> عبدالجبار سعد: ليس هناك يمني مؤمن بقضيته يعلق آمالاٍ على مؤتمر جنيف.. وعلينا مواصلة الصمود
> د/ نفيسة الوشلي: لا يمكن أن يستمر الحوار والمفاوضات في ظل استمرار العدوان
> م/ علي المنعي: المؤيدون للعدوان خسروا تواجدهم السياسي على الأرض
> د/ محمد الحاج: لا بد من هدنة قبل الحوار.. والأيام القادمة حبلى بالكثير
> ياسر ثامر: دول العدوان في تخبط و مواقفها الأخيرة تؤكد نيتها إفشال أي توافق بين اليمنيين
بعد بضع سويعات تتجه أنظار الملايين من أبناء بلادنا نحو مدينة جنيف بسويسرا حيث ينعقد المؤتمر الدولي الخاص بالشأن اليمني الذي سيعمل على إطلاق العملية السياسية بين فرقاء العمل السياسي في بلادنا عن طريق إقامة حوار يمني – يمنـي يفضي إلى إيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية وإنهاء العدوان السعودي الهمجي على بلادنا.. ومواصلة الحوار الذي عقد في فندق موفمبيك برعاية وإشراف المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر .. وكان لزاماٍ علينا استطلاع آراء بعض النخب السياسية والمثقفة وأساتذة العلم عن مدى توقعاتهم حول مؤتمر جنيف وما هي تطلعاتهم وآمالهم¿ وما هي نظراتهم السلبية أو الإيجابية لهذا المؤتمر.
ففي البداية يقول الكاتب والصحافي العربي الدكتور/ فيصل جلول بأنه من الصعب الحكم على ما ستؤول إليه المفاوضات في جنيف إن تمت ذلك لأن الأزمة اليمنية لم تتم فصلاٍ بعد بكلام آخر لن يعود اليمنيون من جنيف بحلُ سلمي لأزمتهم فربما عادوا بهدنة أو بنوايا حل وربما عادوا بإحباطُ جديدº فالأزمة اليمنية مفتوحة ولم تنعطف باتجاه السلام بعد.
أما بخصوص توقف الضربات الجوية للعدوان السعودي وحلفائه على اليمن فيقول جلول: نجاح مؤتمر جنيف مربوط بقبول السعودية وأنصارها بالحل المتفق عليه وبالتالي ينتفي الغرض من الحرب أما في حالة فشل هذا المؤتمر فالراجح أن اليمنيين بدأوا يتصرفون قبل جنيف بطريقة مختلفة فهم يريدون نقل الحرب إلى السعودية واستخدام صواريخ جديدة والضغط على القيادة السعودية حتى تشعر أن بقاء حربها على اليمن كلفتها عالية جداٍ وأن الكلفة aقد تصل إلى تهديد النظام السعودي نفسه…. عموماٍ لا خيار أمام اليمنيين غير ذلك طبعاٍ ولا بد من شرح عدالة قضيتهم أمام الرأي العالمي.
وبخصوص قراءته لمستقبل اليمن في ظل العدوان الخارجي والاقتتال الداخلي يقول جلول: أنصار الله والرئيس صالح لا يريدون الاعتداء على أحد – كما أعلم – يريدون فقط رد العدوان الخارجي فعندما يعتدى على بلدُ ما – كما هو الحال في اليمن – على جميع أبنائه رد العدوان وليس دعم المعتدي بإطلاق النار على من يجابهونه.. في الحروب لا بد من احترام قوانين الحرب ولكن السعودية لم تحترم هذه القوانين سواءٍ بإعلان الحرب أولاٍ وثانياٍ الطلب من البلد المعني أن ينفذ مطالب وإلا ستشن عليه الحرب.
