معسكر للتدريب الرياضي

منذ الوهلة الأولى التي سمعت فيها بأن الحديدة تستضيف المعسكر التدريبي الإعدادي لمنتخبنا لكرة القدم وضعت يدي على قلبي فقوات التحالف المغيرة على بلادنا وضمن برنامجها التخويفي قالت بأنها دخلت المرحلة الثالثة والمتمثلة في قصف كل المعسكرات ومخازن السلاح بدون تفريق وهو اصرار عدائي على ضرب كل مقدرات اليمن العسكرية.
الآن منتخبنا يخوض معسكرا اعداديا في الحديدة على ملعب الهلال وذلك في إطار استعداداته لغمار التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات آسيا بعد ان رفضت دول جارة مشاركة في التحالف احتضان اعدادية منتخبنا والخوف يتمثل في كلمة معسكر وهي لدى التحالف تعني ثكنة للتدريب العسكري فمن يفهمهم أن ما يجري بالحديدة هو معسكر للتدريب الرياضي بحيث لا نجد لا قدر الله طيارا أعور وقد رمى بحمولته هناك.
نتحسر ليس فقط على الحالة التي وصل اليها بلدنا بل على أن التحالف من الجو والمتحاربين من الارض يمنعون اليمنيين حتى من التنفيس عن أنفسهم عبر مزاولة انشطته الرياضية فيما شباب دولهم يتمتعون بكل ما نفتقد اليه.
فكرة إقامة المعسكر في الحديدة صائبة وتحسب للاتحاد العام خاصة ومنتخبنا مقبل على استحقاقات خارجية..فالمنتخبات الأخرى ظروفها طيبة ومهيأة للبطولة فيما لاعبونا يعيشون وضعا فنيا ونفسيا ليس في مصلحته أن نحن قارناه بالآخرين.
قد تكون الحديدة من حيث حدة القصف والاقتتال هي أفضل للمنتخب من مدن أخرى إضافة لوجود ملعب الهلال المبني على حساب الفيفا ولكن وضع الحديدة الكارثي من حيث انعدام النظافة وتراكم القاذورات وانفجار المجاري وغياب الكهرباء وتفشي الامراض والاوبئة خاصة حمى الضنك لا تساعد المنتخب بل قد يكون مردودها سلبيا في حالة أصيب أي لاعب لا سمح الله ولهذا نتمنى توخي الحذر من الجهازين الفني والاداري.
مرت علينا في الاسبوع الماضي ذكرى اليوبيل الفضي 25 عاما لقيام الوحدة المباركة تلك التي صنعها الرياضيون وجسدوها على ارض الواقع فيما افسدها الساسة والعسكريون وهنا نترحم على الكابتن عبد العزيز فارع الذي افنى حياته قبل الوحدة وبعدها في المجال التحكيمي..مني ومن كل الأسرة التحكيمية خالص العزاء لأسرته الكريمة..رحمه الله وألهم أهله ومحبيه والصبر والسلوان..إنا لله وإنا إليه راجعون..
ونحن ننظر لحالنا قبل ربع قرن وحالنا واليوم نبكي بدل الدموع دم فقد ساهمنا جميعا بالمساس بوحدتنا واستجراء الخارج علينا وهو أننا بين الأمم بعد أن كان العالم يحسدنا على وحدتنا المتوجة لحكمتنا وهنا نسأل العلي القدير أن يديم علينا نعمة الوحدة المقرونة بالعدل وعدم استقواء البعض على الآخرين بالقوة التي يجب ان تكون بيد الدولة فقط.
ما نتمناه ان تأتي البطولة وقد من الله على بلادنا بالأمن والسلامة خاصة ونحن مقبلون على افضل الشهور.. فرمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران ونسأل الله العلي القدير ان يبارك لنا فيما بقي من شعبان وخاصة ليلة نصفه المصادفة ليوم الاثنين القادم وان يبلغنا رمضان وصيامه وليلة قدره وان يجعلنا فيه من المعتوقين من النار..اللهم آمين.

قد يعجبك ايضا