داعش يطرق أبواب الجزائر عبر ليبيا

تتواصل الجهود الدولية الهادفة إلى كبح جماح الإرهاب الذي يتنامى يوما بعد يوم في منطقة الشرق الأوسط ودول العالم بسبب العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية والطائفية والتي تشكل العامل الأكبر لهذه الظاهرة الغريبة والخطيرة على المجتمع وهي ظاهرة تهدد المجتمعات والكيانات والدول كما تعرقل عملية التطور والتنمية بشكل إيجابي مما جعل العالم أجمع يتكاتف ضد هذه الظاهرة التي تحصد أرواح الأبرياء وتنتقل من دولة إلى أخرى دون معرفة الأسباب أو من يقف وراء هذه الظاهرة التي تتوسع بشكل غريب.
وفي هذا السياق وضعت السلطات الجزائرية كافة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية في حالة تأهب قصوى استعداد للتعامل مع مارصدته من تنام للتهديدات الإرهابية التي بات يشكلها تنظيم داعش على أمنها القومي.
وأكدت مصادر جزائرية أن قوات الأمن والجيش والجزائريين رصدوا في المرحلة الكثير من المؤشرات على أن التحركات شديدة الخطورة يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي المستوطن بليبيا ودول المنطقة.
وقالت المصادر: تجاوزت التقديرات النظرية التي تتحدث عنها التقارير الأمنية الغربية للاقتراب أكثر من “ميادين التنفيذ” المنتقاة للعمليات الإرهابية.
ونقلت صحيفة “الخبر” الجزائرية عن مسؤولين أمنيين لم تذكر اسماءهم قولهم إن إلقاء الأمن الجزائري القبض على عدد من عناصر داعش في بعض المطارات الجزائرية يعد مؤشرا حقيقيا على خطورة ما يدبر له هذا التنظيم الإرهابي من عمليات في دول المنطقة وخاصة الجزائر وتونس.
ونهاية الأسبوع الماضي ألقت سلطات مطار الجزائر الدولي القبض على أحد عناصر تنظيم داعش عائدا من سوريا وقبل قبل أقل من شهر قامت بتوقيف أربعة تونسيين بمطار محمد بوضياف بعنابة كانوا بصدد الالتحاق بتنظيم داعش عبر تركيا كما خاض الجيش الجزائري بين العمليتين أكبر ضربة أمنية ضد التنظيمات الإرهابية منذ تسعينيات القرن العشرين عندما قضى على 25 إرهابيا بالبويرة قبل أسبوعين.
وقالت مصادر جزائرية إن من بين الإرهابيين القتلى أمير “جند الخلافة” الذي عوض عبد المالك ڤوري.
كما عززت الجزائر تنسيقها الأمني والاستخباراتي مع تونس من خلال تبادل لوائح الإرهابيين وتشديد الرقابة على الحدود وبمطارات البلدين.
وصار تنظيم داعش يشكل تهديدا ماثلا على ليبيا والدول المجاورة لها مثل الجزائر وتونس ومصر وذلك أكثر من أي وقت مضى كما يقول مراقبون لشؤون منطقة شمال افريقيا.
وتمكن التنظيم الإرهابي من السيطرة على محافظة سرت الليبية بالكامل وعلى العديد من المواقع النفطية الهامة. واثار توسع التنظيم الإرهابي في ليبيا مخاوف القيادات العسكرية والأمنية الجزائرية ما دفع بها إلى إرساء احتياط أمني مشدد على كافة الأصعدة بعدما اتضح أن التنظيم يقترب أكثر من الجزائر.
والاثنين دعا الفريق أحمد ڤايد صالح دعا الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الجزائري القوات المسلحة للاستعداد لـ”كافة الاحتمالات بما يكفل إفشال كافة المخططات المعادية وحفظ أمن واستقرار الجزائر”.
ويركز اهتمام الجزائر بالتصدي للإرهاب على محيطها الإقليمي.
وقالت جهات أمنية إن مصالح مكافحة الإرهاب بالجزائر حذرت تونس وبعض دول الجوار الأخرى لم تسمها من مخطط اعتداءات يحضر له تنظيم الدولة الإسلامية تزامنا مع ذكرى تأسيسه وذلك من خلال تنقلات منتمين لهذا التنظيم بجوازات سفر مزورة.
واكدت هذه المصادر الأمنية أن تونس لوحدها تسلمت من الجزائر قائمة اسمية بأكثر من 4500 عنصر من تنظيم “الدولة الاسلامية” أعطيت لهم مهمة تحضير اعتداءات مسلحة لضرب استقرار دول المغرب العربي.
وينتمي هؤلاء إلى عدة دول منها تونس والجزائر وتضمنت التحذيرات الأمنية استخدام المنتمين لـداعش جوازات سفر مزيفة وذلك من خلال الحصول على معلومات دقيقة محتواة في أكثر من 3 آلاف حاسوب شخصي تثبت أن العناصر المسلحة من التنظيمات الإرهابية داعش و”المرابطون” و”القاعدة في المغرب الإسلامي” و”أنصار الشريعة” والتي طورت من أسلوب التنقل وعمليات التمويه باستعمال جوازات متعددة الجنسيات والمشاركة في رحلات سياحية بحرية منظمة في مجموعات للتمويه وتسهيل الاختراق والعبور نحو الدول المستهدفة.
وتحولت ليبيا إلى أكبر قطب يستقطب المقاتلين بشكل واسع في الفترة الأخيرة من دول تونس ومصر وفرنسا ومالي والنيجر.
وتشير تقارير إعلامية إلى تحول ليبيا وسوريا والعراق إلى مراكز تدريبية ومدارس لهؤلاء الإرهابيين الذين يضعون فرنسا وتونس والجزائر كأبرز الأهداف لتحركاتهم التي يقوم بها تنظيم داعش.

قد يعجبك ايضا