فاعتداء الطيران السعودي على اليمن بدون إنذار أو سابق جرم من قبل اليمنيين يعدْ هذا النوع من حروب الغدر التي لا يجب أن يدعمها أي حزب أو مجموعة مسلحة يمنية.. أما المشاكل فيما بين اليمنيين سيحلونها بأنفسهم والتاريخ يشهد بأن اليمنيين اختلفوا واقتتلوا فيما بينهم في عهودُ مضت وتصالحوا فيما بينهم وليسوا بحاجة إلى وصي من الخارج وعليهم الآن إجراء مصالحة يمنية وطنية وأن يطمئنوا لبعضهم البعض إلى حسن نواياهم وأن يتصرفوا كأسيادُ على بلادهم وليسوا تابعين لأحد.
الباعة لبلادهم سيفشلون مؤتمر جنيف
أما الكاتب والصحافي / عبد الجبار سعد.. فيبدي نظرة متخوفة على مستقبل اليمن حيث يقول: أخشى أن يكون مؤتمر جنيف اليمن مثل مؤتمر جنيف سوريا الذين قبلوا بمؤتمر جنيف لم يقبلوا به إلا بشروطهم الخاصة وخوفاٍ من اعتبارهم معرقلين للحلول السلمية’ فمثلاٍ دول العدوان قبلت مكرهةٍ وستسعى لإفشاله بأي ثمن ولديها كم كبير من الساسة اليمنيين – الباعة المتجولين – إن جاز لي المسمى – سيتكفلون لها بذلك..
ليس من أمل في نجاح المؤتمر مادام العدوان قائماٍ .. ومن سيحسم المعركة على الأرض هو الذي سيضع شروط الحوار وآلية إنجاحهº ولكنه سوف يفتح آفاقاٍ كثيرة لمسار الأزمة الراهنة وسيضع القوى أمام أحجامها وسيستهلك بعض الوقت في المحادثات ريثما يتم تحديد مصير العدوان والمواجهة على الأرض.
وبخصوص الأمل في نجاح مؤتمر جنيف وحل الأزمة اليمنية جذرياٍ .. يرد الأستاذ عبدالجبار بقوله: لا أعتقد أن يمنياٍ مؤمناٍ بقضيته يعلق آمالاٍ على هذا المؤتمر لحسم المعركة ووقف العدوان.
فالسعودية ودول العدوان تريد شيئاٍ واحداٍ من مؤتمر جنيف سبق وأن عبر عنه رجل السعودية (بحاح) وهو إعادة الشرعية وكل القوى الفاعلة في اليمن ترفض تلك الفكرة جملةٍ وتفصيلا ولا يمكن أن تحقق السعودية بجنيف ما لم تحققه بحشدها العدواني بالمطلق.
داعياٍ اليمنيين إلى الثبات والصمود أمام هذا العدوان الغاشم والعمل على تحرير أرضهم المحتلة وسينتصرون بقوة الله تعالى آملاٍ أيضاٍ بأن يكون نصر اليمن هو نصرَ وانتصارَ لكل القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين القضية الكبرى للعرب والمسلمين وإنهاء الوكر الذي فجر الفتن في الشام والعراق وليبيا واليمن.
تضحيات اليمنيين هي السبب في مؤتمر جنيف
أما الدكتورة/ نفيسة الوشلي – أستاذة السياسة المحلية – فردت بتفاؤلُ جم حيث قالت: الدعوة لمؤتمر جنيف في حد ذاتها وعقد هذا اللقاء في ذاته نجاحَ لليمن بما قدمته من تضحيات وإذا صوحِب بالتوافق على هدنة ووقف إطلاق النار فإنه انتصار النجاح والفشل بيد الله ومتوقف على إدراك دول العدوان استحالة كسر إرادة اليمنيين ووعي وإدراك القوى الوطنية لمتطلبات المعركة السياسية التي لا تقل تعقيداٍ عن المعركة العسكرية.
وأما بخصوص نجاح أو فشل هذا المؤتمر فتقول: لا معنى أصلاٍ للحوار في جنيف إن لم يفض إلى وقف العدوان ولا يمكن أن يستمر الحوار والمفاوضات مع استمرار العدوان.. ويجب على اليمنيين أن يتحرروا من التبعية للقيادات السياسية التي تدعم العدوان وتشعل الحروب الأهلية وأن يتحلوا بالوعي للمخاطر المترتبة على تأجيج التناقضات المناطقية والمذهبية والحزبية وعلينا أن ندرك أننا لا يمكن أن نغير الواقع الذي نعيشه نحن أيش لنا إلا اليمن.
