إن حماية آثار اليمن لا تهم شريحة أو فئة محدودة أو مؤسسة معينة وإنما تهم كل الشرائح الوطنية والمؤسسات المختلفة كونها إرث الأجداد الذي يتباهى به اليمنيون بحضارتهم على العالم ولكن هي أيضاٍ التراث الذي يهم العالم كله باعتباره تراثاٍ إنسانياٍ ومهماٍ على الدرب الحضاري وما أنجزته الحضارات على الصعيد اليمني في وقت كان لها شأن عظيم لا ينبغي إنكاره ومعرفة كيف تتفاعل مع الحضارة المختلفة والمعاصرة وأخذت وأعطت ثم آثرت مسيرة الحضارات اللاحقة بها ومن ثم يصبح من حق الإنسان في القرن الواحد والعشرين أن يعرف شيئا عن الحضارة اليمنية القديمة في مختلف العصور . وكان لزاما عليه أيضاٍ أن يشترك في المحافظة على هذا التراث بالقول والفعل أو بالتمويل الذي يبقى مسؤولية الترويج والتعريف به لا أن نتخذه ثكنات عسكرية أو الاختباء خلفه في حال النـزاع المسلح الأمر الذي يؤدي الى ردة فعل باستهدافه بطرق مباشرة أو غير مباشرة مما يؤدي إلى إلحاق الضرر به أو تدميره.
الأمر الذي يجعل حماية آثار اليمن مهمة وطنية ملحة بل أنها مسؤولية وأمانة في أعناق كل أبناء اليمن ولا مبرر أبداٍ في التفريط أو التهاون في تحمل المسؤولية وعلى الجهات الحكومية والتنظيمات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والمنظمات والجمعيات والمنظمات الدولية المعنية بحماية التراث الثقافي أن تتحرك وأن تواجه هذه المسؤولية بما تستحقهº بل وعليها أن تعمل كل ما بوسعها من أجل المحافظة على هذا التراث العزيز الذي يحكي تاريخ اليمن ويسجل دوره الحضاري لبناء الماضي العريق والمهمة الوطنية للمحافظة على الآثار يجب أن تكون الشغل الشاغل للدولة وتحميل المسؤولية الكاملة كل من اعتدى عليها داخلياٍ أو خارجياٍ.
ونحن في وزارة الثقافة والهيئات والمؤسسات التابعة لها (الهيئة العامة للآثار والمتاحف – الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية – الهيئة العامة للكتاب – والمؤسسة العامة للسينما والمسرح – صندوق التراث والتنمية الثقافية) وإزاء كل ما تعرضت له الآثار والمعالم التاريخية والممتلكات الثقافية ومنذ بداية الأزمة اليمنية وما وصلت إليه من عدوانُ غاشم من قبل قوات التحالف العربي (عاصفة الحزم) واستشعاراٍ للخطر المحدق بالآثار والتاريخ اليمني ككل قمنا باتخاذ الإجراءات التالية: –
إصدار قرار نائب وزير الثقافة بتشكيل لجنة لحصر وتوثيق ما قام به عدوان التحالف العربي من استهداف لمدينة زبيد التاريخية والأضرار التي لحقت بالمباني التاريخية والمساجد والقلعة في هذه المدينة.
إصدار قرار نائب وزير الثقافة بتشكيل لجنة لحصر وتوثيق ما قام به عدوان التحالف العربي من استهداف لمدينة صنعاء القديمة والأضرار التي لحقت بالمباني التاريخية في هذه المدينة الهامة.
عقد مؤتمر صحفي حضرته جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة للتنديد بالعدوان الهمجي الذي تشنه دول التحالف العربي ضد بلادنا بشكلُ عام والمدن التاريخية والمواقع والمعالم الأثرية بشكلُ خاص.
تنفيذ وقفة احتجاجية تنديداٍ بالعدوان والاعتداء على المعالم الأثرية والتاريخية في حوش وزارة الثقافة.
