النازحون.. مآس تتوالد

> نازحة: انتقلنا من منطقة إلى أخرى طلباٍ للأمان فلم نجد غير الدمار

مازال العدوان السعودي الأمريكي يمارس إلى اليوم هواياته في قتل آلاف الأبرياء من اليمنيين وتشريد البعض الآخر ومن يرى الحالة التي يكون فيها الناس اثناء القصف والذعر والخوف الذي يلازمهم فسيري حجم المأساة التي يخلفها هذا العدوان الغاشم على الأرض اليمنية وعلى الأبرياء الآمنين.. آلاف الناس اضطرهم العدوان إلى ترك منازلهم وكل مقتنياتهم والهروب بأرواحهم وأسرهم وأطفالهم وآخرون دْمرت منازلهم فوجدوا أنفسهم مجبرين على الرحيل فلا مأوى لهم.

دون رجعة
الكثير من النازحين والذين جاءوا من مناطق مختلفة وتركوا بيوتهم ومدنهم خرجوا يحملون مآسيهم ويهربون بحياة أبنائهم ومن تبقى لهم وتقول أم محمد وهي إحدى النازحات من مدنية صعدة لم أجد مأوى لي ولأطفالي سوى إحدى الفصول في هذه المدرسة الأيام التي عشتها في الشارع مع أسرتي تدل على قبح ما يفعله بنا هذا العدوان السعودي والذي لم يترك لنا شيء إلا ودمره.
وتضيف أم محمد والتي تسكن الآن في إحدى الفصول بمدرسة الثورة بمديرية آزال: خرجت من مدينة صعدة بصحبة أطفال الستة ونحن لا نملك شيئاٍ ولا نجد حتى يومنا هذا وخرجنا بعد أن دمر القصف جزءاٍ كبيراٍ من منزلنا فتركنا المدينة والمنزل إلى غير رجعة.
وتسرد أم محمد قصتها وعيونها ترقرق بالدموع: إلى اين نرجع وقد دمرت مدينتنا بالكامل ودمرت منازلنا وقْتل رجالنا أصبح هذا الفصل منزلي وجدرانه الأربعة مأوى لأطفالي الصغار والذي أصبح الرعب يستوطنهم خرجنا من المدينة ولم نجد حتى سيارة تقلنا إلى صنعاء أو إلى أي مكان آخر مشينا على اقدامنا يوماٍ كاملاٍ كنت أحمل طفلاٍ وأترك آخر ثم ارجع أحمل الآخر حتى وجدنا سيارة ساعدتنا على السفر والهروب بعد أن ذقنا اصناف العذاب جراء الهروب من هذا العدوان والذي لم يرحم أحداٍ ولم يترك مأوى آمنا لأي أحد.
معاناة الرحيل
الكثير من الأسر التي فرت من القصف في المدن لحقها القصف إلى الأرياف فلم يترك العدوان مدينة ولا ريفاٍ ولا حجراٍ إلا وطالها نصيب من طائراته وصواريخه فاصبح حال الأسر التي عانت وتكبدت عناء السفر كالمستجير من الرمضاء بالنار.. فواز المحرقي يعيش مع اسرته في حي نقم بالعاصمة صنعاء غادر بعد فجيعة انفجار نقم وسافر بأسرته وأطفاله إلى قرية بمدينة زبيد خوفاٍ عليهم وحرصا على حياتهم وهربا بهم من الهلع الذي يعيشونه أثناء القصف وبعد وصولهم إلى مدينة زبيد إحدى المدن التهامية إذا بالعدوان السعودي يستهدف هذه المدينة الأثرية ويحول سوقها الشعبي إلى ركام فيترك هلعا وخوفاٍ أكبر في نفوس الأسر الموجودة هناك والتي فقدت أفراد أسرها في ذلك السوق لتصبح المدن والأرياف معاٍ تحت رحمة هذا القصف الغاشم.
أما سوسن العواضي إحدى النازحات من منطقة فج عطان فقد رجعت منزلها بعد حادثة عطان لتجده قد تحول إلى رماد محاط بالنيران والدخان في كل مكان لتبدأ مشوار النزوح مع اطفالها الصغار ومن منزل إلى آخر تظل سوسن تتنقل مع أطفالها ويفاجأون بالقصف ويغادرون إلى آخر فيقصف إلى أن سافرت إلى مدينة الحديدة وبدأت مشوار المعاناة بقولها: نعيش كل يوم فاجعة مع أطفالنا ننام ونصحو على ازيز الطائرات وأصوات الصواريخ يوم حادثة فج عطان لم أكن في منزلي فقد كنت بزيارة لوالدي المريض ثم رجعت مهرولة إلى منزلي ظنا مني بأني سأجده أو حتى سأجد بعض جدرانه مهشمة لكنها كانت الفاجعة حقاٍ فقد وجدته كله فوق بعض ولا يتصاعد منه إلا الدخان واصبحت كل مقتنياتي رماداٍ لم أتوقع أن أشاهد هذا المنظر سقطت من هول الفاجعة ثم شكرت الله تعالى أني لم أكن هناك وحمدته على سلامة أطفالي وسلامتي.. حينها سلمت أمري لله فهو وحده الذي يعلم ما يخلفه هذا العدوان الغاشم علينا وبدأت مشوار النزوح من مكان إلى آخر ومن منزل إلى آخر فالقصف يطاردنا في كل مكان والطائرات تملأ السماء من فوقنا وتنزل رعباٍ إلى أطفالنا.
وتضيف النازحة سوسن: ظللنا نتنقل من منزل لآخر حتى وصلنا إلى مدينة الحديدة علنا نجد فيها الأمان ولكن هيهات لذلك فلم يترك العدوان الغاشم لنا أي منطقة آمنة وهادئة فهو يواصل ظلمه ويقصف مدينة الحديدة من كل اتجاه بالإضافة إلى ما يعانيه سكان هذه المدينة من امراض وأوبئة منتشرة مثل حمى الضنك إلا أن الطائرات تمارس قوتها وتكبرها على سماء هذه المدينة الطيبة الفقيرة وأهلها البسطاء فالسكان في هذه المدينة يعيشون أوضاعاٍ معيشية في غاية الصعوبة فلا يجدون ما يأكلون وما يعالجون به أطفالهم فقد فقد الناس معظم أعمالهم بعد أن كانوا يعملون بالثروة البحرية والأسماك فالحصار البحري أفقد الناس أعمالهم ولا تتوفر لهم اي وسائل للعيش أو الحياة فالحر قاتل وشديد والقمامة تملأ الشوارع والماء منقطع والطائرات تسقط صواريخها عليهم ليل نهار الرعب يحيط بالمدينة والفقر والحاجة هي حالة الناس هناك.
ازدحام وتشريد
الكثير من الأسر النازحة والتي وجدت نفسها وأطفالها في الشارع بعد تدمير منازلهم وقراهم بالكامل لم يعد لها مأوى تذهب إليه سوى المدارس لتعيش فيها وتقول الحاجة جميلة وهي نازحة في إحدى مدارس العاصمة :أعيش مع أطفالي التسعة وأختي وأطفالها الخمسة جميعنا في فصل واحد ولا يكفينا المكان حتى للنوم تشردنا وتركنا أعمالنا ومصدر رزقنا ونحن الآن هنا في فصل واحد نعيش على وجبة غذاء واحدة في اليوم ولا نسمع سوى القصف والطائرات من فوقنا….

قد يعجبك ايضا