وأمام بخصوص قراءتها للمستقبل في ظل التطورات الأخيرة في بلادنا.. فتضيف: المستقبل بيد الله فإن مع العسر يسرا.. وإن مع العسر يسرا ثقتنا بالله كبيرة وعند الله كل خير.
ولعل المحاسب المالي/ حميد غلاب لديه نظرة أخرى ربما تشاؤمية حول هذا المؤتمر حيث يسرد قائلاٍ: توقعاتي أن مؤتمر جنيف سيفشل بجميع المقاييس ولن تصل الأطراف اليمنية إلى أي حل وسيلحق هذا المؤتمر مئات المؤتمرات في دول عدة ولن نصل إلى أية حلول مجدية عندها سيكون الجنوب قد ذهب في غياهب الجب والشمال سيدخل في صراعات طائفية مقيتة لن تنتهي إلا بنهاية نصف الشعب وتشريد النصف الآخر.
حوار يمني يمني أم حوار يمني سعودي
حدِد المحامي ورجل القانون الأستاذ/ علي المنعي لمؤتمر جنيف المزمع عقده يوم الأحد شقين أساسيين هما: الشق الأول: حوار يمني – يمني والثاني: حوار يمني – سعودي متوقعاٍ انعقاد الشق الأول بسبب الضغوط الدولية التي تمارس على كل الأطراف غير أن نجاحه سيكون شكلياٍ فقط على الأوراق ولا شك أن مخرجاته لن تترجم على الواقع لعل أهم سبب لذلك هو غياب الطرف الآخر واستحالة حضوره إلى اليمن وممارسة نشاطه السياسي بصورة طبيعية.. لما خلفه من آثار وجرائم لا يمكن تجاوزها بسهولة على الأقل لدى عامة الشعب والمتضررين بشكل خاص .. فالعدوان السعودي على اليمن وتأييد هذا الطرف له بل والدعوة إلى التدخل الخارجي في اليمن لكسب مواقف سياسية من شأنها أن تمكن هذا الطرف من العودة إلى السلطة والمضي في تنفيذ ما يدعون إليه وخاصة تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم.
ويذهب هنا المحامي المنعي إلى الفرضية بنجاح مؤتمر جنيف نجاحاٍ كبيراٍ شكلاٍ وموضوعاٍ.. ليستطرد بأن دائرة الصراع اليمني السعودي ستنحصر في الحدود وخاصة نجران وجيزان وربما عسير وبالتالي لا شك أن الجيش اليمني واللجان والقبائل سيحرزون تقدماٍ برياٍ في التوغل في تلك المدنº الأمر الذي سيدفع بالعدوان السعودي لاستمرار طلعاته الجوية وبالتالي القصف الهستيري تحت مزاعم استهداف المليشيات المعرقلة لتنفيذ مخرجات مؤتمر جنيف والتسوية السياسية.
أما في حالة فشل المؤتمر .. فيقول: لا شك أن خير وسيلة للدفاع الهجوم وبالتالي يجب التركيز على تحقيق الانتصارات في ما وراء الحدود وتحرير أراضينا المحتلة نجران وجيزان وعسير .. وعند تحريرنا لأول مدينة ورفع العلم الجمهوري اليمني حينها سينحصر النـزاع السعودي اليمني في تلكم الجبهات والمناطق ويتحول العدوان السعودي من مركز الهجوم إلى مركز الدفاع .. وحينها قد يقبل الجانب السعودي بأية شروط قد يمليها عليه الجانب اليمني وخاصةٍ في حال بروز مبادرات سلام قد تقدمها دول محايدة لحل الحرب اليمنية السعودية ولن يتأتى لنا ذلك إلا بتوحيد جبهتنا الداخلية تحت قيادة عسكرية متخصصة تشكل مجلساٍ عسكرياٍ لإدارة المعارك وفقاٍ لاستراتيجية عسكرية بحتة ووفقاٍ للمعطيات العلمية والعملية والميدانية ولا تخلو من الخبرات والكفاءات.
