الثلج .. السلعة الأكثر رواجا خلال الشهر الفضيل

ما إن ترى جمعا من الناس وقد احتشدوا حول سيارة صغيرة أو حانوت تجاري في أسواق وشوارع العاصمة صنعاء حاليا فاعلم أن تلك السيارة أو ذلك الدكان يقوم ببيع مادة الثلج التي باتت السلعة الأكثر رواجا خلال الشهر الكريم.
هذا الرواج غير المسبوق في تاريخ العاصمة ذات المناخ البارد مرده بطبيعة الحال انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن العاصمة صنعاء بسبب العدوان الظالم الذي تتعرض له البلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر كاملة مصحوبا بحصار جائر أدى إلى انعدام كل وسائل العيش ومواد ومتطلبات الحياة الأساسية للمواطنين.
تجارة البيع والشراء في قوالب الثلج أصبحت الأكثر رواجا في أوساط الناس الباحثين عن مواد ومشروبات باردة لعلها تخفف شيئا من حرارة الأجواء الصيفية وتلطف مشاعر اللهيب والقهر في نفوسهم جراء الاعتداء غير المبرر من قبل الأشقاء الأعداء الذين يرسلون عبر طائراتهم بصواريخ وقذائف الموت إلى مساكن الآمنين ليلا ونهارا دون رحمة أو مراعاة لروابط الأخوة والجوار.
ويقول مواطنون إن الماء البارد الذي كان متاحا طيلة السنوات والعقود الماضية وحتى ما قبل بدء العدوان أصبح شيئا عسيرا وأمرا في غاية الصعوبة في الظروف الراهنة لذلك فهم يحرصون على اقتناء الثلج الذي كان في السابق غير مطلوب أو مرغوب في المجتمع الصنعاني.
هذا الطلب المتزايد على الثلج جعل أناسا كثيرين يتوجهون إلى ممارسة البيع والشراء فيه نظرا للأرباح الجيدة التي يحصلون عليها جراء المتاجرة فيه .. ويقول علي أبو رشاد الذي كان يعمل موزعا لأحد المخابز الرئيسية قبل أن يتوقف المخبز عن العمل بسبب انعدام مادة الديزل بأنه وجد في تجارة الثلج بديلا مناسبا لعمله المتعثر.
ويضيف: هذا العامل البسيط الذي يعيش مع أطفاله الأربعة في بيت إيجار بمنطقة شملان غربي العاصمة بأنه يجني أرباحا لا بأس بها من العمل في بيع الثلج الذي أصبح المادة الأكثر طلبا من قبل الناس .. موضحا بأن الله فتح له بابا جديدا للرزق له ولعيشة أطفاله بعد أن توقف عمله الرئيسي بسبب الأوضاع الحالية وتداعيات العدوان والحصار.
وشهدت أسعار الثلج ارتفاعا سريعا خلال الأيام القليلة الماضية ويقول نبيل الحمادي وهو صاحب حانوت صغير بحي نقم بمديرية آزال شرقي العاصمة بأن الثلج أصبح السلعة الأهم في حانوته.
ويضيف الحمادي بأن سعر القالب الواحد ارتفع إلى أربعة آلاف ريال في زمن قياسي بعد أن كان يتراوح سعره ما بين الألفين والثلاثة آلاف ريال ومع ذلك فإن الأرباح لا تزال جيدة رغم أنه يتم بيع الكيلو منه بمائة ريال فقط.
ويستخدم المواطنون مادة الثلج في تبريد بعض الأطعمة الرمضانية كـ(المحلبية) والعصائر التي تقدم في وجبة الإفطار الى جانب إضافته إلى مياه الشرب.
وتقول أم هيثم ربه منزل وأم لطفلين: إن مادة الثلج أصبحت مهمة جدا لربات البيوت حيث يقمن بحفظ الأطعمة واللحوم والأسماك في قوالب بها ثلج حتى يتم حفظها لساعات أو ليوم كامل خاصة في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي فلم يعد بمقدور ربات البيوت تبريد أو حفظ أي أطعمة أو تقديم المشروبات الباردة إلا بتوفر مادة الثلج التي أصبحت بديلة عن (الثلاجة أو البراد).

قد يعجبك ايضا