«رمضان كريم» نرددها كثيرا ودائما في كل عام كلما يهل علينا هذا الشهر الكريم.. نرددها إيمانا ويقينا بأن شهر رمضان شهر كريم ومبارك شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار.. ويزداد ترديد هذه العبارة كلما أصيب الإنسان اليمني بابتلاء من الله سبحانه وتعالى.
ويأتي رمضان هذا العام على الشعب اليمني في ظل عدوان لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية.. الذي استهدف الإنسان اليمني وفرض حصارا شديدا برا وبحرا وجوا.. منع من خلال هذا الحصار دخول المواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية إلى جانب الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة كمرضى السكر ومرضى القلب وغيرهما.
في هذا التحقيق سنسلط الضوء على المواد الغذائية وتهافت المواطنين عليها خلال شهر هذا الشهر الكريم ومقارنته بالأعوام السابقة.. البداية كانت مع الأخ هشام محمد –رب أسرة- التقينا به في محل لبيع المواد الغذائية الذي تحدث معنا حول المواد الغذائية لهذا العام كيف يرى توفرها وخطورة انعدامها أو ارتفاع أسعارها والذي تحدث إلينا قائلا: إن أسعار المواد الغذائية هذا العام مرتفعة وبعضها وصلت أسعارها إلى الضعف.. وهذا ما يشكل عائقا أمام توفيرها لأسرنا وقد نستغني عن بعض المواد الإستهلاكية غير الضرورية لكن الأهم أن تتوفر المواد الغذائية الرئيسية من القمح والدقيق والسكر والزيت وغيرها من المواد الأساسية.
ويوافق عاطف الريمي رأي هشام الذي كان بجواره أثناء حديثنا معه.. مضيفا : إن العدوان السعودي استهدف البنية التحتية للشعب اليمني وحاصره اقتصاديا وهذا جعل البيئة خصبة للجشعين من التجار الذين يستغلون الحصار وشحة المواد الغذائية في السوق فيقومون برفع الأسعار.. وهذا ما سيؤثر علينا نحن المواطنين وسنتحمل فارق السعر وسنضطر للشراء في ظل غياب دور الجهات المختصة في وزارة الصناعة والتجارة والمجلس المحلي بأمانة العاصمة.
القطاع الخاص يساهم مساهمة مباشرة في توفير المواد الغذائية الضرورية لكن مع استمرار العدوان السعودي الذي يواصل حصاره الاقتصادي البري والبحري والجوي سيؤدي إلى تراجع توفير المواد الغذائية.. لكن الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة أكدت قبل فترة أن القطاع الخاص يساهم مساهمة مباشرة ولم يقصر في أداء دوره الوطني ومنذ فرض الحصار ورجال الأعمال يراجعون الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للضغط على قوى التحالف الخليجي بقيادة السعودية لفك الحصار البحري والجوي والبري على اليمن والمفروض على الشعب اليمني منذ بدء العدوان وقد بدأ هذا التحرك يؤتي ثماره بالإفراج عن البواخر التي تحمل المواد الغذائية الأساسية كالقمح والدقيق وهي في طريقها إلى الموانئ اليمنية.. مؤكدين أنه يوجد مخزون كبير من البضائع والسلع الغذائية كافية لعدة أشهر وليس هناك أي خوف.. إلا أن الهلع والخوف لدى المواطنين –خصوصا مع قدوم شهر رمضان الكريم- أدى إلى الإقبال الشديد على المواد الغذائية الأساسية, مما أدى إلى ضغط كبير على التجار وتأخر توفير المواد الغذائية.
وقد تسبب العدوان السعودي على الشعب اليمني في ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية بحسب تقارير اقتصادية خصوصا في مادتي الدقيق والقمح حيث ارتفع سعر الدقيق بنسبة تتراوح بين 50 إلى 80%.. حيث ارتفع سعر القمح من 5000 ريال تقريبا إلى 8000 ريال للكيس الواحد.. حيث تشير الإحصائيات إلى أن المواطن اليمني يستهلك 300 غرام من الخبز يوميا.
وفي هذا الصدد حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» في وقت سابق من انعدام الأمن الغذائي في اليمن جراء الأزمة الطويلة التي يشهدها البلد.. وذكرت في تقريرها أن معدل انعدام الأمن الغذائي في اليمن ارتفع وأصبح شخص من كل أربعة أشخاص يعاني من نقص التغذية وأن نصف سكان اليمن في حاجة إلى المعونة الإنسانية منذ بداية العام الجاري.
وزارة الصناعة والتجارة من جانبها وجهت مكاتبها في أمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية بتكثيف عملية الرقابة على الأسواق التجارية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية خلال شهر رمضان الكريم المبارك.
وأوضحت إدارة حماية المستهلك بالوزارة أن الهدف من هذه الإجراءات التي اتخذتها الوزارة هو العمل على استقرار أسعار السلع ومكافحة الغش التجاري.. مؤكدة أن الإجراءات تتماشى مع الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن جراء العدوان السعودي الغاشم وما رافقه من حصار جائر أثر سلبا على مجمل الأوضاع الاقتصادية بما في ذلك استقرار الأسواق التجارية.
ودعة حماية المستهلك المستهلكين إلى التحري والتدقيق عند شرائهم للسلع والمنتجات الغذائية التي يتطلبها الاستهلاك خلال شهر رمضان المبارك والتي تعج بها الأسواق لتجنب تلك السلع التي يلجأ البعض إلى طرحها في الأسواق استغلالا لهذه المناسبة الدينية الفضيلة في حين أن المفروض التسامي والترفع عن هذا السلوك خصوصا في هذه المناسبة الجليلة.
قد يعجبك ايضا