وحول رؤيته لمستقبل اليمن في ظل المعارك الداخلية مع مليشيات هادي والقاعدة وفي ظل العدوان السعودي الظالم فيقول: لعل المقام لا يسمح لنا هنا بسرد كل ما يتعلق بمستقبل اليمن في ظل العدوان السعودي الغاشم غير أن أهم ما سأورده هنا يتلخص في الآتي:
سيتحقق المزيد من التوحد في صفوف الشعب اليمني بمختلف انتماءاته. السياسية والمذهبية والمناطقية في سبيل مواجهة العدو المشترك لليمن أرضا وإنسانا.
وبالتالي تدافع الآلاف من المواطنين اليمنيين إلى جبهات القتال الحدودية مع العدوان السعودي لغرض الجهاد والثأر لدماء أطفالنا ونسائنا .. واثارنا ومعالمنا التاريخية ومنشآتنا وبنية اليمن التحتية التي دمرها العدوان عمداٍ وعدواناٍ دونما مبرر بل وبصورة همجية مخالفة لمواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي وميثاق الجامعة العربية ودساتير العالم بل ولكل الشرائع والأديان السماوية.
ولا شك أن المؤيدين للعدوان قد خسروا تماما وجودهم السياسي على الساحة اليمنية وبالتالي يتصدر المشهد السياسي اليمني جماعة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني وبقية الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان..
ومن هنا نستطيع القول بأن أي كيان سياسي قد ينشأ في المستقبل القريب مثلا (مجلس رئاسي وحكومة تصريف أعمال توافقية وتفعيل دور البرلمان).
وبطبيعة الوضع الراهن سيتم استثناء أي مكون مؤيد للعدوان أو شارك معه .. وليس ببعيد علينا ما يجري على الساحة الوطنية في جبهات القتال الداخلية ضد بقايا المليشيات الحزبية التي تشارك العدوان بافتعال المعارك في مأرب وتعز وعدن والبيضاء والضالع وبمساندة مليشيات هادي وبعض مكونات الحراك الجنوبي.
ومن المتوقع أن اليمن سيمر بفترة انتقالية قد يطول أجلها نسبيا نظرا لنشوب الحرب في ما وراء الحدود السعودية .. وانحصار العمل السياسي الوطني في مجابهة العدوان وعملائه في الداخل. ولاشك أن اليمن سيعيش نوعا ما في عزلة سياسية جزئية بسبب انقطاع العلاقات الدبلوماسية ورحيل البعثات الدبلوماسية من اليمن سابقا .
ومع ذلك لن يخلو الوضع من تعاطف بعض الأطراف الدولية مع الشأن اليمني .. وخاصة روسيا والصين وإيران وبعض الدول الأوروبية والعربية .. سواء بالمواقف السياسية أو الدعم الإنساني بمواد الأثرية وغيرهاº الأمر الذي ينعكس على اليمن إيجاباٍ في دهاليز وأروقة المنظمة الدولية (الأمم المتحدة)
ومع أن الوضع الاقتصادي متأثر جدا سلبيا بالأحداث الجارية الناتجة عن العدوان .. غير أن ذلك يعطي للشعب اليمني مزيدا من الصمود والثبات كما يعطي لجيشنا الباسل واللجان روحا معنوية عالية حافزا قويا يدفعهم للإسراع في حسم المواجهات الداخلية والخارجية ما يحقق الانتصارات التي سينعكس صداها بشكل إيجابي على أبناء الشعب اليمني ..الصامد ويشكل عاملاٍ مساعداٍ لتكيف الشعب مع أي وضع قد تأول إليه البلاد طالما نحقق الانتصارات في جبهات القتال ..
