لشهر رمضان الكريم مكانة كبيرة عند المسلمين وتنعكس هذه المكانة إيجابيا على الأطفال صغار السن الذين يحاولون تقليد آباءهم في كل شيء فإذا ما دخل شهر رمضان الكريم يتسارع الأطفال خلال شهر رمضان الكريم لصيام أكثر أيامه اقتداء بآبائهم وأمهاتهم وإخوانهم.
مراقبة مستمرة
لكن الكثير من الأسر تغفل الجانب الصحي للأطفال حيث تقوم بدفع أولادهم إلى صيام شهر رمضان الكريم دون مراعاة ومراقبة الحالة الصحية للأطفال ومدى تقبلهم وإمكانياتهم لصيامه من عدمه ولذلك ينصح الكثير باستشارة أطباء الأطفال لمعرفة إمكانية الطفل لصيام رمضان أم لا.. ففي حالة صيام الأطفال على الأسرة تهيئة الأجواء المناسبة والإمكانية اللازمة من الطعام والسوائل التي تجعل الطفل يستطيع تحمل الجوع والعطش فترة النهار وعمل آلية معينة لإفطارهم وفق نظام غذائي متوازن ومراقبة الحالة الصحية للأطفال.
الشكل الامثل
الجانب الآخر الذي يجب أن تراعيه الأسرة عدم إلزام أطفالهم على صيام رمضان بالشدة والقدوة ويستحب تلبية رغباته حتى لا يتأثر صحيا ونفسيا.. ويفضل ترغيب الأطفال بالصيام بشكل تدريجي بعد سن السابعة وينصح الأطباء بأن لا يصوم الأطفال الشهر كاملا بل بتحديد أيام معينة ليصومها الطفل إن كان قادرا على تحمل الصيام فمثلا يصوم يومان في الأسبوع أو يصوم عن الأكل ويشرب الماء إن كان صغيرا أو بجعل الطفل يصوم نصف نهار إلى وقت الظهيرة ثم يفطر حتى يتقبل الطفل مواصلة الصيام مستقبلا.
ويؤكد الأطباء على ضرورة مراقبة الأطفال خلال فترة صيامهم خصوصا في الأيام الأولى التي يصمونها فإذا شعر الطفل بالإرهاق أو التعب أو لم يستطع تقبل الصيام فيجب إجباره على الإفطار والتوقف عن الإمساك وعدم تحفيزه على مواصلة الصيام لأن بنيته الجسدية لا تتقبل انقطاع الماء والطعام عنها وقد يصاب الطفل بالجفاف أو الدوخة أو ارتفاع درجة الحرارة.. ولتلافي هذه الأعراض ينصح الأطباء الاهتمام بالجانب الغذائي للطفل جيدا وأن يتم توفير الغذاء المناسب والضروري له في جميع الوجبات خصوصا السوائل.. ويفضل الأطباء الحد من تناول الأطفال للحلويات الغنية بالسكريات والدهون والتخفيف من تناولها.. وينصح بتقديم الفواكه والخضروات الطبيعية الغنية بالكالسيوم.
لفت انتباه
يتعرض الطفل جراء الصوم لنقص في الغذاء والسوائل ويجب إعطاء الطفل حبتين من التمر أو كوبا من العصير عند الإفطار لاحتوائهما على الكثير من الفيتامينات والمعادن وسكر الفاكهة والألياف حتى يحصل الطفل على طاقة سريعة حتى يحصل الطفل على تعويض مناسب عن النقص الناجم من الصيام وقت النهار.. أما في حالة إصابة الطفل –لا سمح الله- بأي مرض أو عارض يفضل إيقاف الطفل عن الصيام ويفضل عدم صيام الأطفال منخفضي الوزن أو مصابين بفقر الدم أو السكري والتي لهذه الأمراض أثر سلبي على الأطفال.
ولوجبة السحور أهمية كبيرة لمساعدة الأطفال على الصيام ويفضل تأخير وجبة السحور للأطفال أكبر قدر ممكن بوقت قصير من أذان صلاة الفجر المعلن ببدء الصيام والإمساك عن الطعام والشراب.. لأن وجبة السحور تمد الطفل الصائم الغذاء اللازم الذي يساعده على تحمل الإمساك عن الطعام والسوائل.. وينصح منع الأطفال عن القيام بجهود شاقة في أوقات الصيام خصوصا وقت الظهيرة.
العلماء يؤكدون أن الصوم مسئولية كبيرة تتطلب قدرا من الجهد والمشقة والصبر وقوة الإرادة ويعتبر الصيام فريضة من الله سبحانه وتعالى على المسلمين من عباده يثاب على فعلها ويعاقب على تركها.. ويجب على أولياء أمور الأطفال تدريب الأولاد على الصيام وتقريبهم إليه.. ويفضل تعويد الأطفال خلال شهر رمضان الكريم على قراءة القرآن الكريم والأخلاق الحميدة وغرس القيم الإسلامية النبيلة.