تشكيل لجنة متابعة برئاسة وكيل وزارة الثقافة لقطاع المدن التاريخية والآثار والمخطوطات مهمتها متابعة تطورات الوضع وإعداد التقارير والملفات القانونية التي سيتم رفعها لمجلس الوزراء وكذلك للمنظمات الدولية المعنية للمطالبة بالتحقيقات بفتح ملفات تحقيق دولي.
إصدار قرار رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف بتشكيل لجنة طوارئ برئاسة رئيس الهيئة ونائب رئيس الهيئة وعضوية مدراء عموم الإدارات العامة المعنية ومدراء عموم فروع الهيئة بالمحافظات تدار عبر غرفة عمليات في الديوان العام لتلقي البلاغات من الفروع عن أي استهداف للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية.
قامت الهيئة بمخاطبة جميع مدراء عموم فروع الهيئة في كل المحافظات اتخاذ الإجرائيات التأمينية للمتاحف والمخازن واتخاذ إجراء إخفاء القطع الاثرية في أماكن آمنة في البنوك أو أماكن أخرى عبر خطة مرفوعة للهيئة.
على صعيد الازمة اليمنية الداخلية قامت الوزارة ممثلةٍ بالهيئة العامة للآثار والمتاحف بمخاطبة كافة التنظيمات والأحزاب السياسية والجماعات دون استثناء ببيان مناشدة على النأي بالمواقع الأثرية والمعالم التاريخية عن الصراعات وعدم استخدامها لأي اغراض عسكرية كانت
قامت الوزارة بدعوة كافة المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني ببيانات متكررة عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بالتعاون معنا في حماية المواقع والمعالم التاريخية من أي اعتداء كانت.
قامت الوزارة بمخاطبة اللجنة الامنية العليا توفير الحماية الامنية والعسكرية لجميع المتاحف اليمنية والمواقع الاثرية والمعالم التاريخية دون استثناء
قامت الوزارة بمخاطبة وزارة الداخلية والدفاع بتوفير الحماية والحراسات الأمنية والعسكرية لجميع المتاحف اليمنية خوفا من استغلال الاحداث الجارية في البلاد والسطو على المتاحف وسرقتها كما حصل في عام 1994م.
ومن خلال مراقبة مجريات الأحداث في إطار الاعمال العسكرية والعدوان الخارجي على بلادنا تم رصد مجموعة اعتداءات على المواقع والمعالم التاريخية باستهداف مباشر من قبل طيران عاصفة الحزم موضحا المواقع الاثرية والمعالم التاريخية التي تعرضت للاستهداف حسب النسب التدميرية.
تم مخاطبة المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث مثل منظمة اليونسكو رسمياٍ للتدخل في إيقاف عدوان طائرات قوات التحالف العربي من استهداف للمواقع الاثرية والمعالم التاريخية واستنكار وإدانة هذه الأعمال. وتطبيق المواثيق الدولية والمعاهدات المعنية بحماية تراث البلدان في حال النـزاع المسلح.
التواصل مع البعثات الأثرية الأجنبية العاملة في مجال الآثار في اليمن واطلاعهم على هذه الامور ومطالبتهم بالتدخل لدى بلدانهم التعاون معنا في أي تدخل يكون محسوب الاجل حماية تراث وآثار بلادنا.
اصدار البيانات الرسمية لاستنكار استهداف المواقع والمعالم التاريخية والتنديد بعدم استهدافها إلا أنه تكررت هذه الأعمال التدميرية.
وفي الأخير.. نأمل من المنظمات الدولية المهتمة بالشأن الثقافي والأثري والتاريخي في بلادنا أن تعمل على إيقاف استهداف الحضارة اليمنية والتاريخ اليمني الغالي وأن تدين هذه التصرفات الهوجاء من قبل دول العدوان السعودي وحلفائه.. حفظ الله اليمن أرضاٍ وإنساناٍ وتاريخاٍ وحضارة.