افراح الوقت الضائع !!

– مر علينا خلال الأيام القليلة الماضية خبر رياضي يمني مفرح غير متوقع أفاد بتأهل منتخبنا الأولمبي لكرة القدم إلى النهائيات الآسيوية بقطر وذلك في وقت ضائع جله أحزان وكآبة لهذا الوطن والشعب اللذين يئنان من الحروب والمآسي ما ظهر وما بطن ومن الأزمات والمحن والفتن التي ما أنزل الله بها من سلطان.. لذلك مر الخبر الرياضي اليمني المفرح ومعه العيد الخامس والعشرون للوحدة المباركة مرور غير كريم بل و”راحا في الرجلين” في وقت يحتاج فيه اليمنيون لأقل الأفراح التي يمكن أن تشعرهم بأنهم شعب لا يزال باستطاعته ان ينتج الافراح اكثر من غيرها من الاحزان والكرب.. ومع ذلك سجلوا عندكم: في الظاهر لم يفرح احد !!
– هل تعرفون ما معنى أن يتأهل أحد منتخباتنا الوطنية لكرة القدم إلى أكبر النهائيات الآسيوية وحجم مثل هذا الإنجاز الكروي اليمني وفي هذا الوقت العصيب الراهن لوطننا وشعبنا بشكل عام وعلى امتداد الخريطة اليمنية ¿¿ وكم تنتظر كرتنا اليمنية وننتظر معها من سنوات طوال ليحدث مثل هكذا إنجاز كبير يذكرنا بالإنجاز التاريخي الذي تحقق للكرة اليمنية قبل أكثر من عقد من الزمان بأقدام فتياننا الناشئين أولئك السفراء الناجحين والمتألقين الذين قدموا أوراق اعتماد الكرة اليمنية للعالم بصورة ولا أروع ولا أجمل ولم تتكرر حتى اللحظة¿¿
– ولمن يعرف قيمة وحجم الوصول إلى النهائيات الآسيوية فبالتأكيد أفرحه خبر كهذا وأثار فخره وزهوه بشباب منتخبنا الأولمبي الذين لم يكونوا في الموعد فحسب بل أكدوا بأنهم أيضا كانوا كبارا ورقم غير عادي في منافسات ومواجهات تصفيات ميانمار الساخنة والقوية.. ولو لم يؤكد الأولمبي اليمني جدارته وأحقيته في التأهل والوصول إلى النهائيات من بوابة صاحب أفضل مركز ثان في مانيمار ما كان له هذا التأهل المشرف إلى أكبر محفل كروي آسيوي قريب من الأولمبياد الأولمبي العالمي الكبير!!
– ومن لا يعرف قيمة هذا الخبر المفرح للكرة اليمنية وإنجاز الأولمبي اليمني فله أن يعرف بأن حدوث خبر رياضي مفرح خلال هذه الأزمة البغيضة هو بحد ذاته شيء كبير ويسعد الجميع ولو لم يعبروا عن هذه السعادة في الواقع.. ورياضيا فإن تأهل الأولمبي اليمني إلى النهائيات الآسيوية يمكن أن يؤهله إلى الأولمبياد العالمي في ريود جانيرو البرازيلية على غرار ما حدث مع منتخب الأمل اليمني الرائع وذلك إذا تمكن الأولمبي من تجاوز تحديات المنافسة ومقارعة كبار آسيا كمنافس في قطر مطلع العام المقبل.. وفنيا فالأحمر الأولمبي قادر على المقارعة والمنافسة إذا ما شد شبابنا حيلهم وترجموا قدراتهم ومهاراتهم الفنية على المستطيل الأخضر الآسيوي !!
– وأما حكاية لم يفرح أحد أولا بعيد 22مايو وثانيا بالخبر الرياضي المفرح فهي كما يبدو أشبه بحكاية أختها لم ينجح احد.. والمعنى مناصفة مع بطن الشاعر أن من غير المعقول ألا يفرح ولا ينجح أحد وأن العيد الوحدوي والخبر الرياضي المفرح لشباب كرتنا اليمنية كانا محل سعادة جماعية ضمنية وتقدير من الجميع غير أن الحدثين جاءا على طريقة أفراح الوقت الضائع الناجم عن ظروف الوطن الصعبة والاستثنائية التي حالت دون إظهار وتجسيد هذه الأفراح علانية والإشادة بشباب الأولمبي اليمني الذين يستحقون بلا شك تحية الجميع واعتزازهم وفخرهم وكل محبتهم.. ولعيد الأعياد 22 مايو العظيم ألف تحية.

قد يعجبك ايضا