دور روسي مأمول في إنجاح مؤتمر جنيف
أما الدكتور/ محمد أحمد الحاج فيرد قائلاٍ: توقعاتي لا تختلف عن كل متابع لقضايا الوطن سواءٍ في الداخل أو في الخارج فالمطلوب هو الخروج بهدنة إنسانية في المقام الأول ليتسنى لجميع الأطراف الحوار في مؤتمر جنيف والخروج برؤية ناجحة تسهم في حل الأزمة اليمنية أما بخصوص فشل هذا الاجتماع ستكون هناك فرصة أخرى للتشاور وعقد مؤتمر آخر وهناك من يتوقع أن نجاح المؤتمر يرتكز على مدى القوة الحقيقية في الميدان .. ومن خلال قراءاتي فإن دعوة روسيا لأنصار الله للذهاب إلى موسكو قبل انعقاد هذا المؤتمر لإطلاع روسيا على الواقع والظروف التي تستدعي للتهدئة فعلاٍ ولعل تصريح الجانب الروسي بأن لقاهم بأنصار الله جاء من أجل التهدئة قبيل انعقاد مؤتمر جنيف وربما قد يكون العكس الصحيح الدفع بأنصار الله لاتخاذ موقف قوي وعدم تقديم تنازلات قوية فيما يخص محاور الاجتماع وأما من جانب العدو السعودي ففي رأيي إذا انهارت القوى المتحالفة معها أو تخلخلت فإن الاجتماع سيكون فرصة لإنهاء العدوان وسيكون شرطها الأكبر الاعتراف باتفاقية الحدود وعودة الجيش وأنصار الله إلى مواقعهم السابقة وإن رأت أنها تحتاج للمزيد من الدمار والمزيد من العدوان فلن ترضخ ولن تتنازل وستظل تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) .. ولن نستعجل أبداٍ فالأيام القادمة ستوضح لنا كل هذه الحقائق وربما حقائق أخرى لا نعلمها ولا نتوقع حدوثها وعموماٍ نرجو من الله التوفيق لكل ما فيه مصلحة اليمن وأمنه واستقراره.
جنيف.. صفحة بيضاء لصياغة اتفاق شامل
أما الأستاذ / ياسر ثامر – مدير عام الإعلام والعلاقات بوزارة الاتصالات- فيقول: أولاٍ أعتقد أن مؤتمر جنيف من حيث المدخلات يعد خطوة هامة وبداية واقعية ومنطقية لتجاوز ما يعانيه أبناء اليمن من ويلات العدوانº فالمؤتمر من حيث الإعداد قد ابتعد عن الأخطاء التي أفشلت مؤتمر الرياض الأحادي الجانب رؤيةٍ وتمثيلا فقد حرصت الأمم المتحدة على استيعاب مجمل الأطراف اليمنية دون إقصاء أو إلغاء سواءٍ الثابتين على الأرض في الداخل أو المنضوين تحت مظلة العدوان السعودي في الرياض. كما أن مؤتمر جنيف من حيث المبدأ يسعى لجمع تلك الأطراف على صفحة بيضاء لصياغة اتفاق شامل يرضونه جميعاٍ ويعملون على تنفيذه بدون أي اشتراطات مسبقة أياٍ كانت.
ولعل تلك المدخلات تدعو للتفاؤل باعتبارها ستمثل أرضية صالحة ومواتية لنضع أقدامنا على بداية الطريق الصحيح لا سيما إذا صدقت كافة الأطراف في إثبات حسن النية ورغبتها بالتوصل إلى حلول من شأنها الحفاظ على سلامة اليمن واليمنيين.
