزلة ومكانة كالوالد والوالدة والأخ والأخت وغيرهم , فتمر عليهم سنة تتبعها سنين لا يسألون عنهم ولا يتفقدون أحوالهم ولا يعلمون عظمة وأهمية صلة الأرحام في الدنيا والآخرة , وكما قال نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم :  من  كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه , ومن أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره  فليصل رحمه , الرحم  متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله
مبينا : أنه من كان بارا بأهله وأقاربه يصلهم ويقطعونهم يحسن إليهم ويجافونه فلا يجعل من ذلك مبررا لقطع الصلة , ففيهم يقول نبينا الأكرم : ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها )  ويقول : يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام )
دلالات وأبعاد
إيمان أحمد ياسين – جامعة القرآن الكريم وعلومه ترى بأن الأبعاد الخلقية والدلالات الايمانية تتجلى في صفات بسيطة استهان بها الناس منها  : البشاشة وطلاقة الوجه والابتسامة والتبسم في وجوه الآخرين , فلا مكان في قلب العبد المؤمن  للمنغصات والهموم وتعكير الجو بالمشاكل والخناقات والصراعات , بل للطرفة الهادفة والمداعبة والترويح عن النفس لا للعبوس والقنوط واليأس , أضف إلى أن تبسمك في وجه أخيك صدقة , وقد قالها صحابة رسول الله رضوان الله عليهم جميعا : ما رأيت أحدٍا أكثر تبسمٍا من رسول الله صلى الله عليه وآله سلم , وكان من أحسن الناس ثغرا ,
خفض الجناح
وأضافت  : ولا يستدل ذلك إلا بالتواضع وخفض الجناح للمؤمنين لتعزيز أواصر الأخوة والمحبة ومن سيرة رسولنا الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه  لا يردْ موجوداٍ ولا يتكلف مفقوداٍ فما قْربِ إليه شيءَ من الطيبات إلا أكله إلا أن تعافِه نفسْه فيتركِه من غير تحريم وما عاب طعاماٍ قطْ إن اشتهاه أكله وإلا تركه ولم يكن يردْ طِيباٍ ولا يتكلفه بل كان هديه أكلِ ما تيسر فإن أعوزه صِبِرِ حتى إنه ليربطْ على بطنه الحجر من الجوع ويْرى الهلالْ والهلالْ والهلالْ ولا يْوقد في بيته نارَ ” وابن عمر رضي الله عنه ( لاِ يِأúكْلْ حِتِى يْؤúتِى بمسúكينُ يِأúكْلْ مِعِهْ فِأِدúخِلúتْ رِجْلٍا يِأúكْلْ مِعِهْ فِأِكِلِ كِثيرٍا ) .

قد يعجبك ايضا