ثانياٍ من حيث المخرجات من الصعب أو ربما من الواضح أن ثمة توجهات وضغوطات وأجندات تقف خلفها قوى العدوان السعودي في سبيل إفشال مؤتمر جنيف اليمني كما حدث مع مؤتمرات جنيف حول الوضع السوريº ويبدو ذلك جلياٍ من خلال عدد من المعطيات منها رفض دول العدوان السعودي لمؤتمر جنيف منذ البداية وتمسكهم بأهداف العدوان المعلنة باعتبارها – عبثاٍ – مشروع حياة لإنقاذ اليمن وأهلها أجمع عليه اليمنيون في مؤتمر الرياض الذي لم يكن موفقاٍ على الإطلاق وبطبيعة الحال فرضت السعودية ذلك الموقف الرافض لجنيف على اليمنيون القابعين في فنادقها الفخمة.. يلي ذلك القبول بجنيف على مضض وتحت ضغط دولي وبعد تأجيل موعده السابق أكثر من أسبوعين إضافة إلى تصريحات قيادات خليجية بعدم التعويل على مؤتمر جنيف والتحريض على وضع الاشتراطات المسبقة لحضور المؤتمر رغم حرص الأمم المتحدة على عقد مفاوضات وحوارات غير مشروطة. وفوق ذلك يأتي الطرف المساند للعدوان ليقول إنه لن يذهب جنيف للتفاوض وإنما للتشاور حول آلية تنفيذ كافة شروطه المسبقة وعلى رأسها إلغاء كافة الأطراف المؤثرة في الواقع والفاعلة على الأرض وإقصائها من المشهد السياسي في مستقبل اليمن وهو أمر غير منطقي ويثير السخرية للأسف ناهيك عن أن قيادة العدوان – في الأمس القريب – وعلى لسان وزير الخارجية القطري تؤكد أنها لم ولن توقف عملياتها العسكرية على اليمن إلا بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة في ذات الوقت الذي تتهجم فيه على مبعوث الأمم المتحدة الجديد كما تهجمت على سابقه وتقلل فيه من شأن مؤتمر جنيف وتحاول إفشاله وإحباط جهود الأمم المتحدة وأمينها العام الداعية للحوار والتفاوض واستئناف العملية السياسية وهو ما يعكس تخبط وتناقض العدوان وقياداته ويؤكد حقدها على اليمن وعدم رغبتها في توافق اليمنيين وحقن دمائهم.. كل تلك المعطيات وغيرها تؤكد أن مؤتمر جنيف يراد له الفشل لا النجاح ولن تحيي مخرجاته الأمل في نفوس سكان اليمن وأهلها.
ثالثاٍ: بناءٍ على ما سبق وفي أكثر الحالات تفاؤلاٍ وبعيداٍ عن التشاؤم أعتقد أنه إذا استطاع مؤتمر جنيف الخروج بقرار أو باتفاق على فرض هدنة إنسانية طويلة في اليمن لتدارك الوضع الإنساني والاقتصادي البائس الذي أصاب بلادنا بفعل العدوان تستمر خلالها الحوارات السياسية برعاية أممية فإن ذلك يعدْ نجاحاٍ باهراٍ لمؤتمر جنيف.
أما في حال الفشل الكلي لجنيف وبقاء الأمر على ما هو عليه وعدم الكف عن إمطارنا بقذائف الإف 16 فإن ذلك سيؤكد للشعب اليمني والشعوب العربية والمجتمع الدولي بان المشكلة يمنية سعودية وليست يمنية – يمنية كما يحاولون تغليفها وبالتالي فإن التعويل على الحلول السياسية وحدها لن يكفي والمساعي الدبلوماسية الحميدة لا يمكنها إقناع نظام المملكة السعودية بأننا نتعرض للظلم ونستحق حسن الجوار والحياة الحرة الكريمة الأمر الذي يحتم علينا المزيد من الصبر والتحمل والصمود والاعتماد على ما أتانا الله من قوةُ بشريةُ وثقافيةُ وعسكرية لمواجهة وصد هذا العدوان الغاشم على بلادنا فالقوة الرادعة ممكنة وإن لم تكن موازية وهي وحدها القادرة على إجبار العدو بالجلوس معنا باحترام على طاولة المفاوضات والنظر إلينا نظرة الند للند والبحث الجاد عن الحلول التي يحفظ بها ماء وجهه وتخرجه من مأزقه الذي لا يحسد عليه.
– Al-ameer32@hotmail.com